أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الصغير - المجتمع العراقي المعاصر والارهاب ثقافة دخيلة ونزعة غيبة















المزيد.....

المجتمع العراقي المعاصر والارهاب ثقافة دخيلة ونزعة غيبة


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1463 - 2006 / 2 / 16 - 12:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ثقافة دخيلة ونزعة غريبة
الارهاب هو يعد متغيرا جديدا في ثقافة المجتمع العراقي واطره الاجتماعية من حيث التكوينات الاجتماعية السوسيولوجية التي تكون نسيج المجتمع العراقي والعراق معروف بتنوع نسيجه لاجتماعي والديني والمذهبي وبالتالي محمولات هذا التنوع من حيث القيم الثقافية ولاغرابة فالعراق منذ فجر التاريخ صاحب اول دستور في العالم وهو قانون اور نمو وبعده قانون او مسلة حمورابي الشهيرة وهو الذي علم العالم الكتابة اي الحضارة وهو الذي انبثقت منه المذاهب الاسلامية الخمسة والتي انتشرت في كل ارجاء المعمورة التي يحملها كل تشكيل اجتماعي في مجتمعنا العراقي العزيز والعراق معروف رغم هذه التنوعات كان التعايش السلمي هو الذي يسود في كافة اركان المجتمع العراقي المعاصر ولم تكن سمة الجتمع العراقي بروز تأزمات حادة تاخذ صورة الصدام المباشر بين مكوناته الاجتماعية صحيح انه قد تكون هناك مشاعر معينة داخل سريرة الانسان العراقي في انه يميل بصورة عاطفية الى احدى التكوينات او المذاهب لكنها مشاعر ولم تتعدى حدود هذه المشاعر بالنسبة لافراد المجتمع العراقي بل ان المجتمع العراقي كان غاية في التسامح الانساني عندما استوطنت على ارضه مجموعات من دول الجوار وعاشت على ارضه لغاية هذه الساعة وامتزجت ثقافتها بثقافة الشعب العراقي وهذا يدلل بصورة واضحة وجلية على سعة صدر الشعب والمجتمع العراقي وساد السلام الاجتماعي بين هذه المكونات الاجتماعية اللهم الا في اوقات معينة وهذا يحدث في اغلب دول العالم التي تتسم بالتنوع الاجتماعي كاهند وغيرها ومقدمتي هذه سردتها للاثبات ان الارهاب باعتباره يتناقض مع هذه السمات التي عرف بها مجتمعنا العراقي مفهوما وممارسة هو عنصر طارئ وغريب على ثقافة المجتمع العراقي ويوضح الاستاذ حسن العلوي ان المجتمع العراقي لم تكن فيه ممارسة للارهاب في بنيته الاجتماعية لكن كان يوجدفيه ارهاب على مستوى السلطة السياسية عبر تبني سياسة طائفية في العهود السابقة من قبل السلطات السياسية الرسمية وان الصراع الذي عرفه المجتمع العراقي هو صراع بين الاحزاب السياسية وليس بين التكوينات الاجتماعية ولكننا نستطيع القول انه كانت هناك في جذور بعض هذه الاحزاب السياسية العراقية سياسة طائفية فكانت توجد احزاب معينة معظم كوادرها من طائفة معينة والى جانب ذلك احزاب اخرى ينتمي اعضاؤها الى طافة معينة اخرى ولم يشذ من ذلك الا تقريبا الحزب الشيوعي العراقي ولم يتبنى سياسة طائفية في انتساب الاعضاء له فاذا ان الصراع كان سياسيا حول الاستحواذ على السلطة والاستئثار بها وليس طائفيا وان السلطة قد جيرت هذا الصراع لصالحها وليس لصالح تشكيل اجتماعي او مذهبي واحد وان ضحايا السلطة ينتمون الى معظم المذاهب الاجتماعية العراقية وعلى حد تعبير مفكرنا الكبير هادي العلوي ان السلطة في العراق لاتميل الى طائفة معينةبل هي تسلك سلوكا طائفيا في التفريق بين المذاهب والتشكيلات الاجتماعية مما يعود بالنفع على السلطة وحدها فقط واافضل دليل على ذلك ان ضحاياها ينتمون الى مذاهب او طوائف مختلفة في العراق فالى جانب الشهيد محمد باقر الصدر الذي ينتمي الى الطائفة الشيعية يوجد ايضا الشهيد عبد العزيز البدري الذي ينتمي الى الطائفة السنية وهكذا نرى ان النظام البائد قد وزع مجازره وضحاياه بشكل متساوي بين مكونات المجتمع العراقي مما يعزز مقولتنا الانفة الذكر والان نأتي الى مقاربة فكرية يعرف والارهاب يعرفه قاموس ويبستر بالعبارة التالية ( ارهاب خوف شديد وطاغ ) و (استخدام اساليب الترهيب في الحكم او مقاومة الحكومة ) ولغوية لمفردة الارهاب يقول الاستاذ يحيى عبدالمبدي( في اللغة العربية تشتق مفردة ارهاب من الفعل المزيد أرهب ويقال ارهب فلانا اي خوفه وفزعه وهو نفس المعنىالذي يدل عليه الفعل المضعف رهب(بضم الهاء)اما الفعل المجرد من نفس المادة وهو رهب(بفتح الراء وكسر الهاء) يرهب رهبه ورهبا فيعني خاف فيقال رهب الشئ رهبا ورهبة اي اخافه وكذلك يستعمل الفعل ترهب بمعنى توعد واذا كان متعديا فيقال ترهب فلانا اي توعده وكذلك تستعمل اللغة العربيةصيغة استفعل من نفس المادة فتقول استرهب اي رهبه اما في الثقافة الغربية تتكون المفردة ارهاب في اللغة الانكليزية باضافة ism الى مفردة terror بمعنى فزع كما يستعمل منها الفعل terrorize ويرجع استخدام مصطلح terrorism في الثقافة الغربية تاريخيا للدلالة على نوع الحكم الذي لجأت اليه الثورة الفرنسية ابان الجمهورية الجاكوبية ضد تحالف الملكيين والبرجوازيين المناهضين للثورة وقد نتج عن ارهاب هذه المرحلةالتي يطلق عليها reign of terror اعتقال مايزيد عن 300 ألف مشتبه واعدام حوالي 17 ألفا اضافة الى موت الالاف بالسجون وقد تبنت بعض الدول ارهاب الدولة مثل النظام النازي في المانيا وستالين في الاتحاد السوفيتي السابق وتحت غطاء ايديولوجي لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية اضافة الى ارهاب الدولة كان ةهناك ارهاب خارج اطر الدولة على مستوى جماعات مناوئة للسلطة القائمةمثل بادر ماينهوف ومنظمة الالوية الحمراء والجيش الاحمر الياباني والدرب المضئ البيروية ومنظمة ايتا الباسكية)
(مفهوم الارهاب بين الاصل والتطبيق –يحيى عبد االمبدي-معهد الدراسات الافريقية –جامعة القاهرة- اسلام اون لاين)
اننا هنا لاندرس الارهاب الفردي بل الارهاب بوصفه ظاهرة سياسية واجتماعية ان الارهاب السياسي له صورتان رئيسيتان ارهاب الدولة وارهاب الجماعات المعارضة لتوجهات السلطة القائمة في الماضي القريب في مجتمعنا العراقي كانت هناك سياسة الارهاب الخطير في المجتمع العراقي ارهاب لدولةالذي تعرفه هيئات حقوق الانسان بانه مجموعة الانتهاكات الخطيرة والسافرة لحقوق الانسان الفردية والجماعية وفق سياسة مدبرة تستهدف فرض نظام مضاد لمصالح الاغلبية الساحقة من الشعب ومن هنا ترك هذا الارهاب الخطير ندوبه وآثاره على بنية المجتمع العراقي ومؤسساته السياسية التي افرغت تماما محتواها من جراء تلك السياسة الخطيرة ويمكن ان نعد النظام الصدامي المقبور اسوأ نموذج لذلك الارهاب وتتمثل فيه سماته الانفة الذكر والوقائع كثيرة ولايمكن سردها هنا لعدم اتساع الوقت ويكفي ان نشير الى عمليات الاضطهاد السياسي والاجتماعي لكثير من ابناء شعبنا والمقابرالجماعية التي اكتشفت بعد سقوط النظام البائد وعمليات التغيير الديموغرافي لطبيعة سكان بعض المدن ولقد كانت مخلفات هذا الارهاب السياسي كبيرة جدا على سيمايئيات المجتمع العراقي وبعد سقوط هذا النظام برزت مجموعات تبنت صيغةالارهاب كجزء كبير جدا من تراكمات سياسيية وثقافية فاشستية وموروث سسياسي لمجتمع تربى على اقصاء الاخر وتهميشه وان الاخرين هم الجحيم كما يقول سارتر فتطبعت تلك الجماهير بقيم التطرف والعداء لكل ماهو جديد ورجمه باللعنات لانهم لايشعرون به اصلا ولم يجربوه كممارسة حية لهذه القيم الحديدة وهي غريبة على اذهانهم التي امتلأت بقيم نكوصية وجامدة وكجزء من التربية الفاشستية لقيم ذلك النظام والذي على مدى ثلاثة عقود قد افرغ العقل العراقي من اي قيم فكرية وانهى تماما الحراك السياسي الاجتماعي والفكري داخل الوطن امام هذا الواقع الجديد في العراق وبدأنا نسمع ونرى عمليات الحادة للارهاب كالتفخيخ وزرع العبوات الناسفة والاغتيالات والخطف بالنسبة للمواطنين او الكفاءات او الفنانين والمبدعين بصورة عامة وكل ذلك يندرج تحت عنوان الارهاب وكرد فعل عنيف للتغيير الموضوعي الجديد وهذا امر طبيعي لان كل جديد يمر بمخاضات كبيرة حتى يستقر ويصبح هو القانون العام الا ان غيرالطبيعي هو ان يجري ذلك على حساب حياة الابرياء وذلك هو الارهاب المادي يقول الاستاذ جابر عصفوران ذلك ليس الا الجزء الظاهر
من جبل الجليد
الذي يشكل التعصب والتطرف قوامه وجذره وهيكله الاساسي ان القمع قهر واذلال واجبار والارهاب تخويف وترويع وتفزيع وكلاهما يلتقي في دلالة ممارسة العنف التي تتعدد اسبابها ويختلف الفاعلون بها او يتباين المنفعلون بها لكن لاتختلف نتائجها التي تستأصل الامكانيات الواعدة للحوار او الاختلاف او المغايرة او الوجود الحر)
(مواجهة الارهاب –جابر عصفور – عرض شوقي بزيع- صحيفة الحياة -12/2 –لندن )
ان الارهاب الذي يحاول ان يفرض ثقافته في فضاء المجتمع ا المعاصر ومن خلال تلك السمات الانفة الذكر هي ظاهرة ليست جديدة في على الانسان فالعنف قد التصق به منذ بدء الخليقة الاولىومامقتل قابيل على يد اخيه هابيل الا دليل على ذلك ف كما تقول الاساطير والحقيقة أن من أسباب أزمة المجتمع العربي عامة هو ان الفكر العربي القائم على اساس بنية فكريةمتخلفة هو سيطرة الأيديولوجيا على الذهن النخبوي والشعبي
ومن هنا كان يجري عملية تغيير وتثقيف سيميائيات الانسان اذا جازت هذه التسمية لاستئصال هذه المركبات العنفية من تركيبته السكلوجية ومرة اخرى نقول ان الارهاب امرا ليس طارئا على تاريخنا الاسلامي ولااقول ديننا الاسلامي اقصد هنا الصيرورة البشرية في المجتمع الاسلامي يقول الاستاذ جابر عصفور (ان ثمة جذورا فكرية للصراع الذي اتخذ في الاونة الاخيرة ابعاده العنفية الضاربة وهي جذور ضاربة في اعماق التاريخ الاسلامي من حيث الصراع بين اهل العقل واهل النقل او بين المعتزلة وبين الاشاعرة او بين من ياخذون بظاهر النص وبين من يميلون الى الاستبطان والتأويل وهذا الصراع استمر في الحقبة الاخيرة بين المثقف التقليدي الذي ينتصر للماضي ويعمل على تأبيده وترسيخ مفاهيمه والذي شكل حاضنة للمثقف المتطرف فيالغلو وبين المثقف المحدث الذي يأخذ بالحوارويميل الى الانفتاح على الغير والمعاصر والمختلف)
(نفس المصدر)
ان ثقافة الارهاب التي تنتشر في فضاء عالنا العربي والعراق جزء منه وفي هذه المرحلة قد اشاعت قيما متطرفة تستبيح الاخر الى حد انتهاك حرمته الشخصية وحياته في احيان اخرى وكما حصل للشهداء مثلالعز الدين سليم والشهيد قاسم عجام رحمهما الله او الشخصية الوطنية شاكر الدجيلي الذي اختفى في احد دول الجوار في ظروف غامضة نأ مل جميعا ان يكون مايزال على قيد الحياة لان الار هاب
ايها الاخوة الاعزاء لاوطن له ولاهوية وهو يستهدف الكل وماتفجيرات كربلاء او اربيل او الانبار لقتل المدنيين الادليل على ذلك وماذلك الا حصيلة هذه الانتهاكات الخطيرة وان هذه الاعمال الاجرامية تدفع بالمجتمع بكل اطيافه وتكويناته نحوالهاوية اذا والتي هي ممارسة القتل والتفجير اي الفعل المادي اما المجرم الاكبر
في ذلك العقل المقفل والاعمى الذي يعطي الامر بالجريمة وفقا لاعتقاده الثابت انه يقبض على ناصية الوطنية والحقيقة برمتها كما على الابواب والجحيم كما يقول الاستاذ شوقي بزيع ان ثمة بعد آخر في انتشار ثقافة الارهاب في سيمياء وفضاء حياتنايتعلق بذاتنا والازدواجية القيمية التي نحيا ومن هنا ندرك عمق الخلل البنيوي في الثقافة العربية السياسية التي تؤبن الركود الحضاري على المشاركة الفكرية والسياسية والذي بدوره يؤدي الى سكونية وثبات قيم تؤدي بالفرد والمجتمع الى النكوص المعرفي والاجتماعي الذي ينتعش فيه الارهاب وثقافته المتطرفة هو مجتمع مأزوم ومنقسم على ذاته وتغيب فيع قيم التسامح ذلك المبدأ العظيم الذي يكفل التعايش السلمي وفارضا سلامه الاجتماعي على كل ارجاء المجتمع (يقول الدكتور عبد الحسين شعبان والذي ترتبت على غيابه جملة من الاضرار الاجتماعية وهي انتشار مظاهر التعصب والعنف وسيادة عقلية التحريم والتجريم سواء على الصعيد الفكري او السياسي او الاجتماعياو الثقافي او مايتعلق بنمط الحياة ففكريا يعني حجب وتحريم حق التفكير والاعتقاد والتعبير وسياسيا يعني احتكار الحكم وتبرير مصادرة الرأي الاخرودينيا يعني منع الاجتهاد وتحريم بل تكفير اي رأي آخر بحجة المروق واجتماعيا يعني فرض حياة معينة بغض النظر عن التطورات العاصفة التي شهدها العالم وثقافيا يعني التمسك بالقيم والمفاهيم القديمة التقليديةومحاربة اي رغبة في التجديد)
(حقوق الانسان –د. عبد الحسين شعبان- بيروت 2004-244/245 )
ومن هنا نبه مفكرو الحرية والتسامح في العالم اجمع الى اهمية سيادة قيم التسامح والتي هي معطى معطى ثقافي واجتماعي يقول المفكر الفرنسي (فولتير)بشأن ذلك((قد اختلف معك في الرأي لكني سأقاتل معك حتى تقوله))وايضا يقول(( انه نتيجة لكينونتنا البشرية اننا جميعا نتاج الضعف كلنا هشون وميالون للخطأ لذا دعونا نسامح بعضنا البعض ونتسامح مع جنون بعضنا البعض بشكل متبادل وذلك هو المبدأالاول للطبيعة)) ويقول المفكر جون لوك منظر النزعة الدستورية بشأن ذلك((ان كل البشريمتلكون الحق في الحرية الطبيعيةولكنها حرية مشروطةبالاخلاق والقانون الطبيعي ولب القانون الطبيعي هو العقل الذي يجب ان يستخدم بشكل سليم لرسم افاق سليمة للبشر)
والفغسلسوف العربي ابن رشد الذي قال في هذا المجال ان المذاهب لاتتباعد كل البعد عن بعضها البعض حتى يبدع ويكفر بعضها بعضا ولهذا فان فرق تباين الاجتهادات واختلاف التفسيرات انمايدل على تباين الطرق الموصلة الى الحقيقة والطريق الى الحق ليس واحدابل كثير وهوالامر الغائب في واقعنا الحاضر الشديد الالتباس والبعيد كل البعد عن قيم التسامح الامر الذي عزز التمحور حول الهوية عند البعض الى حد الانغلاق وعزز التطرف والانقطاع عن اي آلية تفاعل واندماج مع باقي الثقافات العالميةالتي هي سمة العصر وهذا امر خطير على الهوية ذاتها (لان الهوية الفعالة والقوية ليست مايملكه المرء او مايعطى له انها ليست كيانا ما وراثياوانما هي ثمرة الجهد والمراس والاشتغال على المعطى الوجودي بكل ابعاده من اجل تحويله الى اعمال وانجازات انها صناعة وتحويل بقدر ماهي انبناء وتشكيل والاحرى القول انها بنية يعاد بناءها باستمرار خصوصا عند بلوغ الازمات اوز الوقوع في مآزق بعد ان امست الهوية عندنا اشبه بالداء او العصاب المستحكم في سلوكنا)
(حديث النهايات- د.علي حرب –الطبعة الاولى 2000-مركز الثقافي العربي-الدار البيضاء/بيروت)
ان اللحظة الحالية من تاريخنا المعاصر بحاجة الى وقفة من قبل الجميع لانها لحظةمتشظية وتعصف بالجميع في سبيل سحبنا جميعا نحو احتراب طائفي مقيت والذي ان حصل سوف تحرق ناره الجميع وكلنا سمعنا او قرأنا عن حال اوروبا في العصور الوسيطة عندما حصلت حروب بأسم الدين والعقيدة ماذا حصل هناك ومالذي حل بالمجتمع ولم ينقذهم من هذا الحال الاظهور الديمقراطية باعتبارها تعطي الفرصة بالتساوي للجميع وفي شكل سلمي وتنزع عنهم ثوب العنف والارهاب وهذا هو اهم سمات الديمقراطية كما عبر مفكرنا الكبير الراحل علي الوردي ومن هنا الدعوة الىالجميع ومن بينهم الحكماء والعقلاء الى المسارعة الىاعادة الامور الى سيرها الطبيعي وان ياخذوا موقعهم الطبيعي كمرشد للمجتمع حتى تستمر المسيرةتسير بشكل طبيعي الامر الذي يستوجب من الجميع اعادة رسم الخريطة الثقافية والاجتماعية عبر ايجاد مايسمى بمفهوم الحراك الثقافي والسياسي عبر تبني آلية ديمقراطية التنظير والعمل او النظرية والتطبيق واشاعة قيم جديدة كالتسامح كما اسلفنا ولايكفي الحديث بذلك فقط بل ينبغي تفعيل ذلك الى ابعد الحدود والمستويات وان تمنح الفرص بالتساوي وذلك هو اساس مبدأ الديمقراطيةوتجذير مبدأ التسامح واهدافه السامية في كل انساق المجتمع ومن خلال فرضياته التي تقوم على اساس وكما يقول الدكتور عبد الحسين شعبان بشأن ذلك
1- فكرة الخطأ والصواب اي احتمال الخطأ والصواب للطرفين وقد يكون كلاهما مخطأ ورأي ثالث قد يوكن هو الصواب ولهذا فان قبول نبدأ التسامح هو الاقرار بمبدأ نسبية المعرفة الذي اخذ به سقراط وطره فولتير
2- فكرة التلتفاهم والعقلانية اي النقاش والحوار لتصحيح الاخطاء وبغيةالوصول الى ماهو صحيح وماهو خطأ او ماهو حقيقي وماهو مزيف دون الاغراق في البحث عن من هو المخطئ ومن هعو المصيب
3- فكرة الاقتراب من الحقيقة وهي طريق النقاش لانضاج وتطوير الافكار وصولا اللى الحقيقة ولعل اكبر نقاش تاريخي كان بين اينشتاين وبوهر اكبرعالم فيزيائي وبين ماركس زانجلز اكبر منظري الفلسفة الاشتراكية حيث شهدت مناظرات وحوارات كان من شأنها جعل الافكار والارادة والاستنتاجات اكثر وضوحا
4- فكرة عدم العصمة اي ان العلماء والمفكرين هم كذلك يخطئون بل يكونون قد اخطأوا اكثر من مرة في القضايا العملية وفي التجارب العقلية او على مستوى الاخلاق ايضا يقول سقراط كن حكيما واعرف نفسك اعرف انك لاتعرف
5- (مصدر سابق)
ان جلوسنا وبحثنا المشترك حول شؤون وشجون المجتمع امر هام لنا جميعا ومن هنا اتفق كثيرا مع الرأي الذي اطلقه احد المفكرين الذي يقول:
لطاما رفضنا الجلوس والحوار معا في الماضي لكن الذي يرغمنا على الجلوس معا الان هو الحقيقة المرةللمستقبل التي ان حلت ستدمرنا جميعا وليس مجموعة واحدة
ومن هنا جلوسنا وحوارنا معا واختم حديثي بأبياترؤائعة للشاعر العظيم ناظم حكمت:
اذا لم تحترق انت
واذا لم احترق انا
واذا لم يحترق كلانا
فمن الذي سيضئ الظلام



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية السياسية والمخاض الدستوري ونصف الكأس المملوء
- شعراء مدح الحاكم تقليد ارجو ان ينتهي
- الحياة البرلمانية الدستورية ممارسة حضارية
- الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الف ...
- الديمقراطية- الدولةإنعدام التبلور الموضوعي الداخلي وضعف التأ ...
- ....هل عرفنا نظام الدولة حقاًخارج الاطر المككيافيلية
- ديمقراطية ومؤسسات.. أم.. تكتلات ومراكز قوى
- أحزمة البؤس والديمقراطيةعلاقة تفاعل ام تنافر
- المرأة والرجل معا في بناء المجتمع الديمقراطي
- شعب من اجل الديمقراطية ام ديمقراطية من اجل الشعب
- من افرازات ثقافة الديكتاتورية البغيضةجماهير متماهية ونزعات د ...
- الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص
- لماذا لم ينجح العرب في تشكيل مجموعة اقتصادية قوية
- حتى لاتتكرر تجربة وأد واجهاض الديمقراطية
- اصلاح المناهج التعليمية وتغيير الأطر الفكريةهو السبيل لاجتثا ...
- جدلية الانسان- الحرية
- اوهام قرية عالمية بلا حدود
- الاصلاح السياسي الناجح من ادنى الهرمية الى اعلاها ايها الساد ...
- حقوق الانسان ودولة القانون ركيزة النهوض الحضاري
- المسكوت عنه في خطاب نظرية صراع حضارات


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الصغير - المجتمع العراقي المعاصر والارهاب ثقافة دخيلة ونزعة غيبة