أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص














المزيد.....

الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الساحة الفكلرية والسياسية العربية ثمة كثير من الخطابات التي تعكس الحراك الفكري والسياسي واجتماعي لبنى اجتماعية فاعلة ومن هذه الخطابات التيار الليبرالي العربي كأحد الخطابات التي يمثل شريحة واسعة تتمتع برؤيا للتحديث السياسي والفكري لنقل المجتمع نقلة اكثر تقدم ولاسيما ان بنية الفكر الليبرالي من ايجاد نسق ثقافي للتغيير من غير عنف وبواسطة التغيير التدريجي بحيث لالايحدث هزات عنيفة في المجتمع هذا طبعا حدث على مستوى المحيط العالمي ام نحن العرب فلم توجد لدينا تجربة مطبقة يستند عليها كمثال في هذا الجانب ومن هنا كان الليبراليون العرب وهم يرون آفاق التجربة العالمية وماتحققه من نتائج واستحقاقات الا الاعجاب الشديد بهذا النسق الثقافي لهذ ارتأى الكثير من المفكرين العرب الاخذ بهذا النسق وتطبيقه على الواقع العربي دون سؤال الذات هل نحن مهيئون نفسيا ومرحليا له بل البعض ذهب الى اكثر من ذلك عندما اعلن القطيعة مع الماضي ومع التراث يقول المفكر العربي سلامة موسى بخصوص ذلك (فلنول وجوهنا شطر اوروبا ونجعل فلسفتنا وفق فلسفتها ونؤلف عائلاتنا على غرار عائلاتهم) وواضح جدا الرؤية الاستنساخية التي ينادي بها هذا الخطاب ومن جانب اخرؤ يقول المفكر فرح انطون (يجب ان تكون مدارسنا كالمدارس الفرنسية معزولة عن الدين عولا نهائيا )ان منطق القطع وحسب المقولات التي تنادي بذلك هو منطق احادي يعزل ذاته ويعزل الوسط الذي ينطلق منه ان الخطاب هو اداة ومحتوى يقول المفكر العربي محمد عابد الجابريان المبادئ والاليات والمفاهيم ليست فطرية او غريزية وانما يكتسبها الانسان نتيجة احتكاكه بمحيطه الطبيعي والاجتماعي ومن هنا اهمية خصوصية هذا المحيط في تشكيل خصوصية الفكر وهكذا فالفكر العربي هو غربي لا لانه مجموعة تصورات او نظريات او اراء فحسب تعكس الواقع العربي او تعبر عنه بشكل من الاشكال بل لانه كذلك نتيجة طريقة او اسلوب في التفكيراسهمت في تشكيله جملة معطيات وعلى راسها الواقع العربي بكل مظاهر الخصوصية فيه ان اي خطاب ثقافي او سياسي يجب ان ينطلق من واقعه الذي هو الفضاء والحاضن له وعلى الليبرليون العرب ان يقدروا الواقع العربي حق تقديره فلقد انزوى هذا الفكر في شرائح نخبوية وبقى بعيدا عن المجتمع وثمة من يقول ان بنية المجتمع العربي ذي الخلفية القبلية والعشائرية وبالتالي القيم التي تحتضنها هذا البنية وذي الاقتصاد اريعي الكسول لايمكن ان تنسجم مع طروحالت حداثية وحتى ان صح هذا الطرح فلا يصح ان
نستكين له بل يجب البحث عن افاق حوار جديدة وعلى رأي احد الكتاب ان التخندق داخل نسق ايديولوجي مغلق عبر عن نفسه من خلال الثقة الى مرتبة القداسة في النزعة المتطرفة نحو النمذجة واقتفاء اثر الاخر لقد لقد تجلت النظرة في التطرف والدوغمائية لدى بعض الليبرالين العرب في احلال النموذج الغربي من فرويد وفوكو وفولتير ومونتسكيو ححا ابن رشد والاصمعي وابن خلدونوهذا يعد غلوا في الفكر لان البعض عند رؤيته للحضارة الغربية وماحققته ينطبق عليه قول ابن خلدون (ان المغلوب يتبع الغالب في الملبس والمذهب) ان الفكر والخطاب الليبرالي هو ضرورة وهذا امر لايختلف عليه اثنان كونه يعد عامل توازن بنيوي ومؤشر لسيادة العقلانية لكن على اساس التفاعل مع الاخر وعدم ممارسة اقصاء مع اي رأي مضاد كنها صفة اصولية ايا كان الفكر الذي ينادي بذلك و عليه ايضا ان ينطلق من واقعه الموضوعي العربي ولابأس التفاعل مع انجازات الفكر العالمي وليس استنساخه يقول الاستاذ هشام حعيط ان المثقف العربي هو رجل عقلاني ومتفتح على كثير من التيارات ويؤمن بتعقيد الواقع الثقافي والروحي لايمكن له ان ينزلق في نظرية احادية للوجود وغير ذلك ان يضحي بما اكتسبه العقل ليس العقل فقط بل حتى الروح البشريةومااكتسبته من كل مايخلق جمال الحياة ونفاذ العقل وفتوحات الحداثة بأحسن معنى لهذه الكلمة لان الحداثة ايضا فيها شرور ولايمكن لها ان تندرج ضمن هذه النظرة الى الوجود ان الحداثة ومن ضمنها الخطاب الليبرالي العربي مطالب بالتفاعل مع واقعه الموضوعي وهو هنا الواقع العربي ونشاطاته الفكرية وعدم ممارسة الوصاية او الترفع وعليه ايضا ان يتفاعل مع الفكر العالمي بصيغة المحور والمناظر وليس بصيغة التابع او اللاستنساخ الاعمى يقول الاستاذ هاشم صالح في هذا الشأن (ان المثقف الليبرالي العربي كالفلاح الفقير الذي يقف اما خجلا بنفسه امام الغني المؤثر يقف مثقفناالعربي امام نظيره الغربي وهو يكاد يتهم نفسه ويعتذر عن شكله غير اللائق ولغته غير الحضارية ودينه المتخلف ويستحسن المثقف الغربي منه هذا الموقف ويساعده على الغوص فيه اكثر فاكثر لكي يصبح حضاريا او حداثيا مقبولا ) ان الخطاب الليبرالي العربي اذا اريد له ان يكون خشبة خلاص عليه ان يمارس انزياحات ومكاشفة مع الذات حتى يستطيع ان يزيل عوامل الضعف والوهن فيه وان يتخلى عن التبعية الفكرية ويصنع تجربته بنفسه وعلى رأي احد المفكرين العرب الذي يقول هذه المبادئ السامية في جوهرها والتي قوبلت بكثير من التقدير, وإن لم يكن الترحيب (بالرغم من بعض الانتقادات) مع الليبرالية الكلاسيكية تواجه الآن كثيرا من المعارضة والهجوم والتشكيك في صدقيتها, نتيجة للتغيرات والانحرافات التي تعرضت لها أثناء التطبيق العملي, لدرجة أن الكثيرين يتساءلون الآن عن مصير الليبرالية ذاتها ونوع المستقبل الذي ينتظرها. وثمة كتابات عديدة مليئة بالتشاؤم حول هذا المستقبل, وذلك على أساس أن الليبرالية لم يعد لديها مشروع فكري واضح يتلاءم مع الأوضاع الحالية, وإنما تحولت إلى مجموعة من السلوكيات والتصرفات البرجماتية الساذجة بل والممجوجة, وأن المبادئ الرفيعة التي كانت ترتكز عليها في الأصل أصابها كثير من الترهل, وانحرف بها الناس عن مسارها الأول ون من هنا اهمية مكاشفة الذات وتعديل المسار حتى تستطيع ان تسجل حضور فكري واجتماعي



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم ينجح العرب في تشكيل مجموعة اقتصادية قوية
- حتى لاتتكرر تجربة وأد واجهاض الديمقراطية
- اصلاح المناهج التعليمية وتغيير الأطر الفكريةهو السبيل لاجتثا ...
- جدلية الانسان- الحرية
- اوهام قرية عالمية بلا حدود
- الاصلاح السياسي الناجح من ادنى الهرمية الى اعلاها ايها الساد ...
- حقوق الانسان ودولة القانون ركيزة النهوض الحضاري
- المسكوت عنه في خطاب نظرية صراع حضارات
- جمهوريات الاغتصاب والسطو المسلح وانعدام الافق السياسي والديم ...
- علمانية الدولة العراقية الخيار الاستراتيجي المطلوب
- النظام الديمقراطي تنوع الأنساق الفكرية واتفاق المبادئ الإنسا ...
- الفيدرالية اعادة تنظيم البلد وترتيب البيت العراقي من الداخل
- خطر الأيديولوجية المريضة
- المثقفون ضمائر الامة
- من عوامل انعدام الديمقراطية تراكمات سياسية عربية غيرديمقراطي ...
- الديمقراطية أساس علاقتنا بالعصر فهل نتخلف عنها ؟
- الديمقراطية للديمقراطيين فقط أم للجميع
- المرأة في ظل النظام الذكوري..وانعدام التقدير الاجتماعي
- الانظمة العربية و الاصلاح السياسي


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص