حميدة العسكري شاعرة النور الساطع

بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 00:53
المحور: الادب والفن
    

مشاركتي في حفل تأبين الشاعرة حميدة العسكري الذي اقامه اتحاد أدباء البصرة ، الأربعاء13/ 11/ 2024
يتنوع الحزن بتنوع احاسيسنا ومشاعرنا
واصعب انواع الحزن هو ذاك الذي يهبط كما النار
تتيبس الحناجر والصمت يطال كل الكلمات.
ولنقوى على القول نستحضر الفخر بشاعرة بصرية
البحر بعض قصائدها والضوء: حبر.
شاعرةٌ بحضورِها اللغوي المتميز وشاعرةٌ بكلماتِها العميقة المعنى
حميدة العسكري تقف بخط التماس مع كل ما يجري في الوطن فيستحيل على يديها صرحا شعريا متماسك البنيان .. وهبتها صروحها ما تستحق من ألقاب وجوائز..
حين أصبح البصر حسيراً. لم تتوقف بل تحصنت بأنوارها الداخلية فوهبتنا اللؤلؤ الشعري ..
كنت ومعي بعض الأديبات نقصد بيتها بين الحين والآخر
كانت زيارتي الأولى مع زميلاتي برفقة الشاعر الكبير عبد العزيز عسير و الناقد مقداد مسعود وكانت معنا الشاعرة جنان المظفر والقاصة خلود بناي البصري.
وفي زمن كورونا .. كان لنا، صديقاتي أديبات البصرة وأنا، الموقف الطيب في دعمها المادي والمعنوي، وبمبادراته الكريمة دائما شاركنا الأستاذ زكي الديراوي.
ثم كانت لنا زيارة.. تعزية بوفاة زوجها أنا وزميلاتي.. الروائية ميادة سامي والشاعرة باسمة الحسن ومعنا شاركن الأديبات بدعم مادي وهن الشاعرة الدكتورة سندس صديق بكر والشاعرة ايناس هشام والشاعرة استبرق حسن وعذرا اذا خانتني الذاكرة.
وزيارة أخرى حين تعرضت للكسر في حوضها وما كنت أعلم أنها ستكون زيارتي الأخيرة.
لكن والحق يقال أن الشاعرة حميدة العسكري : مع كل ما تتعرض له من نكسات صحية ونفسية الا انها كانت تملك روح المحارب الشرس ثقافيا في جسد عليل.. اذكر حين كنت اعود من زيارتها ويتصلن بي صديقاتي الأديبات ليطمئن على وضعها.. اخبرهن بما رأيت من تردي وضعها الصحي ومخاوفي وفي الوقت ذاته افتح الفيسبوك اراها كما لون انها في ساحة قتال..
كانت حميدة العسكري بمثابة الأستاذة الكريمة في كروب مؤسسة أقلام الريادة الثقافية من خلال ما تقدمه من دروس في اللغة وكتابة الشعر وكانت تشترط على الاديبات ان تكون حواراتنا على صفحة الكروب مكتوبة باللغة الفصحى.. وكانت تنتقد كتابات الأديبات نقداً نافعا لنا جميعا.
في اواخر عام 2017 طلبت منها أن تقدم أوراقها للحصول على هوية الاتحاد.. فعرفتُ منها أنها لم تطبع لحد الآن كتاباً استغربت فانا اعرف امكانياتها الادبية وبراعتها في الكتابة. فقالت بانها تكتب ولا تجمع ما تكتب ولا تدري كم من القصائد لديها فطلبت منها ان تعينني.. بعد أيام أرسلت لي ما في حوزتها من قصائدها ..
فجمعت قصائدها ونقلتها من الورق الى الحاسوب ووزعتها على ديوانين (جنح مهيض) و(تمرد بلون البياض) وكنت على تواصل دائم معها ومن الشاعر عبد العزيز عسير من اجل توزيع القصائد وترتيب السطور.. كنت سعيدة ً جدا بتجميع وتنضيد الكتابين رغم انه عمل شاق واحتاج الكثير من الجهد والوقت. الكتاب الأول طبعتهُ على نفقتي الخاصة إلا اني صدرّتهُ باسم منتدى أديبات البصرة عام 2018 صدر عن دار الأدب البصري.
كان تواصلي معها مستمراً من خلال الزيارات وكذلك من خلال الاتصال عبر الوتساب..
احزنني جدا خبر وفاتها خصوصا وكنت عائدة من سفري وفي روحي شوق لزيارتها.
طيّب الله ثراها واسكنها فسح جناته.. أختنا التي نفخر بها دائما وابدا الشاعرة حميدة العسكري.

#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل