أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن















المزيد.....


ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن


طلال حسن عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 8114 - 2024 / 9 / 28 - 00:45
المحور: الادب والفن
    


ثلاث مسرحيت للأطفال

طلال حسن

" 1 "

الفهد العجوز والسعدان


الببغاء نائم في عشه ،
بين أغصان الشجرة

الببغاء : " يغط في النوم " خ خ خ خ .
السعدان : " يدخل " آه .. الببغاء .
الببغاء : " يغط في النوم " خ خ خ خ .
السعدان : إنه نائم .
الببغاء : " يغط في النوم " خ خ خ خ .
السعدان : ليتني مثله ، أستطيع أن أنام ، ولكن
كيف يغمض لي جفن ، وأنام ،
والخطر يقترب مني ؟
الببغاء : " يفتح عينيه " ....
السعدان : أيها الببغاء ..
الببغاء : ليتك تذهب إلى بيتك وتنام ، الوقت
مازال مبكراً .
السعدان : لا أستطيع أن أنام ، والفهد العجوز
في الجوار .
الببغاء : الفهد العجوز ليس في الجوار ، بل
في داخلك ، ولن تنام وترتاح ، حتى
تتخلص منه .
السعدان : لقد سمعته ، قبيل الفجر ، يزأر
متوجعاً .
الببغاء : منذ فترة طويلة ، لم يرَ أحد الفهد
العجوز في الجوار ، إنها كوابيسك
المريضة ، صدقني .
السعدان : ليت ما تقوله صحيحاً ، لكني
سمعته بأذنيّ ، ولم يكن كابوساً .
الببغاء : " يلوذ بالصمت " ....
السعدان : سأذهب إلى بيتي ، وأبقى فيه "
يسير مبتعداً " لعلي أرتاح .
الببغاء : " يهز رأسه " ....
السعدان : " يخرج " ....
الببغاء : لعل ما يقوله السعدان وساوس ،
فأنا لم أسمع الفهد ولم أره بنفسي ،
ولكن يقال أنه خاض معركة ضارية
مع خنزير بريّ شرس ، قبل أيام
وخرج منها بجروح بليغة .
الفهد : " يصيح من بعيد بصوت غليظ
متوجع " أ أ أ أ .
الببغاء : " يلتفت نحو مصدر الصوت " آه .
الفهد : " يصيح من بعيد ثانية " أ أ أ أ .

السعدان يدخل مسرعاً ،
وقد أطاش الرعب عقله

السعدان : " يصيح " الفهد .. الفهد ..
الببغاء : لا تخف ، إنه بعيد .
السعدان : بل هو قادم ، سأجن إذا نظر إليّ .
الببغاء : تمالك نفسك ، لا داعي لكل هذا
الخوف .
السعدان : أنظر .. الشجيرات تتحرك .. إنه
قادم .. قادم ..

يدخل الفهد من بين
الأحراش ، يئن متوجعاً

السعدان : يا ويلي .. ها هو الفهد ..
الببغاء : لا تنظر أليه .
السعدان : ليتني أستطيع ، سأجن إذا صوب
عينيه إليّ ..
الببغاء : أبعد نظرك عنه .
السعدان : انظر ، إنه يرفع نظره إليّ ..
الفهد : " يحدق في السعدان " ....
السعدان : " يصرخ مرعوباً " آآآآ ..
الببغاء : كفى ، تمالك نفسك .
الفهد : " ينظر إليه وقد فتح شدقيه " ....
السعدان : " يصرخ بصوت أعلى " آآآآ ..
الفهد : " يصيح " أ أ أ ..
السعدان : " يصرخ وهو يتحرك قلقاً " آآآآ ..
الببغاء : " يقترب منه " اياك أن تغادر
مكانك من الشجرة .
الفهد : " يصيح ثانية " أ أ أ ..
السعدان : " يصرخ " آآآآ .. لن أبقى هنا "
يهمّ بالقفز من الشجرة " لن أبقى ..
وإلا صعد إليّ .. وافترسني ..
الببغاء : " يفتح جناحيه ويحضنه " أيها
الأحمق ، هذا ما يريده الفهد ، ولن
تفلت منه إذا قفزت من الشجرة إلى
الأرض .
السعدان : دعني أهرب ، وإلا صعد الشجرة ،
وافترسني مثلما افترس جدي .
الببغاء : هذا عندما كان فتياً ، انظر إليه
الآن ، إنه عجوز ، مثخن بالجراح ،
يكاد لا يقوى على السير .
الفهد : " ينظر إليه " ....
السعدان : يا ويلي .. إنه مازال ينظر إليّ
بعينيه الناريتين ..
الببغاء : أغمض عينيك ، واصبر وتماسك ،
لن يلبث طويلاً ، سيمل ويذهب .
السعدان : لن يذهب .. حتى ينال مني ..
ويفترسني ..

يتناهى صوت كلب من
بعيد ، الفهد يلتفت إليه

الكلب : " من بعيد " عو عو عو عو .
الببغاء : هذا كلب الحارس .
الفهد : " يتلفت حوله" ....
الببغاء : إنه يبحث عن مصدر الصوت ،
فهو مجنون بافتراس الكلاب .
السعدان : " يراقبه وهو مازال يرتجف خوفاً
" ....
الكلب : " من بعيد " عو عو عو عو .
الفهد : " يتحرك مهمهماً " هم م م م .
الببغاء : إنه يبحث عن مصدر صوت الكلب
، وهو لا يدري أن فيه هلاكه .
الكلب : " من بعيد " عو عو عو عو .
الفهد : " يخرج مسرعاً نحو مصدر
الصوت " ....
الببغاء : أرأيت ؟ لقد ذهب .
السعدان : " بشيء من الارتياح " نعم ..
ذهب ..
الببغاء : " يبعد جناحيه عنه " لقد أسرع
الأحمق نحو الكلب ، فهو مجنون
بافتراس الكلاب ، وهذا أنساه أن
الحارس يتربص به ، وبندقيته القاتلة
بين يديه .
السعدان : ليت الحارس يقتله ، ويخلصنا من
شروره .
الببغاء : والآن ، اذهب إلى بيتك ، ونم
بعض الوقت ، لعلك ترتاح .
السعدان : أشكرك ، أشكرك ، يا صديقي .
الببغاء : لا شكر على واجب ، أنت صديق
عزيز .
السعدان : لولاك لقفزت من الشجرة
كالمجنون ، وتلقفني الفهد "يصمت
لحظة " سيكون هذا درساً لي .
الببغاء : " ينظر إليه مبتسماً " ....
السعدان : صدقني ، الأمر ليس بيدي ، يبدو
أن الرعب يشلّ تفكيري ، ويدفعني
إلى القفز إلى الأرض ، وهذا ما
يريده الفهد .
الببغاء : اذهب ، يا صديقي ، وارتح في
بيتك ، لقد ذهب الفهد العجوز .

السعدان يخرج على مهل ،
الببغاء يتنهد ، ويغمض عينيه

إظلام










" 2 "


السلحفاة والدب الكسول


مرتفع رملي يطل على
البحر ، تدخل السلحفاة

السلحفاة : " تتوقف " خرجت تواً من أعماق
البحر ، لقد حان وقت وضع البيض
" تتلفت " هذا مكان مناسب ، بقعة
رملية ، جافة ، لا تصلها مياه البحر
، سأحفر هنا حفرة صغيرة ، أضع
فيها بيضي ، ثم أغطيها بالرمال ،
وأتركها لتفقس بعد حين ، و .. "
تنصت " أسمع حركة بين الأعشاب
، فلأرجىء الآن وضع البيض ،
أخشى أن يكون هناك ثعلب ، أو
سنور ، أو .. يتربص ببيضي ،
ويفتك به " تنصت " الصوت يقترب
، فلأنتظر ..

يدخل ببطء دب
أسمر صغير وهو يئن

السلحفاة : آه .. دب صغير .
الدب : " يتمدد منهكاً على الأرض " ....
السلحفاة : " تتأمله " يا له من دب غريب
الهيئة ، ما أجمل هذه البقع البيضاء
على صدره ، وهذه القنزعة من
الشعر على عنقه ، آه إنني لم أرَ في
حياتي مثل هذا الدب .
الدب : " يئن ويتوجع " آآآه .
السلحفاة : " تقترب منه " أيها الدب .
الدب : " يتطلع إليها " ماما ..
السلحفاة : " تحدق فيه " ....
الدب : أريد ماما .
السلحفاة : انهض ، يا صغيري ، وقل لي ،
أين ماما ، وسآخذك إليها .
الدب : " يئن " ابتعدتُ عن ماما ، وعن
أخي الصغير ، منذ أكثر من يومين ،
وقد تهت على ما يبدو ، وانهارت
قواي ، ولم أعد أقوى على السير ،
من شدة الجوع والتعب .
السلحفاة : لا عليك ، يا صغيري ، سآتيك
بشيء من الطعام ، تسد به رمقك ،
ريثما تلقى أمك .
الدب : " يلوذ بالصمت " ....
السلحفاة : أعرف ما تحب أن تأكل ، سآتيك
بقرص عسل ، ها ، ماذا تقول ؟
الدب : " يهز رأسه " أنا لا آكل العسل .
السلحفاة : يا للعجب ، دب لا يأكل العسل ؟
أهذا ممكن ؟
الدب : " يئن متوجعاً " آآآه .
السلحفاة : لا بأس ، لنترك العسل ، سأنزل
إلى البحر ، وأصطاد لك سمكة ،
سمكة كبيرة تشبعك .
الدب : لا ، أنا لا آكل السمك .
السلحفاة : " تعتدل " أهذا دب أم ماذا ؟
الدب : " يئن ويتوجع " ....
السلحفاة : حسن ، سآتيك ببعض الثمار أو
الجذور أو ..
الدب : " يهز رأسه " ....
السلحفاة : " تنظر إليه مندهشة " ....
الدب : لا تتعبي نفسك ، إنني لا آكل أي
شيء مما ذكرته .
السلحفاة : " تلوذ بالصمت مفكرة " ....
الدب : " يئن ويتوجع " آآآه .
السلحفاة : " بنبرة انتصار " وجدتها ، يا لله ،
كيف فاتني هذا ؟ أنت مازلت صغيراً
، ولا تتناول غير حليب أمك .
الدب : لا ، أبداً ، إنني لا أتناول حليب
ماما الآن ، لقد فطمت .
السلحفاة : أيها الصغير ، أنت جائع ، جائع
جداً ، وبحاجة ماسة إلى طعام يسد
رمقك ، فقل لي ماذا تأكل ،
وسأحاول أن آتيك به .
الدب : " بصوت واهن " إنني آكل .. "
ينصت فرحاً " ماما .
السلحفاة : إنها أمه ، لقد جاءت " تتراجع "
فلأختبىء بين هذه الأعشاب .

تدخل الأم ، وعلى
ظهرها دب صغير

الدب : " يحاول أن يعتدل " ماما .. ماما .
الصغير : " يصيح " ماما ، ذاك هو أخي ،
أسرعي ، يا ماما ، أسرعي .
السلحفاة : " تطل برأسها " ....
الأم : " تسرع إليه متلهفة " بنيّ .. بنيّ .
الدب : " يعتدل ماداً يديه إليها " ماما ..
الأم : " " تحضنه " أخيراً وجدتك ، يا
بنيّ ، آه منك ، كدتُ أموت من
الحزن والقلق .
الدب : " بصوت واهن " ماما .. إنني
جائع .
الأم : يا لك من أحمق ، تقول إنني جائع
، والطعام على بعد أمتار منك .
الدب : ماذا ! لقد بحثت طويلاً ، وخاصة في الجوار ، دون جدوى .
الأم : تعال معي " تمسك يده وتساعده على السير " وستأكل حتى تشبع .
الدب : " يسير معها بصعوبة " هذا حلم ، يا ماما .
الأم : " تضحك " ستراه حقيقة ، وراء هذه الأجمة ، مرتفع من التراب ، هو بيت الأرضة ..
الدب : " فرحاً " حقاً ، حقاً ، يا ماما ؟
الأم : تعال وانبشه ، بمخالبك القوية ، وسترى المئات من الأرضة تتراكض في شتى الاتجاهات ، فانفخ الغبار عنها ، ثم امتص منها بلسانك وشفاهك الطويلة ، حتى تشبع .
الصغير : هيا يا ماما ، هيا ، أنا أيضاً سأنبش تراب المرتفع ، وأكل من هذه الأرضة ، فهي لذيذة جداً .
الأم : " تخرج ومعها صغيراها " ....
السلحفاة : " تخرج من مخبئها " آه ، الأرضة
هي طعام هذا النوع من الدببة إذن ؟
يا للعجب ، مهما يكن فلأنجز مهمتي
" تتلفت " سأحفر حفرة في هذه
الرمال ، وأضع فيها بيضي ،
وأردمها جيداً ، ثم أعود أدراجي إلى
مكاني في .. أعماق البحر .

السلحفاة تنهمك في حفر
الحفرة في الرمال الجافة

إظلام







" 3 "



نميل ونميلة

فسحة وسط الغابة ،
تدخل الأم نملة ونميلة

نميلة : " تتوقف " ماما ..
الأم : " مبتسمة " بنيتي ..
نميلة : تعبت ، يا ماما .
الأم : أنت نملة فتية ..
نميلة : لقد سرنا مسافة طويلة هذا اليوم ،
على غير العادة .
الأم : كدنا نصل ، فلنواصل السير .
نميلة : لا أستطيع ، يا ماما .
الأم : أنتِ لم تحصلي بعد إلا على حبة
شعير واحدة .
نميلة : لكنها ، ويا للعجب ، حبة كبيرة ،
ومكتنزة .
الأم : مهما يكن ، فهي حبة واحدة .
نميلة : ماما ، اذهبي أنتِ ، اذهبي ،
سأنتظرك هنا .
الأم : حسن ، سأذهب ، ولن أتأخر "
تتجه إلى الخارج " كوني حذرة ، يا
بنيتي ، ولا تنسي أنك نملة سوداء .
نميلة : نعم ، يا ماما ، لن أنسى .

الأم تخرج مسرعة ،
نميلة تبقى وحدها

نميلة : حياتنا ، نحن النمل ، شاقة جداً ،
فعلينا طول النهار ، أن نسعى من
مكان إلى آخر ، لجمع حبوب الحنطة
والشعير ، وننقلها إلى المخازن في
بيوتنا ، استعداداً للشتاء ، تباً للشتاء "
تتلفت " آه إنني وحيدة هنا ، والمكان
يبدو لي موحشاً الآن ، وماما بعيدة "
تصمت " لكن لن تتأخر ، هذا ما
قالته " تصمت خائفة " ماذا لو
هاجمني عصفور جائع مثلاً ؟ "
تنصت خائفة " أسمع حركة خفيفة
بين الحشائش ، إنها ليست حركة قنفذ
أو .. " تنصت " فلأنصت ،
وسأعرف الحقيقة .

يدخل نميل ، لونه أحمر ،
حاملاً بفمه حبة رز

نميلة : " تحدق فيه مذهولة " ....
نميل : " يضع حبة الرز أمامه " ....
نميلة : " مازالت تحدق فيه " ....
نميل : طاب صباحكِ .
نميلة : أهلاً ومرحباً .
نميل : لم أركِ هنا من قبل .
نميلة : أنا أيضاً لم أركَ .
نميل : بيتنا قريب ، وراء هذه الأجمة .
نميلة : وبيتنا بعيد ، في طرف الغابة ،
وهذه أول مرة نصل فيها إلى هذا
المكان .
نميل : " ينظر إلى حبة الشعير " هذه حبة
شعير .
نميلة : التقطتها من مكان قريب من هنا ،
وهي أكبر حبة شعير حصلت عليها
حتى الآن .
نميل : منطقتنا هذه منطقة خير وفير ، تنتج أفضل وألذ أنواع الحبوب .
نميلة : " تنظر مندهشة إلى حبة الرز "....
نميل : هذه حبة رز .
نميلة : رز !
نميل : حبة مغذية مثل الحنطة والشعير ..
نميلة : مازالت تحدق فيها " ....
نميل : وهي أكثر منهما لذة .
نميلة : لم أرَ من قبل مثل هذه الحبة .
نميل : وطبعاً أنتِ لم تتذوقي طعمها .
نميلة : نعم ، ففي منطقتنا لا يوجد غير
الحنطة والشعير .
نميل : سيعجبك الرز إذا تذوقته .
نميلة : " تبتسم محدقة في حبة الرز " ....
نميل : " يدفع الحبة إليها " تفضلي ، إنها
مني هدية لكِ .
نميلة : لا ، أشكرك .
نميل : اشكريني ، إذا تذوقتها " يبتسم "
وأرجو أن تعجبك .
نميلة : " تأخذ حبة الرز " أشكرك " تبتسم له " ستعجبني .
نميل : " يتأملها " طالما ظننت ، أن أجمل نمل في العالم ، هو النمل الأحمر ، حتى رأيتك .
نميلة : " تطرق خجلة " ....
نميل : " يتراجع " لقد تأخرت ، لابد أن
أعود إلى البيت ، أخشى أن يقلقوا
عليّ .
نميلة : أشكرك على حبة الرز .
نميل : أنا سعيد جداً بلقائكِ .
نميلة : وكذلك أنا .
نميل : غداً ، في مثل هذا الوقت ، سأكون
هنا .
نميلة : " تنظر إليه صامتة " ....
نميل : أنتظركِ غداً " وهو يخرج " إلى
اللقاء .
نميلة : " تتمتم " إلى اللقاء .. إلى اللقاء ..
يا نميلي الأحمر " تبتسم فرحة ، قال
لي ، وبصوت لم أسمع بعذوبته من
قبل " صوت نميل " طالما ظننتُ ،
أن أجمل نمل في العالم ، هو النمل
الأحمر ، حتى رأيتك ، " صمت
للحظة " آه يا نميلي ، غداً نلتقي ..
غداً نلتقي .. غداً نلتقي .. " تنصت "
يبدو أن ماما عادت ، ليتها عادت قبل
قليل ، والتقت بنميل ، ولونه الأحمر
الجميل .

تدخل الأم نملة متعبة ،
تحمل حبة حنطة كبيرة

نميلة : " فرحة " ماما ..
الأم : " تضع حبة الحنطة أمامها " آه ،
نميلة ، انظري .
نميلة : " تشير إلى حبة الرز " انظري
أنتِ ، يا ماما .
الأم : " مبهورة " آه ، يا إلهي ، هذه
ليست حبة حنطة .
نميلة : " تهز رأسها مبتسمة " ....
الأم : ولا حبة شعير ..
نميلة " تهز رأسها مبتسمة " ....
الأم : " تنظر إليه متسائلة " .... ؟
نميلة : هذه حبة رز .
الأم : رز !
نميلة : ونحن ، كما ترين يا ماما ، لم نعثر
على ما يماثلها من قبل .
الأم : لابد أنك تركت هذا المكان ،
وتجولت في الجوار ، ووجدتها في
مكان ما .
نميلة : لا يا ماما ، لم أغادر هذا المكان
مطلقاً .
الأم : لا أظن أن عصفوراً ما ، قد جاءكِ
بها ، من جزيرة واق واق .
نميلة : " تضحك ، لا يا ماما ، لم يجيئني
بها عصفور ، بل أهداني إياها نميل
في عمري .
الأم : " تحدق فيها متوجسة " ....
نميلة : والجميل أن لونه ليس أسود مثل
لوننا نحن ..
الأم : ماذا إذن ؟
نميلة : لونه أحمر .
الأم : " تشهق خائفة " يا ويلي ..
نميلة : آه لو ترينه ..
الأم : لا أريد أن أراه .
نميلة : " بصوت حالم " أتعرفين ماذا قال
لي ..
الأم : " تصيح منفعلة " كفى .
نميلة : ماما !
الأم : هيا نبتعد من هنا ، هيا بسرعة .
نميلة : ما الأمر ، يا ماما ؟
الأم : " تمسكها من يدها وتسحبها " هيا
.. هيا .
نميلة : " تحاول أن تتملص منها " دعيني
أولاً أن آخذ حبة الرز .
الأم : لن نأخذ أي شيء ، حتى حبتي
الحنطة والشعير ، لن نأخذهما ،
مادامتا من هذا المكان .
نميلة : ماما ..
الأم : هذا النميل الأحمر ، الذي أعطاك
حبة الرز ، واحد من أشرس أنواع
النمل المعادي لنا .
نميلة : ماذا تقولين ، يا ماما ؟
الأم : هذا ما قالته لي أمي وكذلك جدتي ،
بل ما يقوله الجميع ، عندنا نحن
النمل الأسود .
نميلة : " تلوذ بالصمت " ....
الأم : بنيتي ..
نميلة : " يأتيها صوت نميل " نلتقي غداً .
الأم : هيا ، يا بنيتي ، هيا .
نميلة : " وكأنما تحدث نفسها " لن يأتي
غداً .
الأم : ماذا !
نميلة : الغد لن يأتي .
الأم : " تسحبها من يدها " هيا ، هيا وإلا
جاء النمل الأحمر ، وفتك بنا .

نميلة إلى الخارج
الأم نميلة تسحب

إظلام



#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية للأطفال الثعلب العجوز طلال حس ...
- قصص قصيرة شتاء الأيام الآتية ...
- لمحات من صحافة الأطفال في نينوى
- طلال حسن في سطور
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ...
- الفضاء في مسرح طلال حسن -مسرحية الإعصار- نموذجاً
- هيلة يارمانه
- رواية للفتيان الفتاة الغزالة ...
- حكايات من التراث حكايات موصلية طل ...
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات شعبية جنجل وجناجل
- مسرحة الموروث الشعبي -قراءة في مسرحيات (هيلا يارمانه) لطلال ...
- خمس مسرحيات من التراث الموصلي ...
- رواية للفتيان الغزالة ...
- قصص قصيرة جداً أنا الذي رأى ...
- رواية للفتيان الملكة كوبابا ط ...
- مطاردة حوت العنبر
- سيناريوهات قصيرة قيس وزينب طلال حسن
- سيناريو عرس النار طلال حسن


المزيد.....




- جواهر بنت عبدالله القاسمي: -الشارقة السينمائي- مساحة تعليمية ...
- لم تحضر ولم تعتذر.. منة شلبي تربك مهرجان الإسكندرية السينمائ ...
- بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع ...
- مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا ...
- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن