أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - العمة دبة الجزء الرابع















المزيد.....



العمة دبة الجزء الرابع


طلال حسن عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 8153 - 2024 / 11 / 6 - 17:18
المحور: الادب والفن
    


الملك


بيت العمة دبة ،
العمة دبة والببغاء

الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : إنني متعبة ..
الببغاء : هذا الثعلب ..
العمة : أريد أن أنام .
الببغاء : يجب أن توقفيه عند حده .
العمة : " تتمدد في فراشها " لا أر يد أن أسمع
عنه الآن أي شيء .
الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة ..
الببغاء : ها هو الثعلب ، اسمعيه .
العمة : أوه .
الثعلب : " يطل برأسه من الباب " جئتك بضيف
نادر .. عظيم ..
العمة : لا أريد أحداً الآن ، إنني متعبة جداً .
الثعلب : ليس أي أحد اسمعي جيداً ، إنه ..
العمة : إنه .. ، إنه من ؟
الثعلب : الملك .
الببغاء : الملك !
العمة : من !
الثعلب : الأسد ، ملك الغابة . " للأسد خارج
الباب " مولاي تفضل ، تفضل جلالتك .

يدخل الأسد ، وعلى
رأسه تاج مذهب

الأسد : مساء الخير .
العمة : " تعتدل مذهولة " الأسد !
الثعلب : الملك .
الأسد : " يرفع التاج عن رأسه " في السيرك
فقط .
الببغاء : السيرك !
الأسد : نعم ، هربت من السيرك ، لأذهب إلى
الغابة ، لكني التقيت بالصديق الثعلب ،
ونصحني أن أزور العمة دبة أولاً .
الببغاء : " يهمهم " هم م م .
الأسد : فجئتُ إليك .
العمة : أهلاً ومرحباً ، تفضل أجلس .
الأسد : " يجلس متعباً " أشكركِ .
العمة : للأسف ، يا سيدي ، ليس لديّ الآن ما
أقدمه لكَ .
الأسد : أشكركِ ، يا سيدتي ، لقد تناولت طعامي
في السيرك ، قبل أن أهرب .
الثعلب : عرفتُ أنه شبعان ، ولهذا سرتُ معه ،
وجئتُ به إلى هنا .
العمة : تهز رأسها " ....
الببغاء : إنه ثعلب .
الأسد : " ينظر إلى العمة " ....
العمة : يبدو أن الحياة ، في ذلك السيرك ، لم
تعجبك تماماً .
الأسد : الحقيقة إن الحياة في السيرك هادئة ،
وآمنة ، ومستقرة ، لكن ..
العمة : مهما يكن ، فإن الطعام يُوفرُ لك ، كلّ
يوم ، دون عناء .
الأسد : نعم ، هذا صحيح .
العمة : ثم إن الحياة في الغابة ، ليست سهلة
كما تتصورها .
الأسد : لكن ما عرفته ، إن الغابة أفضل من
قيود السيرك ، وأقفاصه ، ومهاناته .
العمة : أنت تقول هذا ، لأنك ربما لم تجرب الحياة في الغابة .
الأسد : من يدري ، إنني لم أجربها بعد .
العمة : والتجربة قد تكون مرة .
الأسد : الحقيقة إنني عشتُ حياتي كلها في السيرك ، فقد ولدت هناك لأبوين جيء بهما من الغابة ، وعاشا حياتهما في الأقفاص .
العمة : ويبدو أنهما حدثاك عن الغابة ، التي عاشا فيها ، قبل أن يقعا في الأسر .
الأسد : مات أبي في القفص ، دون أن يحدثني عن الغابة ..
العمة : " تنظر إليه صامتة " ....
الأسد : أمي نفسها ، لم تحدثني في البداية ، رغم تساؤلاتي الكثيرة الملحة ..
العمة : " تنظر إليه صامتة " ....
الأسد : لكن عندما كبرت ، وضعفت ، وأبعدت عن العمل ، وشعرت بدنو نهايتها ، وهي ما زالت في القفص ، راحت تحدثني عن الغابة ، والحياة فيها .
العمة : " تهمهم " هم م م م .
الثعلب : أيتها العمة ..
العمة : " تنظر إليه " ....
الثعلب : يُقال إن عدد الأسود في العالم ، قليل جداً الآن .
العمة : نعم ، هذا صحيح ..
الببغاء : يا للأسف .
العمة : لقد فقد ملك الحيوانات ، معظم أراضي مملكته ، وهو لم يعد موجود الآن إلا في قارة أفريقيا ، ومنطقة محصورة غربي الهند .
الأسد : قالت لي أمي ، إننا نحن الأسود ، كنا موجودين في معظم أنحاء العالم .
العمة : أمك على حق ، فقد كانت الأسود في الماضي ، موجودة في بريطانيا ، وجنوبي أوربا ، وجنوبي آسيا ، وكذلك في أفريقيا .
الأسد : " متحسراً " آه .
العمة : حتى في العراق ، كان هناك أسود زمن الآشوريين ، وكان ملوكهم يعتبرون صيد الأسود رياضة محببة .
الببغاء : لا يوجد ملوك آشوريون ، في العراق الآن .
العمة : ولا يوجد أسود أيضاً .
الثعلب : لقد صادهم الملوك الآشوريين .
الببغاء : آه من الملوك الآشوريين .
العمة : " للأسد " الأسود ، لمعلوماتك ، يعيشون في مجموعات عائلية ، وقد تتألف المجموعة من اثنين أو ثلاثة فقط ، وقد تبلغ الأربعين .
الثعلب : إنهم ليسوا مثلنا ، فنحن ..
الببغاء : دعنا منكم الآن .
الثعلب : ينظر إليه " ....
الببغاء : اسمع .
العمة : هذه المجاميع ، تخرج غالباً للصيد معاً ، وعادة تقوم اللبوة بالصيد، وقتل الفريسة ، وليس الأسد ، لكن الأسد هو الذي يأكل أولاً ، ويأكل ما يشاء ، ولهذا يُقال حصة الأسد .
الثعلب : آه ليتني أسد .
العمة : أيها الأسد ..
الأسد : " ينظر إليها " ....
الأسد : نعم .
العمة : أريدك أن تعرف ، أن الغابة التي تقصدها ، ليس فيها أسود .
الأسد : " ينظر إلى الثعلب " ....
الثعلب : " يهز رأسه " ....
العمة : وهذا يعني ، يا سيدي ، أنك ستعيش فيها وحيداً .
الببغاء : ليس لك لبوة تصطاد لك .
العمة : ولا مدرب ، يقدم لك الطعام .
الأسد : مهما يكن ، لا أستطيع أن أعود إلى القفص ، وأموت فيه ، كما مات أبي .
العمة : فكر جيداً أيها الأسد .
الأسد : فكرتُ جيداً ، يا سيدتي " يتجه نحو الباب " .
العمة : " تمسك بالتاج المذهب " أيها الأسد ، نسيتَ التاج .
الأسد : إنه نفاية ، ارميه مع النفايات ، لم أعد بحاجة إليه .

الأسد يخرج ، العمة
والببغاء والثعلب وحدهم

إظلام

3 / 9 / 2014




الجمل


بيت العمة دبة ،
الببغاء يحدق في الثعلب

الببغاء : " ضجراً " آه .
الثعلب : تأخرت العمة دبة .
الببغاء : وستتأخر أكثر .
الثعلب : لا أدري ، لماذا تتأخر العمة دبة ،
عندما أحتاجها .
الببغاء : قلتُ لك ، ليس لدينا عسل .
الثعلب : وقلتُ لك ، لا أريد عسلاً .
الببغاء : أريد أن أنام .
الثعلب : الجميع ينامون ليلاً .
الببغاء : هذا شأني .
الثعلب : نم إذن .
الببغاء : أنام وعلى مسافة مني ثعلب ؟
الثعلب : نم واطمئن ، فأنا اليوم لستُ ثعلباً ،
وأنت لستَ ببغاء .
الببغاء : لستَ ثعلباً ، الدنيا قلبت " ينصت " ها
هي العمة دبة قادمة .
الثعلب : نم الآن .
الببغاء : أنام وأنت والعمة الدبة تثرثران ! هذا
مستحيل .

يُدفع الباب ، وتدخل
العمة ، حاملة سلتها

العمة : آه الثعلب اليوم عندنا ، يا مرحباً يا
مرحبا .
الثعلب : جئتك في أمر هام .
العمة : عسل .
الببغاء : يقول لا .
العمة : ليس ثعلباً إذن .
الثعلب : " ينظر إلى الببغاء " ....
الببغاء : تبقى ثعلباً .
الثعلب : الإنسان .
الببغاء : الإنسان !
العمة : دعكَ منه .
الثعلب : أريد أن أعرف رأيكِ فيه .
الببغاء : أصدقيه ، فأنا أعرف الإنسان .
العمة : حدثه أنت عنه إذن .
الببغاء : الإنسان جميل ، وذكي ، وقوي ، و ..
العمة : وقاتل ، وسفاك للدماء ، و ..
الثعلب : أيتها العمة ..
العمة : " تنظر إليه " ....
الثعلب : والجمل ؟
العمة : الجمل !
الببغاء : لكنك سألتني عن الإنسان .
الثعلب : سؤالي واحد .
الببغاء : تبقى ثعلباً .
الثعلب : أنتِ تدرسين الجمل هذه الأيام .
العمة : الجمل سفينة الصحراء .
الببغاء : محاضرة جديدة .
العمة : يتحمل الجوع والعطش طويلاً ، ويُقال
أن أحد الجمال ، تحمل العطش في
الصحراء " 34 " يوماً .
الببغاء : آه .
العمة : والجمال الأليفة نوعان ..
الببغاء : لابد أن هناك جمالاً غير أليفة .
العمة : نعم ، هناك جمال غير أليفة ، جمال
برية ، وهي توجد في صحراء غوبي
وسط آسيا .
الثعلب : حسن ، أيتها العمة ، الجمال الأليفة
نوعان ..
العمة : بالضبط ، الأول الجمل العربي ، وله
حدبة واحدة ، وهو موجود في الجزيرة
العربية ، وبلدان أفريقيا الشمالية ، وفي
الشمال الشرقي من أفغانستان .
الثعلب : هذا الأول ..
العمة : أما الثاني ، فهو جمل لا يُستخدم
للركوب ، بل للنقل في بلاد وعرة وباردة
جداً ، إنه الجمل البلخي ، ولهذا الجمل
بدل الحدبة حدبتان .
الببغاء : حدبتان ! آه .
العمة : وهي أكبر وزناً ، وأكثر قوة ، وأشد
سمنة ، قوائمها أقصر ، لكن خفها أكثر
قسوة خشونة ، ثم إن فروتها أكثر طولاً
وسماكة ، وهي ثابتة في سيرها في
الطرق الوعرة والمنحدرة .
الثعلب : " يلوذ بالصمت " ....
الببغاء : أيها الثعلب ، انتهت المحاضرة ، اذهب
الآن .
العمة : ببغاء .
الببغاء : بدل السؤال سأل سؤالين ، يكفي اليوم .
العمة : دعكَ منه ، موضوع الجمال موضوع
شائق جداً .
الثعلب : سمعت أن الجمل ، يشرب في المرة
الواحدة ، كمية كبيرة من الماء .
الببغاء : آه .
العمة : هذا صحيح ، فالجمل يستطيع أن يشرب
" 68 " لتراً من الماء ، بل إن الجمل
الشديد العطش ، يستطيع أن يشرب 6 13
لتراً من الماء .
الببغاء : هذا يعني أن عدة جمال ، يستطيعون أن
يشربوا بركة كاملة .
الثعلب : أيتها العمة ..
الببغاء : سيأتي بيت القصيد .
الثعلب : سمعتُ حكاية ، وأريد أن أتحقق منها ..
العمة : " تهز رأسها " ....
الثعلب : يُقال أن أحد التجار ، سار في الصحراء ، أياماً عديدة ، ونفد منه الماء .
الببغاء : فمات هو ، وعاشت جماله .
الثعلب : بل عاش هو ، وعبر الصحراء ، وماتت معظم جماله .
الببغاء : هذا مستحيل .
الثعلب : وتقول الحكاية ، أنه كان يذبح جملاً من جماله ، ويستخرج الماء المخزون في جوفه ، ويشرب منه ، وهكذا ذبح العديد من جماله ، حتى عبر الصحراء .
العمة : " تلوذ بالصمت " ....
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : حكايتك ، أيها الثعلب ، مجرد حكاية .
الثعلب : يبدو أنك لم تصدقيها .
العمة : أنا أصدق الحقيقة .
الثعلب : " يبتسم بخبث " ....
العمة : الحقيقة تقول ، إن الجمال لا تختزن الماء في معدتها وأمعائها ، وما تشربه عندما تكون عطشانة ، مهما كانت الكمية ، تتسرب فوراً عبر جدران أمعائها ، وتنتشر في جسم الجمل ، بعد شرب كمية كبيرة جداً من الماء .
الثعلب : " يهمهم " هم م م .
العمة : " بشيء من الحزم " والآن اذهب .
الثعلب : هذا يعني أن الحكاية ..
الببغاء : العمة قالت لك اذهب ..
الثعلب : يا للإنسان .
الببغاء : بل يا للثعلب .
العمة : أنت لم تفهم قصده .
الببغاء : ليس تماماً .
الثعلب : إنه ببغاء .

العمة تدفع الثعلب
إلى الخارج ، وتغلق الباب

إظلام

3 / 9 / 2014














كلب الصيد البري


الببغاء في فراشه ،
الجرو يتجول متشمماً

الببغاء : يغط في نومه " خ خ خ خ .
الجرو : " يتمتم " جائع .. جائع .. جائع ..
الببغاء : خ خ خ خ .
الجرو : " يتوقف " عووو .. ماما .
الببغاء : " يفزّ " ما .. ما .. ماذا !
الجرو : " يتطلع إليه أنتَ ..
الببغاء : نعم .
الجرو : عندما تجوع ، ماذا تفعل ؟
الببغاء : آكل طبعاً .
الجرو : إنني جائع .
الببغاء : لديّ جوز ، ولوز ، و ..
الجرو : أنا جرو ..
الببغاء : أعرف .
الجرو : والجرو يأكل اللحم .
الببغاء : ليس لديّ لحم .
لجرو : أنت لحم .
الببغاء : هذا ما كنتُ أخافه ..
الجرو : لكنك مليء بالريش ، وأنا أكره الريش ،
إنه مقزز .
الببغاء : هذا أفضل .
الجرو : " يصيح " عووو ماما .
الببغاء : لا تصح .
الجرو : أريد ماما .
الببغاء : " ينصت " ها هي أمك الجديدة قادمة .
الجرو : ماما !
الببغاء : العمة دبة .

يُدفع الباب ، وتدخل
العمة ، تحمل إناء

الببغاء : لقد تأخرت .
العمة : لابد أن آتيه بحليب .
الببغاء : حليب ! إنه يريد لحماً ، وكاد يأكلني .
العمة : اطمئن ، إنه ما زال صغيراً ، ولا يأكل
الآن غير الحليب .
الجرو : " يصيح " عووو ماما .
العمة : جئتك بطعام يشبعك ، تعال يا بنيّ .
الجرو : أنتِ ماما !
العمة : ماما قد تتأخر ، تعال كلْ الآن .
الجرو : أريد لحماً .
العمة : لدينا حليب لذيذ .
الجرو : " يشير إلى الببغاء " ذاك لحم .
الببغاء : أرأيتِ ، جئتني بوحش .
العمة : لا تخف ، إنه مجرد جرو .
الجرو : أريده ، لكن بلا ريش .
العمة : إنه صديق ، ولا يجب أن نأكله .
الجرو : إنني جائع .
العمة : " تضع إناء الحليب أمامه " كلْ .
الجرو : أهو حليب ؟
العمة : نعم ، تذوقه .
الجرو : " يتذوقه مهمهماً " هم م م م .
العمة : كلْ حتى تشبع .
الجرو : إنه لذيذ ، لكنه ليس حليب ماما .
العمة : إنه حلب عنزة .
الجرو : حليب ماما ألذ .
العمة : كلْ ، يا صغيري ، حتى تشبع .
الجرو : " يشرب بنهم " ....
العمة : " تبتسم " شرب كلّ الحليب .
الببغاء : لو كنتُ حليباً لشربني معه .
العمة : لابدّ أنه لم يرضع منذ البارحة .
الجرو : " ينظر إلى العمة " ....
العمة : " تمسح الحليب عن شفتيه " أرجو أن
تكون قد شبعت .
الجرو : نعم ، لكن .. أريد ماما .
العمة : " ترقده وتربت عليه " ارتح الآن ،
ما دمت قد شبعت ، ماما ستأتي قريباً .
الجرو : " يغمض عينيه " الحليب لذيذ ، لكن
حليب ماما ألذ .. آه .
الببغاء : إنه ينام .
الجرو : " يغط في نومه " خ خ خ خ .
العمة : لقد نام .
الببغاء : آه منكِ .
العمة : " تنهض " لا ترفع صوتك ، إنه نائم .
الببغاء : لو فقط تتركين هذه العادة .
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : لم يكن لكِ أن تأتي به إلى هنا .
العمة : وجدته وسط الغابة يبكي وينادي أمه .
الببغاء : لستِ أمه ، أنتِ دبة .
العمة : لو تركته لمات من الجوع ، أو اختطفه
فهد ، وأنت تعرف أن الفهود ، تفضل أكل
الكلاب على أي شيء آخر .
الببغاء : " يهز رأسه " ....
العمة : " بصوت رقيق " الكلاب من أجمل
الحيوانات الأليفة ، وأرقها ، وأوفاها ، و
.. ليس كلها طبعاً ، والكلاب الأليفة
والبرية أكثر انتشاراً في العالم ، من أي
حيوان آخر .
الببغاء : " يتمدد محبطاً " آه .
العمة : لكن هذا الجرو ، على ما يبدو ، ليس
من الكلاب الأليفة .
الببغاء : هذا ما خمنته ، وإلا لما أراد أن يأكلني.
العمة : من كان في عمره ، من الكلاب البرية
أو الأليفة ، لا يأكل غير الحليب .
الببغاء : لو بقي أياماً ، لن أكون إلا في بطنه .
العمة : " تنظر إلى الجرو " نعم ، إنه من كلاب
الصيد البرية ، وهذا النوع من الكلاب ،
تصطاد في مجموعات ، وإذا خرجت إلى
الصيد ، فإن الحيوانات كلها ، تبتعد عن
طريقها ، وتختبئ في أماكن آمنة .
الببغاء : لا أظن أنني في مكان آمن .
العمة : ببغاء .
الببغاء : إنني مع كلب صيد في مكان واحد .
العمة : إنه مجرد جرو .
الببغاء : " ينصت خائفاً " أصغي ..
الببغاء : تبدو وكأنها عاصفة قادمة .
العمة : لكن الجو صحو اليوم " تنصت " أخشى
أنهم ..
الببغاء : إنهم ؟ إنهم ماذا !
العمة : ربما مجموعة من كلاب الصيد .
الببغاء : يا ويلي " الباب يقرع " الباب .
العمة : أسمعه " الباب يطرق ثانية " سأفتحه ..
الببغاء : " يرقد في فراشه " إنني نائم .

تفتح الباب ، يدخل
كلب بريّ ضخم

الكلب : أيتها الدبة ..
العمة : " تتراجع خائفة " أهلاً ومرحباً
الكلب : قيل لي ، إن صغيري عندك .
العمة : آه نعم ، وجدته يبكي وسط الغابة ،
وخفت علية من الفهد ، فجئت به إلى هنا
" تشير إليه " انظري ، إنه نائم ، بعد أن
أطعمته حليب معزة .
الكلب : أمه وأعمامه وأخواله وعشيرته في
الخارج ، تحيط بالبيت .
الببغاء : " يطل من مكانه " خذه .. خذه ..
العمة : إنه صغير جميل ، أرجوك ، دعه
يزورني بين حين وآخر ، إنني أحبه "
تشير إليه " تفضل احمله ، برفق ، إنه
نائم .
الكلب : " يحمل الجرو " أشكركِ " يخرج " .
الببغاء : أمه وأعمامه وأخواله و ..
العمة : " بصوت رقيق " آه ما أجمل الكلاب .
الببغاء : سأهاجر ، وأتركك ، وليكن ما يكون .

الببغاء يرقد في فراشه ،
العمة دبة تقف صامتة

إظلام

4 / 9 / 2014



الثعلب


العمة والببغاء يرقدان ،
كلّ منهما في فراشه

الببغاء : " يستيقظ " أيتها العمة .
العمة : لستُ نائمة .
الببغاء : هذا ما خمنته .
العمة : لا تقل لي ، إنك رأيت الثعلب الليلة في
المنام .
الببغاء : لا ، لم أره .
العمة : هذا المحتال ، لم يأتِ منذ مدة .
الببغاء : ولن يأتي ما دمتِ تحتاجينه ، فهو يأتي
عندما يحتاج هو إليكِ .
العمة : أنت تعرف ، أنني درست الكثير عن
الكائنات الحية ..
الببغاء : أعرف .. أعرف .
العمة : والآن أريد أن أدرس ، خصلة واحدة
من خصال الثعلب بالتفصيل .
الببغاء : يا للعجب ، لا أظن أنك تجهلين أي
شيء عنه .
العمة : لا ، ربما أجهل ، فهو كما تعرف ،
محتال ومتكتم ..
الببغاء : وسيبقى ، فهو ثعلب .
العمة : لم يطلق لسانه تماماً .
الببغاء : إنه كما قلتِ ، محتال .
العمة : وهذا ما أدرسه بالضبط .
الببغاء : هناك ، كما تعرفين ، حكايات كثيرة عن
حيل الثعلب .
العمة : الحكايات كثيرة فعلاً ، بعضها صحيح ،
وبعضها الآخر غير صحيح ، أريد منه ،
ما هو صحيح .
الببغاء : ليأتي ، لعله يحدثك .
العمة : هذا ما أنتظره .

يدخل الثعلب بهدوء،
ويحدق ملياً في الببغاء

الببغاء : لن تخيفني ، العمة دبة موجودة .
الثعلب : اشتقتُ إليك .
العمة : لقد غبتَ فترة طويلة ، وهذه ليست عادتك .
الثعلب : تزوجتُ .
العمة : آه صحيح ، نحن في كانون الثاني .
الببغاء : لابد أنك خدعت أنثى ، وأقنعتها بالزواج
منكَ .
الثعلب : هذا ما يحلو للذكر أن يظنه ، والحقيقة
أنه هو الذي يُخدع .
العمة : " تهمهم " هم م م م .
الببغاء : هذه من الحكايات ، التي لا تصدق .
العمة : من يدري .
الثعلب : أيتها العمة ..
الببغاء : أريد قرص عسل .
الثعلب : بل أريد أن أعترف .
العمة : هذا ما أردته منك ، فذهبت ، وغبت هذه
المدة الطويلة .
الثعلب : فكرتُ ، أنت عالمة ، ومن واجبي أن
أقدم لك هذه الخدمة .
الببغاء : أيتها العمة ، احذريه .
الثعلب : الحيلة هي سلاحي .
العمة : هذا أمر معروف .
الثعلب : القوة هي سلاح الأسد والنمر والذئب ،
والسرعة سلاح الغزال والفهد الصياد
والأرنب ، وأنا لستُ قوياً كفاية ، ولا
سريعاً ، لا في الهجوم ، ولا في الهرب .
الببغاء : لم يبقَ إلا الحيلة .
العمة : أعرف بعض حيلك في الصيد .
الثعلب : أنت تعرفين بعضها ، والآخرون
يعرفون أيضاً ، لكن إذا عُرفتْ كلّ حيلي
، أموت من الجوع .
الببغاء : أريد أن أعرف حيلة ، لم تجربها هنا .
الثعلب : السحر .
الببغاء : السحر !
العمة : " تضحك " سمعتُ بها .

الثعلب يثب فجأة ،
ويتمرغ كأنه أصيب بالجنون

الببغاء : " يطل عليه مندهشاً " أيتها العمة ..
العمة : راقبه فقط .
الببغاء : لقد جنّ .
الثعلب : " يتوقف " ....
العمة : هذا هو السحر .
الثعلب : نعم ، ولو لم يكن الببغاء صديقي لأكلته.
العمة : أنت تلجأ إلى هذه الحيلة ، لتوقع
ضحاياك من الطيور والأرانب ، فعندما
تراك هكذا ، تقترب منك مذهولة ، فتثب
عليها و ..
الثعلب : وأسكتُ بها جوعي .
الببغاء : أيها اللعين .
الثعلب : ليس لديّ من يطعمني مثلك .
الببغاء : إنني لا ألوم مطارديك ، فأنت لص
محتال .
الثعلب : لا تصدق ما يحكيه عني مؤلفو حكايات
الأطفال " يقترب منه " فأنا لم أتظاهر
بالموت لأصيد الغراب ، ولم أدع ِ النسك
والرغبة في الذهاب إلى الحج ، لأصيد
الديك .
الببغاء : " يتضايق من رائحته " ابتعد عني ،
اف ، لا أدري كيف تهرب من مطارديك
، ولك مثل هذه الرائحة النفاذة .
الثعلب : هذه الرائحة تحبها زوجتي .
الببغاء : لابدّ أن رائحتها أسوأ من رائحتك .
العمة : نقطة ضعفه في هذه الرائحة ، لكن قلما تدركه كلاب الصيد ، التي تطارده مع الصيادين ..
الثعلب : لأنه لديّ مخ .
العمة : عندما تطارده كلاب الصيد ، يلجأ إلى عدة حيل ، منها أنه يكرر سيره في مكان واحد ، ثم يقفز قفزة جانبية واسعة ، ليقطع الأثر ..
الببغاء : " يهمهم " هم م م م .
الثعلب : " يبتسم " ....
العمة : أو يتسلق شجرة مائلة ، ويختبئ بين أغصانها ، فتمر الكلاب من تحته ، دون أن تنتبه إلى وجوده .
الببغاء : لن تنقرض الثعالب .
العمة : وقد يسبح في نهر ليقطع الرائجة ، أو يختلط بالأغنام ، أو يتمرغ في السماد ، وقد يلجأ إلى ثعلب آخر ، ليضلل مطارديه .
الثعلب : أيتها العمة ..
الببغاء :احذريه ..
الثعلب : زوجتي ستلد .
العمة : زوجتك تلد في نيسان أو أيار .
الثعلب : لابد أن أهيئ طعاما لها وللصغار .
الببغاء : " ساخراً " يا للأب الطيب .
العمة : مهما يقال عن الثعلب ، إلا أنه أب صالح ، ففي نيسان أو أيار يولد له أربعة جراء ، وتبقى الثعلبة مع جرائها بضعة أسابيع ، يؤمن الثعلب الطعام لها وللصغار .
الثعلب : " للببغاء " أرأيت ؟ إنني أستحق قرص عسل أو أكثر .
العمة : هذا حق ، لكن ..
الثعلب : أيتها العمة ..
العمة : " تدفعه نحو الباب " اذهب الآن ، وتعال في نيسان .
الببغاء : حقاً أنتِ العمة دبة .
الثعلب : ويتحدثون عن .. الثعلب .

العمة تدفع الثعلب إلى
الخارج ، وتغلق الباب

إظلام

5 / 9 / 2014


ملك الفئران


بيت العمة دبة ،
الببغاء يتمشى منفعلاً

الببغاء : الحياة مع العمة دبة ، أصبحت مهنة
شاقة " يتوقف " ليت الأمر اقتصر عليها
، فالمشقة هي حيواناتها ، التي تكاد لا
تنتهي " يمشي " لابد أن أضع حداً لهذا
الأمر ، وإلا ..

يُفتح الباب ، وتدخل
العمة ، حاملة سلتها

العمة : وإلا ..
الببغاء : " يتوقف " أيتها العمة ..
العمة : اليوم استراحة .
الببغاء : لا استراحة في هذا البيت .
العمة : سنأكل ، ونشرب ، ونتسامر ، و ..
الببغاء : الملك جاء عدة مرات .
العمة : الملك !
الببغاء : ملك الفئران .
العمة : " تبتسم " لو كان للببغاوات ملك ، لكنتَ
أنت ..
الببغاء : لا تغيري الموضوع .
العمة : ما زلنا في الملك .
الببغاء : جاء مرات ، وقال الأمر ملح ..
العمة : " تهمهم " هم م م م .
الببغاء : لم يدعني أرتاح .
العمة : إنني أتفهم قلقه وخوفه .
الببغاء : " ينظر إليها " ....
العمة : لقد حلت في الجوار ، منذ عدة أيام ،
عائلة من أبناء عرس .
الببغاء : أبناء عرس ؟
العمة : الفئران ، في هذه المنطقة ، كانوا
مرتاحين ، وسعداء بعض الشيء ، حتى
جاءت عائلة ابن عرس هذه ، واستوطنت
هنا .
الببغاء : وما شأن الفئران ، إن المنطقة واسعة ،
وتسكنها مختلف الكائنات الحية .
العمة : لو تعرف ما يعرفونه عن أبناء عرس ،
لما قلت هذا .
الببغاء : ما أعرفه ، إنها حيوانات صغيرة .
العمة : صغيرة نعم ، فطولها بما فيه ذنبها ، لا
يزيد عن " 25 " سنتمتراً .
الببغاء : ثم أن في المنطقة القواقم والدلوق
والظرابين ، وحتى الثعالب ، وكلها تقتات
على الفئران .
العمة : هذا صحيح ، يا ببغاء ، لكن ابن عرس
شيء آخر .
الببغاء : أفهميني .
العمة : أبناء عرس سريعو الحركة ، وهم
يشقون العشب متلوين كالحية ، وهي حين
تسير بين العشب ، فمن الصعب رؤيتها ،
لأن قوائمها قصيرة جداً ، ولأن أجسامها
الطويلة قريبة جداً من الأرض .
الببغاء : لكن أعداء الفئران الأخرى ، لا تختلف
في هذا عن أبناء عرس .
العمة : نعم ، لكن ما يختلف أن ابن عرس ،
يستطيع أن يطارد الفئران ، حتى في
أوكارها ، فهو نحيف جداً ، حتى يُقال أنه
يستطيع أن يمرّ في خاتم الزواج .
الببغاء : أوه .
العمة : إضافة إلى ذلك ، فإن ابن عرس يمكن
اعتباره ، ملك الصيد عند الحيوانات ،
رغم صغر حجمه ، فهو يصطاد الفئران
والجرذان والضفادع والطيور الصغيرة ،
ويسبح لاصطياد الفول والأسماك بأنواعها
، ويستطيع أن يتسلق الأشجار بسهولة ،
لاقتناص الطيور وفراخها الصغيرة في
أعشاشها ، بل إنه يهاجم حيوانات أكبر
منه حجماً ، ويفترسها ، كالأرانب الأليفة
والبرية .
الببغاء : آه فهمت الآن إلحاحه في مقابلتك ،
هذا المسكين ، ولكن ماذا يمكن أن تقدميه
له وللفئران ؟
العمة : إنه مسكين حقاً " الباب يُطرق " ..
الببغاء : إنه هو .
العمة : نعم ، إنه هو " تتجه نحو الباب " فلأفتح
الباب .

العمة دبة تفتح
الباب ، يدخل الفأر

الببغاء : ها هي العمة دبة ، لقد جاءت أخيراً .
الفأر : صباح الخير .
العمة : أهلاً ومرحباً .
الببغاء : قل لها ما تريده .
الفأر : عفواً ، لقد جئت لزيارتك اليوم ، أكثر
من مرة .
الببغاء : قلتُ لها ذلك .
العمة : يا للأسف ، لو كنت أعرف بحضورك ،
لعدتُ سريعاً .
الفأر : الأمر مهم ، بل مصيري بالنسبة لنا ،
نحن الفئران ، وإلا ما أثقلتُ عليك .
العمة : ليتني أستطيع أن أخدمكم ، تفضل .
الفأر : تعرفين ، يا سيدتي ، إننا كائنات
صغيرة ، والكثير من الحيوانات يعتدون
علينا ، بل ويفتكون بنا ويفترسوننا ،
ولكن استطعنا مع الزمن أن نتكيف للأمر
، رغم ما نعانيه .
العمة : نعم ، هذا واقع الكائنات الصغيرة
المستضعفة في الغابة عامة .
الفأر : لكن الآن حلت بنا كارثة ، لا نستطيع
تحملها ، أو التكيف معها ، وإذا استمرت
، فلن يبقى منا أحد على قيد الحيلة .
العمة : ابن عرس .
الفأر : وعائلته بأكملها .
العمة : إنني أتفهم وضعكم ، إن أبناء عرس من
أشرس الحيوانات وأخطرها .
الفأر : علينا بالذات .
العمة : هذا صحيح .
الفأر : ولهذا لجأنا إليكِ .
العمة : ابن عرس ، كغيره من الكائنات ، يسكن
في المكان الذي يلائمه ويريحه ..
الفأر : لكن وجوده ، في هذا المكان ، يعني
القضاء علينا .
العمة : " تنظر إليه صامتة " ....
الفأر : أنتِ كائن كبير ، وقويّ جداً ، ويمكن أن
تسحقيه .
العمة : هذا ليس من حقي .
الفأر : نحن نباد .
العمة : هذا أمر مؤسف .
الفأر : أسفك لن ينقذنا .
العمة : " تنظر إليه صامتة " ....
الفأر : ما العمل ؟
العمة : هذا الأمر متروك لكم .
الفأر : ماذا لو قررنا المجيء عندك ، وسكنّا
هنا جميعاً ، وأنت تعرفين سرعة تكاثر
الفئران .
الببغاء : هذا تهديد .
العمة : لا ، لا ، هذا ليس تهديداً .
الفأر : لا خيار لنا .
العمة : في هذه الحالة ، ستأتي عائلة ابن عرس
، وستسكن في البيت أيضاً ، ولن يكون
من حقي أن أمنعها .
الفأر : " يلوذ بالصمت محبطاً " ....
العمة : إنني آسفة ، لكني واثقة أنكم ستجدون
الحل المناسب ، أتمنى لكم التوفيق .

الفأر يستدير ، ويخرج ، العمة دبة تغلق الباب

إظلام

6 / 9 / 2014





الشبح


بيت العمة دبة ، الببغاء
وحده ، يرقد في فراشه

الببغاء : الآن أستطيع أن أغفو ، ولو بعض
الوقت ، لا العمة دبة موجودة ، ولا
واحد من حاشيتها المزعجين ، ولا .. "
الباب يُطرق " آه
أرنوب " من الخارج " أيتها العمة .
الببغاء : هذا أرنوب
أرنوب : " من الخارج " أيتها العمة .
الببغاء : العمة دبة ليست في البيت .
أرنوب : " من الخارج " أرجوك ، يا ببغاء ،
افتح لي ، الأمر هام .
الببغاء : " بصوت خافت " وراحتي ليست هامة
" يصيح " الباب مفتوح ، ادخل .

أرنوب يدفع الباب ،
ويدخل بسرعة خائفاً

أرنوب : الثعلب ..
الببغاء : يطاردك ، هذا أمر عادي .
أرنوب : لقد جُنّ .
الببغاء : لا عليكَ ، إنه يتظاهر بالجنون ، يقفز ،
يتمرغ ، ويتماوت ، و ..
أرنوب : لا .. لا ..
الببغاء : ليته يُجن فعلاً ، لكن هذا مستحيل ، إن
الثعلب يُجنن ولا يجن .
أرنوب : إنه يسير ، ويحدث نفسه ، ويصيح
بأعلى صوته .. الشبح .. الشبح
الببغاء : سأجن ، كفى ، مهما كان ، فهو ..
الثعلب .

الباب يُطرق ، أرنوب
يدور بسرعة خائفاً قلقاً

أرنوب : إنه هو ، الثعلب ، خبئني .
الببغاء : مهلاً ، لعله ليس الثعلب
الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة ..
أرنوب : " مازال يدور " أرأيت ؟ إنه الثعلب ..
الببغاء : صوته غير طبيعي فعلاً .
أرنوب : خبئني أرجوك ، خبئني
الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة دبة .
أرنوب : إنني لم أحتمله عاقلاً ، فكيف وهو
مجنون ؟
الببغاء : اختبئ ، إنه يدفع الباب

أرنوب يختبئ ، يدخل
الثعلب قلقاً مترنحاً

الثعلب : أريد العمة دبة .
الببغاء : العمة دبة ليست هنا ، كما ترى .
الثعلب : أريدها لأمر هام للغاية .
الببغاء : أنصحكَ أن تأتي إليها غداً ، بعد أن
تكون قد هدأت قليلاً .
الثعلب : كل ، أريدها اليوم .
الببغاء : ربما ستتأخر اليوم كثيراً .
الثعلب : مهما يكن ، سأنتظرها .
الببغاء : ذهبت إلى النهر ، تدرس أسماك البيرانا
الثعلب : سأنتظرها ، وستأتي
الببغاء : هذا إذا لم تفترسها أسماك البيرانا
الثعلب : " يتشمم " أشمّ رائحة أرنب
الببغاء : أنت واهم .
الثعلب : أنفي لا يخطئ ، وخاصة عندما أكون
جائعاً .
الببغاء : أنت جائع دائماَ .
الثعلب : " يتشمم " أرنب صغير ، مكتنز ، لذيذ
، و ..
الببغاء : جاءت العمة دبة .

يُدفع الباب ، وتدخل
العمة دبة حاملة سلتها

ثعلوب : العمة دبة ..
العمة : " تضع السلة على المائدة " أهلاً
ثعلوب .
الببغاء : جاءك لأمر هام للغاية .
ثعلوب : قلتِ مرة ، إن المجنون ..
العمة : اهدأ ، يا ثعلوب ، واجلس .
ثعلوب : دعيني ، لا أريد أن أجلس ، اسمعيني..
الببغاء : دعيه يتكلم .
العمة : تكلم ، إنني أسمعكَ .
ثعلوب : قلتِ إن المجنون ، يرى مالا يراه العاقل ..
الببغاء : ويشم ما لا يشمه ..
ثعلوب : " منفعلاً " ببغاء ..
العمة : دعك منه ، تكلم .
ثعلوب : طاردتُ أحدهم قبل قليل .. الببغاء : هذا ما تفعله دائماً .
ثعلوب : طاردته في منطقة المستنقعات ..
الببغاء : تلك منطقة مسكونة .
العمة : ببغاء ..
ثعلوب : سأطاردك يوماً ، ولن تفلت مني .
العمة : دعنا من الببغاء ، تكلم ، طاردته في منطقة المستنقعات ..
ثعلوب : فهرب مني إلى داخل المستنقع ، وعلى ضوء القمر ..
الببغاء : لا يوجد قمر اليوم .
العمة : أكمل .
ثعلوب : رأيته يركض فوق سطح الماء..
الببغا : يا للعجب .
ثعلوب : بل التفت إليّ ، وغمز لي بعينه .
الببغاء : هم م م .. هذا لم أره حتى في المنام .
ثعلوب : صدقيني ، رأيته بعيني هاتين ، لم يكن يسبح ، أو يغطس ، بل كان يركض فوق سطح الماء .
الببغاء : حقاً المجنون يرى ما لا يراه العاقل .
العمة : أنا أصدقكَ ، يا ثعلوب .
ثعلوب : أيتها العمة ..
العمة : لكن أنصحكَ ، أن لا تطارد القنفذ مرة أخرى ، في منطقة المستنقعات .
الببغاء : القنفذ !
ثعلوب : كيف عرفتِ أنه قنفذ ! أنتِ لم تطارديه معي .
العمة : إن القنفذ ، هو الحيوان الوحيد ، الذي يستطيع المشي والركض ، على سطح الماء ، دون أن يغطس .
ثعلوب : " ينظر إلى الببغاء " ببغاء ..
الببغاء : لقد رأيتَ ما لم أره .
ثعلوب : وشممتُ رائحة أرنوب هنا .
العمة : " تنظر إلى الببغاء " ....
الببغاء : اذهب الآن .
ثعلوب : أشكركِ يا عمة ، " يتجه إلى الباب " تصبحان على خير " يخرج "
العمة : أرنوب ، أخرج ، ذهب الثعلب .
أرنوب : " يطل برأسه " ...
الببغاء : حقاً أنتِ .. العمة دبة .

العمة دبة تبتسم فرحة ،
أرنوب يخرج من مخبئه


إظلام

















وحوش النباتات


الببغاء وحده ، يجثم
قريباً من القفص

الببغاء : العمة دبة مشغولة ، هذه الأيام بالنباتات
، ومن حسن الحظ ، أنه قلما يأتينا أحد
من المزعجين الآن ، أمثال دبدوب
وسلحوفة والثعلب و .. " الباب يُطرق "
الخطأ خطئي ، ذكرت القط ، فجاء ينط "
الباب يُطرق ثانية " أيها الثعلب ، العمة
دبة ليست في البيت .
الأرنبة : " من الخارج " اطمئن ، يا ببغاء ،
لستُ الثعلب ، وإنما الأم أرنبة .
الببغاء : آه الأرنبة ، أم أرنوب ، هذا صوتها "
بصوت مرتفع " الباب مفتوح ، ادفعيه
وادخلي .

الأم أرنبة ، تدفع
الباب بهدوء ، وتدخل

الأم : طاب يومكَ ، يا ببغاء .
الببغاء : طاب يومكِ ، أرنوب ليس معكِ ، أرجو
أن يكون بخير .
الأم : أبقيته في البيت ، وأغلقتُ عليه الباب ،
فالثعلب يحوم في الجوار .
الببغاء : لو كنتُ العمة دبة ، لخنقته ، وخلصتُ
منه أرنوب وسنجوب و ..
الأم : حتى لو قتلته العمة دبة ، فهناك الذئب
والضبع والفهد والصقر والكلاب البرية
و ..

يُدفع الباب ، وتدخل
العمة دبة ، حاملة سلتها

العمة : أم أرنوب ؟ أهلاً ومرحباً .
الأم : أهلاً بكِ .
العمة : " تضع سلتها على المنضدة " لابد
أنكما كنتما تتحدثان عن الثعلب .
الببغاء : الثعلب وغيره .
الأم : الحياة هنا في الغابة لا تطاق ، فهي
مبنية على القسوة والافتراس .
العمة : هذه هي الغابة منذ أن وجدت .
الأم : لنكن منصفين ، ليس كلّ من في الغابة
قتلة وسفاحين .
الببغاء : هناك السلاحف مثلاً ..
العمة : السلاحف تفترس الأسماك وغير
الأسماك .
الببغاء : والطيور ..
العمة : البومة من الطيور ، وكذلك العقاب
والصقر والنسر .
الأم : ليتنا في الغابة نباتات ، فليس بينها ثعلب
أو تمساح أو ضبع أو ..
الببغاء : أو دب ..
العمة : " تنظر إليه " ببغاء ..
الببغاء : الدب يأكل الأسماك والطيور
والحشرات ، والنحل وكلّ ما في الخلية
من شمع وعسل ويرقات و ..
العمة : " تنظر إليه " ببغاء ..
الأم : كفى ، يا ببغاء .
الببغاء : " يصمت " ....
الأم : عفواً ، جئتُ أسلم عليكِ .
العمة : أشكركِ .
الببغاء : " يتمدد " الأفضل أن أنام .
الأم : " تصمت " ....
العمة : ما قلتاه عن بعض الحيوانات صحيح ،
" للببغاء " وحتى ما قاله عن الدب ،
صحيح أيضاً .
الببغاء : " يعتدل " عفواً ، أيتها العمة .
العمة : لا عليك .
الببغاء : أنتِ تعرفين كم أحبكِ ، ثم " يغالب
ابتسامته " أنتِ لستِ من الدببة .
العمة : " تبتسم " بل دبة بامتياز .
الببغاء : سأوافقكِ ، حتى لا تقولي ، إنني أخالفكِ
في كلّ شيء .
الأم : " تبتسم " ....
العمة : قلتِ أنه ليس بين النباتات قتلة
وسفاحون ، وهذا خطأ .
الأم : ماذا !
الببغاء : لا يمكن أن يكون بينها ثعالب وذئاب
وضباع و ..
العمة : بل بينهم كلاب وحشية ، ومصاصو
دماء ، وتماسيح ، وأكلة لحوم البشر ..
الببغاء : الويل لهم .
الأم : وكلّ ظني أنهم كائنات مسالمة .
العمة : هناك نبات اسمه " جاك في المقصورة
" ، منه ذكر ومنه انثى ، تأتي ذبابة
صغيرة ، وتدخل مقصورة الذكر ،
وتعاني من ضيق المكان ، وترفرف
بأجنحتها ، فتحمل حبوب الطلع ، وعندما
تدخل مقصورة الأنثى ، وتعطيها حبوب
الطلع ، لا تسمح لها بالخروج ، وتبقى
هناك حتى الموت .
الببغاء : هذا هو الفرق بين الذكر والأنثى .
الأم : " تهز رأسها " الذكر الطيب ..
الببغاء : الأنثى كانت جاحدة .
العمة : آه من الذكور .
الأم : مهما يكن ، " فجاك في المقصورة "
ربما هو الوحيد .
العمة : بل واحد من عشرات .
الببغاء : حدثينا .. حدثينا .
العمة : كما أن في الحيوانات وحوش وقتلة ،
كذلك في النباتات ، من بينهم خناق
الذباب ، وآكلة الحشرات الندية ،ومصيدة
فينوس ، ونبات الكوبرا..
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : والزهرة الفخ ، و ..
الببغاء : الكوبرا ، ما أعرفه إنها أفعى ، والأفعى
حيوان ، وليس نبتاً .
العمة : إنه نبات يشبه أفعى الكوبرا .
الببغاء : ليتكِ تحدثينا عنه .
العمة : لنبات الكوبرا هذا رأس مجنح ، وعينان
بيضاويتان ، تجذب الحشرات ، برحيقها
الحلو ، ورائحته العذبة ، تندفع الحشرات
إلى العينين ، وتجد فتحة فتدخلها ، فتغلق
خلفها ، إنها مصيدة رهيبة ، وهي أيضاً
معدة نبات الكوبرا ، التي تهضم
الحشرات ، وتمتصها .
الببغاء : آه إنه كوبرا النباتات بحق .
الأم : هذا فضيع حقاً ، نباتات تأكل حشرات .
العمة : وهناك نباتات ظالمة ، تتطفل على
نباتات أخرى ، وتسرق غذاءها .
الببغاء : يمكن أن أفهم كلّ هذا على فضاعته ،
نباتات تأكل حشرات ، أو تأكل نباتات
أخرى ، أما نباتات تأكل البشر ، فهذا ما
لا يمكن أن أفهمه .
العمة : ستفهمه إذا عرفت هذه النباتات ،
وشكلها ، وحجمها .
الببغاء : لا أظنه بحجم التمساح مثلاً .
العمة : اسمع ، سأصف لك واحداً ، وستتمنى
أن لا تراه ، حتى في الحلم .
الأم : أيتها العمة ، أرفقي بنا ، أنت تعرفين
أن بين الببغاوات أرانب .
الببغاء : " للأم " سدي أذنيكِ ، أنتِ أرنبة .
الأم : مهما يكن ، أريد أن أعرف .
العمة : حسن ، اسمعا .
الببغاء : نريد حقائق .
الأم : نعم ، حقائق ، وليكن ما يكون .
العمة : في جزيرة مدغشقر ، في المحيط
الهندي ، شجرة عجيبة تأكل الانسان ..
الببغاء : كما تأكل الدببة الأرانب .
الأم : " محتجة " ببغاء .
العمة : وهذه الشجرة تشبه الصنوبر ، لها أربع
ورقات فقط ، طول الواحدة " 80 "
سنتمتراً ، وعرضها " 40 " سنتمتراً ،
وهي تتدلى من الشجرة ، وإذا تسلق أحد
النبتة ، ولمس زهورها ، فإن الأوراق
الأربع المتدلية ، ترتفع وتنطبق عليه ،
ولا تعود إلى ما كانت عليه إلا بعد مرور
اسبوعين ، أما الانسان فلا يبقى منه غير
رأس مسلوخ .
الببغاء : " يتمدد " أيتها العمة ..
الأم : " تتجه نحو الباب " ليتني لم أسمع هذا.
الببغاء : أريد أن أنام .
الأم : الثعلب أرحم من هذه النبتة .
الببغاء : سأنام إذا استطعت .
الأم : " عند الباب " من حسن الحظ ، إننا
لسنا في جزيرة مدغشقر .
الببغاء : " ينقلب نحو الحائط " لا يبقى غير
رأس مسلوخ ، وأريد أن أنام .
الأم : " تخرج " ....
الببغاء : " يرفع صوته " أيتها الأرنبة الأم ، لا
تحلمي بمدغشقر .
الأم : " من الخارج " لن أنام حتى أنسى ،
ولن أنسى .
العمة : مهما يكن ، فالذنب ليس ذنبي ، هذه هي
الحياة .
الببغاء : آه .
العمة : ولكن ، يا ببغاء ، لا تنسَ الأزهار ..
والفراشات .. والعصافير .. و ..
الببغاء : : أيتها العمة ، دعيني أنم .


العمة دبة تصمت ،
الببغاء يغط في النوم

إظلام

24 / 4 / 2016



#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ببغاءة الحلم
- العمة دبة الجزء الثاني
- مسرحيات للأطفال العمة دبة الجزء الاول ...
- سيناريو ربيع دائم
- ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن
- رواية للأطفال الثعلب العجوز طلال حس ...
- قصص قصيرة شتاء الأيام الآتية ...
- لمحات من صحافة الأطفال في نينوى
- طلال حسن في سطور
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ...
- الفضاء في مسرح طلال حسن -مسرحية الإعصار- نموذجاً
- هيلة يارمانه
- رواية للفتيان الفتاة الغزالة ...
- حكايات من التراث حكايات موصلية طل ...
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات شعبية جنجل وجناجل
- مسرحة الموروث الشعبي -قراءة في مسرحيات (هيلا يارمانه) لطلال ...
- خمس مسرحيات من التراث الموصلي ...
- رواية للفتيان الغزالة ...


المزيد.....




- هل تعلمين كم مرة استعارَت أمي كتبي دون علمي؟!
- رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ يبحث عن ...
- رحيل الفنان المغربي مصطفى الزعري
- على طريقة الأفلام.. فرار 8 أشخاص ينحدرون من الجزائر وليبيا و ...
- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - العمة دبة الجزء الرابع