أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - المثقفون ضمائر الامة














المزيد.....

المثقفون ضمائر الامة


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والاحتجاج ضد
(الاخ الاكبر يراقبكم)
ماالانسان دون حرية ياماريا؟

قولي لي كيف استطيع ان احبكِ اذا لم اكن حرا ؟

كيف اهبكِ قلبي اذا لم يكن ملكي؟

الشاعر العظيم لوركا

يعد الالتزام الفكري والسياسي من المسائل الهامة جدا لدى الفرد سواء كان مواطنا عاديا او حين يتخذ صيغة معينة في المجتمع سواء كان اديب او مفكر او غيرها في تعبيره عن قناعاته ومبادئه واستثمارها في مشاركته السياسية والفكرية لكي يبلور عبر هذه المواقف وعيا عصريا ومدنيا في المجتمع لهذا يعد الالتزام او الواجب بلغة الفيلسوف رينيه ديكارت هي من صميم الثقافة والفكر ضد الاستبداد السياسي او الفكري وضرورة التنبيه والاحتجاج ان حدث في المجتمع من السلطة السياسية في أي مرحلة من مراحله ما يدل على ذلك من نوازع استبداد ومن امثلة الالتزام السياسي والفكري الذي كان يتخذه المثقفون بكل اطيافهم تقليد سياسي وثقافي في الصحافة البريطانية في احدى الحقب وكانت صيغة الاحتجاج تتخذ من مقولة ظهرت في رواية (1984) للروائي جورج اورويل التي وردت على لسان احد ابطال الرواية والتي كانت ترمز للطاغية حيث كان يخاطب الشعب حين كان يريد اشعارهم بسلطته وكان يخاطبهم (الاخ الاكبر يراقبكم) وهي صيغة رمزية عن تحكم هذا الطاغية بمصير الشعب والمجتمع حيث عمد هذا الطاغية الى محاصرة الشعب بكل انواع الضغوط النفسية والطبيعية فعمل على جعل لكل فرد من شعبه سواء كان ذكر اوانثى رقم خاص به ويظهر بين الحين والاخر في شاشات كبيرة موزعة في كل البلاد تظهر فيها صورته ويشعرهم بوجوده بل الاكثر من ذلك هو منعه تعاطي الحب بين الشعب بين رجاله ونسائه حتى لايشعروا بكينونتهم ومع هذا هرب اثنان من شعبه الى غابات بعيدة من المدن حتى يمارسا عاطفتهم التي شعرا فيها كلاهما تجاه الاخر ولكن مع هذا شعر هذا الطاغية بذلك واحس بالهلع لادراكه ان الشعور بالحب سيقودهم الى الشعور بالحرية من ذلك فأوعز لاجهزته بالقبض عليهما ومعاقبتهما على تعاطيهم الحب لانه شئ محرم في مملكته فخرج الاخ الاكبر في شاشته ليقول الاخ الاكير يراقبكم فاصبحت هذه المقولة هي الصيغة الاحتجاجية للمثقفين والصحفيين الملتزمين فكريا في حالة بروز نزعة للتسلط او الاستبداد من السلطة حتى ان كانت عن الطريق البرلماني في محاولة تمرير قانون او قرار لا يحوز على موافقة الاغلبية وممثلي الشعب فتمنح السلطة سلطات استثنائية لكي تمرر هذا القانون فان حدث هذا يهب مثقفي الشعب في كل قناة ثقافية واعلامية بان يصدروا بيانات فكرية وصحفية يستلهمون فيه هذه المقولة حيث تعنون كل البيانات بعبارة (الاخ الاكبر يراقبكم) كناية واستعارة على ان السلطة بدأت تتجه نحو الاستبداد او الغاء الاخر وهكذا اصبح الادب والفن اداة من ادوات الالتزام والاحتجاج وتنوير الشعب بهذا النزوع نحو الاستبداد وبما ان المثقفين هم في الحقيقة طليعة الشعب والمجتمع فلا غرابة في ان يتصدروا الشعب في مثل هذه الممارسات فالمثقف حسب تعبير الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو (يجسد ضمير الانسان ويوقظ فيه الوعي ويبشر المجتمع بالحقيقة) وهو هنا حامل رسالة التقدم والتعبير اما القيلسوف جان بول سارتر والذي مثل المثقف الملتزم فيقول ( لقد دعيت الى الالتزام من جانب المثقف) واصبح مفهوم المثقف الملتزم شائعا منذ الخمسينيات بفضل انتشار الفكر الانساني الذي بؤمن بالتعدد والاختلاف والمفكر آخر كارل ماركس والذي اعتبر المثقف ناقدا اجتماعيا يعبر عن ضمير المجتمع في البحث عن الحقيقة وصور وظيفته التي اعتبرها (نقد صارم لكل ما هو موجود صراحة تحول دون تراجع النقد لاامام النتائج التي يتوصل أليها في الصراع مع السلطة ايا كانت).

ودعا انطونيو غرامشي (الى المثقف العضوي الذي يتماشى مع الطبقة العاملة ويصبح عقلها المفكر وقلبها النابض) وعبر المفكر الفرنسي التوسير عن المثقف بانه (حامل المعرفة بوصفها عملية تمثيل نظري للموضوعات الخارجية أي منتج الوعي) بينما ركز هربرت ماركوز (على ان مهمة الفكر هي الرفض أي كسر حدة الواقع والسيطرة عليه وهكذا نرى ان المثقفين في الامة والشعب هم اولئك العمال الفكريون حسب تعبير انجلز الذين يحاولون دائما ان يتصدروا طليعة الشعب في التعبير عن آرائه وصياغتها بشكل تصبح عناوين مرحلة هامة من مراحل حياة الشعب وفي خلق تقاليد دستورية فعالة في محاولة لدفعها الى الامام والارتقاء بها نحو اوضاع اكثر انسانية راسمين لفضاء رحب لا اثر فيه لتسلط او الغاء الاخر ولا غرابة في ذلك لان واحدة من معاني الثقافة هي تعديل المعوج حسب تعبير مفكرنا الكبير هادي العلوي وايضا صقل الرمح أي ازالة على ما يثقل صنعه بشكل جيد ويزيل الرداءة منه من معادن فاسدة فاذاً الثقافة هي اطار فعال جدا ان استثمرت بجدلية فكر وتطبق بفكر ملتزم عصري متجدد ومحتوى ملئ بالقيم الانسانية لكي تستطيع خلق حركة تسير نحو الاهداف المنشودة والمقبولة او الاهداف الموضوعية التي تنشد خيرا وينطوي ذلك خلق نزوع نحو التقدم يوجد مراحل تكون كل مرحلة من مراحله اكثر ازدهارا وارقى من المرحلة السابقة وكما تشير الى انتقال المجتمع البشري الى مستوى اعلى من حيث الوعي والقدرة الفكرية والسياسية ولهذا ما احوج مجتمعاتنا اليوم الى درجة من الوعي الفكري والسياسي سواء من النخب الفكرية او المواطن البسيط عبر ممارسات تترجم الى تقليد فكري يكون الالتزام هو محوره وحجر الزاوية فيه يتبنى قضايا المجتمع ويكون عنوان من عناوين بناء الذات الوطنية ويرسخ التقاليد الدستورية حيث يكون وكما عبرالروائي اسكندر دوماس في روايته الفرسان الثلاثة على لسان احد ابطال الرواية من فرسان القرن التاسع عشر (الكل للواحد والواحد للكل) او كما يقول الشاعر التركي العظيم ناظم حكمت :

اذا لم تحترق انت

واذا لم احترق انا

واذا لم يحترق كلانا

فمن الذي سيضيء الظلام



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عوامل انعدام الديمقراطية تراكمات سياسية عربية غيرديمقراطي ...
- الديمقراطية أساس علاقتنا بالعصر فهل نتخلف عنها ؟
- الديمقراطية للديمقراطيين فقط أم للجميع
- المرأة في ظل النظام الذكوري..وانعدام التقدير الاجتماعي
- الانظمة العربية و الاصلاح السياسي


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - المثقفون ضمائر الامة