|
سيناريو ربيع دائم
طلال حسن عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 22:58
المحور:
الادب والفن
سيناريو
ربيع دائم
طلال حسن
1 ـ نهار ـ داخلي الأم ، امرأة في حوالي السبعين ، تقف أمام الطباخ في المطبخ ، تراقب قوري الشاي . الأم : الجاي خدر ، خلي أطفي الغاز . تطفئ طباخ الغاز .
2 ـ نهار ـ داخلي الأم تحمل قوري الشاي ، وتخرج من المطبخ ، وتتجه إلى الهول ، تمر بغرفة ابنها أحمد . الأم : أحمد .
3 ـ نهار ـ داخلي غرفة أحمد ، أحمد شاب تجاوز الثلاثين ، يرتدي ملابس الخروج . أحمد : " لا يرد " ....
4 ـ نهار ـ داخلي الأم تضع قوري الشاي ، في صينية موجودة على منضدة صغيرة ، فيها أقداح وسكر . الأم : تعال يا أحمد ، لا يبرد الجاي ، وانت مثل المرحوم أبوك ، ما تحب الجاي بارد.
5 ـ نهار ـ داخلي أحمد يخرج من الغرفة ، وهو يشد رباط عنقه ، وينظر إلى أمه ، وهي تصب الشاي في الاستكانة . أحمد : هو هذا هم اسمه جاي ؟ الأم : اشعمل ، هذا ما جاي أبو عبد ، هذا جاي الحصار ، اقعد . 6 ـ نهار ـ داخلي يجلس أحمد قبالة أمه ، فتضع استكان الشاي أمامه . الأم : اشرب وليدي ، وقول الحمد لله . أحمد : " يدير الشاي مقطباً " الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه . الأم : هو علمكروه مكروه ، بس اشنعمل .
7 ـ نهار ـ داخلي الأم : وليدي ، اشوفك تتأخر يوميه بالليل . أحمد : " يشرب الشاي دون أن يردّ عليها " .... الأم : انت بعدك تعبان ، داري صحتك ، لا تتأخر . أحمد : مفتاح الباب بيدي ، لا تنتظريني ، نامي انتِ إذا تأخرت .
8 ـ نهار ـ داخلي يدق التلفون ، الأم تتحامل على نفسها ، وتنهض بشيء من الصعوبة ، وترفع سماعة التلفون . الأم : ألو .. صوت نسائي : احمد موجود ؟ الأم : اي موجود .
9 ـ نهار ـ داخلي الأم تضع سماعة التلفون جانباً ، وتعود إلى مكانها ، أحمد ينظر إليها . الأم : التلفون عليك . أحمد : منو ؟ الأم : ما اعرف ، مرة .
10 ـ نهار ـ داخلي أحمد ينهض ، ويرفع سماعة التلفون ، الأم تنظر إليه . أحمد : ألو .. صوت نسائي : أحمد ؟ أحمد : نعم ، أحمد . صوت نسائي : أنا صديقة عمة خولة أحمد : " لا يرد " .... صديقة : زوجتك خولة في المستشفى . أحمد : " يقطب حاجبيه ، لكنه لا يرد " .... صديقة : ابنها مريض في المستشفى الجمهوري ، والطبيب يقول حالته خطرة .
11 ـ نهار ـ داخلي أحمد يسمع المرأة تضع سماع التلفون ، فيعيد سماعة التلفون إلى مكانها ، الأم ما زالت تنظر إليه . الأم : مني هذي ؟ أحمد : صديقه . الأم : مني صديقة ؟ أحمد : عمة .. خولة . الأم : هذا يمكن طفلها أحمد : طفلها ! الأم : طفلها ازغير ومعلعل ، ما يشوف راحة أبداً أحمد : ما قلتيلي طفلها مريض . الأم : ما كو طفل ما يمرض ، الله يشفيه
12 ـ نهار ـ داخلي أحمد يتجه إلى الباب الخارجي ، الأم تنظر إليه . الأم : وين ؟ أحمد : " لا يرد " .... الأم : لا تتأخر ابني ، ما راح أنام إذا ما تجي أحمد : " يخرج دون أن يردّ عليها " ....
13 ـ نهار ـ خارجي أحمد يتجه إلى سيارته ، ويفتح بابها ، ويجلس وراء المقود ، ويدير المحرك ، الأم تفتح باب البيت ، أحمد يسير بسيارته ، الأم تخاطبه . الأم : أحمد . أحمد : " يسير مبتعداً دون أن يرد " .... الأم : " تهز رأسها ، ثم تغلق الباب " ....
14 ـ أحمد يسير بسيارته وسط سيارات عديدة ، تتراءى له أمه ، وهي تنظر إليه منحنية الظهر ، متعبة . أحمد : مسكينة ، اللي شافت أيام أسري ما قليل ، شيبها وشيبني معاها .
15 ـ نهار ـ خارجي أحمد يفزّ مضطرباً إثر انفجار اطار سيارة تسير أمامه ، ثم ينحرف مبتعداً عنها ، متفادياً الاصطدام بها في اللحظة الأخيرة .
16 ـ نهار ـ خارجي أحمد يتنفس الصعداء ، ويحاول أن يتمالك نفسه ، تتعالى في أعماقه شيئاً فشيئاً أصوات معركة حربية ، انفجارات .. أزيز رصاص .. أصوت طائرات سمتية ..
17 ـ نهار ـ خارجي جنود شاكي السلاح ، يندفعون عبر غبار المعركة ، وسط أصوات الانفجارات وأزيز الرصاص والراجمات والطائرات السمتية .
18 ـ نهار ـ خارجي أحمد وصديقه حازم يركضان بصعوبة ، ورشاشتيهما بين أيديهما ، وقد ابتعد رفاقهم عنهما ، حازم يبدو متعباً جداً ، وهو يتعثر راكضاً إلى جانب أحمد . حازم : " لاهثاً " أحمد .. أحمد .. أحمد : اصبر يا حازم ، اصبر حازم : اتعبت .. سأموت .. اتعبت .. اتعبت .. -أحمد : لا توكف .. انت بخير .. حازم : لا تبتعد عني .. أحمد .. لا تبتعد .. أحمد : لا تخاف .. أنا معاك .. أنا معاك ..
19 ـ نهار ـ خارجي حازم يتوقف منهاراً ، يتوقف أحمد على بعد أمتار منه . حازم : أحمد .. أحمد : أنا هنا .. معاك .. حازم : باوع عليّ ، انجرحت ؟ أحمد : " يقترب منه ، ويحدق فيه " لا .. ما أظن .. انت تعبان بس . حازم : " يجثو لاهثاً " لا .. انجرحت .. راح أموت .. راح اموت .. أحمد : لا حازم .. انت تعبان .. كوم .. خلي نلحك بجماعتنا .. حازم : روح انت .. خليني هنا .. روح أحمد .. روح .. أحمد : هذا المكان خطر ، كوم .. كوم يا حازم .. جنودنا ابتعدو .. احنا وحدنا هنا .. حازم : " ينصت " ما اسمع صوت واحد من جماعتنا .. ما اسمع شي .. ما اسمع ..
20 ـ نهار ـ خارجي حازم ينظر خائفاً إلى أحمد ، أحمد يحدق أمامه مذهولاً عبر الغبار . حازم : أحمد .. آني خايف .. شكو ؟ اصّار ؟ أحمد .. أحمد .. 21 ـ نهار ـ خارجي يبرز من خلال الغبار ، ثلاثة جنود ورشاشاتهم في أيديهم ، أحمد يقف جامداً ، حازم يحدق فيهم مرعوباً . جندي : قفا .. حازم : " يصيح خائفاً " أحمد .. أحمد : " لا يرد عليه " .... جندي أخر : ارميا سلاحيكما .. أحمد : " يرمي سلاحه على الأرض " .... جندي ثالث : " يخاطب حازم ، ورشاشته مصوبة نحوه " انت ، ارمي سلاحك ، ولا تتحرك وإلا .. حازم : " يرفع رشاشته مضطرباً خائفاً " آآآآ الجندي : " يصوب نحوه رشاشته ، أحمد يحاول أن يمنعه ، الجندي يفتح النار ، ويردي حازم قتيلاً ، ويصيب أحمد في ساقه " ..
22 ـ نهار ـ خارجي أحمد يقف بسيارته ، أمام اشارة المرور ، عندما أضاء اللون الأحمر ، يندفع مجموعة من الأطفال ، بنين وبنات ، يبيعون السكاير والمناديل الورقية والصحف ، وهم يتقافزون بين السيارات .
23 ـ نهار ـ خارجي أحمد يلتفت إلى السيارة ، التي تقف إلى جانبه ، ويرى عبر النافذة طفلاً صغيراً ، يتواثب فرحاً في حضن أمه الشابة ، وشعره الذهبي يتطاير بفعل الريح .
24 ـ نهار ـ خارجي يضاء الضوء الأخضر ، تسير السيارة ، التي فيها الطفل ، وتمضي مبتعدة ، وشعر الطفل الذهبي يتطاير بفعل الريح ، يرتفع صوت منبه سيارة وراءه ، وسمع صاحبها يصيح . السائق : تحرك يا أخي ، تحرك ، انت نايم
25 ـ أحمد يتحرك بسيارته ، وينطلق بها بشيء من السرعة ، ويمضي بين السيارات .
26 ـ يرتفع صوت سيارة اسعاف ، وتلوح مقبلة بسرع ، ثم تمر قريباً منه ، وتجتازه ، وتبتعد بالتدريج ، ويخفت صوتها شيئاً فشيئاً ، ويرتفع في داخله صوت سيارة اسعاف شيئاً فشيئاً ، ويرى نفسه داخل سيارة الاسعاف ، والعكاز إلى جانبه ، وقبالته يجلس حارس شاب ، وسلاحه بين يديه .
27 ـ نهار ـ خارجي سيارة الاسعاف تدخل باحة داخل السجن ، وتتوقف أمام الباب الداخلي ، ويهبط الحارس ، وسلاحه بين يديه ، ويخاطب أحمد . الحارس : وصلنا ، انزل ، انزل إلى بيتك الجديد . أحمد ينهض بصعوبة ، ويتوكأ على عكازه ، ويحاول أن ينزل . الحارس : هيا ، انزل بسرعة . أحمد : تمهل ، آني أنزل . الحارس : " يمد يده إليه ، ويساعده على النزول " تعال ، لا تخف ، أنت الآن بخير ، بعد أن عولجت ساقك في المستشفى . أحمد : اشكرك 28 ـ نهار ـ خارجي الحارس يتقدم أحمد ، والسلاح بين يديه ، نحو بوابة السجن الداخلي ، وأحمد يسير على مقربة منه ، متوكئاً على عكازه . الحرس : اتبعني .
29 ـ نهار ـ داخلي الحارس يسير في ممر طويل داخل السجن ، وأحمد يسير ببطء إلى جانبه ، وهو متعكز على عكازه ، ثم يقف به أمام غرفة مغلقة . الحارس : هذا بيتك الجديد ، وستبقى فيه إلى ما شاء الله .
30 ـ نهار ـ داخلي الحارس يفتح باب الغرفة ، ويخاطب شخصين يظهران فيها . الحارس : جئتكما بضيف .. الرجلان : " يلبثان صامتين " .... الحارس : " يدفع أحمد " ادخل . يدخل أحمد إلى الغرفة ، الحارس يغلق الباب .
31 ـ نهار ـ داخلي أحمد يقف أمام أسيرين ، أحدهما أسمر أشيب ، والآخر حنطيّ أصغر منه بقليل ، ويتبادل النظر معهما . أحمد : السلام عليكم . الأشيب : وعليكم السلام . الحنطي : " في نفس الوقت " أهلاً ومرحباً . أحمد : أنا .. أحمد . الحنطي : أهلاً كاكا أحمد ، أنا .. خالد . الأشيب : وأنا أخوك .. علي . أحمد : أنا من مدينة .. علي : " ضاحكاً " من الموصل ، انتم المصاولة ، يا أخي ، لهجتكم ماركة مسجلة . خالد : أهلاً أخي المصلاوي ، جنت اتمنى أن أكولها إلك ابمدينتي .. السليمانية ، بس راح اقولها إلك بالسليمانية بيوم من الأيام أحمد : إن شاء الله
32 ـ نهار ـ خارجي أحمد يستدير بسيارته ، بعد أن عبر جسر الخوصر الحجري ، ومرّ أمام بوابة مدينة الألعاب ، ثم سار ببطء متطلعاً عبر النافذة ، إلى واجهة المدينة القديمة ، ببيوتها الجصية المتهالكة ، المطلة على النهر .
33 ـ نهار ـ خارجي أحمد يوقف السيارة في طرف الشارع ، ثم ينزل منها ، ويقف في مواجهة البيوت المتهالكة ، ويهز رأسه . أحمد : الزمن هوني ما يترك إلا أثر واحد .. الشيخوخة ، البيوت اتشيخ ، وامي اتشيخ ، وانا هم .. اشيخ ..
34 ـ نهار ـ خارجي أحمد يرى طائر نورس ، يطير مقبلاً على امتداد ضفة النهر ، وهو يطلق صيحاته المعروفة ، تتراءى له خولة ، في نفس المكان ، وهما في بداية زواجهما ، خولة تشير إلى طائر النورس ، وأحمد ينظر إلى واجهة المدينة . خولة : احمد ، شوف ، هذا الطير اشقد حلو . أحمد : " لا يلتفت إليها " ها ؟ خولة : دشوف الطير . أحمد : هذا نورس . خولة : " تدفعه برفق " قلي ما تمل النظر بهذي البيوت ؟ أحمد : " ينظر إلى خولة " هذي البيوت هي انا وانتِ . خولة : " تعبس مازحة " لو اعرف هاكذ اتشوفني ، يمكن ما اخذتك . أحمد " " يبتسم لها " خولة ، الموصل .. الحدباء ..إلها ربيعين ، شتا وصيف ، وانت .. ربيع دايم . خولة : " تبتسم فرحة " إي هاكذ .. ربيع دايم .. ان شاله ادوم انت اليّ .
35 ـ نهار ـ خارجي أحمد يمدّ يديه لمعانقة خولة ، فتتراجع بسرعة مغالبة ضحكتها . خولة : احمد ..اشدتعمل ؟ انت مجنون ؟ احنا بشارع الغابات . أحمد : اصبري ، راح نرجع للبيت ، وشوفكي الجنون .
36 ـ نهار ـ داخلي صوت النورس يتلاشى شيئاً فشيئاً ، يسمع صوت خالد من داخل الغرفة في السجن . خالد : كاكا علي .. صوت علي : ها خويه .. غرفة السجن ، أحمد متمدد في سريره ، وكذلك خالد وعلي . خاد : وين كاكا مصلاوي علي : " يبتسم وهو ينظر إلى خالد " وين تريده يكون ؟ بالموصل طبعاً . خالد : وحده ؟ علي : لا طبعاً ، المصلاوي صاحب ذوق خالد : وانت ؟ أبو حسين . علي : ما يشغلني طول الوكت .. شعرها " يصمت " كبل ما اروح للجبهة آخر مرة ، كتلها .. ام حسين .. راح ارجع بعد عشرين يوم .. ما اريد اشوف براسج شعرة واحدة بيضة .." يصمت مرة أخرى " مرت سبع سنوات .. وهسه شعرها الاسود الحلو صار كله شيب " يصمت " اريد اشوفه حتى لو كله ابيض . خالد : " بمرارة " سبع سنين .. سبع سنين .. وما شفت جبل .. ما شفت ثلج .. ما شفت قبج " يصمت لحظة " ما شفت امي . أحمد : " يهز رأسه " ....
37 ـ نهار ـ داخلي الثلاثة صامتون في أسرتهم ، يرتفع بالتدريج أصوات طيور . خالد : " يعتدل " ابو حسين .. اسمع .. علي : " يعتدل " هذي وزة أحمد : " مازحاً " كوكوختي خالد : لا .. قبج .. علي : وزة راجعة من بعيد لجنتها .. الهور .. ماي وكصب ووجه حسن .. أحمد : كوكوختي .. وين اختي ؟ وين .. خالد : قبج يقرا على جبل سليمانية .. يقرا .. يقرا .. يقرا .. حتى ايشوف .. قبجتو .. علي : آه وزتي .. أحمد : آه كوكوختي علي : احنا بهل كبر ، ما نعرف الصيف من الشتا ، ما نعرف الليل من النهار ، لو الله خلقنا طيور ما احسن . أحمد : البوذيين آمنوا بالحلول ، ولو صحيح هذا ، كان كاكا خالد يصير قبج ، ويصير أبو حسين وزة ، وأنا .. علي : لا ، مو وزة ، كول اصير ذكر وزة ، وتكون أم حسين وزتي .. " يضحك خالد وأحمد " يكولون الوز العراق ، وفي اكثر من الانسان ، زواجهم يدوم طول العمر ، آه أم حسين . أحمد : هذي كلها احلام ، يبين ما راح انشوف لا الموصل ولا البصرة ولا السليمانية . 38 ـ نهار ـ داخلي أحمد يضع رأسه على مخدته ، ويغمض عينيه ، فتتراءى له واجهة الموصل المطلة على النهر ، ومنارة الحدباء ، والثور المجنح ، و .. زوجته خولة .
39 ـ نهار ـ داخلي الثلاثة في أسرتهم ، خالد يلتفت إلى علي ، ويتبادل الحديث معه . خالد : أبو حسين .. علي : " ينظر إليه صامتاً " .... خالد : يكولون راح يفرجون عن وجبة جديدة من الاسرى . علي : اشاعات اسمعنا مها جثير . خالد : يا اخي ابو حسين ، خلينا نحلم . علي : احلم كاكا .. احلم . 40 ـ ليل ـ داخلي الثلاثة نيام في أسرتهم ، تترى على المشهد صور عديدة لشروق الشمس وغروبها ، ثمّ تتوقف الصورة على الأسرى الثلاثة ، وهم نيام في أسرته .
41 ـ نهار ـ داخلي الأسرى الثلاثة داخل الغرفة ، يفتح الباب ، ويطل الحارس . علي : خير .. خالد : اللهم اجعلو خير . أحمد : " ينظر إليه صامتاً " ....... الحارس : احمد ابراهيم .. أحمد : نعم .. علي وخالد : " ينظران إليه صامتين " ..... الحارس : تعال . أحمد : " يتلفت حوله " .... علي : اطمن يا أحمد ، خير انشاء الله . خالد : يمكن افراج ، قول يا الله . الحارس : يا الله ، تحرك . خالد : " يتجه إلى الحارس " يا الله . الحارس : " يمسك يده " تعال . علي : موفق بعون الله . خالد : " يتمتم " موفق .. موفق .. بإذن الله . الحارس : " يغلق الباب ويمضي بأحمد " يا الله بسرعة . علي : كاكا خالد ، افراج ؟ خالد : افراج إن شاء الله . علي : هذا حلم . خالد : يتحقق هلمره ، إن شاء الله . علي : دخيلك يا العباس . خالد : " يضحك " خلص صبرك، يا ابو حسن ، اوزتك هم خلص صبرها ، تفرح انشا الله ، واطير للبصرة مثل .. التم . علي : ادعيلي كاكا .. ادعيلي .. خلص صبري خالد : " يضحك " .... علي : انا هم راح ادعيلك " يرفع يديه ويدعو " بجاه الحسين ، افراج ، وشوفك فوك الجبل ، مثل القبج ، تقرا .. اوتقر .. اوتقرا .. حتى ترد عليك انثاية كردية ، بس كاكا لا تنسى ، اعزمنا عالعرس . خالد : " يعانقه ضاحكا " والله ما اتزوج إذا انتم مو موجودين .
42 ـ نهار ـ خارجي الحارس يسير بأحمد في فناء السجن ، أحمد يتبادل الحديث مع الحارس . أحمد : ما كتلي اشني القضية . الحارس : علمي علمك . أحمد : يعني اكو أمل . الحارس : تعال وراح تعرف .
43 ـ نهار ـ خارجي الحارس يدخل أحمد عبر بوابة مبنى ، يقف ببابه حارس شاك السلاح . الحارس : تعال ، راح تقابل شخص مهم . أحمد : ينظر إليه صامتاً " .... الحارس : لا تستعجل ، هسه راح تعرف كل شي .
44 ـ نهار ـ داخلي الحارس يسير بأحمد في ممر طويل ، ثم يتوقف به بباب غرفة مغلقة ، يقف ببابها حارس ، الحارس يتقدم منه ، ويتبادل الحديث معه ، ثم يلتفت إلى أحمد ، ويشير له إلى مصطبة قريبة . الحارس : اجلس هناك ، الضابط مشغول ، راح يناديك بعد قليل . أحمد : حاضر " يتجه إلى المصطبة ، ويجلس عليها " .
45 ـ داخل الغرفة ، خالد يتمشى نافد الصبر ، علي متكئ على الجدار ، خالد يتوقف . خالد : تاخر احمد .. علي : اي تاخر ، الله يستر . خالد : " بمرارة " قلنا افراج .. علي : كول يا الله . خالد : " يهز رأسه " ....
46 ـ نهار ـ داخلي ينتبه خالد وعلي إلى حركة في الخارج ، ينظران إلى الباب . خالد : ابو حسين .. علي : هذا أحمد . خالد : اي احمد . علي : خير ، ان شاء الله خير .
47 ـ نهار ـ داخلي يُفتح الباب ، ويطل الحارس وإلى جانبه أحمد ، أحمد يبدو مرتاحاً . خالد : احمد ؟ علي : بشّر .. الحارس : " مازحاً " هذا رفيقكم الخاين " يدفعه إلى الداخل " خذوه . علي : " يعانقه " افراج .. خالد : خلتفرح الموصل ، تهانينا . الحارس : اشبعوا بي ، افراج ، راح يفارقكم بعد ايام ، ويعود لأهله " يغلف الباب " .
48 ـ نهار ـ خارجي أحمد يقف أمام علي وخالد ، وقد غمرهم الفرح جميعاً . أحمد : كلها أيام ، ويجي الفرج .. على وخالد : " ينظران إليه " .... أحمد : اسمعت سيفرجون عن عدد كبير من الاسرى بعد فترة قريبة . علي : دخيلك يا العباس .. خالد : " متحمساً " ما انام اليوم ، نحييها للصبح ، حتى تبقى ذكرى ما ننساها طول العمر .
49 ـ نهار ـ داخلي الأسرى الثلاثة متمددين في أسرتهم ، يفتح الباب ، ويطل الحارس . الحارس : انهضوا ، يا كسالى .. أحمد : " يهب من سريره " خيراً الحارس : راح نتخلص منك اليوم . خالد : ينهض فرحاً " يوم النا .. علي : ان شاء الله . الحارس : ودعاه ، سيرحل بعد قليل . خالد : " يعانق أحمد " تشوف الخير كاكا أحمد ، اشوفك بالسليمانية .. أحمد : واشوفك بالموصل ، ونروح سوى للبصرة ، عند ابو حسين . علي : " يعانق أحمد " هذا وعد .. أحمد : راح تشوفنا قريباً انشاء الله . الحارس : يا الله ، هات حقيبتك ، والحق بي . أحمد : " يحمل حقيبته " اشوفكم بخير .. علي : في أمان الله . خالد : مع السلامة كاكا أحمد . يخرج أحمد ، فيغلق الحارس الباب ، ويسير بأحمد في الممر ، متجهين إلى الخارج .
50 ـ نهار ـ خارجي حافلة مليئة بالأسرى المفرج عنهم ، تسير مبتعدة عن مبنى السجن .
51 ـ نهار ـ خارجي الحافلة تسير في طريق ريفي ، وتمر ببعض القرى ، تبدو آثار الحرب على بعض هذه القرى .
52 ـ نهار ـ داخلي داخل الحافلة ، التي تسير على الطريق الخارجي ، الأسرى المفرج عنهم يجلسون صامتين في مقاعدهم ، أحمد يجلس قرب النافذة ، على مقعد وسط الحافلة ، وإلى جانبه يجلس رجل في عمره تقريباً ، هزيل ، شاحب الوجه ، وقد اشتعل رأسه شيباً .
53 ـ نهار ـ داخلي الرجل يفتح علبة سكاير ، ويقدم سكارة إلى أحمد . الرجل : اتفضل ، سكارة . أحمد : اشكرك ، ما ادخن . الرجل : " يضع سكارة بين شفتيه " قبل ما اقع بالأسر ما جنت ادخن " يشعل سكارته " راح اترك التدخين ، لما اوصل البيت ، واشوف عائلتي . أحمد : اتشوف عائلتك بخير ، إن شاء الله . الرجل : اشكرك " ينظر إليه " العفو ، ما عرفتك ابنفسي ، انا اسمي .. فارس . أحمد : اهلا بيك " يصافحه " ،انا أحمد . فارس : عاشت الأسامي " يبتسم " انت من الموصل طبعاً . أحمد : نعم ، من الموصل . فارس : " ينفث الدخان " انا انأسرت قبل عشر سنوات ، ولو ما وقعت بالأسر لجان حصلت على شهادة الدكتوراه .. أحمد : اتحصل عليها انشاء الله ، بعدك شاب فارس : زوجتي ، لمن وقعت بالأسر ، كانت تحضر رسالة الماجستير ،" يصمت " وهي هسة دكتوره " ينفث دخان سكارته " جانت تصلني منها رسائل عن طريق الصليب الاحمر . أحمد : انا بقيت بالاسر سبع اسنين ، وما اعرف عن اهلي اي شي ، لا امي ولا زوجتي ولا اخوتي وخواتي . فارس : " يطفئ سكارته " العفو ، ثرثرت كثير ، وانت تبين تعبان ، ارتاح شوية ، الطريق بعدو طويل . أحمد : انت هم ارتاح ، الاسر تعبنا كلتنا .
54 ـ نهار ـ داخلي أحمد يضع رأسه المتعب على زجاج نافذة الحافلة ، ويغمض عينيه ، وشيئاً فشيئا تعتم الصورة ، وتتصاعد شيئاً فشيئاً أصوات أحمد وعلي وخالد ، إنهم يسهرون في الليلة الأخيرة لوداع أحمد . علي : " يضحك " العشاء الأخير .. خالد : " ينظر إليه متسائلاً " .... أحمد : " يبتسم " .... علي : وغداً ينهض حياً من موت الاسر .. خالد : ما افتهمت .. علي : لو جنت مسيحي لجان افتهمت . . خالد : انا .. مسلم . أحمد : خليك من علي هسه ، اتريدني ازور اسليمانية ؟ خالد : اي .. أحمد : تدلل . خالد : سليمانية جبال .. دوكان .. غابات .. قبج أحمد : والله راح اروح لسليمانية . خالد : اريدك تزور امي .. ولو امي ما تعرف حرف عربي .. على : " يضحك " جلمها مثل الخرسان .. بالاشارة . خالد : انت بس كلها ، كاكا خالد .. علي : قبج .. خالد : " يضحك " هي تفهم . خالد : ولمن يطلقون سراحي ، راح احجيلها عن الوزة والكوكوختي " يضحكون " علي : أخ منك كاكا . خالد : اختي معاها بالبيت .. معلمة ، تعرف عربي ، وراح تترجملها .." يصمت " كلها ابنج خالد بخير ، ويسلم عليج ، ويبوس ايدج وراسج ، وكلها .. انت مؤمنة .. اصبري .. الفرج قريب . أحمد : " ينظر إلى علي " .... علي : البصرة بعيدة ، يا ابو شهاب . أحمد : والله الخاطرك اروحلها مشي ، آه البصرة مدينة ابو حسين والسياب . علي : زور وزتي ، وكلها صبغي شعرج بالحنة ، ترى ابو حسين ما يحب يشوف شعرة بيضة براسج ، وكلها انتظريني ، راح الجثير وظل القليل ، ابو حسين راح يرجع " دامع العينين " اي راح .. ارجع .. ارجع .. ارجع .
55 ـ ليل ـ داخلي أحمد صامت ، ويبدو حزيناً بعض الشيء ، خالد وعلي ينظران إليه . علي : ابو شهاب ، مصلاوي ، هذا عيدك ، واحنا فرحانين بيك ، افرح ، انت لازم تفرح . أحمد : " يبتسم بشيء من الحزن " ..... خالد : كاكا أحمد ، لا تفكر ، الها مدبر ، وكل شي راح يكون مثل ما اتريد ، قول يا الله ، الله موجود . أحمد : مشكلتي تختلف عنكم ، اهلكم يعرفون انتم موجودين ، موجودين بالاسر ، تصلهم اخباركم ، وتصلكم اخبارهم ، أنا .. طول هذي المدة .. سبع سنين .. ما اعرف أي شي عن اهلي ، واهلي ما يعرفون اي شي عني ، ويمكن يتصوروني متت وانتهيت من اسنين خالد : لا ، انت موجود ، وتم الافرج عنك والحمد لله ، وما اتشوف الا الخير . أحمد : أشكرك كاكا خالد . علي : وبعد ايام ان شاء الله ، راح تشوف نفسك مع اهلك ، امك وزوجتك اختي .. خولة .
56 ـ نهار ـ خارجي داخل السيارة ، فارس يميل على أحمد ، الذي كان مغمض العينين ، وقد وضع رأسه على زجاج النافذة . فارس : أخ أحمد .. أحمد : " يفتح عينيه ، ويلتفت إلى فارس " نعم فرس : الظاهر وصلنا الحدود احمد : " ينظر عبر النافذة " نعم ، هذي حدودنا ، هذي حدود .. العراق . ينهض معظم الركاب ، ويهللون فرحين ، ويصيح أحدهم بصوت مرتفع . الرجل : اخواني .. عراق .. عراق .. عراق
57 ـ نهار ـ داخلي الحافلة ، أخر النهار ، تسير على طريق تحفه أشجار النخيل ، الأسرى المفرج عنهم ، يضجون بالأغاني الجنوبية والموصلية وحتى الكردية . 58 ـ نهار ـ داخلي الحافلة تسير ، وقد هدأ ركابها ، تلوح من بعيد أضواء بغداد . فارس : آه بغداد أحمد : أنت من أهل بغداد أخ فارس ؟ فارس : اي " يتنفس بعمق " هسه ردت روحي ، جنت ميت عشر سنين ، وما ظنيت احتيي ، واشوف بغداد ، آه بغداد . أحمد : بغداد جنة العراق . فارس : " ينظر إلى أحمد " انت من الموصل . أحمد : نعم . فارس : راح نصل الكراج بنص الليل ، ارجوك تعال عدنا ، اهلي راح يفرحون بيك مثلما يفرحون بيا ، وباجر سافر بالسلامة للموصل . أحمد : أشكرك اخي فارس ، اريد اشوف عائلتي ، امي زوجتي خواتي اخوتي .. فارس : اخي نحن بنص الليل . أحمد : كراج علاوي الحلة ما يعرف الليل من النهار ، وراح اسافر اليوم حتى لو بالفجر. فارس : " يبتسم له " اتسافر بالسلامة ، الله يوفقك . أحمد : أشكرك ، تحياتي للأهل .
59 ـ ليل ـ خارجي أحمد يحمل حقيبته ، ويسير داخل الكراج ، سائق سيارة فيها بعض الركاب يصيح . السائق : موصل .. موصل .. موصل أحمد : " يقترب منه " موصل السائق : اصعد ، قبطنا ، راح نمشي هسع . احمد : " يصعد السيارة " يا الله .
60 ـ ليل ـ خارجي السيارة تستدير ، وتخرج من الكراج ، وتزيد من سرعتها على الطريق داخل بغداد .
61 ـ ليل ـ خارجي سيارة الأجرة تسير بسرعة على طريق خارجي ، والظلام يحيط بها .
62 ـ ليل ـ داخلي ، أحمد يجلس إلى جانب السائق ، الركاب في الخلف يغطون في النوم . السائق : الجماعة ناموا ، ليش ما اتنام انت هم . أحمد : ما متعود انام بالسيارة . السائق : معظم الليسافرون معايي بالليل ، ما يقاومون ، ينامون بسرعة . أحمد : هنيالم .
63 ـ ليل ـ داخلي السيارة ما زالت تسير ، والظلام يحيط بها ، داخل السيارة ، أحمد ينظر إلى السائق . أحمد : الفجر قريب ، اشوكت نصل بعون الله ؟ السائق : ما راح نصل قبل ما تشرق الشمس ، اتحركنا بعد نص اللي تقريباً أحمد : نصل ان شاء الله . السائق : حضرتك تبين جندي . أحمد : اسير .. السائق : اسير ! أحم : اطلقوا سراحي قبل يومين . السائق : انت ولدت من جديد ، اشكد ظليت بالاسر ؟ أحمد : سبع اسنين . السائق : انت محظوظ ، بعض الاسرى بقو عشر سنوات واكثر . أحمد : " يبقى صامتاً " .... السائق : هذا اليوم عيد الاهلك ، الله يوفقك . أحمد ، اشكرك .
64 ـ نهار ـ خارجي السيارة تتوقف أمام باب الكراج في الموصل ، وقد علت الشمس بعض الشيء ، ينزل الركاب منها ، ويحملون حقائبهم ويبتعدوا ، أحمد يتبادل الحديث مع السائق . أحمد : استودعك الله . السائق : في امان الله أحمد : " يسير مبتعداً " مع السلامة .
65 ـ نهار ـ خارجي أحمد : " يشير إلى سيارة اجرة" تاكسي . التاكسي تتوقف ، السائق يخاطب أحمد . السائق : نعم .. أحمد : فيصلية . السائق : تفضل ، اصعد . أحمد يصعد إلى السيارة ، السائق يرحب به . السائق : الله بالخير ، أهلاً ومرحبا . أحمد : الله بالخير ، أشكرك .
66 ـ نهار ـ خارجي تسير السيارة داخل المدينة ، أحمد ينظر عبر النافذة إلى المحلات والناس وحركة السيارات ، السيارة تعبر الجسر الحديدي ، وتسير مجتازة مدينة الألعاب والمصرف العقاري . السائق : اقتربنا من الفيصلية . أحمد : اعبر الدورة ، وتوقف عند اول فرع . السائق : حاضر
67 ـ نهار ـ خارجي السيارة تتوقف ، أحمد ينقد السائق اجرته ، ثم يفتح الباب ، وينزل . السائق : مع السلامة اخي . أحمد : مع السلامة .
68 ـ نهار ـ خارجي أحمد يقف على مدخل الشارع الضيق ، والحقيبة في يده ، ويتلفت حوله متطلعاً إلى البيوت والسابلة ، تتوقف امرأة عجوز على مقربة منه ، وتحق فيه . المرأة : أحمد ! أحمد : " ينظر إليها " .... المرأة : اي والله أحمد " تقترب منه " ابني أحمد .. أحمد : أم محمود ، اشلونج خالة ، اشلون محمود ؟ المرأة : امك المسكينة ما تعرف شي عنك أحمد : اسع راح تعرف ، اشلون اخوية محمود، بعده بالجيش ؟ المرأة : اي ، لا عشتو عليه ، قبل كم يوم كان اجازة ، " تنهنه باكية " اوبعدين عاد للجبهة . أحمد : الله يحميه . المرأة : روح ابني ، روح فرح امك ، كوي ميتي عليك . أحمد : " يسير مبتعداً " سلميلي على اخوي محمود . المرأة : الله يسلمك " تتابعه وهو يتجه إلى بيته القريب " اتغير لا عشتو علينو ، اتغير كثير ، الحمد لله رجع ، الله يرجع محمود بالسلامة .
69 ـ نهار ـ خارجي أحمد يقف أمام البيت ، يتأمل الباب ملياً ، والحقيبة في يده ، ثم يمد يده ويدقه ، لا أحد يرد ، أحمد يطرق الباب ثانية . الأم : " من الداخل " اي .. جيتو .
70 ـ نهار ـ خارجي الأم ، امرأة عجوز في حوالي السبعين ، تفتح الباب ،وتحدق في أحمد ، أحمد يبتسم . الأم : منو ؟ أحمد : تتصورين منو ؟ الأم : اعيوني عتضبب .. أحمد : وسمعك ؟ الأم : " تبدو فرحة جداً " معقولي هذا حلم .. أحمد : احنا بالنهار يوم الأم : أحمد ! أحمد : اي ، ابنج احمد الأم : انت تضحك عليّ ، هذي ما اول مرة أحمد : " يضحك " يوم اجالكِ .. الأم : ما يمر يوم اذا ما اشوفك بالحلم ، ولما افز اريدك ماكو ، ملح وتذوب . أحمد : يوم ، انا ابنكِ احمد . الأم : " تتحسسه " لا ، مستحيل ، مرة شفتك بالحلم ، سالتوك ، انت أحمد ، قلت اي انا أحمد ، قلتولك ، لا ، هذا حلم مثل كل مرة ، ضحكت ، وقلت لا .. لا .. انا احمد ، وحضنتوك حتى لا تروح مني .. لكن .. احمد : يوم .. الأم : فزيت ، وفتحتو عيوني ، ماكو انت ، كنت حلم .. ملح وذبت .
71 ـ نهار ـ خارجي أحمد يعانق أمه ، التي تنهنه باكية ، ويقبل رأسها ويديه ووجنتيها اللتين بللتهما الدموع . أحمد : يوم ، ارحمي نفسك وارحميني ، كل هذا حلم ؟ الأم : " تمسك يديه ، وتسحبه إلى الداخل " تعال ابني جوه ، تعال ، اريد اتأكد انت ما حلم .
72 ـ نهار ـ داخلي الأم تسحب أحمد ، والحقيبة في يده ، وتغلق الباب ، وتأخذه إلى وسط الفناء ، أحمد يتلفت حوله . الأم : " تحدق فيه " ول ابوي كن اخلصت . أحمد : يوم ، خوما كنت بالجنة . الأم : المهم انت رجعت " تصمت وهي تحدق فيه " بس لا يكون حلم . أحمد : يوم .. وينها خولة ؟ الأم : خولة ! أحمد : اي خولة ، ما معقوله نايمه الهلوقت . الأم : " تنظر إليه صامته ، وعيناها تسحان الدموع " .... أحمد : " يتلفت حوله ، وينادي " خولة .. الأم : لا تصيحا اوليدي ، لا اتصيحا احمد : ليش ! ما موجوده بالبيت ؟ الأم : تهز رأسها باكية " .... أحمد : وينها ؟ وين خولة ؟ الأم : " تسحبه من يديه إلى المقعد " ابني ، انت تعبان ، وجيي من السفر ، تعال اقعد وارتاح ، اقعد .. اقعد .. أحمد : " أحمد لا يجلس " قليلي وينا ، وين خولة ؟ الأم : " تدفعه برفق للجلوس : اقعد ، وراح احكياك كل شي . أحمد : ليش اشصار ؟ احكيلي ..
73 ـ نهار ـ داخلي أحمد يجلس ، الأم تجلس إلى جانبه . أحمد : اي ، احكي .. الأم : " تنظر إليه مغالبة دموعها " .... أحمد : اصار ؟ الأم : اللصار .. أحمد : احكي يوم ، راح اطق . الأم : لمن رحت للجبهة آخر مرة ، خولة كانت حامل مثل ما تعرف .. أحمد : اي ، اعرف ، احكي .. الأم : مات ابوها .. أحمد : الله يرحو ، كان رجال كبير ومريض . الأم : وانت تعرف ، راتب المرحوم ابوك التقاعد ، ما ظلو قيمة ، حصار .. أحمد : اي ، احكيلي على خولة ، لا تحكيلي اي شي ، احكيلي على خولة بس . الأم : وجا وقت اجازتك انتظرناك ما جيت ، انتظرنا .. انتظرنا .. ماكو فايدة ، وجانا الخبر ، صارت معركة كبيرة ، الضحايا بالمئات ، وقالولنا انت .. مفقود . أحمد : " متوجساً " اي .. الام : وقعت خولة .. غمى عيها .. ووقع الطفل .. طرحت .. أحمد : " ينظر إليها مصدوماً " ..... الأم : " تبكي " ولد .. الطفل كان ولد أحمد : " يطرق صامتاً " ....
74 ـ نهار ـ داخلي أحمد يرفع رأسه ، محتقن العينين ، يحدق في أمه ، التي تبعد عينيها الغارقتين بالدموع عنه . أحمد : وينا هسع .. خولة الأم : ما هوني.. أحمد : وينا لكن ؟ عد اما ؟ الأم : " تهز رأسها " .... أحمد : " ينهض " خلي اروح اجيبها . الأم : لا تروح .. أحمد : ينظر إليها " ليش ؟ زعلانه ؟ الأم : " تهز رأسها ثانية " .... أحمد : لكن اشنو ؟ الأم : " تنظر إليه وعيناها تسحان دمعاً " .... أحمد : احكيلي الحقيقة ، اشما كانت هذي الحقيقة ، احكيها ليي .. الأم : خولة بنية ما يصير مثلها ، اتحملت هي واما ، واتحملت ، اما مريضة ، والحصار ذبح الناس ، جاعت هي واما .. وجاعت .. الجوع كافر .. والحصار لا يوم ولا يومين .. أحمد : " يحدق فيها وقد جحظت عيناه " .... الأم : الجوع كافر .. وانت ما اكو خبر عنك .. يعني اشتعمل ؟ .. جاها نصيب .. أحمد : " يتهاوى جالساً " تقصدين .. الأم : " تهز رأسها باكية " .... أحمد : " يحدق فيها بمشاعر متضاربة " رجال كبير ، اكبر من ابوها ، غني ، خوش انسان ، رعاها هي واما ، اشترالها بيت ، وسجلو باسما " تصمت " وصارلها منو طفل .. " صمت لفترة " الرجل كبير ، مات بعد مدة . أحمد : " ينهض من مكانه ، ويمضي صامتاً إلى غرفته "
75 ـ نهار ـ خارجي امرأة متوسطة العمر ، تضع عباءة على رأسها ، تسير في زقاق من أزقة الموصل القديمة ، تتوقف أمام باب لبيت صغير ، وتطرق الباب . الام : " من الداخل " منو . المرأة : ام خولة ، انا صديقة . الأم : " تفتح الباب " اهلا ومرحبا صديقة " تتبادلان القبل " هلا بختي ، تفضلي . صديقة : جيت اشوفكم ، واطمئن عليكم ، خولة موجودة ؟ الأم : اي موجودة ، تفضلي جوه . صديقة : اهلاً بيكي " تدخل " خولة مليحة ، انشاء الله الأم : مليحة والحمد لله .
76 ـ نهار ـ داخلي تخرج خولة من الغرفة ، وتقبل على صديقة ، ثم تعانقها ، وتتبادل القبل معها . خولة : اهلا عمتي ، اهلا ومرحبا . صديقة : جيتو اشوفكي ، واطمئن علكي . خولة : اهلاً بيكي عمتي ، تفضلي للغرفة ؟ الأم : " للعمة " ارتاحي جوه ، راح اعمللكي جاي . خولة : " للعمة " تفضلي عمتي ، تفضلي .
77 ـ نهار ـ داخلي خولة وصديقة تدخلان الغرفة ، طفل في الخامسة ، يرقد في سريره . خولة : اقعدي هوني ، تفضلي . صديقة : " تجلس " ابنكي ابين مريض شوية . خولة : اي ، صارله اسبوع مريض. صديقة : ما توديه عالطبيب . خولة : وديته عالمستوصف ، واعطونو دوى .
78 ـ نهار ـ داخلي صديقة تحدق في خولة . صديقة : خولة .. خولة : ها عمتي .. صديقة : اسمعتي احمد جا من الاسر ؟ خولة : اي ، سمعتُ . صديقة : اتصلتي بيه ؟ خولة : لا ، ما تصلت . صديقة : وشتنتظرين ؟ اتصلي بينو . خولة : انتظرت ، قلتُ يمكن يتصل هو " تنظر إلى صديقة " لكن ما اتصل . صديقة : انت تعرفين احمد ، اتصلي انتَ بينو . خولة : " بصوت دامع " اتصلت .. صديقة : اي ؟ خولة : ما رد .. صديقة : "تحدق فيها " ..... خولة : اتصلت مرات ومرات ، ولمن يسمع صوتي ، يسد التلفون . صديقة : اصبري ، احمد رجال طيب ، لا تنسين ما صار ما قليل . خولة : اللي صار ما كان بيدي . صديقة : اتصلي بي كل يوم ، وراح يرد ، انا اعرفو مثل ما انت تعرفينو . الأم : " تدخل حاملة صينية الشاي " تاخرت شوية ، الغاز راح يخلص من الطباخ .
79 ـ نهار ـ داخلي أحمد في غرفته ، وبيده كتاب يقرأ فيه ، الأم تنهض وتأخذ السجادة . الأم : خلي اصلي العصر .. أحمد : " لا يرفع عينيه عن الكتاب " .... الأم : " تفرش السجادة " وبعدين اعملك الجاي أحمد : " يهز رأسه " .... 80 ـ نهار داخلي يدق التلفون في الفناء ، الأم تنظر إلى أحمد . الأم : احمد ، ابني رد علتلفون . أخمد : " يضع الكتاب جانباً ، ويخرج من الغرفة " .. الأم : " على السجادة ، تتمتم مبتدئة الصلاة " ..
81 ـ نهار ـ داخلي أحمد يرفع السماعة ، ويتحدث . أحمد : الو ، نعم .. صوت خولة : احمد .. أحمد : " يهم بوضع السماعة " .... خولة : ارجوك احمد ، لا تغلق التلفون ، اسمعني .. أحمد : " يتردد لكنه لا يغلق التلفون " .... خولة : أحمد .. أحمد : نعم . خولة : احمد .. اسمعني ارجوك .. لازم تجيني .. اريد احكي معاك .. أخمد : " لا يرد " .... خولة : انتظرتوك .. انتظرتوك مدة طويلة .. وكنت انتظرك طول العمر .. لو عرفت بس انت موجود .. أحمد : " لا يرد " .... خولة : يمكن انا غلطتو ، لكن الغلط ما كلو عليّ ، أحمد .. أحمد : اغلقي التلفون ، ماكو فايده من الحكي ، كل شي انتهى . خولة : ارجوك احمد .. اسمعني .. اريد احكي كل شي .. تعال عندي .. تعال مرة وحده .. راح انتظرك .. وقول اشما تريد .. بس اسمعني احمد .. أحمد : " يغلق التلفون ، ويقف متأثراً " ...
82 ـ نهار ـ داخلي أحمد يعود إلى الغرفة ، الأم وقد انتهت من الصلاة ، تطوي السجادة وتنهض . الأم : منو كان علتلفون ؟ أحمد : " يجلس في مكانه ولا يرد " .... الأم : " تحدق فيه " خولة ؟ أحمد : اي ، خولة . الأم : ابني احمد ، لا تظلم بنت الناس ، وتظلم نفسك .. أحمد : " يمسك الكتاب " سدي الموضوع ، روحي عمليلي جاي . الأم : " تهز رأسها ، وتمضي إلى الفناء " الله يهديك ، يا ابني ، الله يهديك .
83 ـ نهار ـ خارجي صوت صافرة انذار ، أحمد ينتبه ، انه ما زال أمام واجهة الموصل المطلة على النهر ، يستدير بسرعة ، ويمضي إلى سيارته ، ويجلس أمام المقود ، ويدير المحرك .
84 ـ نهار ـ خارجي أحمد يستدير بالسيارة ، ويقودها عائداً من الغابات ، يعبر الجسر القديم ، ويسير في شارع نينوى وسط السيارات ، ثم يتجه يميناً في شارع فرعي ، ولا يتوقف إلا أمام .. المستشفى الجمهوري .
85 ـ نهار ـ خارجي أحمد ينزل من السيارة ، ويتجه سيراً إلى مدخل المستشفى .
86 ـ نهار ـ داخلي أحمد يسير بين مراجعي المستشفى ، ويتوقف عند موظفة الاستعلامات ، ويتحدث إليها ، فتشير إلى ردهة في آخر الممر ، أحمد يسرع في الممر ، ثم يتوقف عند .. مدخل الردهة .
87 ـ أحمد يلمح خولة تقف وسط الردهة ، عند سرير فوقه طفل مريض ، يقف إلى جانبه طبيب وممرضة ، خولة تحين منها التفاتة ، فترى أحمد ، فتجمد في مكانها ، وتغرورق عيناها بالدموع .
88 ـ نهار ـ داخلي أحمد يدخل الردهة ، ويسير مقترباً منهم . خولة : احمد .. أحمد : " يقترب من سرير الطفل " .... الطبيب : " ينظر إلى أحمد " .... خوله : " للطبيب " زوجي .. أحمد .. الطبيب : أهلاً وسهلاً . أحمد : اشّون حالو يا دكتور ؟ الطبيب : بصراحة ، الطفل يحتاج لدم ، ونحن في حصار خولة : حاولت اعطيه دم من عندي .. الممرضة : دما ما يوافقو ، الطفل دمو O+ أحمد : انا دمي O+ . الطبيب : " للممرضة " خذي الاخ احمد بسرعة ، واسحبي منو بطل دم . الممرضة : حاضر دكتور " لأحمد " تعال معاي .
89 ـ نهار ـ داخلي الممرضة تأخذ أحمد ، وتمضي به إلى الخرج . الطبيب : اطمئني : حالتو راح تتحسن بسرعة ، بعد ما نعطينو قنينة الدم . خولة : اشكرك دكتور .
90 ـ نهار ـ داخلي غرفة داخل المستشفى ، أحمد متمدد على سرير ، يمتد من ذراعه انبوب يجري فيه دم ، الممرضة تقف إلى جانبه تراقب سيل الدم . الممرضة : اطمن استاذ أحمد ، طفلك راح تتحسن حالتو ، بعد ما ياخذ هذا الدم . أحمد : " ينظر إليها صامتاً " ....
91 ـ نهار ـ داخلي يدخل الطبيب ، ويقف قرب أحمد ، ويراقب الدم في الانبوب ، ثم يخاطب الممرضة . الطبيب : يكفي هذا ، اسحبي الابرة . الممرضة : " تسحب الابرة من ذراع أحمد " حاضر دكتور . الطبيب : " لأحمد " لا تقلق إذا شعرت بدوخة ، هذا طبيعي . أحمد : أشكرك دكتور . الطبيب : " يتجه إلى الخارج " .... الممرضة : " تلحق به " .... الطبيب : " عند الباب " انتبهي علينو ، لا تخليه يترك السرير حتى يرتاح . الممرضة : " تتوقف " حاضر دكتور . الطبيب : " يخرج ، ويغلق الباب " ....
82 ـ نهار ـ داخلي أحمد ينهض ، ويزرر قميصه ، الممرضة تنظر إليه . الممرضة : طفلك حلو كثير ، يشبه امو . أحمد : " يواصل ارتداء ملابسه " .... أحمد : " يهم بالخروج " .... الممرضة : وين ؟ " تلحق به " اخي ابقى هوني حتى ترتاح . أحمد : شكراً ، ارتحت .
83 ـ نهار ـ داخلي أحمد يفتح الباب ويخرج من الغرفة ، وهو يكاد يترنح ، ينظر متردداً إلى الردهة التي يرقد فيها الطفل ، ثم يستدير ويتجه عبر الممر إلى الخارج .
90 ـ نهار خارجي أحمد يقترب من سيارته ، ويفتح بابها ، ويجلس وراء المقود ، ثم يطرق رأسه .
91 ـ نهار ـ داخلي الطفل متمدد في السرير داخل الغرفة ، وانبوب الدم في ذراعه ، خولة تقف إلى جانبه ، والممرضة تراقب سريان الدم . الممرضة : كل شي على ما يرام ، وراح تتحسن صحة ابنكي بسرعه ، بعد ما نعطيه هذا الدم . خولة : الحمد لله . الممرضة : تسمحيلي خمس دقايق " تتجه نحو الباب " راح ارجع بعد شويا . خولة : تفضلي . الممرضة : " تفتح الباب وتخرج " ....
92 ـ نهار ـ داخلي قبل أن تبتعد الممرضة عن الغرفة ، ترى أحمد مقبلاً ، ويتجه نحو الردهة . الممرضة : استاذ احمد .. أحمد : " يتوقف على مقربة منها " راح اشوف الطفل . الممرضة : طفلك نقلناه من الردها، هو بهذي الغرفة " تشير إلى الغرفة " نعطيه الدم .. أحمد : شكراً
93 ـ نهار داخلي خولة تقف قرب الطفل ، وهي تنظر إليه ، يُفتح الباب ، فتلتفت إليه ، وإذا هو أحمد . خولة : احمد ! أحمد : " يقف عند الباب " جيت اشوف الطفل .. خولة : بس ؟ أحمد : " يقترب من الطفل " ويحدق فيه " مثل ما قالت الممرضة .. يشبهكِ خولة : " تدمع عيناها " صحيح .. ؟ أحمد : " أحمد يلتفت وينظر إليها ملياً " .... خولة : " تنظر إليه منتظرة كلمة منه " .... أحمد : " يحدق فيها ، ثم تلوح على شفتيه ابتسامة " اي صحيح ، يشبهكِ كثير، اشسمو ؟ خولة : " ترتمي على صدره ، وتعانقه وهي تبكي " سميتونو احمد ، اي .. احمد .. احمد .. احمد . النهاية 14 / 7 / 2024
#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن
-
رواية للأطفال الثعلب العجوز طلال حس
...
-
قصص قصيرة شتاء الأيام الآتية
...
-
لمحات من صحافة الأطفال في نينوى
-
طلال حسن في سطور
-
القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو
...
-
الفضاء في مسرح طلال حسن -مسرحية الإعصار- نموذجاً
-
هيلة يارمانه
-
رواية للفتيان الفتاة الغزالة
...
-
حكايات من التراث حكايات موصلية طل
...
-
حكايات من الموصل طلال حسن
-
حكايات من الموصل طلال حسن
-
حكايات شعبية جنجل وجناجل
-
مسرحة الموروث الشعبي -قراءة في مسرحيات (هيلا يارمانه) لطلال
...
-
خمس مسرحيات من التراث الموصلي
...
-
رواية للفتيان الغزالة
...
-
قصص قصيرة جداً أنا الذي رأى
...
-
رواية للفتيان الملكة كوبابا ط
...
-
مطاردة حوت العنبر
-
سيناريوهات قصيرة قيس وزينب طلال حسن
المزيد.....
-
مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
-
بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
-
كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه
...
-
فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال
...
-
“أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث
...
-
سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات
...
-
إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
-
كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها
...
-
من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات
...
-
الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي
...
المزيد.....
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
المزيد.....
|