|
ببغاءة الحلم
طلال حسن عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 8148 - 2024 / 11 / 1 - 21:57
المحور:
الادب والفن
الببغاء راقد في فراشه ، يئن ويتوجع
الببغاء : آه سأموت ، العمة دبة المسكينة ، ذهبت إلى أعلى الجبل ، لتأتيني بذلك النبات ، لن ينفعني أي دواء ، آه . يُدفع الباب ، وتدخل العمة حاملة سلتها
العمة : ببغاء . الببغاء : آه سأموت . العمة : لا تقل هذا ، ما زلت شاباً ، ستشفى ، وتتزوج ، وتهجرني إلى اوستراليا . الببغاء : بل سأموت هنا .. العمة : " تريه ما في السلة " الدواء . الببغاء : لا فائدة . العمة : سأضعه في الماء ، وستشرب منقوعه ، وتشفى في الحال . الببغاء : آه إنني أموت . العمة : " تنقع العشب " جدتي كانت على فراش الموت ، وما أن شربت جرعة منه ، حتى هبت معافاة من فراشها . الببغاء : جدتك لم تكن ببغاء . العمة : كانت تحتضر . الببغاء : أيتها العمة .. العمة : كن متفائلاً . الببغاء : إذا متّ ، ادفنيني قرب الشجرة ، أمام باب الدار . العمة : ببغاء .. الببغاء : لا أريد أن أبتعد عنكِ . العمة : لن أدعكَ تبتعد عني ، إلا إذا أردت أن تذهب إلى اوستراليا . الببغاء : اوستراليا ! العمة : وطن الببغاوات الجميلات . الببغاء : آه .. اسمعيني .. العمة : ليتك تؤجل كلامك الآن ، أنت متعب . الببغاء : لقد حدثتني عن كائنات حية كثيرة ، لكنكِ لم تحدثيني عن الببغاوات . العمة : أنت محق " تقدم له الشراب " اشرب جرعة من هذا المنقوع أولاً ، وسأحدثك عما تريد . الببغاء : " يعتدل ويشرب جرعة " آه مرّ . العمة : الدواء كلما كان مراً عجل بالشفاء . الببغاء : " يرقد " آه ، والآن حدثيني . العمة : أغمض عينيك . الببغاء : " يغمض عينيه " .... العمة : تريدني أن أتحث عن الإناث طبعاً . الببغاء : أيتها العمة . العمة : مهما يكن ، فهن أقلّ جمالاً من الذكور الببغاء : " يئن " تحدثي . العمة : الببغاوات لا توجد في كلّ مكان من العالم ، بل في أماكن محددة من العالم ، منها قارة أفريقيا ، وببغاوات هذه القارة ليست أنيقة ، لكنها محبوبة ، لأنها تقلد كلّ الأصوات ، حتى الكلمات والجمل . الببغاء : " بصوت ناعس " آه . العمة : " تحدق فيه " ومعظم الببغاوات توجد في قارة اوستراليا ، ومعظمها ، ولاسيما الذكور ، غاية في الجمال ، مثل ببغاء الككتوة البيضاء ، وهناك ككتوة سوداء كبيرة ، وببغاوات مرقطة . الببغاء : " بصوت ناعس " آآآه . العمة : والكثرة الغالبة من الببغاوات تأكل الجوز والبذور والثمار ، وبعضها تأكل الحشرات ، لكن هناك ببغاء شرس هو ببغاء الكاي ، يقتل الأغنام ، ويأكل الشحم الموجود حول الكليتين . الببغاء : " بصوت ناعس " آه . العمة : والآن سأحدثك عن أجمل أنثى من إناث الببغاوات . الببغاء : " يئن ويتململ " آه . العمة : نعم ، إنها من اوستراليا . الببغاء : " بصوت ناعس " اوستراليا .. العمة : ستأتي الآن .. تعالي . الببغاءة : " تطل من الباب " .... العمة : " تشير لها أن تقترب " .... الببغاءة : " تقترب من الببغاء " .... العمة : تخيل أنها تجلس إلى جانبك ، على غصن شجرة تطل عل النهر ، والقمر يسطع بدراً في السماء ، والآن أصغ ِ . الببغاءة : " بصوت منغم " عزيزي .. الببغاء : " يتململ " .... العمة : " تغالب ضحكتها " .... الببغاءة : عزيزي الببغاء .. الببغاء : أنتِ تعرفينني ! الببغاءة : نعم ، رأيتك في الحلم ، فجئتُ إليك من اوستراليا . الببغاء : أهلاً بكِ . الببغاءة : نحن نقف على غصن الشجرة . الببغاء : والقمر يطلّ بدراً علينا " يتأملها " أنت فتية . الببغاءة : لنبقَ هنا دائماً . العمة " تهمس لها " إنه يفيق ، اذهبي . الببغاءة : " تسرع إلى الخارج " .... الببغاء : " يفيق " عزيزتي " يتلفت " عزيزتي . العمة : آه ها أنت تفيق . الببغاء : أين الببغاءة . العمة : أية ببغاءة ؟ الببغاء : كانت هنا ، تتحدثُ إليّ عن شجرة ، وقمر بدر ، و .. العمة : يبدو أنكَ كنت تحلم . الببغاء : وقالت لي ، تعال معي إلى اوستراليا . العمة : آه هذا الدواء أفادك ، لقد شفيت . الببغاء : " يلوذ بالصمت " .... العمة : لكن من شفاك بحق هي ببغاءة استراليا. الببغاء : ببغاءة .. ! العمة : ببغاءة الحلم . الببغاء : " يتنهد " حلم . العمة : وقد يكون الحلم حقيقة . الببغاء : أيتها العمة . العمة : " تهتف " أيتها الحلم ، تعالي .
تدخل الببغاءة ، الببغاء يعتدل ، ويتقدم منها
الببغاء : عزيزتي .. الببغاءة : عزيزي .. الببغاء : أريد غصناً يطل على النهر ، وفوقنا قمر بدر . الببغاءة : " تمسكه " تعال معي إلى اوستراليا . الببغاء : هيا إلى الحلم . الببغاء والببغاءة : " يخرجان " .... العمة : منقوع العشب " تتأمل الإناء " هذا العشب ليس عشباً نادراً ، أو سحرياً " للجمهور " السحر ليس هنا ، وأنتم تعرفون أين كان السحر . إعتام تدريجي ، العمة دبة تضع الإناء على المنضدة إظلام 21 / 8 / 2014
الطيور المغردة
الغابة ، تغريد طيور ، تدخل العمة والببغاء
الببغاء : " يتوقف متعباً " آه . العمة : " تتوقف مبتسمة " لقد شخت . الببغاء : " ينصت " أنصتي . العمة : إنني أنصت إليها كلّ يوم . الببغاء : وأنا سجين القفص . العمة : ببغاء . الببغاء : هذا هو الواقع . العمة : بيتي ليس قفصاً . الببغاء : إنني محروم من هذه الأصوات الحيوية العذبة . العمة : أنتَ تحرم نفسك منها ، وطالما طلبت منك أن تخرج إلى الغابة . الببغاء : وها أنا خرجت ، دعيني أسمع تغريد الطيور ، فقد سمعتُ صوتكِ كثيراً . العمة : " تهز رأسها " ..... الببغاء : " ينصت منتشياً " آه . العمة : اسمع أيها الببغاء ، فهذا موسم الغناء والفرح . الببغاء : " ينظر إليها " .... العمة : إنه الربيع ، يا ببغاء ، الربيع ، الربيع ، موسم زواج الطيور .. الببغاء : " يغمغم " زواج ! آه . العمة : وها هي ذكور الطيور تغرد ، وهي تحوم فرحة حول إناثها الجميلات . الببغاء : إن أروع ما في فرح زواج هذه الطيور ، هو هذا الغناء العذب . العمة : ليتني أسمع ، في يوم قريب ، غناء فرحك ، يا ببغاء . الببغاء : أيتها العمة . العمة : إنه الربيع ، الربيع ، ولا رادّ لإرادته إذا مسك دفأه وشذاه بسحرهما . الببغاء : " ينصت " دعيني أسمع . العمة : اسمع يا عزيزي ، اسمع ، ففي هذا الغناء نفسه سحر وأي سحر . الببغاء : أستطيع أن أميز بين هذه الأصوات ، وأعرف تغريد كلّ طير منها . العمة : حسن ، أصغ ِ جيداً ، وأخبرني من صاحب كلّ صوت منها . الببغاء : اسمعي " ينصت " .. العمة : إنني أسمع ، هيا أخبرني . الببغاء : هذه زقزقة مألوفة .. العمة : " تهز رأسها " .... الببغاء : إنه عصفور دوري . العمة : " تبتسم " .... الببغاء : أصغي ، أصغي جيداً ، هذا تغريد دافئ عذب .. العمة : " تهز رأسها " .... الببغاء : إنه بلبل ، بلبل فتيّ . العمة : " تبتسم " .... الببغاء : " ينصت ملياً " أوه ، يا للصوت البشع ، ما أقبحه . العمة : " تنظر إليه " .... الببغاء : إنه نعيب بومة . العمة : " تبتسم " .... الببغاء : " وهذا .. " يصمت مفكراً " عجباً ، لماذا لم تهرب هذه العصافير . العمة : حسن ، لماذا ؟ أجبني أنت َ . الببغاء : " يفكر " من يدري . العمة : فكر أكثر ، وستدري . الببغاء : " يفكر ملياً " لا أدري . العمة : ربما لم يكن هناك لا عصفور ، ولا بلبل ، ولا حتى بومة .. الببغاء : لكني سمعتها جميعاً . العمة : وسمعتها أنا أيضاً معك . الببغاء : إذن ؟ العمة : ما سمعته ، وسمعته أنا معك ، إنما هو الطائر المقلد ، الدغناش . الببغاء : الدغناش ! العمة : نعم ، فهذا الطائر الصغير ، يستطيع أن يقلد جميع الطيور . الببغاء : يبدو أنه أفضل مني في تقليد أصوات الآخرين . العمة : هذا ما يبدو " تنصت " أصغ ِ . الببغاء : " يصغي " هذا فيض من التغريد المرتفع ، ولابد أن هذا الطائر المغرد كبير الحجم . العمة : " لا تجيب " .... الببغاء : يبدو أنني أخطأت ، الصوت صادر من ذلك السياج من النباتات . العمة : هذا الطائر ، يختبئ في ذلك السياج فعلاً ، لكنه ليس كبير الحجم ، بل صغير جداً ، إنه ذكر المنمنمة . الببغاء : المنمنمة ! العمة : وربما لا يوجد طائر أصغر من المنمنمة غير الطائر الطنان . الببغاء : " يرفع رأسه إلى الأعلى " أصغي . العمة : " ترفع رأسها هي بدورها " تلك قبرة الحقول ، وتغرد وهي تحلق في الجو ، وحتى لو ابتعدت وغابت ، فسنظل نسمع شدوها الحلو يتردد في الفضاء كصوت الشلال .
الببغاء يتسلل ، ويختبئ وراء شجرة قريبة
العمة : وهناك طائفة من الطيور الموسيقية ، تسمى طائفة الحساسين ، وهي تشمل عصافير الكناري . الببغاء : " يقلد صوت الثعلب " أيتها العمة .. العمة : " تنصت " .... الببغاء : أيتها العمة . العمة : " تبتسم وتهز رأسها " .... الببغاء : أريد قرص عسل . العمة : تعال ، سأعطيك جوزة . الببغاء : الثعلب لا يأكل الجوز . العمة : أعرف ، إنه طعامك أنت ، تعال . الببغاء : " يقبل عليها " يبدو أنني مقلد فاشل . العمة : بل إنني خبيرة في الأصوات ، ولا يمكن أن أخطئ صوت الثعلب . الببغاء : آه ذلك اللعين . العمة : مهما يكن فهو يحبك . الببغاء : لا أريد حبه هذا . العمة : ببغاء . الببغاء : إنه يحبني كفريسة . العمة : اطمئن ، إنه يعرف جيداً ، أنه إذا مسك يوماً فسأفترسه رغم رائحته ، التي لا تطاق . الببغاء : " يصغي " أصغي . العمة : إنني أصغي . الببغاء : هذا صوت طائر يأتي من بعيد . العمة : انظر إلى الأفق . الببغاء : " ينظر " إنني لا أره ، بل أرى غيوماً تتحرك بسرعة . العمة : إنها العاصفة . الببغاء : أصغي ، تغريد الطائر يرتفع . العمة : وسيرتفع كلما اشتدت العاصفة . الببغاء : " يبدو خائفاً " حقاً ، العاصفة تقترب . العمة : هذا الطائر الصغير اسمه الدج ، أو دج العواصف ، وهو لا يغرد إلا مع هبوب العاصفة . الببغاء : أيتها العمة .. العمة : وكلما اشتدت العاصفة ، ارتفع غناؤه . الببغاء : فلنسرع وإلا جرفتنا العاصفة . العمة : لا تخف ، يا ببغاء . الببغاء : العاصفة لن تجرفك أنت ، مهما كانت قوية ، بل ستجرفني أنا . العمة : " تضحك " هيا يا عزيزي ، هيا ، هيا .
العمة والببغاء يخرجان ، يرتفع صوت العاصفة إظلام
22 / 8 / 2014 النسر
الببغاء في القفص ، النسر يتمشى ضجراً
الببغاء : " يغط نائماً " خ خ خ خ . النسر : أوه " يتوقف " هذا الببغاء يغط نائماً معظم الوقت .. الببغاء : " يغط " خ خ خ خ خ . النسر : أريد أن أتحدث .. أن أشكو .. أن أطير " حالماً " أطير آه . الببغاء : " يغط " خ خ خ خ . النسر : " يتلفت " تأخرت العمة دبة ، لستُ جائعاً تماماً ، ربما جائع إلى الحديث معها ، أريد أن أعرف ما أنا بالضبط ، إنها تتحدث ، لكنها تتحدث بالقطارة . الببغاء : " يكف عن الغطيط " ..... النسر : الببغاء ، لابد أنه استيقظ " يقترب من القفص " أيها الببغاء . الببغاء : " يفتح عينيه خائفاً " توقف . النسر : " لا يتوقف " صباح الخير . الببغاء : لا تقترب مني . النسر : قلتُ لكَ ألف مرة ، لا تخف مني . الببغاء : أنت طائر لاحم ، أي أنك تأكل اللحم ، وأنا لحم . النسر : أنت ريش فقط ، ريش ملون وجميل ، ومهما كنتُ جائعاً ، لم أشعر بالرغبة في أن آكلك . الببغاء : أعرف هذا ، فأنت تأكل السمك ، وأنا طائر وليس سمكة . النسر : العمة دبة لا تتحدث كثيراً عمن أكون ، حدثني أنت . الببغاء : لقد حدثتك مراراً عما أعرف ، وهو من العمة دبة نفسها . النسر : أريد أن أعرف كلّ شيء عن النسور ، لأعرف من أنا . الببغاء : العمة دبة قالت لي ، وهذا ما تعرفه أنت أيضاً ، أنها رأتك تتخبط على الأرض ، وأنت صغير لا ريش لك ، وخافت أن يراك الثعلب فيأكلك ، فجاءت بك إلى هنا ، وراحت تطعمك وترعاك ، حتى تكبر ، وتقوى على العناية بنفسك ، فتطلقك في الجو وها أنت قد كبرت " يصمت " لا أدري لماذا لا أصدق هذه القصة . النسر : مهما يكن ، فأنا منذ فترة ، أشعر برغبة عارمة في أن أنطلق في الجو ، وأحلق عالياً .. عالياً .. عالياً . الببغاء : هذا أمر طبيعي ، أنت نسر . النسر : قبل أن أنطلق ، أريد أن أعرف أي النسور أنا . الببغاء : هذا ما تعرفه العمة دبة منذ البداية ، وما ستعرفه أنت بالضبط ، حتى لو لم تحدثك عنه العمة دبة . النسر : آه من العمة دبة . الببغاء : أنت نسر قويّ ، ومن المؤكد أنك لست نسراً جباناً . النسر : " ينظر إليه .... الببغاء : وهذا يعني أنك لست من النسور المنظفة ، الجبانة ، التي لا تأكل إلا الحيوانات الميتة . النسر : " يهمهم " .... الببغاء : وهناك نسور ، كما قالت العمة دبة ، صغيرة الحجم ، تصطاد الحيوانات الصغيرة ، لكن هناك نسور كبيرة وقوية ، تختطف القردة ، وبعضها تختطف حتى الخشوف والحملان . النسر : " مندهشاً " الحملان ! الببغاء : وهذا النسر ، على ما أذكر ، اسمه الذئب المجنح ، وواضح أنك لست واحداً منهم ، أنت صياد سمك . النسر : السمك لذيذ جداً . الببغاء : ونوعك من النسور ، كما قالت لي العمة دبة ، يطير قريباً من سطح الماء ، وما أن يرى سمكة .. النسر : " مثاراً " سمكة حية تسبح .. الببغاء : حتى ينقض عليها ، وينشب فيها مخالبه القوية ، ويأخذها إلى عشه . النسر : " حالماً " سأبني لي عشاً ، فوق صخرة مرتفعة ، وسأصطاد السمك بنفسي ، ولابد أنه سيكون ألذ من السمك الميت ، الذي تأتيني به العمة دبة .. الببغاء : " ينظر إليه صامتاً " .... النسر : آه لو يُفتح هذا الباب ، لأنطلق في الفضاء ، وأتجه إلى البحر . الببغاء : ستفتح العمة دبة لك الباب ، في الوقت المناسب ، لتذهب حيث تريد . النسر : الآن هو الوقت المناسب ، إنني أحلم كلّ ليلة بالفضاء والبحر ، وبأسماك تسبح بسرعة على سطح الماء ، و .. " الباب يُطرق " .. الباب ! الببغاء : هذه الطرقة أعرفها .. النسر : من تعني ؟ " الباب يُرق ثانية " . الببغاء : لا أحد غيره ، لكن العمة قالت ، إنه هاجر منذ عدة أشهر ، وقد لا يعود ثانية ، ليته لا يعود أبداً . الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة .. الببغاء : إنه هو .. النسر : من ! من هو ؟ الببغاء : الثعلب . الثعلب : " يدفع الباب ويدخل " أيتها العمة ، إنني هنا ، لقد عدتُ . الببغاء : لستَ وحدك هنا ، انظر جيداً . الثعلب : " يشهق مرتاعاً " النسر ! النسر : " يتقدم منه ببطء " هذه أول مرة أرى فيها .. الثعلب . الثعلب : يا ويلي " يلوذ بالفرار " سيفترسني هذا النسر . النسر : " عند الباب " لو كان سمكة لما أفلت مني " ينظر إلى الخارج " . الببغاء : أيها النسر .. النسر : " ينظر مبهوراً " آه .. الفضاء .. إنه يناديني .. أن تعال .. الببغاء : لا تذهب ، ستأتي العمة دبة ، وستأتيك بما تحبه من سمك . النس : لا أحتاج الآن إلا إلى الفضاء ، وها هو الفضاء أمامي ، يناديني . الببغاء : أنت تكبر ، وستطلقك العمة دبة في الوقت المناسب . النسر : " يتجه إلى الخارج " هذا هو الوقت المناسب . الببغاء : أيها النسر . النسر : " وهو يخرج " وداعاً . الببغاء : آه رحل " يخرج من القفص " لقد أحببته ، رغم إنني كنت أخافه ، إنه طائر قوي ، نبيل ، وجميل ، آه من العمة دبة ، وداعاً ، نعم وداعاً .
تدخل العمة ، حاملة سلة مليئة بالسمك الببغاء : طار النسر . العمة : " بصوت دامع " رأيته . الببغاء : جاء الثعلب ، وفتح الباب .. العمة : لقد سهّل عليّ الأمر " تصمت " رأيته من بعيد ، يتجه نحو البحر .. الببغاء : رغم أنه لم يرَ البحر من قبل . العمة : السلاحف البحرية ، عندما تخرج من البيض ، تتجه مباشرة إلى البحر ، إنها الغريزة . الببغاء : لقد أحببته . العمة : ليعش حياته ، إنه نسر صياد ، فليصد السمك بنفسه .
العمة تجلس ، الببغاء يرقد في فراشه
إظلام
23 / 8 / 2014
هو ـ هو ـ أووو كيفيت
الغابة ، تدخل العمة ، ومعها دبدوب ودبدوبة
العمة : " تتوقف " فلنرتح هنا قليلاً . دبدوب : نعم ، فهذا المكان جميل . دبدوبة : لكننا لم نتعب بعد . دبدوب : أنتِ ربما لم تتعبي . العمة : " تجلس " أنا تعبت . دبدوب : " يتلفت " البارحة ، قبل غروب الشمس ، كنت هنا . دبدوبة : " تنظر إليه " .... العمة : هذا المكان بعيد ، يا دبدوب ، وعليك أن لا تأتي إليه وحدك . دبدوب : لم أعد صغيراً " ينظر إلى دبدوبة " ثم أنا دب وليس دبة . دبدوبة : أنت فعلاً دب ، كما تقول الفراشة . دبدوب : نغفر للجميل ما يقوله . دبدوبة : دبدوب . دبدوب : وعلى هذه الشجرة ، رأيت بومة .. دبدوبة : دبدوب .. دبدوب : وكانت تأكل سمكة . العمة : " تحدق في الأرض " .... دبدوبة : سمكة ! دبدوب : نعم سمكة . دبدوبة : بومة تأكل سمكة .. دبدوب : نعم ، رأيتها بعيني هاتين . دبدوبة : " تهمّ أن تردّ " .... العمة : دبدوب على حق . دبدوبة : رأى بومة تأكل سمكة .. العمة : نعم ، رآها . دبدوبة : " محتجة " أيتها العمة .. العمة : أنا أصدقه . دبدوبة : أيتها العمة ، دبدوب يرى أحياناً ما لا يراه أحد غيره . دبدوب : " محتجاً " دبدوبة . العمة : " تبتسم " .... دبدوبة : تصوري ، قال لي مرة ، أنه رأى بومة تطارد عصفوراً صغيراً طائراً في الجو ، وتصطاده . العمة : هذا أمر طبيعي . دبدوبة : لكن الأمر غير الطبيعي ، أن الشمس كانت مشرقة . العمة : وهذا طبيعي أيضاً . دبدوبة : " تفغر فاها مذهولة " .... العمة : هناك بومة تطير وتصطاد ، في وضح النهار ، مثل البومة الصقرية . دبدوب : " يبتسم منتصراً " .... دبدوبة : والبومة على هذه الشجرة ، كانت تأكل سمكة . العمة : " تشير إلى الأرض " انظري . دبدوبة : " تنظر " .... العمة : هذه كريات صغيرة ، قاءتها البومة ، وفيها آثار سمكة ، عظام وحراشف ، فالبومة تأكل الفريسة كاملة ، ثم تقيء ما لا تستطيع هضمه .
يرتفع صوت نعيب ، كأنه صوت ضحية تقتل
دبدوبة : " خائفة " ماما . دبدوب : " يبدو خائفاً " لا تخافي .. العمة : دبدوب قال لكِ ، لا تخافي ، وأنا أقول لكِ ، لا تخافي .. دبدوبة : هذه صرخة كائن يفترسه وحش .. العمة : " تبتسم " بل صوت بومة . دبدوبة : بومة ! العمة : هذه بومة تعيش بين النباتات الخفيضة ، وهي تطلق هذه الصرخات المخيفة ، ومن لا يعرفها ، يظن أن جريمة ترتكب . دبدوبة : " تلوذ بالصمت " .... دبدوب : سمعت أن هناك بومة قزمة . دبدوبة : " تنظر إليه صامتة " .... العمة : نعم ، وهناك أيضاً بومة عملاقة . دبدوب : آه . العمة : طول البومة العملاقة حوالي " 80 " سنتمتراً ، أما طول البومة القزمة ، فهو أقل من " 15 " سنتمتراً . دبدوبة : مهما يكن ، أنا أكره البومة . العمة : مسكينة البومة ، إن معظم الناس يكرهونها ، وهم يرون أنها شؤم ، مع أنها طائر مفيد . دبدوبة : ليكن ، لكن صوتها بشع . العمة : نعم ، صوتها ليس كصوت البلابل ، لكنها تخلصنا من الفئران والجرذان والحشرات المضرة والبزاق و .. دبدوبة : لن أحب صوتها . دبدوب : العمة دبة على حق . دبدوبة : " تنظر إليه " .... دبدوب : أنتِ أيضاً على حق ، فأنا شخصياً لا أحب صوتها . العمة : سواء أحببنا صوتها ، أو لم نحببه ، فهي تعيش في كلّ قارات العالم ، عدا قارة القطب المنجمد الجنوبي ، وهناك على امتداد هذا العالم ما يزيد على " 130 " نوعاً من البوم . دبدوب : نحن ربما ليس بهذا التنوع . دبدوب : " تنظر إليه " ..... العمة : نعم ، لكن هناك فعلاً أنواعاً مختلفة من الدببة . دبدوب : مهما يكن ، فلا أظن أن هناك دبدوبة بجمال دبدوبتنا . دبدوبة : " تلكزه بدلال " .... العمة : " تبتسم متغامزة " دبدوبة دلالة .. لا يوجد بدالة . دبدوبة : أيتها العمة .. العمة : لو كنتُ في جمالك ، وأنا فتية .. دبدوب : لما كنتِ بيننا الآن . العمة : " تضحك " ها ها ها .. دبدوب : يرفع رأسه " بومة مرت من هنا . دبدوبة : لا أظن " ترفع رأسها " لم أسمع لها أي صوت . العمة : إنها بومة صقرية ، تطير أثناء النهار ، والبومة عادة تطير دون أن تحدث أي حفيف ، وذلك لنعومة ريشها . دبدوبة : " تصغي " دبدوب ، أصغ ِ ، هذه بومة تصيح كيويك . دوب : هذا بوم ، وليس بومة ، وهو يصيح أيضاً هو ـ هو ـ أووو . دبدوبة : " تنظر إلى العمة " .... العمة : دبدوب على حق ، اسمعي صوت الأنثى تجيبه ، كيفيت . دبدوبة : " تصغي " نعم ، إنها فعلاً تقول .. كيفيت . العمة : " تنهض " لنذهب الآن . دبدوب : " يركض " هوـ هو ـ أووو .. العمة : الحقيه . دبدوبة : " تلحق به راكضة " كيفيت .. كيفيت
دبدوب يخرج ، تلحقه دبدوبة ، ووراءهما العمة
إظلام 24 / 8 / 2014
البطريق العملاق
بيت العمة دبة ، الببغاء يتمشى منفعلاً
الببغاء : العمة دبة مجنونة هذه الأيام بالبطارق ، لا حديث لها طول الوقت ، وحتى حين تنام ، إلا عن البطارق ، البطارق .. البطارق .. البطارق .. " يتوقف " من الأفضل أن أنام " يصعد إلى فراشه " هذا إن استطعت أن أنام " يتمدد في فراشه " فلأنم قبل أن تأتي العمة دبة " ينصت " لو أن العمة دبة بطريق " يغمض عينيه " فلأنم وإلا جاءتني الدبة البطريق .
يُدفع الباب ، ويدخل بطريق بطول الإنسان
الببغاء : يتظاهر بالشخير " خ خ خ خ . البطريق : ببغاء .. الببغاء : " يتململ " خ خ خ خ . البطريق : ببغاء . الببغاء : " يكف عن الشخير " .... البطريق : افتح عينيك .. الببغاء : من ! البطريق : افتح عينيك ، وسترى . الببغاء : " يشهق معتدلاً " آآآآ البطريق ! البطريق : ها قد عرفتني . الببغاء : " يتراجع خائفاً " أرجوك لا تأكلني . البطريق : لستَ سمكة لآكلك . الببغاء : حتى لو كنتَ جائعاً جداً ؟ البطريق : لا أدري ، ربما .. الببغاء : " يصيح خائفاً " آآآآآ.. البطريق : لكن مع هذا الريش ، لا أعتقد ، رغم أنه ريش ملون ، جميل . الببغاء : ثم إن جسمي هزيل ، تحت هذا الريش ، وليس لي طعم السمك . البطريق : مهما يكن .. الببغاء : " يتلفت " كنتُ أظن أن العمة دبة تعرف كلّ شيء عن البطارق .. البطريق : آه العمة دبة . الببغاء : إنها دبة ثرثارة . البطريق : أنا جئتُ إليها . الببغاء : تقول إن البطارق ، لا تعيش شمال خط الاستواء .. البطريق : هذا صحيح . الببغاء : لكننا نحن شمال خط الاستواء ، وها أنت .. البطريق : جئتُ من الجنوب . الببغاء : وتقول إنها تعيش فقط في القطب المنجمد الجنوبي ، والجزر المنعزلة في البحار الجنوبية ، وعلى سواحل اوستراليا ، وزيلاندا الجديدة ، وأميركا الجنوبية ، وجنوب أفريقيا ، وواحد يعيش في جزر غالا باغوس ، على خط الاستواء . البطريق : أه ببغاء ، أنت تحفظ كلّ هذا عن ظهر قلب . الببغاء : إنه أمر طبيعي ، فقد رددته العمة دبة أمامي ألف مرة . البطريق : وبعد .. الببغاء : البطارق مختلفة الحجم ، هذا ما تقوله العمة دبة .. البطريق : " يهمهم " هم م م م . الببغاء : البطريق الجني الصغير يبلغ ارتفاعه " 35 " سنتمتراً ، أما البطريق الإمبراطوري ، في قارة القطب الجنوبي ، فيتجاوز طوله " 90 " سنتمتراً " يحدق فيه " وأنتَ .. ؟ البطريق : كما ترى ، يا ببغاء ،لستُ بطريقاً إمبراطورياً . الببغاء : وكما هو واضح ، لستَ طبعاً بطريقاً جنياً أزرق .. البطريق : أنا البطريق المنقرض . الببغاء : " يشهق " البطريق المنقرض ! " يا ويلي . البطريق : " ينصت " .... الببغاء : إنها العمة قادمة " يتمدد في فراشه " فلأنم .
يختبئ البطريق ، تدخل العمة ، حاملة السلة
العمة : يبدو أن الببغاء نائم " تضع السلة على المائدة " لكننا في منتصف النهار " تنصت " يا للعجب ، إنه لا يشخر ، وهذه ليست عادته . الببغاء : " يشخر " خ خ خ خ . العمة : " تبتسم " بدأ يشخر . الببغاء : خ خ خ خ . العمة : وهذا يعني أنه ليس نائماً " تقترب منه " ببغاء .. الببغاء : " يتوقف عن الشخير " .... العمة : " تهزه برفق " أفق . الببغاء : " يهب خائفاً " لا .. لا .. أرجوكِ .. لا تأكليني . العمة : " تتراجع " ببغاء ، افتح عينيك . الببغاء : أيتها البطريقة ..دعيني .. دعيني .. لستُ سمكة . العمة : طبعاً لستَ سمكة ، يا للحلم الذي رأيته ، افتح عينيك ، أنا العمة دبة . الببغاء : " يفتح عينيه " العمة دبة ! العمة : ببغاء ، ما الأمر ؟ الببغاء : " يحدق فيها " لستِ عمة البطريق العملاق المنقرض إذن . العمة : " تحدق فيه مهمهمة " هم م م م . الببغاء : عجباً ، أين مضى ؟ كان هنا ، قبل أن تأتي بقليل . العمة : البطريق المنقرض ! الببغاء : وقال إنه جاء إليكِ " يتلفت حوله " عجباً إنني لا أراه . العمة : إنه هنا . الببغاء : من ؟ البطريق المنقرض ! العمة : نعم . الببغاء : " يتلفت " .... العمة : أيها البطريق . الببغاء : يا ويلي ، ماذا يجري ؟ العمة : أعرف أنك هنا ، تعال . البطريق : " يظهر متردداً " .... الببغاء : " يشهق " إنه هو . العمة : هذا هو البطريق المنقرض ، وهو عملاق فعلاً كما ذكرت " تتجه نحوه " آه دبدوب . دبدوب : " ينزع جلد البطريق ، ويتراجع محرجاً " أيتها العمة .. الببغاء : من ! دبدوب : " يتجه إلى الخارج " .... الببغاء : إنه دبدوب . دبدوب : " وهو يهرب إلى الخارج " لا داعي للغضب ، هذا مجرد مزاح . العمة : " ترفع جلد الببغاء " إنني منذ فترة ، أصنع هذا الزي ، بحسب مواصفات البطريق المنقرض ، وأردت أن أفاجئك ، لكن دبدوب اللعين ، على ما يبدو ، عرف به .. الببغاء : وفاجأني . العمة : ببغاء .. الببغاء : وكاد يقتلني . العمة : آه . الببغاء : كم أخشى أن أراه في الحلم . العمة : " تكتم ضحكتها " ....
الببغاء يلقي نفسه في فراشه ، العمة تهز رأسها إظلام
26 / 8 / 2014
الطنان
الببغاء يقف أمام قفص الطائر الطنان
الببغاء : مسكين هذا الطائر الطنان ، لقد جعلت منه العمة دبة ، ومنذ خمسة أيام ، أصغر طائر سجين في العالم " يصمت " أيتها العمة أطلقيه ، ما زلتُ أدرسه ، سيموت داخل هذا القفص ، لن يموت ما دمتُ أطعمه ، ماذا تقدمين له ؟ حزمة من الأزهار الندية ، لكنه لا يأكل منها شيئاً ، إنه يمتص الرحيق منها ، كما تفعل النحلة والفراشة " يتمشى في شيء من الانفعال " لو وضعت هذه الدبة في قفص ، لعرفت معنى القفص ، آه فلأصعد إلى فراشي ، لعلي أراه ، ولو في الحلم ، يخرج من هذا القفص ، وينطلق في فضاء الغابة " يتمدد في فراشه " .
يُدفع الباب في هدوء ، وتدخل دبدوبة
دبدوبة : مازال هنا ، في القفص ، آه من العمة دبة " تجلس حزينة أمام القفص " . الببغاء : " يرفع رأسه " دبدوبة . دبدوبة : عفواً ، لقد أيقظتكَ . الببغاء : لم أكن نائماً . دبدوبة : هذا ما خمنته . الببغاء : يبدو أن دبدوب لم يأتِ معك . دبدوبة : دبدوب عند النهر . الببغاء : لعله يفضل صيد السمك . دبدوبة : أراد أن يرافقني ، لكني فضلت أن آتي إلى هنا وحدي . الببغاء : دبدوب يحبك . دبدوبة : لكنه لا يبالي بما عليه الطائر المسكين ، وهذا ما لا أحبه فيه . الببغاء : ونحنُ من نبالي ، ماذا استطعنا أن نفعل ، إنه سجين منذ خمسة أيام . دبدوبة : يجب أن نتحدث إلى العمة دبة . الببغاء : تحدثتُ إليها ، تحدثتُ كثيراً ، لكن دون جدوى ، إنها دبة . دبدوبة : " تنظر إليه " .... الببغاء : عفواً ، يا دبدوبة . دبدوبة : لا عليك ، أعرف أنكَ تحبها . الببغاء : إنني سجين هنا بإرادتي ، فأنا أحب العمة دبة فعلاً ، لكني لا أحب أن تسجن أحداً ، وخاصة هذا الطائر الطنان ، مهما كانت دوافعها . دبدوبة : " تنصت " أظنها قادمة . الببغاء : " ينصت " نعم إنها هي " يهز رأسه " آه من العمة دبة .
يُدفع الباب ، وتدخل العمة ، حاملة سلتها
العمة : أهلاً دبدوبة . دبدوبة : صباح الخير . العمة : " تضع السلة على المنضدة " دبدوب ليس معك هذا اليوم . الببغاء : دبدوب يصيد السمك ، ويضعه في القفص . العمة : ببغاء . دبدوبة : هذا الطائر المسكين ، أظنه هزل كثيراً ، وأخشى أن يموت . العمة : لن يموت ، إنني أطعمه . دبدوبة : مسكينة الطيور الصغيرة ، إنها وحدها من تصطاد ، وتوضع في الأقفاص . الببغاء : لو كان الطنان في حجم النعامة .. العمة : " تنظر إليه " .... دبدوبة : النعامة ؟ الببغاء : ارتفاعها " 240 " سنتمتراً .. دبدوبة : آه .. بارتفاع العمة .. الببغاء : ووزنها " 135 " كيلوغرام .. دبدوبة : آه .. الببغاء : هذا ما قالته العمة دبة . دبدوبة : " تنظر إلى العمة دبة " .... العمة : " تهز رأسها " .... دبدوبة : من الصعب وضع مثل هذا الطائر في قفص " تبتسم " النعام تمثل حلماً دسماً للثعلب . العمة : لن يقرب هذا الحلم ، حتى في المنام ، فهو حلم قاتل . الببغاء : حتى لو جنّ وطاردها ، فإنه لن يستطيع اللحاق بها ، إن سرعتها في الركض تبلغ " 50 " كيلومتراً في الساعة . العمة : ولو جنّ فعلاً ، واقترب منها ، فإنها سترفسه بإحدى قائمتها ، المدججتين بمخالب قاتلة ، وستقتله في الحال . دبدوب : والنعامة لا تطير . دبدوبة : وأظنها ليست الطائر الضخم الوحيد في العالم ، الذي لا يطير . الببغاء : لا هناك طيور أخرى . دبدوبة : " تنظر إلى العمة " .... العمة : " تهز رأسها " .... الببغاء : طائر الامو والبشتم في اوستراليا ، والكيوي في زلاندا الجديدة ، والرية في أمريكا الجنوبية . دبدوبة : " تنظر إلى العمة ثانية " ..... العمة : نسي طائراً واحداً . الببغاء : لا أظن ، فهذا كلّ ما ذكرتِه أنتِ . العمة : لقد ذكرته ، ربما ليس أمامك . الببغاء : ربما .. العمة : هناك طائر طوله " 4 " أمتار .. دبدوبة : " 4 " أمتار ! الببغاء : لم تذكريه أمامي أبداً . العمة : اسمه الموّه . الببغاء : لا أظن أنني رأيته من قبل . العمة : ولن تراه . الببغاء : " ينظر إليها " .... العمة : لأنه انقرض منذ آلاف السنين . دبدوبة : المسكين . الببغاء : لابد أن دبة سجنته لتدرسه ، فانقرض . العمة : ببغاء . دبدوبة : أيتها العمة .... العمة : " تنظر إليها صامتة " .... دبدوبة : هذا الطائر الصغير ، لا أريده أن ينقرض . العمة : ما زلتُ أدرسه . الببغاء : حياته وحريته أهمّ من كلّ شيء . العمة : " تلوذ بالصمت " .... الببغاء : لو كنتِ أنتِ داخل هذا القفص ، أتدرين ما كنّا نفعل ؟ العمة : أعرف . الببغاء : دبدوبة .. دبدوبة : " تنظر إليه " .... الببغاء : العمة في داخل القفص . دبدوبة : " تتقدم من القفص " .... الببغاء : هيا يا دبدوبة .. دبدوبة : " تفتح باب القفص " أيها الطائر العزيز ، هيا انطلق ، الغابة تناديك .
الطائر يخرج من القفص ، ثم يمضي إلى الخارج
إظلام
27 / 8 / 2014
العجل
بيت العمة دبة ، الببغاء يغط في النوم
الببغاء : خ خ خ خ . العجل : " من بعيد " موووو . الببغاء : خ خ خ خ . الثعلب : " يدخل ضاجاً " أيها الببغاء .. الببغاء : " يعتدل خائفاً " آآآآ . الثعلب : لا تخف ، أنا الثعلب . الببغاء : الثعلب ! أيها اللعين ، أرعبتني . الثعلب : العمة دبة ستأتي فوراً .. الببغاء : لا أدري " يتثاءب " ربما سمعتُ في الحلم أحدهم يصيح .. موووو . الثعلب : ما سمعته ، يا ببغاء ، ليس في الحلم ، بل في الواقع . الببغاء : ماذا ! الثعلب : موووو .. ها هو قادم . الببغاء : هذا مستحيل . يُفتح الباب ، وتدخل العمة ، ومعها عجل
الببغاء : " مذهولاً " موووو ! الثعلب : هذا ما قلته ، وها هو موووو أمامك . الببغاء : ليتك لم تصدق ، موووو ؟ الثعلب : حتى تعرف أنني أصدق .. أحياناً . العمة : كفى .. الثعلب : عفواً ، أيتها العمة .. العمة : اذهب إلى بيتكَ . الثعلب : لا تحرميني ، على الأقل ، من تأمل هذا اللحم الطازج . العمة : أيها الثعلب .. الثعلب : دعيني أشمه . الببغاء : دعيه يشمه . الثعلب : " يشم العجل " آه . العمة : على مسافة يوم أو يومين ، يوجد قطيع من الجاموس البري ، وهو من أبناء عمومة هذا العجل ، اذهب إليه . الثعلب : أيتها العمة ، أنت ترسلينني إلى الموت المحتم . العمة : لكنك تحب اللحم الطازج . الثعلب : إن الذئاب نفسها ، مهما كانت جائعة ، لا تستطيع الاقتراب ، كما تعرفين ، من مثل هذا القطيع . العمة : ليس الذئاب وحدها ، بل إن أي نمر أو فهد ، يقترب من مورد الماء ، الذي تتواجد فيه ، لا ينجو بجلده ، إذ يهاجمه القطيع كله ويقتله دوساً تحت الأقدام . الثعلب : يا له من مصير . الببغاء : اذهب إلى بيتك أفضل . الثعلب : وهذا اللحم الطازج ؟ العمة : " تدفعه إلى الخارج " اذهب إلى القطيع " تغلق الباب " . الببغاء : لا تخافي عليه ، إنه عجل جاموس ، كما قلتِ . العمة :إنه ليس عجل جاموس مائي شجاع وقوي ، بل عجل جاموس مدجن ، ومثل هذه الجواميس لطيفة جداً ، ويستطيع طفل صغير أن يقودها . العجل : تقول أمي ، إن أحد أجدادي ، كان جاموس مائي . العمة : من يدري . العجل : كلما خرجنا مع الراعي ، إلى البراري القريبة ، أبتعد قليلاً عن أمي ، وأقف متطلعاً إلى البعيد ، وأصغي متلهفاً ، كأن أحداً يناديني ، أن تعال . العمة : لعلّ هذا ما جعلك تتيه هذه المرة ، وجعلك تقترب من المستنقعات . العجل : ربما أردت أن أصل إلى هذا القطيع ، الذي لم أره إلا في المنام . العمة : ولو لم أركَ ، وبقيت في العراء ، وقد حلّ الليل ، لجاءتك الذئاب . الببغاء : " خائفا " آآآآ . العمة : لا تخف ، يا ببغاء . الببغاء : من حسن الحظ ، أنني ببغاء ، وليس عجل جاموس . العمة : " تبتسم " حتى لو كنت عجل جاموس ، ليس لك أن تخاف . الببغاء : أيتها العمة .. العمة : العجول الصغيرة في القطيع تكون محمية جيداً . العجل : نحن يحمينا الراعي . الببغاء : لكن القطعان البرية من المواشي ، ليس لها راع ٍ يحميها . العجل : ولذا فإنها تكون فريسة للذئاب . العمة : كلا ، إنها محمية أيضاً ، فعندما يهاجم ذئب أحد القطعان ، يُدفع الصغار وسط القطيع ، وتدافع عنها بقرونه القوية ، وحتى عندما يضطر القطيع إلى الفرار ، هرباً من أعدائه الأقوياء ، تكون الصغار مسرعة معها في الوسط . العجل : مهما يكن ، فالحياة في البراري أفضل " يصمت لحظة " الحياة في البراري حرة ، جميلة ، فلا كلب ينبحني ، ولا عصا راع تجلدني ، ولا .. العمة : بني ، أنت عجل تنتمي إلى الجاموس المدجن ، والحياة في البراري لا تصلح لك . العجل : " يلوذ بالصمت " .... العمة : كلّ مجموعة من الماشية ، وما نشأت عليه وألفته ، وهناك ، كما تعرف ، أنواع عديدة من الماشية .. العجل : " يغمض عينيه " .... العمة : الماشية المدجنة ، منحدرة من حيوان كبير جداً يدعى الأوروخص ، كان ارتفاعه نحو مترين ، وكان له قرنان ضخمان يزيد طول الواحد منهما على متر . الببغاء : أيتها العمة .. العمة : والماشية البرية تعيش في قطعان كبيرة ، فقطعان البيسون في أميركا مثلاً ، تعد بالألوف ، وثيران الياك والمسك و .. الببغاء : أيتها العمة .. العمة : " تنظر إليه " .... الببغاء : العجل نام ، دعيه يرتاح . العمة : " تنظر إلى العجل " آه حقاً إنه نائم . الببغاء : يبدو أنه متعب جداً . العمة : " تنهض " فليبقَ في مكانه ، ينام مرتاحاً ، حتى الصباح . الببغاء : لابد أن أمه المسكينة قلقة جداً عليه ، وربما لن يغمض لها جفن حتى يعود إليها سالماً . العمة : غداً حين يفيق ، آخذه إلى أقرب مكان ، من القرية التي جاء منها ، ليعود سالماً إلى أمه . الببغاء : أنتِ حقاً عمة . العمة : " تنظر إليه " .... الببغاء : مثل هذا العجل الأحمق ، كان يمكن أن يكون ضحية لحلم من الأحلام ، التي تراودنا جميعاً ، ولو لم تنقذيه ، لكان فعلاً طعاماً للذئاب " يتمدد في فراشه " الآن فقط عرفت ، لماذا تكرهك الذئاب . العمة : المهم أن لا تكرهني أنتَ . الببغاء : أنا أحبكِ .
العمة دبة تنظر إليه دامعة العينين
إظلام
19 / 8 / 2014
#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمة دبة الجزء الثاني
-
مسرحيات للأطفال العمة دبة الجزء الاول
...
-
سيناريو ربيع دائم
-
ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن
-
رواية للأطفال الثعلب العجوز طلال حس
...
-
قصص قصيرة شتاء الأيام الآتية
...
-
لمحات من صحافة الأطفال في نينوى
-
طلال حسن في سطور
-
القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو
...
-
الفضاء في مسرح طلال حسن -مسرحية الإعصار- نموذجاً
-
هيلة يارمانه
-
رواية للفتيان الفتاة الغزالة
...
-
حكايات من التراث حكايات موصلية طل
...
-
حكايات من الموصل طلال حسن
-
حكايات من الموصل طلال حسن
-
حكايات شعبية جنجل وجناجل
-
مسرحة الموروث الشعبي -قراءة في مسرحيات (هيلا يارمانه) لطلال
...
-
خمس مسرحيات من التراث الموصلي
...
-
رواية للفتيان الغزالة
...
-
قصص قصيرة جداً أنا الذي رأى
...
المزيد.....
-
فسخت خطوبتها مخصوص عشانه؟! ..حقيقة ارتباط نور ايهاب ونور خال
...
-
أندريا بوتشيلي.. الذي أعاد الاعتبار للموسيقى الكلاسيكية
-
وفاة الفنان السعودي عبد الله المزيني عن 84 عاما
-
وداعاً نجم طاش ما طاش .. وفاة الفنان السعودي عبد الله المزين
...
-
الباحث الإسرائيلي آدم راز يؤرخ النهب.. كيف سُرقت الممتلكات ا
...
-
هكذا علق الفنانون السوريون على سقوط نظام الأسد
-
تابع بحودة عالية مسلسل قيامة عثمان 173 Kurulus Osman مترجمة
...
-
اكتشاف بقايا بحرية عمرها 56 مليون عام في السعودية
-
أ-يام قليلة تفصلنا عن عرض فيلم “Hain”
-
أيمن زيدان اعتذر.. إليكم ردود أفعال فنانين سوريين على -تحرير
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|