أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف العادل - انقراض السياسة في المجتمع














المزيد.....

انقراض السياسة في المجتمع


يوسف العادل

الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانقراض يعني زوال المنقرض( العضوية، سواء أكانت بشراً، أوكائنات أخرى) عن مسرح الحياة، وجوداً واستمراراً، وهنا وائتلافاً مع العنوان سنتعقب الانقراض بشكل عام لدى البشر ولابد هنا من معاينة أوجه الحياة لديهم، وبالتالي صنوف النشاط والعمل والإنتاج الاجتماعي الذي يزاولونه تحت سقف التقسيم الاجتماعي للعمل وتبادل السلع واستهلاكها لإعادة إنتاج الحياة في المجتمع وتجددها واستمرارها،( وهنا يمكن القول)، منعها من الانقراض وذلك بتوقف أحد مرتكزي الحياة الاجتماعية،أي توقف أحد الإنتاجين، الإنتاج المادي(إنتاج مقومات منطلق الحياة واستمرارها من سلع المأكل والملبس والمشرب والمأوى وغيرها)، والإنتاج التناسلي(تجدد وتكاثر الجنس البشري والمجتمع واستمرار وجوده .أي أن وجود البشر واستمرار حياتهم رهن بهذين الإنتاجين، وغير ذلك فهو الانقراض.
والانقراض بهذا المعني يصلح إطاراً نظرياً لقراءة مختلف أوج النشاط الاجتماعي، لا سيما النشاط السياسي الذي لابد أن يمارس في إطار عضوية سياسية تجمع الناشطين الذين عليهم أن ينتجوا السلعة السياسية، بما هي سلعة وعي إصلاح أو تغيير حسبما يريده لها منتجوها، ثم عليهم أن يسوقوا هذه السلعة لاستهلاكها اجتماعياً، عبر حقن الوعي الاجتماعي(وعي الناس) بمضمونها ودلالاتها، لإعادة صياغة هذا الوعي وبلورة اتجاهاته كمحصلة لتعدد أوجه العمل السياسي وتياراته وقواه وإنتاجه وسلعه الفكرية ودينامكية التنافس الخلاق الحيوي بين المنتجين، الذين يتحدد مصيرهم العضوي، وجوداً وعدماً(انقراضاً)، بقدرتهم على الإنتاج والتبادل والتوزيع وصولاً إلى استهلاك السلع الفكرية السياسية وتمثلها في المجتمع الذي يلعب أفراده دوراَ حاسماً ومصيرياً في رواج وكساد وازدهار وإفلاس كل أطر الإنتاج الاجتماعي وبضاعته، ودور المجتمع(المستهلك للسلع) دور استفتاء حقيقي، للمنتج( بكسر التاء) والمنتج( بفتحها)، أي أن الناس ينتخبون منتجيهم،ويضعونهم على مسرح الحياة ممثلين لهم بما ينتجون،(من إبرة الخياطة وحتى البيان السياسي)، ويفترض هناأن تفلس وتغلق دار صناعة الإبر مثلا،(تنقرض الدار) بموت سوق تصريفها ، ويتم البحث لدوام التجدد لأفراد المهنة عن الاشتراك في نشاط اجتماعي آخر،وكذلك الأمر حينما تتنامى الحاجة لسلعةٍ وتفقد هذه السلعة لسبب ما، فتثير القلق لدى الناس ، ويتأسس عنصر الاضطراب والقلاقل الاجتماعية،التي تنطلق حينئذٍ محكومة بظروفها المألوفة.وهنا نجد أنفسنا أمام نخبة الإنتاج الاقتصادي مثلاً، وقد تشكلت في سياقها الحيوي العضوي، حيث حاجة المستهلك، تتطلب وجود المنتج، فيوجده.
لكن الغرابة في أن نخبة الإنتاج السياسي في بلادنا،(موالاة ومعارضة، في الحكم وخارجه) لاتفلس ولا تنقرض سواء بركود وكساد إنتاجها كحالة النخب الحاكمة وأدبياتها ورزقها الإيديولوجي التخبيلي،التضليلي،الذي يغذي وظيفة الطغيان التي يديرها النظام الحاكم أساساً, أوبقلة إنتاجها، كحالة النخب المعارضة وعدم وصول هذا الإنتاج إلى مستهلكه، سواء أكانت الأسباب تتعلق بحالة الاستبداد المانع للربط بين قوى المعارضة وبين الجماهير(السوق الحقيقي للمعارضة) أو تتعلق بضعف الحالة الإنتاجية(ضعف المعارضة لأسباب تكمن في جملتها التاريخية).
وأعتقد أن فك لغز هذه الغرابة-المفارقة له صلة بعملية التماهي والاستلاب داخل العملية الإنتاجية بين الكائن الشخصي(عضو هذه العملية) وبين الكائن الاعتباري(إطار هذه العملية)، لذلك لايتم الإفلاس الاعتباري(وإغلاق الدار)، إلا بالإفلاس الشخصي(الموت)،وهنا إذا ماتتبعنا حالة المعارضة الديمقراطية السورية، ككائن اعتباري(إطارات عمل) فسنجد أنها لن تفلس إلا بتناقص عدد أعضائها وتزايد أعمارهم (موتهم الشخصي أطال الله في أعمارهم)، رغم أن عوامل الإفلاس(الانقراض الاعتباري) قائمة من خلال المؤشرات التالية، وبدلالة ماسقناه من إطار نظري:
1. على صعيد ( إطار المعارضة) الفكري السياسي الإيديولوجي، فإن هذه المعارضة( لأسباب لسنا بصددها الآن) لم تفلح تاريخياً في أي تأطير يغذي ويسند مشروعية وجودها التاريخي كتمثيل جماهيري نقيض للنظام الحاكم، وكحالة إنتاج معنوي(فكري، سياسي، إيديولوجي)، تقوم وتتوثق علاقتها بالمجتمع، من خلال صيرورة إنتاجها ضرورياً ضرورة وجود للمجتمع، (كالخبز والماء والكهرباء وغيره).
2. مادام إنتاج هذه المعارضة غير موجود، بغياب إطارها المنتج، فإننا لن نعثر لها على أية روابط اجتماعية(خارج الروابط التقليدية، العائلية وغيرها)، وبالتالي تكون المعارضة، قد أنجزت بفعل عجزها الذاتي، عن إنتاج نفسها، جزءً من مهمة انشقاقها عن المجتمع، ليكمل النظام الحاكم بآليات الاستبداد المجهزة، إنجاز كامل المهمة(الانشقاق)، وتلاقي المعارضة حينئذٍ مصيرها في الخلع من المجتمع، وهي بذلك (بهذا الإنشقاق) ستفقد بالضرورة عوامل وعناصر تجددها باستقطاب أجيالاً شابةً تتكاثر فيهم أمة المعارضة، بعد موت الشيوخ،إنه مأزق المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية.
وإذا كانت هذه المعارضة مصرة على الهروب من توصيف مصطلح الإفلاس الاعتباري، فإننا نرفع لها القبعة حتى في وجودها المعنوي، ويبقى لأفرادها قاماتهم ودورهم الحيوي في الإنتاج الفكري الفردي،كالأفران التي تشد قلب المواطن إلى رغيف الحياة، الأقوى من الحاكمين.
هاقد قد غابت سلعة السياسة عن قطاع النظام الحاكم، وقطاع المعارضة، وقد يكون ذلك مؤشراً على انقراض السياسة في مجتمعنا.



#يوسف_العادل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٍلعنة العراق على الإدارة الأميركية
- ثلاثة وثلاثون يوماً هزت العالم
- حقائق وخطوط حمراء في سوريا
- صبحي حديدي بين طائري وقواق
- فاتح جاموس والتوازن على حافة الهاوية
- المعارضة السورية بين انتهازية الوعي وشهادة الزور
- رثاء محمد الماغوط
- أدب السجون
- قصيدة شعر لكل امرأة
- المرأة هذا الكائن المطارد
- المعارضة السورية وتوبة خدام
- الإعلام العربي إلى أين؟
- حماس في صدارة المشهد السياسي،أسباب ودلالات
- لماذا مرر خدام هذه الكرة في الوقت الضائع؟
- مفهوم قوة وضعف النظام السوري
- ليس اتجاهاً معاكساً
- الحركات الإسلامية بين الجهادية والسياسية
- لماذا يقلق بوش ورايس من تقرير ميليس؟!
- ميليس بين اغتيال الحريري واغتيال الحقائق
- كنبض القلب أو أقرب تحية إلى محمود درويش


المزيد.....




- من هم الأفريكانرز الذين يريد ترامب منحهم الجنسية الأمريكية؟ ...
- معارضة غربية لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة
- -أوروبا تبحث عن الحرب-.. روبيو يعود بأخبار صادمة من روما
- رغم ماضيه بالسجن.. الشيوخ الأمريكي يوافق على تعيين والد صهر ...
- أول مطار رسمي للطائرات بدون طيار في روسيا يظهر في سخالين
- WSJ: دائرة بايدن المقربة عتمت على حالته الصحية خوفا من تأثير ...
- ألمانيا.. القبض على سوري بعد طعن 5 أشخاص في حانة بمدينة بيلي ...
- ما هو -مشروع إيستر- الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحما ...
- غزة.. 45 قتيلا منذ فجر اليوم
- خبير أمريكي عن فرصة زيلينسكي لإنهاء الصراع بأقل الخسائر: ليع ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف العادل - انقراض السياسة في المجتمع