أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - ببغاءة الحلم















المزيد.....



ببغاءة الحلم


طلال حسن عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 8148 - 2024 / 11 / 1 - 21:57
المحور: الادب والفن
    


الببغاء راقد في
فراشه ، يئن ويتوجع

الببغاء : آه سأموت ، العمة دبة المسكينة ، ذهبت إلى أعلى الجبل ، لتأتيني بذلك النبات ، لن ينفعني أي دواء ، آه .

يُدفع الباب ، وتدخل
العمة حاملة سلتها

العمة : ببغاء .
الببغاء : آه سأموت .
العمة : لا تقل هذا ، ما زلت شاباً ، ستشفى ، وتتزوج ، وتهجرني إلى اوستراليا .
الببغاء : بل سأموت هنا ..
العمة : " تريه ما في السلة " الدواء .
الببغاء : لا فائدة .
العمة : سأضعه في الماء ، وستشرب منقوعه ، وتشفى في الحال .
الببغاء : آه إنني أموت .
العمة : " تنقع العشب " جدتي كانت على فراش الموت ، وما أن شربت جرعة منه ، حتى هبت معافاة من فراشها .
الببغاء : جدتك لم تكن ببغاء .
العمة : كانت تحتضر .
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : كن متفائلاً .
الببغاء : إذا متّ ، ادفنيني قرب الشجرة ، أمام باب الدار .
العمة : ببغاء ..
الببغاء : لا أريد أن أبتعد عنكِ .
العمة : لن أدعكَ تبتعد عني ، إلا إذا أردت أن تذهب إلى اوستراليا .
الببغاء : اوستراليا !
العمة : وطن الببغاوات الجميلات .
الببغاء : آه .. اسمعيني ..
العمة : ليتك تؤجل كلامك الآن ، أنت متعب .
الببغاء : لقد حدثتني عن كائنات حية كثيرة ، لكنكِ لم تحدثيني عن الببغاوات .
العمة : أنت محق " تقدم له الشراب " اشرب جرعة من هذا المنقوع أولاً ، وسأحدثك عما تريد .
الببغاء : " يعتدل ويشرب جرعة " آه مرّ .
العمة : الدواء كلما كان مراً عجل بالشفاء .
الببغاء : " يرقد " آه ، والآن حدثيني .
العمة : أغمض عينيك .
الببغاء : " يغمض عينيه " ....
العمة : تريدني أن أتحث عن الإناث طبعاً .
الببغاء : أيتها العمة .
العمة : مهما يكن ، فهن أقلّ جمالاً من الذكور
الببغاء : " يئن " تحدثي .
العمة : الببغاوات لا توجد في كلّ مكان من العالم ، بل في أماكن محددة من العالم ، منها قارة أفريقيا ، وببغاوات هذه القارة ليست أنيقة ، لكنها محبوبة ، لأنها تقلد كلّ الأصوات ، حتى الكلمات والجمل .
الببغاء : " بصوت ناعس " آه .
العمة : " تحدق فيه " ومعظم الببغاوات توجد في قارة اوستراليا ، ومعظمها ، ولاسيما الذكور ، غاية في الجمال ، مثل ببغاء الككتوة البيضاء ، وهناك ككتوة سوداء كبيرة ، وببغاوات مرقطة .
الببغاء : " بصوت ناعس " آآآه .
العمة : والكثرة الغالبة من الببغاوات تأكل الجوز والبذور والثمار ، وبعضها تأكل الحشرات ، لكن هناك ببغاء شرس هو ببغاء الكاي ، يقتل الأغنام ، ويأكل الشحم الموجود حول الكليتين .
الببغاء : " بصوت ناعس " آه .
العمة : والآن سأحدثك عن أجمل أنثى من إناث الببغاوات .
الببغاء : " يئن ويتململ " آه .
العمة : نعم ، إنها من اوستراليا .
الببغاء : " بصوت ناعس " اوستراليا ..
العمة : ستأتي الآن .. تعالي .
الببغاءة : " تطل من الباب " ....
العمة : " تشير لها أن تقترب " ....
الببغاءة : " تقترب من الببغاء " ....
العمة : تخيل أنها تجلس إلى جانبك ، على غصن شجرة تطل عل النهر ، والقمر يسطع بدراً في السماء ، والآن أصغ ِ .
الببغاءة : " بصوت منغم " عزيزي ..
الببغاء : " يتململ " ....
العمة : " تغالب ضحكتها " ....
الببغاءة : عزيزي الببغاء ..
الببغاء : أنتِ تعرفينني !
الببغاءة : نعم ، رأيتك في الحلم ، فجئتُ إليك من اوستراليا .
الببغاء : أهلاً بكِ .
الببغاءة : نحن نقف على غصن الشجرة .
الببغاء : والقمر يطلّ بدراً علينا " يتأملها " أنت فتية .
الببغاءة : لنبقَ هنا دائماً .
العمة " تهمس لها " إنه يفيق ، اذهبي .
الببغاءة : " تسرع إلى الخارج " ....
الببغاء : " يفيق " عزيزتي " يتلفت " عزيزتي .
العمة : آه ها أنت تفيق .
الببغاء : أين الببغاءة .
العمة : أية ببغاءة ؟
الببغاء : كانت هنا ، تتحدثُ إليّ عن شجرة ، وقمر بدر ، و ..
العمة : يبدو أنكَ كنت تحلم .
الببغاء : وقالت لي ، تعال معي إلى اوستراليا .
العمة : آه هذا الدواء أفادك ، لقد شفيت .
الببغاء : " يلوذ بالصمت " ....
العمة : لكن من شفاك بحق هي ببغاءة استراليا.
الببغاء : ببغاءة .. !
العمة : ببغاءة الحلم .
الببغاء : " يتنهد " حلم .
العمة : وقد يكون الحلم حقيقة .
الببغاء : أيتها العمة .
العمة : " تهتف " أيتها الحلم ، تعالي .

تدخل الببغاءة ، الببغاء
يعتدل ، ويتقدم منها

الببغاء : عزيزتي ..
الببغاءة : عزيزي ..
الببغاء : أريد غصناً يطل على النهر ، وفوقنا قمر بدر .
الببغاءة : " تمسكه " تعال معي إلى اوستراليا .
الببغاء : هيا إلى الحلم .
الببغاء والببغاءة : " يخرجان " ....
العمة : منقوع العشب " تتأمل الإناء " هذا العشب ليس عشباً نادراً ، أو سحرياً " للجمهور " السحر ليس هنا ، وأنتم تعرفون أين كان السحر .

إعتام تدريجي ، العمة دبة
تضع الإناء على المنضدة

إظلام

21 / 8 / 2014















الطيور المغردة


الغابة ، تغريد طيور ،
تدخل العمة والببغاء

الببغاء : " يتوقف متعباً " آه .
العمة : " تتوقف مبتسمة " لقد شخت .
الببغاء : " ينصت " أنصتي .
العمة : إنني أنصت إليها كلّ يوم .
الببغاء : وأنا سجين القفص .
العمة : ببغاء .
الببغاء : هذا هو الواقع .
العمة : بيتي ليس قفصاً .
الببغاء : إنني محروم من هذه الأصوات الحيوية
العذبة .
العمة : أنتَ تحرم نفسك منها ، وطالما طلبت
منك أن تخرج إلى الغابة .
الببغاء : وها أنا خرجت ، دعيني أسمع تغريد
الطيور ، فقد سمعتُ صوتكِ كثيراً .
العمة : " تهز رأسها " .....
الببغاء : " ينصت منتشياً " آه .
العمة : اسمع أيها الببغاء ، فهذا موسم الغناء
والفرح .
الببغاء : " ينظر إليها " ....
العمة : إنه الربيع ، يا ببغاء ، الربيع ، الربيع ،
موسم زواج الطيور ..
الببغاء : " يغمغم " زواج ! آه .
العمة : وها هي ذكور الطيور تغرد ، وهي
تحوم فرحة حول إناثها الجميلات .
الببغاء : إن أروع ما في فرح زواج هذه الطيور
، هو هذا الغناء العذب .
العمة : ليتني أسمع ، في يوم قريب ، غناء
فرحك ، يا ببغاء .
الببغاء : أيتها العمة .
العمة : إنه الربيع ، الربيع ، ولا رادّ لإرادته إذا
مسك دفأه وشذاه بسحرهما .
الببغاء : " ينصت " دعيني أسمع .
العمة : اسمع يا عزيزي ، اسمع ، ففي هذا
الغناء نفسه سحر وأي سحر .
الببغاء : أستطيع أن أميز بين هذه الأصوات ،
وأعرف تغريد كلّ طير منها .
العمة : حسن ، أصغ ِ جيداً ، وأخبرني من
صاحب كلّ صوت منها .
الببغاء : اسمعي " ينصت " ..
العمة : إنني أسمع ، هيا أخبرني .
الببغاء : هذه زقزقة مألوفة ..
العمة : " تهز رأسها " ....
الببغاء : إنه عصفور دوري .
العمة : " تبتسم " ....
الببغاء : أصغي ، أصغي جيداً ، هذا تغريد
دافئ عذب ..
العمة : " تهز رأسها " ....
الببغاء : إنه بلبل ، بلبل فتيّ .
العمة : " تبتسم " ....
الببغاء : " ينصت ملياً " أوه ، يا للصوت البشع
، ما أقبحه .
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : إنه نعيب بومة .
العمة : " تبتسم " ....
الببغاء : " وهذا .. " يصمت مفكراً " عجباً ،
لماذا لم تهرب هذه العصافير .
العمة : حسن ، لماذا ؟ أجبني أنت َ .
الببغاء : " يفكر " من يدري .
العمة : فكر أكثر ، وستدري .
الببغاء : " يفكر ملياً " لا أدري .
العمة : ربما لم يكن هناك لا عصفور ، ولا
بلبل ، ولا حتى بومة ..
الببغاء : لكني سمعتها جميعاً .
العمة : وسمعتها أنا أيضاً معك .
الببغاء : إذن ؟
العمة : ما سمعته ، وسمعته أنا معك ، إنما هو
الطائر المقلد ، الدغناش .
الببغاء : الدغناش !
العمة : نعم ، فهذا الطائر الصغير ، يستطيع أن
يقلد جميع الطيور .
الببغاء : يبدو أنه أفضل مني في تقليد أصوات
الآخرين .
العمة : هذا ما يبدو " تنصت " أصغ ِ .
الببغاء : " يصغي " هذا فيض من التغريد
المرتفع ، ولابد أن هذا الطائر المغرد
كبير الحجم .
العمة : " لا تجيب " ....
الببغاء : يبدو أنني أخطأت ، الصوت صادر من
ذلك السياج من النباتات .
العمة : هذا الطائر ، يختبئ في ذلك السياج
فعلاً ، لكنه ليس كبير الحجم ، بل صغير
جداً ، إنه ذكر المنمنمة .
الببغاء : المنمنمة !
العمة : وربما لا يوجد طائر أصغر من
المنمنمة غير الطائر الطنان .
الببغاء : " يرفع رأسه إلى الأعلى " أصغي .
العمة : " ترفع رأسها هي بدورها " تلك قبرة
الحقول ، وتغرد وهي تحلق في الجو ،
وحتى لو ابتعدت وغابت ، فسنظل نسمع
شدوها الحلو يتردد في الفضاء كصوت
الشلال .

الببغاء يتسلل ، ويختبئ
وراء شجرة قريبة

العمة : وهناك طائفة من الطيور الموسيقية ،
تسمى طائفة الحساسين ، وهي تشمل
عصافير الكناري .
الببغاء : " يقلد صوت الثعلب " أيتها العمة ..
العمة : " تنصت " ....
الببغاء : أيتها العمة .
العمة : " تبتسم وتهز رأسها " ....
الببغاء : أريد قرص عسل .
العمة : تعال ، سأعطيك جوزة .
الببغاء : الثعلب لا يأكل الجوز .
العمة : أعرف ، إنه طعامك أنت ، تعال .
الببغاء : " يقبل عليها " يبدو أنني مقلد فاشل .
العمة : بل إنني خبيرة في الأصوات ، ولا
يمكن أن أخطئ صوت الثعلب .
الببغاء : آه ذلك اللعين .
العمة : مهما يكن فهو يحبك .
الببغاء : لا أريد حبه هذا .
العمة : ببغاء .
الببغاء : إنه يحبني كفريسة .
العمة : اطمئن ، إنه يعرف جيداً ، أنه إذا مسك
يوماً فسأفترسه رغم رائحته ، التي لا
تطاق .
الببغاء : " يصغي " أصغي .
العمة : إنني أصغي .
الببغاء : هذا صوت طائر يأتي من بعيد .
العمة : انظر إلى الأفق .
الببغاء : " ينظر " إنني لا أره ، بل أرى غيوماً
تتحرك بسرعة .
العمة : إنها العاصفة .
الببغاء : أصغي ، تغريد الطائر يرتفع .
العمة : وسيرتفع كلما اشتدت العاصفة .
الببغاء : " يبدو خائفاً " حقاً ، العاصفة تقترب .
العمة : هذا الطائر الصغير اسمه الدج ، أو دج
العواصف ، وهو لا يغرد إلا مع هبوب
العاصفة .
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : وكلما اشتدت العاصفة ، ارتفع غناؤه .
الببغاء : فلنسرع وإلا جرفتنا العاصفة .
العمة : لا تخف ، يا ببغاء .
الببغاء : العاصفة لن تجرفك أنت ، مهما كانت
قوية ، بل ستجرفني أنا .
العمة : " تضحك " هيا يا عزيزي ، هيا ، هيا .

العمة والببغاء يخرجان ،
يرتفع صوت العاصفة
إظلام

22 / 8 / 2014


النسر


الببغاء في القفص ،
النسر يتمشى ضجراً

الببغاء : " يغط نائماً " خ خ خ خ .
النسر : أوه " يتوقف " هذا الببغاء يغط نائماً
معظم الوقت ..
الببغاء : " يغط " خ خ خ خ خ .
النسر : أريد أن أتحدث .. أن أشكو .. أن أطير
" حالماً " أطير آه .
الببغاء : " يغط " خ خ خ خ .
النسر : " يتلفت " تأخرت العمة دبة ، لستُ
جائعاً تماماً ، ربما جائع إلى الحديث معها
، أريد أن أعرف ما أنا بالضبط ، إنها
تتحدث ، لكنها تتحدث بالقطارة .
الببغاء : " يكف عن الغطيط " .....
النسر : الببغاء ، لابد أنه استيقظ " يقترب من
القفص " أيها الببغاء .
الببغاء : " يفتح عينيه خائفاً " توقف .
النسر : " لا يتوقف " صباح الخير .
الببغاء : لا تقترب مني .
النسر : قلتُ لكَ ألف مرة ، لا تخف مني .
الببغاء : أنت طائر لاحم ، أي أنك تأكل اللحم ،
وأنا لحم .
النسر : أنت ريش فقط ، ريش ملون وجميل ،
ومهما كنتُ جائعاً ، لم أشعر بالرغبة في
أن آكلك .
الببغاء : أعرف هذا ، فأنت تأكل السمك ، وأنا
طائر وليس سمكة .
النسر : العمة دبة لا تتحدث كثيراً عمن أكون ،
حدثني أنت .
الببغاء : لقد حدثتك مراراً عما أعرف ، وهو من
العمة دبة نفسها .
النسر : أريد أن أعرف كلّ شيء عن النسور ،
لأعرف من أنا .
الببغاء : العمة دبة قالت لي ، وهذا ما تعرفه أنت
أيضاً ، أنها رأتك تتخبط على الأرض ،
وأنت صغير لا ريش لك ، وخافت أن
يراك الثعلب فيأكلك ، فجاءت بك إلى هنا
، وراحت تطعمك وترعاك ، حتى تكبر ،
وتقوى على العناية بنفسك ، فتطلقك في
الجو وها أنت قد كبرت " يصمت " لا
أدري لماذا لا أصدق هذه القصة .
النسر : مهما يكن ، فأنا منذ فترة ، أشعر برغبة
عارمة في أن أنطلق في الجو ، وأحلق
عالياً .. عالياً .. عالياً .
الببغاء : هذا أمر طبيعي ، أنت نسر .
النسر : قبل أن أنطلق ، أريد أن أعرف أي النسور أنا .
الببغاء : هذا ما تعرفه العمة دبة منذ البداية ، وما ستعرفه أنت بالضبط ، حتى لو لم تحدثك عنه العمة دبة .
النسر : آه من العمة دبة .
الببغاء : أنت نسر قويّ ، ومن المؤكد أنك لست نسراً جباناً .
النسر : " ينظر إليه ....
الببغاء : وهذا يعني أنك لست من النسور المنظفة ، الجبانة ، التي لا تأكل إلا الحيوانات الميتة .
النسر : " يهمهم " ....
الببغاء : وهناك نسور ، كما قالت العمة دبة ، صغيرة الحجم ، تصطاد الحيوانات الصغيرة ، لكن هناك نسور كبيرة وقوية ، تختطف القردة ، وبعضها تختطف حتى الخشوف والحملان .
النسر : " مندهشاً " الحملان !
الببغاء : وهذا النسر ، على ما أذكر ، اسمه الذئب المجنح ، وواضح أنك لست واحداً منهم ، أنت صياد سمك .
النسر : السمك لذيذ جداً .
الببغاء : ونوعك من النسور ، كما قالت لي العمة دبة ، يطير قريباً من سطح الماء ، وما أن يرى سمكة ..
النسر : " مثاراً " سمكة حية تسبح ..
الببغاء : حتى ينقض عليها ، وينشب فيها مخالبه القوية ، ويأخذها إلى عشه .
النسر : " حالماً " سأبني لي عشاً ، فوق صخرة مرتفعة ، وسأصطاد السمك بنفسي ، ولابد أنه سيكون ألذ من السمك الميت ، الذي تأتيني به العمة دبة ..
الببغاء : " ينظر إليه صامتاً " ....
النسر : آه لو يُفتح هذا الباب ، لأنطلق في الفضاء ، وأتجه إلى البحر .
الببغاء : ستفتح العمة دبة لك الباب ، في الوقت المناسب ، لتذهب حيث تريد .
النسر : الآن هو الوقت المناسب ، إنني أحلم كلّ ليلة بالفضاء والبحر ، وبأسماك تسبح بسرعة على سطح الماء ، و .. " الباب يُطرق " .. الباب !
الببغاء : هذه الطرقة أعرفها ..
النسر : من تعني ؟ " الباب يُرق ثانية " .
الببغاء : لا أحد غيره ، لكن العمة قالت ، إنه هاجر منذ عدة أشهر ، وقد لا يعود ثانية ، ليته لا يعود أبداً .
الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة ..
الببغاء : إنه هو ..
النسر : من ! من هو ؟
الببغاء : الثعلب .
الثعلب : " يدفع الباب ويدخل " أيتها العمة ، إنني هنا ، لقد عدتُ .
الببغاء : لستَ وحدك هنا ، انظر جيداً .
الثعلب : " يشهق مرتاعاً " النسر !
النسر : " يتقدم منه ببطء " هذه أول مرة أرى فيها .. الثعلب .
الثعلب : يا ويلي " يلوذ بالفرار " سيفترسني هذا النسر .
النسر : " عند الباب " لو كان سمكة لما أفلت مني " ينظر إلى الخارج " .
الببغاء : أيها النسر ..
النسر : " ينظر مبهوراً " آه .. الفضاء .. إنه يناديني .. أن تعال ..
الببغاء : لا تذهب ، ستأتي العمة دبة ، وستأتيك بما تحبه من سمك .
النس : لا أحتاج الآن إلا إلى الفضاء ، وها هو الفضاء أمامي ، يناديني .
الببغاء : أنت تكبر ، وستطلقك العمة دبة في الوقت المناسب .
النسر : " يتجه إلى الخارج " هذا هو الوقت المناسب .
الببغاء : أيها النسر .
النسر : " وهو يخرج " وداعاً .
الببغاء : آه رحل " يخرج من القفص " لقد أحببته ، رغم إنني كنت أخافه ، إنه طائر قوي ، نبيل ، وجميل ، آه من العمة دبة ، وداعاً ، نعم وداعاً .

تدخل العمة ، حاملة
سلة مليئة بالسمك
الببغاء : طار النسر .
العمة : " بصوت دامع " رأيته .
الببغاء : جاء الثعلب ، وفتح الباب ..
العمة : لقد سهّل عليّ الأمر " تصمت " رأيته من بعيد ، يتجه نحو البحر ..
الببغاء : رغم أنه لم يرَ البحر من قبل .
العمة : السلاحف البحرية ، عندما تخرج من البيض ، تتجه مباشرة إلى البحر ، إنها الغريزة .
الببغاء : لقد أحببته .
العمة : ليعش حياته ، إنه نسر صياد ، فليصد السمك بنفسه .

العمة تجلس ، الببغاء
يرقد في فراشه

إظلام

23 / 8 / 2014



هو ـ هو ـ أووو
كيفيت


الغابة ، تدخل العمة ،
ومعها دبدوب ودبدوبة

العمة : " تتوقف " فلنرتح هنا قليلاً .
دبدوب : نعم ، فهذا المكان جميل .
دبدوبة : لكننا لم نتعب بعد .
دبدوب : أنتِ ربما لم تتعبي .
العمة : " تجلس " أنا تعبت .
دبدوب : " يتلفت " البارحة ، قبل غروب الشمس
، كنت هنا .
دبدوبة : " تنظر إليه " ....
العمة : هذا المكان بعيد ، يا دبدوب ، وعليك أن
لا تأتي إليه وحدك .
دبدوب : لم أعد صغيراً " ينظر إلى دبدوبة " ثم
أنا دب وليس دبة .
دبدوبة : أنت فعلاً دب ، كما تقول الفراشة .
دبدوب : نغفر للجميل ما يقوله .
دبدوبة : دبدوب .
دبدوب : وعلى هذه الشجرة ، رأيت بومة ..
دبدوبة : دبدوب ..
دبدوب : وكانت تأكل سمكة .
العمة : " تحدق في الأرض " ....
دبدوبة : سمكة !
دبدوب : نعم سمكة .
دبدوبة : بومة تأكل سمكة ..
دبدوب : نعم ، رأيتها بعيني هاتين .
دبدوبة : " تهمّ أن تردّ " ....
العمة : دبدوب على حق .
دبدوبة : رأى بومة تأكل سمكة ..
العمة : نعم ، رآها .
دبدوبة : " محتجة " أيتها العمة ..
العمة : أنا أصدقه .
دبدوبة : أيتها العمة ، دبدوب يرى أحياناً ما لا
يراه أحد غيره .
دبدوب : " محتجاً " دبدوبة .
العمة : " تبتسم " ....
دبدوبة : تصوري ، قال لي مرة ، أنه رأى بومة
تطارد عصفوراً صغيراً طائراً في الجو ،
وتصطاده .
العمة : هذا أمر طبيعي .
دبدوبة : لكن الأمر غير الطبيعي ، أن الشمس
كانت مشرقة .
العمة : وهذا طبيعي أيضاً .
دبدوبة : " تفغر فاها مذهولة " ....
العمة : هناك بومة تطير وتصطاد ، في وضح
النهار ، مثل البومة الصقرية .
دبدوب : " يبتسم منتصراً " ....
دبدوبة : والبومة على هذه الشجرة ، كانت تأكل
سمكة .
العمة : " تشير إلى الأرض " انظري .
دبدوبة : " تنظر " ....
العمة : هذه كريات صغيرة ، قاءتها البومة ،
وفيها آثار سمكة ، عظام وحراشف ،
فالبومة تأكل الفريسة كاملة ، ثم تقيء ما
لا تستطيع هضمه .

يرتفع صوت نعيب ،
كأنه صوت ضحية تقتل

دبدوبة : " خائفة " ماما .
دبدوب : " يبدو خائفاً " لا تخافي ..
العمة : دبدوب قال لكِ ، لا تخافي ، وأنا أقول
لكِ ، لا تخافي ..
دبدوبة : هذه صرخة كائن يفترسه وحش ..
العمة : " تبتسم " بل صوت بومة .
دبدوبة : بومة !
العمة : هذه بومة تعيش بين النباتات الخفيضة ،
وهي تطلق هذه الصرخات المخيفة ، ومن
لا يعرفها ، يظن أن جريمة ترتكب .
دبدوبة : " تلوذ بالصمت " ....
دبدوب : سمعت أن هناك بومة قزمة .
دبدوبة : " تنظر إليه صامتة " ....
العمة : نعم ، وهناك أيضاً بومة عملاقة .
دبدوب : آه .
العمة : طول البومة العملاقة حوالي " 80 "
سنتمتراً ، أما طول البومة القزمة ، فهو
أقل من " 15 " سنتمتراً .
دبدوبة : مهما يكن ، أنا أكره البومة .
العمة : مسكينة البومة ، إن معظم الناس
يكرهونها ، وهم يرون أنها شؤم ، مع أنها طائر مفيد .
دبدوبة : ليكن ، لكن صوتها بشع .
العمة : نعم ، صوتها ليس كصوت البلابل ، لكنها تخلصنا من الفئران والجرذان والحشرات المضرة والبزاق و ..
دبدوبة : لن أحب صوتها .
دبدوب : العمة دبة على حق .
دبدوبة : " تنظر إليه " ....
دبدوب : أنتِ أيضاً على حق ، فأنا شخصياً لا أحب صوتها .
العمة : سواء أحببنا صوتها ، أو لم نحببه ، فهي تعيش في كلّ قارات العالم ، عدا قارة القطب المنجمد الجنوبي ، وهناك على امتداد هذا العالم ما يزيد على " 130 " نوعاً من البوم .
دبدوب : نحن ربما ليس بهذا التنوع .
دبدوب : " تنظر إليه " .....
العمة : نعم ، لكن هناك فعلاً أنواعاً مختلفة من الدببة .
دبدوب : مهما يكن ، فلا أظن أن هناك دبدوبة بجمال دبدوبتنا .
دبدوبة : " تلكزه بدلال " ....
العمة : " تبتسم متغامزة " دبدوبة دلالة .. لا يوجد بدالة .
دبدوبة : أيتها العمة ..
العمة : لو كنتُ في جمالك ، وأنا فتية ..
دبدوب : لما كنتِ بيننا الآن .
العمة : " تضحك " ها ها ها ..
دبدوب : يرفع رأسه " بومة مرت من هنا .
دبدوبة : لا أظن " ترفع رأسها " لم أسمع لها أي صوت .
العمة : إنها بومة صقرية ، تطير أثناء النهار ، والبومة عادة تطير دون أن تحدث أي حفيف ، وذلك لنعومة ريشها .
دبدوبة : " تصغي " دبدوب ، أصغ ِ ، هذه بومة
تصيح كيويك .
دوب : هذا بوم ، وليس بومة ، وهو يصيح
أيضاً هو ـ هو ـ أووو .
دبدوبة : " تنظر إلى العمة " ....
العمة : دبدوب على حق ، اسمعي صوت
الأنثى تجيبه ، كيفيت .
دبدوبة : " تصغي " نعم ، إنها فعلاً تقول ..
كيفيت .
العمة : " تنهض " لنذهب الآن .
دبدوب : " يركض " هوـ هو ـ أووو ..
العمة : الحقيه .
دبدوبة : " تلحق به راكضة " كيفيت .. كيفيت

دبدوب يخرج ، تلحقه
دبدوبة ، ووراءهما العمة

إظلام

24 / 8 / 2014















البطريق العملاق


بيت العمة دبة ،
الببغاء يتمشى منفعلاً

الببغاء : العمة دبة مجنونة هذه الأيام بالبطارق ،
لا حديث لها طول الوقت ، وحتى حين
تنام ، إلا عن البطارق ، البطارق ..
البطارق .. البطارق .. " يتوقف " من
الأفضل أن أنام " يصعد إلى فراشه " هذا
إن استطعت أن أنام " يتمدد في فراشه "
فلأنم قبل أن تأتي العمة دبة " ينصت " لو
أن العمة دبة بطريق " يغمض عينيه "
فلأنم وإلا جاءتني الدبة البطريق .

يُدفع الباب ، ويدخل
بطريق بطول الإنسان

الببغاء : يتظاهر بالشخير " خ خ خ خ .
البطريق : ببغاء ..
الببغاء : " يتململ " خ خ خ خ .
البطريق : ببغاء .
الببغاء : " يكف عن الشخير " ....
البطريق : افتح عينيك ..
الببغاء : من !
البطريق : افتح عينيك ، وسترى .
الببغاء : " يشهق معتدلاً " آآآآ البطريق !
البطريق : ها قد عرفتني .
الببغاء : " يتراجع خائفاً " أرجوك لا تأكلني .
البطريق : لستَ سمكة لآكلك .
الببغاء : حتى لو كنتَ جائعاً جداً ؟
البطريق : لا أدري ، ربما ..
الببغاء : " يصيح خائفاً " آآآآآ..
البطريق : لكن مع هذا الريش ، لا أعتقد ، رغم أنه
ريش ملون ، جميل .
الببغاء : ثم إن جسمي هزيل ، تحت هذا الريش ،
وليس لي طعم السمك .
البطريق : مهما يكن ..
الببغاء : " يتلفت " كنتُ أظن أن العمة دبة
تعرف كلّ شيء عن البطارق ..
البطريق : آه العمة دبة .
الببغاء : إنها دبة ثرثارة .
البطريق : أنا جئتُ إليها .
الببغاء : تقول إن البطارق ، لا تعيش شمال خط
الاستواء ..
البطريق : هذا صحيح .
الببغاء : لكننا نحن شمال خط الاستواء ، وها
أنت ..
البطريق : جئتُ من الجنوب .
الببغاء : وتقول إنها تعيش فقط في القطب
المنجمد الجنوبي ، والجزر المنعزلة في
البحار الجنوبية ، وعلى سواحل اوستراليا
، وزيلاندا الجديدة ، وأميركا الجنوبية ،
وجنوب أفريقيا ، وواحد يعيش في جزر
غالا باغوس ، على خط الاستواء .
البطريق : أه ببغاء ، أنت تحفظ كلّ هذا عن ظهر
قلب .
الببغاء : إنه أمر طبيعي ، فقد رددته العمة دبة
أمامي ألف مرة .
البطريق : وبعد ..
الببغاء : البطارق مختلفة الحجم ، هذا ما تقوله
العمة دبة ..
البطريق : " يهمهم " هم م م م .
الببغاء : البطريق الجني الصغير يبلغ ارتفاعه "
35 " سنتمتراً ، أما البطريق
الإمبراطوري ، في قارة القطب الجنوبي
، فيتجاوز طوله " 90 " سنتمتراً " يحدق
فيه " وأنتَ .. ؟
البطريق : كما ترى ، يا ببغاء ،لستُ بطريقاً
إمبراطورياً .
الببغاء : وكما هو واضح ، لستَ طبعاً بطريقاً
جنياً أزرق ..
البطريق : أنا البطريق المنقرض .
الببغاء : " يشهق " البطريق المنقرض ! " يا
ويلي .
البطريق : " ينصت " ....
الببغاء : إنها العمة قادمة " يتمدد في فراشه "
فلأنم .

يختبئ البطريق ، تدخل
العمة ، حاملة السلة

العمة : يبدو أن الببغاء نائم " تضع السلة على
المائدة " لكننا في منتصف النهار "
تنصت " يا للعجب ، إنه لا يشخر ، وهذه
ليست عادته .
الببغاء : " يشخر " خ خ خ خ .
العمة : " تبتسم " بدأ يشخر .
الببغاء : خ خ خ خ .
العمة : وهذا يعني أنه ليس نائماً " تقترب منه "
ببغاء ..
الببغاء : " يتوقف عن الشخير " ....
العمة : " تهزه برفق " أفق .
الببغاء : " يهب خائفاً " لا .. لا .. أرجوكِ .. لا
تأكليني .
العمة : " تتراجع " ببغاء ، افتح عينيك .
الببغاء : أيتها البطريقة ..دعيني .. دعيني ..
لستُ سمكة .
العمة : طبعاً لستَ سمكة ، يا للحلم الذي رأيته ،
افتح عينيك ، أنا العمة دبة .
الببغاء : " يفتح عينيه " العمة دبة !
العمة : ببغاء ، ما الأمر ؟
الببغاء : " يحدق فيها " لستِ عمة البطريق
العملاق المنقرض إذن .
العمة : " تحدق فيه مهمهمة " هم م م م .
الببغاء : عجباً ، أين مضى ؟ كان هنا ، قبل أن تأتي بقليل .
العمة : البطريق المنقرض !
الببغاء : وقال إنه جاء إليكِ " يتلفت حوله " عجباً
إنني لا أراه .
العمة : إنه هنا .
الببغاء : من ؟ البطريق المنقرض !
العمة : نعم .
الببغاء : " يتلفت " ....
العمة : أيها البطريق .
الببغاء : يا ويلي ، ماذا يجري ؟
العمة : أعرف أنك هنا ، تعال .
البطريق : " يظهر متردداً " ....
الببغاء : " يشهق " إنه هو .
العمة : هذا هو البطريق المنقرض ، وهو
عملاق فعلاً كما ذكرت " تتجه نحوه " آه
دبدوب .
دبدوب : " ينزع جلد البطريق ، ويتراجع محرجاً
" أيتها العمة ..
الببغاء : من !
دبدوب : " يتجه إلى الخارج " ....
الببغاء : إنه دبدوب .
دبدوب : " وهو يهرب إلى الخارج " لا داعي
للغضب ، هذا مجرد مزاح .
العمة : " ترفع جلد الببغاء " إنني منذ فترة ،
أصنع هذا الزي ، بحسب مواصفات
البطريق المنقرض ، وأردت أن أفاجئك ،
لكن دبدوب اللعين ، على ما يبدو ، عرف
به ..
الببغاء : وفاجأني .
العمة : ببغاء ..
الببغاء : وكاد يقتلني .
العمة : آه .
الببغاء : كم أخشى أن أراه في الحلم .
العمة : " تكتم ضحكتها " ....

الببغاء يلقي نفسه في
فراشه ، العمة تهز رأسها

إظلام

26 / 8 / 2014





الطنان


الببغاء يقف أمام
قفص الطائر الطنان

الببغاء : مسكين هذا الطائر الطنان ، لقد جعلت
منه العمة دبة ، ومنذ خمسة أيام ، أصغر
طائر سجين في العالم " يصمت " أيتها
العمة أطلقيه ، ما زلتُ أدرسه ، سيموت
داخل هذا القفص ، لن يموت ما دمتُ
أطعمه ، ماذا تقدمين له ؟ حزمة من
الأزهار الندية ، لكنه لا يأكل منها شيئاً ،
إنه يمتص الرحيق منها ، كما تفعل النحلة
والفراشة " يتمشى في شيء من الانفعال
" لو وضعت هذه الدبة في قفص ، لعرفت
معنى القفص ، آه فلأصعد إلى فراشي ،
لعلي أراه ، ولو في الحلم ، يخرج من هذا
القفص ، وينطلق في فضاء الغابة " يتمدد
في فراشه " .

يُدفع الباب في
هدوء ، وتدخل دبدوبة

دبدوبة : مازال هنا ، في القفص ، آه من العمة
دبة " تجلس حزينة أمام القفص " .
الببغاء : " يرفع رأسه " دبدوبة .
دبدوبة : عفواً ، لقد أيقظتكَ .
الببغاء : لم أكن نائماً .
دبدوبة : هذا ما خمنته .
الببغاء : يبدو أن دبدوب لم يأتِ معك .
دبدوبة : دبدوب عند النهر .
الببغاء : لعله يفضل صيد السمك .
دبدوبة : أراد أن يرافقني ، لكني فضلت أن آتي
إلى هنا وحدي .
الببغاء : دبدوب يحبك .
دبدوبة : لكنه لا يبالي بما عليه الطائر المسكين ،
وهذا ما لا أحبه فيه .
الببغاء : ونحنُ من نبالي ، ماذا استطعنا أن نفعل
، إنه سجين منذ خمسة أيام .
دبدوبة : يجب أن نتحدث إلى العمة دبة .
الببغاء : تحدثتُ إليها ، تحدثتُ كثيراً ، لكن دون
جدوى ، إنها دبة .
دبدوبة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : عفواً ، يا دبدوبة .
دبدوبة : لا عليك ، أعرف أنكَ تحبها .
الببغاء : إنني سجين هنا بإرادتي ، فأنا أحب
العمة دبة فعلاً ، لكني لا أحب أن تسجن
أحداً ، وخاصة هذا الطائر الطنان ، مهما
كانت دوافعها .
دبدوبة : " تنصت " أظنها قادمة .
الببغاء : " ينصت " نعم إنها هي " يهز رأسه "
آه من العمة دبة .

يُدفع الباب ، وتدخل
العمة ، حاملة سلتها

العمة : أهلاً دبدوبة .
دبدوبة : صباح الخير .
العمة : " تضع السلة على المنضدة " دبدوب
ليس معك هذا اليوم .
الببغاء : دبدوب يصيد السمك ، ويضعه في
القفص .
العمة : ببغاء .
دبدوبة : هذا الطائر المسكين ، أظنه هزل كثيراً
، وأخشى أن يموت .
العمة : لن يموت ، إنني أطعمه .
دبدوبة : مسكينة الطيور الصغيرة ، إنها وحدها
من تصطاد ، وتوضع في الأقفاص .
الببغاء : لو كان الطنان في حجم النعامة ..
العمة : " تنظر إليه " ....
دبدوبة : النعامة ؟
الببغاء : ارتفاعها " 240 " سنتمتراً ..
دبدوبة : آه .. بارتفاع العمة ..
الببغاء : ووزنها " 135 " كيلوغرام ..
دبدوبة : آه ..
الببغاء : هذا ما قالته العمة دبة .
دبدوبة : " تنظر إلى العمة دبة " ....
العمة : " تهز رأسها " ....
دبدوبة : من الصعب وضع مثل هذا الطائر في
قفص " تبتسم " النعام تمثل حلماً دسماً
للثعلب .
العمة : لن يقرب هذا الحلم ، حتى في المنام ،
فهو حلم قاتل .
الببغاء : حتى لو جنّ وطاردها ، فإنه لن يستطيع
اللحاق بها ، إن سرعتها في الركض تبلغ
" 50 " كيلومتراً في الساعة .
العمة : ولو جنّ فعلاً ، واقترب منها ، فإنها
سترفسه بإحدى قائمتها ، المدججتين
بمخالب قاتلة ، وستقتله في الحال .
دبدوب : والنعامة لا تطير .
دبدوبة : وأظنها ليست الطائر الضخم الوحيد في
العالم ، الذي لا يطير .
الببغاء : لا هناك طيور أخرى .
دبدوبة : " تنظر إلى العمة " ....
العمة : " تهز رأسها " ....
الببغاء : طائر الامو والبشتم في اوستراليا ،
والكيوي في زلاندا الجديدة ، والرية في
أمريكا الجنوبية .
دبدوبة : " تنظر إلى العمة ثانية " .....
العمة : نسي طائراً واحداً .
الببغاء : لا أظن ، فهذا كلّ ما ذكرتِه أنتِ .
العمة : لقد ذكرته ، ربما ليس أمامك .
الببغاء : ربما ..
العمة : هناك طائر طوله " 4 " أمتار ..
دبدوبة : " 4 " أمتار !
الببغاء : لم تذكريه أمامي أبداً .
العمة : اسمه الموّه .
الببغاء : لا أظن أنني رأيته من قبل .
العمة : ولن تراه .
الببغاء : " ينظر إليها " ....
العمة : لأنه انقرض منذ آلاف السنين .
دبدوبة : المسكين .
الببغاء : لابد أن دبة سجنته لتدرسه ، فانقرض .
العمة : ببغاء .
دبدوبة : أيتها العمة ....
العمة : " تنظر إليها صامتة " ....
دبدوبة : هذا الطائر الصغير ، لا أريده أن
ينقرض .
العمة : ما زلتُ أدرسه .
الببغاء : حياته وحريته أهمّ من كلّ شيء .
العمة : " تلوذ بالصمت " ....
الببغاء : لو كنتِ أنتِ داخل هذا القفص ، أتدرين
ما كنّا نفعل ؟
العمة : أعرف .
الببغاء : دبدوبة ..
دبدوبة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : العمة في داخل القفص .
دبدوبة : " تتقدم من القفص " ....
الببغاء : هيا يا دبدوبة ..
دبدوبة : " تفتح باب القفص " أيها الطائر العزيز
، هيا انطلق ، الغابة تناديك .

الطائر يخرج من القفص ،
ثم يمضي إلى الخارج

إظلام

27 / 8 / 2014













العجل


بيت العمة دبة ،
الببغاء يغط في النوم

الببغاء : خ خ خ خ .
العجل : " من بعيد " موووو .
الببغاء : خ خ خ خ .
الثعلب : " يدخل ضاجاً " أيها الببغاء ..
الببغاء : " يعتدل خائفاً " آآآآ .
الثعلب : لا تخف ، أنا الثعلب .
الببغاء : الثعلب ! أيها اللعين ، أرعبتني .
الثعلب : العمة دبة ستأتي فوراً ..
الببغاء : لا أدري " يتثاءب " ربما سمعتُ في
الحلم أحدهم يصيح .. موووو .
الثعلب : ما سمعته ، يا ببغاء ، ليس في الحلم ،
بل في الواقع .
الببغاء : ماذا !
الثعلب : موووو .. ها هو قادم .
الببغاء : هذا مستحيل .
يُفتح الباب ، وتدخل
العمة ، ومعها عجل

الببغاء : " مذهولاً " موووو !
الثعلب : هذا ما قلته ، وها هو موووو أمامك .
الببغاء : ليتك لم تصدق ، موووو ؟
الثعلب : حتى تعرف أنني أصدق .. أحياناً .
العمة : كفى ..
الثعلب : عفواً ، أيتها العمة ..
العمة : اذهب إلى بيتكَ .
الثعلب : لا تحرميني ، على الأقل ، من تأمل هذا اللحم الطازج .
العمة : أيها الثعلب ..
الثعلب : دعيني أشمه .
الببغاء : دعيه يشمه .
الثعلب : " يشم العجل " آه .
العمة : على مسافة يوم أو يومين ، يوجد قطيع من الجاموس البري ، وهو من أبناء عمومة هذا العجل ، اذهب إليه .
الثعلب : أيتها العمة ، أنت ترسلينني إلى الموت المحتم .
العمة : لكنك تحب اللحم الطازج .
الثعلب : إن الذئاب نفسها ، مهما كانت جائعة ، لا تستطيع الاقتراب ، كما تعرفين ، من مثل هذا القطيع .
العمة : ليس الذئاب وحدها ، بل إن أي نمر أو فهد ، يقترب من مورد الماء ، الذي تتواجد فيه ، لا ينجو بجلده ، إذ يهاجمه القطيع كله ويقتله دوساً تحت الأقدام .
الثعلب : يا له من مصير .
الببغاء : اذهب إلى بيتك أفضل .
الثعلب : وهذا اللحم الطازج ؟
العمة : " تدفعه إلى الخارج " اذهب إلى القطيع " تغلق الباب " .
الببغاء : لا تخافي عليه ، إنه عجل جاموس ، كما قلتِ .
العمة :إنه ليس عجل جاموس مائي شجاع وقوي ، بل عجل جاموس مدجن ، ومثل هذه الجواميس لطيفة جداً ، ويستطيع طفل صغير أن يقودها .
العجل : تقول أمي ، إن أحد أجدادي ، كان جاموس مائي .
العمة : من يدري .
العجل : كلما خرجنا مع الراعي ، إلى البراري القريبة ، أبتعد قليلاً عن أمي ، وأقف متطلعاً إلى البعيد ، وأصغي متلهفاً ، كأن أحداً يناديني ، أن تعال .
العمة : لعلّ هذا ما جعلك تتيه هذه المرة ، وجعلك تقترب من المستنقعات .
العجل : ربما أردت أن أصل إلى هذا القطيع ، الذي لم أره إلا في المنام .
العمة : ولو لم أركَ ، وبقيت في العراء ، وقد حلّ الليل ، لجاءتك الذئاب .
الببغاء : " خائفا " آآآآ .
العمة : لا تخف ، يا ببغاء .
الببغاء : من حسن الحظ ، أنني ببغاء ، وليس عجل جاموس .
العمة : " تبتسم " حتى لو كنت عجل جاموس ، ليس لك أن تخاف .
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : العجول الصغيرة في القطيع تكون محمية جيداً .
العجل : نحن يحمينا الراعي .
الببغاء : لكن القطعان البرية من المواشي ، ليس لها راع ٍ يحميها .
العجل : ولذا فإنها تكون فريسة للذئاب .
العمة : كلا ، إنها محمية أيضاً ، فعندما يهاجم ذئب أحد القطعان ، يُدفع الصغار وسط القطيع ، وتدافع عنها بقرونه القوية ، وحتى عندما يضطر القطيع إلى الفرار ، هرباً من أعدائه الأقوياء ، تكون الصغار مسرعة معها في الوسط .
العجل : مهما يكن ، فالحياة في البراري أفضل " يصمت لحظة " الحياة في البراري حرة ، جميلة ، فلا كلب ينبحني ، ولا عصا راع تجلدني ، ولا ..
العمة : بني ، أنت عجل تنتمي إلى الجاموس المدجن ، والحياة في البراري لا تصلح لك .
العجل : " يلوذ بالصمت " ....
العمة : كلّ مجموعة من الماشية ، وما نشأت عليه وألفته ، وهناك ، كما تعرف ، أنواع عديدة من الماشية ..
العجل : " يغمض عينيه " ....
العمة : الماشية المدجنة ، منحدرة من حيوان كبير جداً يدعى الأوروخص ، كان ارتفاعه نحو مترين ، وكان له قرنان ضخمان يزيد طول الواحد منهما على متر .
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : والماشية البرية تعيش في قطعان كبيرة ، فقطعان البيسون في أميركا مثلاً ، تعد بالألوف ، وثيران الياك والمسك و ..
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : العجل نام ، دعيه يرتاح .
العمة : " تنظر إلى العجل " آه حقاً إنه نائم .
الببغاء : يبدو أنه متعب جداً .
العمة : " تنهض " فليبقَ في مكانه ، ينام مرتاحاً ، حتى الصباح .
الببغاء : لابد أن أمه المسكينة قلقة جداً عليه ، وربما لن يغمض لها جفن حتى يعود إليها سالماً .
العمة : غداً حين يفيق ، آخذه إلى أقرب مكان ، من القرية التي جاء منها ، ليعود سالماً إلى أمه .
الببغاء : أنتِ حقاً عمة .
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : مثل هذا العجل الأحمق ، كان يمكن أن يكون ضحية لحلم من الأحلام ، التي تراودنا جميعاً ، ولو لم تنقذيه ، لكان فعلاً طعاماً للذئاب " يتمدد في فراشه " الآن فقط عرفت ، لماذا تكرهك الذئاب .
العمة : المهم أن لا تكرهني أنتَ .
الببغاء : أنا أحبكِ .

العمة دبة تنظر
إليه دامعة العينين

إظلام

19 / 8 / 2014



#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمة دبة الجزء الثاني
- مسرحيات للأطفال العمة دبة الجزء الاول ...
- سيناريو ربيع دائم
- ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن
- رواية للأطفال الثعلب العجوز طلال حس ...
- قصص قصيرة شتاء الأيام الآتية ...
- لمحات من صحافة الأطفال في نينوى
- طلال حسن في سطور
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ...
- الفضاء في مسرح طلال حسن -مسرحية الإعصار- نموذجاً
- هيلة يارمانه
- رواية للفتيان الفتاة الغزالة ...
- حكايات من التراث حكايات موصلية طل ...
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات شعبية جنجل وجناجل
- مسرحة الموروث الشعبي -قراءة في مسرحيات (هيلا يارمانه) لطلال ...
- خمس مسرحيات من التراث الموصلي ...
- رواية للفتيان الغزالة ...
- قصص قصيرة جداً أنا الذي رأى ...


المزيد.....




- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - ببغاءة الحلم