|
حكاية باموك : إسمٌ بينَ الوردةِ والأحمَر / 3
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 08:10
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
رابعاً ـ النمْنمَة والفنّ المحرَّم
" لم يبدأ باموك كاتباً ، بل بدأ رساماً . رسم بغزارة حتى سن الثانية والعشرين ، وكان يقول أنه سيتفرغ للرسم . تابع في جامعة إسطنبول التقنية ، دراسة الهندسة المعمارية . لكنه بعد سنة إتخذ قراره : لا للرسم ولا للهندسة المعمارية . وتحوّل إلى الصحافة ، حيث تخرج من المعهد العالي للصحافة في جامعة إسطنبول ، لكنه لم يمارسها أبداً . في عمر الرابعة والعشرين ، قررَ : سأكون روائياً " (1) . هذه الكلمات ، المكثفة ، التي توجز ما طرأ من تحوّلات على مسيرة أورهان باموك ، نستلّ منها إشارة مهمة عن الهاجس ، الأول ، لروائي المستقبل ؛ ألا وهوَ فنّ الرسم . إنّ روايات باموك إنطوَت على لمحات من شغفه هذا بالألوان ، وكما نلاحظه إعتباراً من قراءتنا لعناوينها ؛ كـ " القلعة البيضاء " و " الكتاب الأسوَد " . فضلاً عن " إسمي أحمر " ، المنذورة كلياً للإحتفاء بالفنون الإسلامية ؛ حتى أنه ليجوز لنا التأكيد ، بأنها الرواية الفريدة في المشرق الإسلاميّ ، التي ذخرت بكل تلك التفاصيل ، الآسرة ، عن التصوير والعمارة في القرون الوسيطة . جدير بالتنويه أيضاً ، أنّ لمحات من سيرة الكاتب ، الشخصية ، مبثوثة هنا وهناك في هذه الرواية : كما في التفاصيل الخاصة بمنشأ البطل ( " قرة " ) وموهبة الرسم لديه ، التي تطورت لتكون حرفته . فضلاً عن أن صوت الراوي ، الذي تقمصه بطلنا هذا ، يحيل إلى إتجاه المؤلف باموك إلى حرفة الكتابة : ولم يكن إتفاقاً ، برأيي ، أن يفرد المؤلف في نصه فقرة للطفل المسمى " أورهان " ( إبن " شكورة " ) ؛ مُستلهماً فيه إسمه الأول بالذات . وحتى إسم الحبيبة ( " شكورة " ) ، فهوَ إسم زوجة أورهان باموك ، الفعليّ ! وعطفاً على إشارتنا ، في مستهل المقالة ، عن مسألة عنوان " إسمي احمر " ، فلا بدّ أن يستوقفنا قبل كل شيء المغزى في إسم بطلها ، " قرة " ؛ الذي يعني بالتركية إسم أحد الألوان أيضاً : الأسوَد . وهذا الإسم ، يبدو أنه يُطلق على المولود ، الأسمر السحنة . إلا أننا لم نعثر في النصّ على ما يشير إلى تلك الصفة ، المميزة ، لدى بطلنا . وربما أنّ ثيمة " القرين " ، الروائية ، قد تمنحنا تفسيراً ما للمعضلة . فحبيبة بطلنا الأولى ، " شكورة " ، أصابها اليأس من غيابه الطويل في رحلة له إلى بلاد العجم ( إيران ) . ولا تلبث أن تقترن بفارس وسيم ، إختارته بنفسها ؛ كما راحت تتباهى في مناجاتها : " عشقته فوراً ، جسمه أبيض ، ووجه مائل إلى السمرة ، وعيناه خضراوان ، وذراعاه قويتان ولكنه يبدو بريئاً ، وهو صامت كطفل نائم " (2) . ولكن هذا الزوج ، الفارس ، ما عتم أن رحل مع الجيش إلى إيران لمحاربة الصفويين ، فلم يرجع أبداً من إحدى المعارك الدموية ، وعُدّ مفقوداً : هيَ ذي ثيمة " القرين " ، تتجلى هنا كما سنرى . فالزوج ، يُشبه الحبيب الأول ، على الأقل من ناحية ما باحت به " شكورة " من صفات الوسامة فيه ، إلى خجله وإنطوائه . كذلك يستوقفنا هنا ، أنّ الرجليْن كانا قد تبادلا فعلاً موقعيهما بالنسبة لهذه المرأة : الحبيب يرحل إلى بلاد العجم / والزوج المنتظر يحضر على الإثر ليقترن بها = الزوج يرحل للحرب فيقتل على الأرجح في إيران نفسها / والحبيب الأول يعود منها ليتزوجها . وبما أننا ما فتئنا في ما يمكن نعته بـ " عالم العلامات " ، فلنقل إذاً أنّ بطلتنا هذه ، أعطتنا علامة بخصوص ما سيدهم الحكاية من أحداث دموية ، كان الفنّ المحرّم مسببها . هاهيَ " شكورة " تستعيد ذكريات طفولتها مع " قرة " ، الذي يكبرها بدزينة من الأعوام : " كان يرسم كل منا بخطوط وألوان معينة مازحاً في بعض الأحيان : أنا بالأزرق ، هو بالأحمر . وكأن هذا لم يكفِ ، فقد كتب إسمينا تحت " خسرو " و " شيرين " في الرسم . ترك الرسم في مكان أستطيع رؤيته وهرب كأن الذي عمله جريمة " . ( ص 60 )
سبق لنا في دراسة اخرى ، مقارنة ، بخصوص " إسم الوردة (3) ، أن أحلنا إهتمام أمبرتو إيكو بعالم القرون الوسطى ، الأوروبيّ ، في روايته الكبرى هذه ، إلى إختصاصه العلميّ في حقل السيميولوجيا ( علم الإشارات ) . وكانت فنون ذلك العالم ، التصويرية والمعمارية ، قد حفلت بها روايته ؛ حدّ أننا نذهب للقول بأنها كانت متفردة عن مثيلاتها ، الأوروبيات ، بهذا المضمار . وكما كان الحال في رواية باموك تلك ، فإن رواية إيكو هذه ، لا يمكن القول بأنها مبنية في سردها على الحياة المتشكلة للأبطال . فكل منهما كان يعطي نبذات هنا وهناك ، عن ماضي أولئك الأبطال ونتفا من طفولتهم . وإذ شاء مؤلفُ " إسمي أحمر " منحَ السرد أصواتا متعددة ، فبالمقابل حصَره كاتبُ " إسم الوردة " بصوت الراوي ؛ الراهب " إدسو " ، الذي من المفترض أنه مؤلف المخطوط ، المزعوم ، الشاهد على أحداث الحكاية . قلنا أن هذا الراهب كان في رحلة إلى مكان عمله ، الجديد ، في دير لطائفة الفرنسيسكان ، الكاثوليكية ، حينما صادف خلال طريقه " غوليامو " ؛ الرجل الذي سيصبح معلمه ، والمقدّر له أن يضطلع بصفة " المحقق " في الرواية . إنّ ثيمة " القرين " ، الروائية ، ملحوظة هنا في ثنائية " المعلم والتلميذ " هذه . والقرين هنا ، لا يستعير ضميراً غائباً ـ كما كان الأمر في " إسمي أحمر " ، بالنسبة لزوج شكورة ـ بل هوَ أمامنا كشخصية محورية في السرد ( غوليامو ) ؛ وبصفاته الشخصية ، المقتدرة ، كما يقدمها لنا تلميذه : " هكذا كان أستاذي . لم يكن يعرف قراءة كتاب الطبيعة الكبير فحسب ، بل والكيفية التي كان الرهبان يقرأون بها الكتب المقدسة ويفكرون من خلالها " (4) . وكنا قد برهنا في دراستنا الأولى ، الموسومة آنفاً ، بخصوص " إسم الوردة " ، أنّ ثنائية المعلم والتلميذ ( المتكئة هنا على ثيمة القرين ) كانت صدىً للسيرة الشخصية للمؤلف إيكو ، بالذات . وعوداً إلى تلك الجملة الأخيرة ، الواردة على لسان " إدسو " ، لنستجلب منها علامة على ما سيدهم الدير من أحداث دموية . إن تشديد الراوي على " معرفة " أستاذه بالكيفية التي كان الرهبان يقرأون بها الكتب المقدسة ويفكرون من خلالها ؛ هكذا تشديد ، يحيلنا إلى طبيعة عمل أولئك الرهبان وماهية الكتب تلك . إننا هنا ، في " إسم الوردة " ، في غمرة عالم الدير ، المحدود المكان ؛ ولكنه في آن " عالم مصغر " ، بحسب وصف " غوليامو " ، سالف الذكر . بعبارة أوضح ، فقد شاء المؤلف أن يكون هذا الدير ، الصغير ، صورة عن عالم القرون الوسطى الأوروبيّ ، بأسره ؛ وبكل معالمه وأشيائه وكائناته وصراعاته ومشاكله وأسراره . وإذ كان عملُ نقاشي الدير مقترناً بتزيين الكتب ، فمما له مغزاه هنا أن تكون تلك الكتب ، المقدسة ، محظوراً عليها في البناء الغامض ، الملغز ، المنعوت بـ " المكتبة " ؛ والتي وصفها الراوي بالمتاهة : " لا يجوز الدخول إليها ، لأن فيها كتب السحَرة واليهود والوثنيين والكفار [ يقصد المسلمين ] ، هي متاهة روحية ، ولكنها متاهة أرضية أيضاً . فقد تقدر على الدخول إليها ، وقد لا تقدر على الخروج منها " . ( ص 58 )
قلنا أنّ النقاش الميّت ، " ظريف أفندي " ، في رواية باموك ، هوَ من إبتدهَ السردَ بحكايته ؛ عبْرَ مناجاةٍ شجنة ، وساخطة في آن ، عبّر فيها بشكل خاص عن ألمه لمصير عائلته التي تبحث عنه ، دونما أن تعلم بأنه مستقرّ في أعماق جبّ مهجور . وعلى هذا ، فلدينا في النصّ " مفقودٌ " آخر ، بعدما علمنا بحكاية زوج " شكورة " ، الأول . الفقرة التي عنوانها " أنا ميت " ، الخاصة بنقاشنا ، لن يتاح لها مرة ثانية أن تبثّ مناجاته . ونرجحُ تفسيرَ ذلك ، بكونه مقترناً بالعثور على جثة النقاش نفسه ؛ فهوَ قد ماتَ وكفى . وبأيّ حال ، لدينا من تلك المناجاة علامة ، بيّنة ، على الجريمة التالية المُقدّر لها في الأسبوع التالي مباشرة ً أن تطال ، أيضاً ، أحد نقاشي القصر : " وراء موتي مؤامرة مقرفة على ديننا ، وتقاليدنا ، ورؤيتنا للعالم . إفتحوا أعينكم ، واعرفوا لماذا قتلني أعداء الإسلام الذي تؤمنون به ، وتعيشونه ، ولماذا يمكن أن يقتلوكم في يوم ما " ( ص 11 ) . سيتناهى لنباهة القارئ بعدئذٍ ، أنّ ما أسماه ظريف أفندي بـ " المؤامرة " ، له علاقة بمهمة كلف بها مع زملائه النقاشين ، ألا وهيَ تحضير رسوم منذورة لترقيش " سَرْنامة " ( وتعني بحسب المترجم : وقائع إحتفال رسمي في كتاب مرسوم ) ، أمرَ السلطان بإنجازها كيما تهدى إلى دولة البندقية . ولكنّ ما يضفي على الأمر إشكالاً مضاعفاً ، كون هذا الكتاب ، تحديداً ، مضروباً عليه نطاق محكم من الكتمان وبأمر من الذات العليّة نفسها . هوذا بطلنا ، قرة ، يدخل السردَ بعودته من بلاد العجم ، نشداناً للمهمة الموسومة . فهوَ يفيدنا بأنه تلقى رسالة من زوج خالته ( والد شكورة ، حبيبته ) ، طالباً منه العودة إلى إسطنبول لمساعدته في " كتاب سريّ " يحضّره بأمر السلطان . إنه الرجل ، الذي ستعرّفه الرواية خلال فقرات خمس بهذا العنوان ، " أنا زوج خالتكم " . وهوَ أيضاً الضحية الثانية التي ستنهال عليها ضربة القاتل ، المميتة . سيتاح لزوج خالتنا إذاً ، الكثير من الوقت لكي يحاول إجلاء ما غمض من أمر ذلك الكتاب السريّ : " إتفقتُ مع أمهر نقاشي النقش خانة السلطانية : أكلف واحداً منهم برسم كلب ، وآخر شجرة ، وآخر إطار مع غيمات في الأفق ، وآخر خيول . الأمور التي كلفتهم برسمها هي كتلك التي رسمها أساتذة البندقية " ( ص 38 ) . سنرى إثرئذٍ أورهان باموك ، بصنعته الأدبية الحاذقة ، كيف منحَ كلّ من تلك الرسوم فقرة ً خاصة لتتكلم بأصواتها ؛ وربما بهدف تدجين النصّ بالمفاهيم المتقاطعة مع مفهوم ذلك العصر ، الفنيّ . ومن المهمّ التنويه أيضاً ، بأنّ الأجواء الفنتاسية في السرد ـ التي إئتلفت مع أصوات تلك الكائنات والأشياء ، المرسومة ـ ستتماهى بصوت نقاشنا هذا ، في الفقرتيْن الأخيرتيْن اللتيْن إتيحتا له ؛ وبصفته كميّتٍ ، تحديداً . ولكن ما هيَ تلك الرسوم ، المفترض أنها مخصصة لذلك الكتاب السلطاني : " لقد نقشت يدي رسومي التي يراها كثير من الناس معجزة بمساعدة هؤلاء الجان والشياطين " ( ص 176 ) ، يقول المجرم ، المجهول ، في المناجاة الخاصة بصوته ، في الفقرة المعنونة بـ " سيقولون عني قاتل " ؛ هذه التي نعرف منها أنه أحد نقاشي القصر . هيَ ذي ثيمة " الفنّ المحرّم " ، تطالعنا هنا . فالمعروف أنّ الفن الإسلامي عصرئذٍ كان يحرّم تصوير المخلوقات الحيّة ، بحجة شبهة التمثل بالخالق . فكان أن إنحصرت مشاغل الفنانين بالنقوش والزخرفة والنمنمة ، وخصوصاً تزيين الكتب . ويبدو أنّ نقاشي السلطان ، وبتدبير من معلمهم ، المدعو زوج الخالة ، كانوا على بعض الحرية ؛ كأن يُسمح لهم بقضاء بعض الأعمال في منازلهم ، مما أتاح لهم تدبيج الرسوم غير المسموح بشغلها في النقش خانة . ولا يخفي زوج الخالة " خطيئته " تلك ، ما دام يُخاطبنا من خلف دياجير موته : " خلال العشرين سنة الأخيرة من حياتي تأثرت برسوم الكفار التي رأيتها في البندقية . حتى أنني طلبت عمل رسم شخصي لي حسب أصولهم ، ولكنني خفت من هذا " . ( ص 340 )
وها نحنُ في البلد الذي يحتبي " البندقية " ؛ تلك الإمارة الإيطالية التي أخبرنا زوج الخالة للتوّ ، ( في رواية باموك ) ، عن تاثره بأساليب رساميها . إننا على عودة إذاً ، إلى عالم كاتبنا إيكو ، القروسطي . في سبيل مقاربتنا " إسم الوردة " مع " إسمي أحمر " ، يستوقفنا هنا العلاقة ، الخاصة ، التي كانت قد ربطت النقاش " ادالمو " ، القتيل الأول ، مع " بيرينغاريو " ، مساعد حافظ المكتبة ؛ هذا الذي ما عتم بدوره أن أضحى الضحية الثانية للقاتل : ففي رواية باموك أيضاً ، كان القتيل الأول ، النقاش " ظريف أفندي " صديقا مقرباً لزوج الخالة ، القتيل الثاني ، الذي كان مساعداً للأستاذ عثمان ، رئيس النقش خانة . إننا هنا في مجال موضوعة " الفنّ المحرّم " ؛ في كون القتيل " ادالمو " قد إرتكب معصية حينما رسم على كتاب رفائيل نمنمة ، غريبة عن التقاليد الدينية ، الرصينة ، للفنّ المسيحي : " رُسمَ عليه عالمٌ مقلوب بالمقارنة مع العالم الذي عوّدنا عليه حسّنا ؛ حيث تفرّ الكلابُ أمام الأرانب ، وتصيد الأيائلُ السباعَ ، وقردة ذات قرون " ( ص 101 ) . الأرجح أن قيام رسام أو أكثر ، من رسامي الدير ( الذين بالمناسبة ، يشغلون قاعة تشبه بناء " نقش خانة " رواية باموك ) ، بوضع نمنمات لأحد الكتب ، قد جعل الإطلاع على محتوياته أمراً ملحاً لباقي الزملاء ، الفضوليين . هيَ ذي علامة على النكبات التي ستضرب هذا الدير الهاديء ، المنعزل . فثمة معلومة ، يسوقها أحدهم عن " فينانسيو " ، أحد أولئك الرسامين القتلى ، من ضحايا المجرم الغامض . ويبدو أنه تجادل قبل موته ، حول " كتب معينة " ، مع " يورج " ؛ الكاهن الكهل ، الأعمى ، ذي القدر المعتبر في الدير . إذ إحتدّ غضب هذا الأخير ، عندما نوّه الكاهن الشاب بأنّ فيلسوفاً عظيماً كأرسطو خصص للضحك الكتاب الثاني من مؤلفه " الشعر " : " فلا بدّ أن يكون الضحك شيئاً هاماً " ( ص 134 ) . ها نحنذا أيضاً أمام معضلة " الكتاب السريّ " ، المكتنف في ثناياه مغامض المعرفة ، غيرَ القابلة للإفشاء للعلن . المعرفة ، التي كان " الفن المحرم " مسلكاً إليها ، لا يطرقه إلا كلّ مغامر بحياته ومصيره . ولكي يتمّ ضبط الأمور ووضعها في نصابها المعيّن ، من لدن القائمين على الدير ، المتوارثين إياه منذ القدم إلى لحظة السرد ؛ ما كان من غنى عن شخصية مرهوبة الجانب ، كالكاهن الأعمى ذاك . ها هوَ يشرح مفهومه للفنّ المسيحيّ ، منطلقاً من تشبيهات أدبية مجازية ، مستعيرة لسان يسوع ؛ وأنه قد أوصى بألا يتعدى كلامنا على كلمتيْ " نعم " و " لا " : " وإن ما زاد على ذلك هو عمل من الشيطان ، وأنه يكفي أن يقول المرء " سمك " للدلالة على السمك ، دون إخفاء المعنى بأصوات كاذبة " ( ص 135 ) . والطريف ، أنه بمقابل لفظ " الكفار " ، الذي كان سائداً في عصر " إسمي أحمر " للدلالة على المسيحيين الغربيين خصوصاً ؛ فإن اللفظ نفسه ، كان في زمن " إسم الوردة " منسوباً لصفة المسلمين . وكما إستمدّ " زوج الخالة " ، في رواية باموك ، معارفه الفنية من الأساتذة البنادقة في شبه الجزيرة الإيطالية ؛ فهذه الأخيرة بدَتْ في رواية إيكو ، على تماس مباشر مع المعارف الإسلامية ، المختلفة . وكان " غوليامو " أحياناً ، يردد لتلميذه الشاب نتفاً مما حفظه من تلك المعارف : " في علوم الرياضيات فقط ، كما يقول إبن رشد ، تتطابق الأشياء المعروفة لدينا وتلك المعروفة إطلاقاً " . ( ص 240 )
الهوامش 1 ـ محمد نور الدين ، جائزة للأدب التركي أم ضده ؟ ـ صحيفة " السفير " تاريخ 13 / 10 /2006 2 ـ أمبرتو إيكو ، إسم الوردة ـ الطبعة العربية في ليبيا 1993 ، ص 65 : وجميع إستشهاداتنا مستلة من هذه الطبعة 3 ـ يُنظر في دراستنا : عبور البشروش عبْرَ فضاءات إسم الوردة ـ منشورة في المواقع الإنترنيتية عام 2006 4 ـ أورهان باموك ، إسمي أحمر ـ الطبعة العربية في دمشق عام 2000 ، ص 43 : وجميع إستشهاداتنا مستلة من هذه الطبعة
* للبحث صلة ..
[email protected]
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكاية باموك : إسمٌ بينَ الوردةِ والأحمَر / 2
-
السلطة والمعارضة : الإسلام السياسي واللعبة الديمقراطية
-
النبي ؛ هل كانَ جبرانُ نبأً كاذباً ؟
-
الهولوكوست اليهودي والهلوَسة الإسلاموية
-
سياحات : دمشق بأقلام الرحّالة 2 / 2
-
نادية : نهاية زمن الرومانسية
-
العتبات الممنوعة
-
العصابة البعثية والتفجير الطائفي
-
سياحَات : دمشق بأقلام الرحّالة 1 / 2
-
جرائم أجاثا كريستي ، اللبنانية
-
الحزب الإلهي وأولى ثمار الحرب الأهلية
-
ناصر 56 : الأسطورة والواقع
-
رحلاتٌ إلى مَوطن الجرْمان 3 / 3
-
النظامُ القرداحيّ والقرون اللبنانيّة
-
رحلاتٌ إلى مَوطن الجرْمان 2 / 3
-
صدّام ؛ صورٌ شخصيّة للطاغيَة
-
مشاهدات : جولة في دمشق العثمانيين 2 / 2
-
مشاهدات : جولة في دمشق العثمانيين 1 / 2
-
رحلاتٌ إلى مَوطن الجرمَان 1 / 3
-
الحارَة ؛ بابُها وبشرُها
المزيد.....
-
أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا
...
-
غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت
...
-
OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
-
جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل
...
-
الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟
-
وداعا للوهن!.. علاج ثوري قد يكون مفتاح الشباب الدائم للعضلات
...
-
الذكاء الاصطناعي -يفكّر- كالبشر دون تدريب!
-
وكالة -مهر-: دوي انفجار شمال شرقي العاصمة الإيرانية طهران
-
-أكسيوس-: اقتراح لعقد اجتماع بين إدارة ترامب وإيران هذا الأ
...
-
وزير الدفاع الأمريكي: سياستنا في الشرق الأوسط دفاعية ولا ني
...
المزيد.....
-
قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير
...
/ رياض الشرايطي
-
نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و
...
/ زهير الخويلدي
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|