أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - ....هل عرفنا نظام الدولة حقاًخارج الاطر المككيافيلية















المزيد.....

....هل عرفنا نظام الدولة حقاًخارج الاطر المككيافيلية


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ انبثاق الحياة على وجه الارض واستيطان البشر عليها واتخاذهم صيغة الحياة الجماعية مجتمعين في مكان معين اتخذوا صوراً شتى لأدارة حياتهم بعد ان كانت تتخذ وضعاً مشاعياً للجميع حيث كان الكل يكدح ويأكل مما يعمل ومع تعقد وضع الحياة والانسان وظهور تقسيم العمل والاستغلال الذي رافقه لللانسان واختلال التوازن بين الافراد برزت الحاجة والضرورة الى اتخاذ تكتلات يحتمي بها الفرد والناس من صعوبات واحياناً مشاكل الحياة والاستبداد الاجتماعي فظهرت هنا تشكيلات قبلية وعشائرية يتناسب مع المرحلة الرعوية والزراعية التي يمر بها المجتمع العربي في تلك المرحلة. بتقادم الزمن مورست على هذه التشكيلات الاجتماعية القبلية نوعاً من التقديس من خلال زعماء هذه القبائل بعد ان اتخذت كل كتلة طوطماً معيناً يمثل هذه الجهة أوتلك وفي هذه المرحلة الرعوية كان يغلب على الوضع التأريخي والاجتماعي التشتت وانعدام الامن والعدالة وتزايد سلطة الافراد ذوي النفوذ وظهور ملامح استبدادية وغياب كل تمثيل للدولة او حضورا ومن هنا برزت الحاجة الى الدولة يحتمي بها الجميع ان ظهور الدولة رافقه انواع من الاراء احدهما يرحب به باعتبار ان الفرد يتنازل عن قسم من حريته للدولة مقابل ان تحميه من تسلط الفرد المستبد وهذا هو رأي الفيلسوف هوبز الذي ناصرالحكم الاستبدادي باعتباره ضرورة للبشر اما الرأي الاخر فهو للفيلسوف جون لوك الذي ناصر مبدأ المواطنة للفرد وحق اعتراضه على التشريعات غير المنصفة بحق الفرد ان بدرت من الدولةً)
ويرى المفكر الفرنسي جان جاك روسو أن الإنسان كان يعيش قبل نشأة الدولة في حرية
كاملة ، ولكن نظراً لتعارض المصالح والميول والنزعات الشريرة ، فقد اضطر الأفراد إلى البحث عن
نظام يكفل لهم الأمن ، ويحقق العدالة ، فتعاقدوا على إنشاء مجتمع سياسي يخضع لسلطة
عليا ، ويعتبر هذا العقد هو أساس نشأة الدولة ، وسند السلطة معاً .
ومؤدى العقد عند روسو أن الأفراد تنازلوا عن حرياتهم الطبيعية للجماعة مقابل الحصول على
حريات مدنية جديدة يكفلها المجتمع لهم على أساس المساواة . وأن العقد قد تولد عنه إرادة عامة
هي إرادة الجماعة ، وهي مستقلة عن إرادة كل فرد على حدة ، وهي مظهر لسيادة المجتمع ،
وتعبير عن هذه السيادة ، ولا يجوز التنازل عنها .
أما الحاكم طبقاً لنظرية روسو فهو ليس طرفاً في العقد ، ولكنه وكيل عن الجماعة ( الأمة ) وفقاً
لأرادتها ، ولها حق عزله متى أرادت ذلك . لها ومع ظهور الاسلام في تلك المرحلة التأريخية والذي اتخذ في البدء دعوة عقائدية وانشأ دولة في المدينة فيها بعض ملامح العدالةومع التشكل البسيط للدولة بدأت تظهر بوادر تسلط والغاء للأخر يمارسها رجال هذه الدولة بنفس وتوجه سلطوي يتخذ صيغة القسر بعيداً عن روح التسامح التي دشنها الرسول (ص)
فنلاحظ حالات التمرد وعدم الانصياع لتوجهات الدولة الرسمي في زمن الدولة الاموية والعباسية من ناحية المعارضين لهذه الدولة الرسمية اذاً يبدو واضحاً حالة الاختلال في تركيب الدولة والوضع الاجتماعي السائد فالدولة الاموية التي كانت تمارس الحكم باعتبار انها وريثة وممثل الرسول نراها قد تبنت العصبية القبلية والتي تتنافى مع توجهات الاسلام والقران الذان يؤكدان على مبدأ التقوى نراها قد مارست تسلطاً وقمعاً كبيراً جداً كانت نظاماً في الحقيقة نظاماً سلطانياً والامر يتكرر ايضاً مع الدولة العباسية والتي نراها تنطق هذه المرة بأنها ظل الله في الارض نراها قد تعدت سابقتها وافاقتها في الطغيان والتسلط واعتبرت نفسها هي الدولة نراها هي الاخرى دولة سلطانية وهكذا الامر في الحقيقة ان الدولة التي عرفتها وشهدتها المنطقة العربية الاسلامية هي دولةأمنية بالدرجة الاولى وتسلطية قمعية وتتعامل مع الاحداث بصيغة توجس وخوف من الاخر لا بصيغة تعامل حضاري مع الاخر والحقيقة ان الاختلال القيمي له ظروف تأريخية خضعت لها الصيرورة التاريخية المنتمية لها فالمعروف يقول الاستاذ محمد جابر الانصاري ان اي دولة حتى تتمكن من اعلان نفسها انها دولة قانون وتمثل كل المجتمع يجب ان يتوفر شرطان خضعت له جميع الامم وانظمتها وهما( الثبات) (الاستمراري) ولكننا نلاحظ ان الدولة العربية الاسلامية لم تشهد ثباتاً فنلاحظ ان عاصمتها قد انتقلت من مكان الى اخر مما يعكس نوعاً من الارتباك والاختلال في استقرار الدولة وايضاً نلاحظ عدم استمرارية الدولة العربية الاسلامية ممثلاً في نظامها الرسمي فنلاحظ مثلاً انه في لحظة تأريخية قيام ثلاث خلفاء في وقت واحد كل يدعي منهم انه الممثل الرسمي لهذه الدولة مما يعكس حالة الفوضى والتشرذم الذي شهده النظام العربي الرسمي وهكذا استمرت السيرة التراجعية للدولة والنتيجة الطبيعية لنهاية هذه الدولة على يد الغزو المغولي الى بغداد عاصمة الدولة العربية الاسلامية ونهاية نظامها الرسمي وزاد في الامر بلة ومع تقادم الزمن ظهور الدولة العثمانية بكل امراضها العنصرية والطائفية وانعكاس ذلك على المجتمع العربي وانظمته. ان الدولة التي عرفها الشرق هي دولة ميكافيلية تلغي الاخر وبالتالي لم نعرف دولة الطمأنينة والرفاهية كما عرفتها الشعوب الاوربية والتي يفاخر المواطن الاوربي بالانتماء اليها والتي هي دول الحق كما يدعون لا بالمعنى الذي قصده الفيلسوف هيجل قاصراً بها الدولة الباسماركية ذي النزعة العسكارتية بل دولة الحق( وهنا ليس المقصد بالحق المعنى الديني بل الفكري) التي يشعر بها المواطن انها بسطت القانون والعدالة وانها دولة المؤسسات المدنية والتي فيها السلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية مستقلة عن بعضها البعض وكل هذا يتفق مع مانادى به الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو صاحب نظرية العقد الاجتماعي والذي تساءل يوماً هل الحكومة هي مجرد مندوب عن الناس ام ممثلة لهم وايضاً هل الحكومة هي الدولة أم انها مجرد جهاز حكومي يسير حياة الناس فنلاحظ اذاً ان الغرب تحكمه الشرائع بينما الشرق يحكمه الملوك الاستبداديين.
يتضح من كل هذا ان العرب لم يعرفوا الدولة بشكلها الناضج المعاصر بل عرفوا نوعاً من انظمة الدولة الكلاسيكية هو قمعي وتسلطي ينتمي الى ماضي سحيق لايتلائم مع الحاضر المعاصر ونتيجة لهذا يمكننا ان نشخص عوامل التردي البنيوي في مفاصل وبنية النظام السياسي العربي ومنها العراق والذي ورث كل امراض الانظمة السلطانية الاستبدادية السحيقة والتي مررنا بذكرها وان لنا ان ننهض ببناء دولة عصرية مدنية يسود فيها القانون والعدالة لكل الناس فالامم التي لا تستفاد من اخفاقاتها لا تستحق العيش وكما قال الفيلسوف الانكليزي ارنولد توينبي صاحب نظرية ة التحدي والاستجابة.



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية ومؤسسات.. أم.. تكتلات ومراكز قوى
- أحزمة البؤس والديمقراطيةعلاقة تفاعل ام تنافر
- المرأة والرجل معا في بناء المجتمع الديمقراطي
- شعب من اجل الديمقراطية ام ديمقراطية من اجل الشعب
- من افرازات ثقافة الديكتاتورية البغيضةجماهير متماهية ونزعات د ...
- الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص
- لماذا لم ينجح العرب في تشكيل مجموعة اقتصادية قوية
- حتى لاتتكرر تجربة وأد واجهاض الديمقراطية
- اصلاح المناهج التعليمية وتغيير الأطر الفكريةهو السبيل لاجتثا ...
- جدلية الانسان- الحرية
- اوهام قرية عالمية بلا حدود
- الاصلاح السياسي الناجح من ادنى الهرمية الى اعلاها ايها الساد ...
- حقوق الانسان ودولة القانون ركيزة النهوض الحضاري
- المسكوت عنه في خطاب نظرية صراع حضارات
- جمهوريات الاغتصاب والسطو المسلح وانعدام الافق السياسي والديم ...
- علمانية الدولة العراقية الخيار الاستراتيجي المطلوب
- النظام الديمقراطي تنوع الأنساق الفكرية واتفاق المبادئ الإنسا ...
- الفيدرالية اعادة تنظيم البلد وترتيب البيت العراقي من الداخل
- خطر الأيديولوجية المريضة
- المثقفون ضمائر الامة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - ....هل عرفنا نظام الدولة حقاًخارج الاطر المككيافيلية