أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يوسف العادل - الإعلام العربي إلى أين؟















المزيد.....

الإعلام العربي إلى أين؟


يوسف العادل

الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 09:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بداية لا بد من القول بأن العنوان يثير الالتباس والغموض ، حمال أوجه، تجمعها عمومية لفظ ودلالة كلمة ( العربي) التي بإشارتها إلى نطق ولغة هذا الإعلام كمعنى أولي، ’يستحضر معنى آخرلاتستبعده آلية التفكير، على أن هذا الإعلام ينطق باسم العرب شعوباً وقبائل ،على خلفية روابطهم المشتركة في اللغة والتاريخ والآلام والآمال والمصير المشترك‘ويعبر عن مصالحهم المتجانسة، كما يضع العرب في صفٍ واحدٍ (شعوباً وأنظمة) باعتبار أن عامل التفضيل بينهم لا يتعدى التقوى التي لاتفسد في الود قضية، وهكذا نتعقب المعاني الظاهرية وصولاً إلى الضلال المبين الذي ينشده هذا الإعلام لمجتمعاتنا كما سنرى.
ولكن يبدو أن العرب ليسوا عرباً وحسب، لكنهم شعوب سطت عليهم أنظمتهم وسلبتهم حقهم في الحياة الحرة الكريمة, وأعدت لهم مااستطاعت من وسائل القمع والطغيان لترزح هذه الشعوب مسلوبة الإرادة تحت وطأة الفقر والجوع والجهل وشتى صنوف الحرمان، وكان الإعلام العربي(إعلام الأنظمة العربية) أحد هذه الوسائل التي لعبت دوراً مركزياً في خدمة مصالح هذه الأنظمة وديمومة هيمنتها وسيطرتها على شعوبنا ومنطقتنا وذلك من خلال مايلي:
1. إنتاج سلعة تسطيح الوعي الاجتماعي العربي، والتضليل والديماغوجيا وجعلها متاحة للاستهلاك القسري عبر مختلف وسائل الإعلام التي تخترق البنية النفسية للمتلقي، فيدمن على هذه الوسائل، ويصبح أكثر انقياداً وقابلية لتلقي الجرعات الإعلامية المبثوثة.
2. تعقب الرأي العام العربي( وعي الشعوب العربية) في مطاردة دائمة لإعادة صياغة وصناعة رأيها العام بما ينسجم مع مصالح الأنظمة العربية، التي تعمل إعلامياً على صرف هذا الوعي عن حقائق شعوبنا المصيرية في مسعىً خسيس لإخفاء هذه الحقائق أو تشويهها وتزويرها.
ويبدو أننا لكي نفهم وجهة سير هذا الإعلام حالياً, لابد من رصد حركته تاريخياً في سياق كل النكوص والارتداد عن المشروع التحرري الوطني الذي أقلع منذ منتصف القرن العشرين،حيث قام سدنة هذا الإعلام بإنجاز كل إطار ومنظومة ومأسسة عملية ملاقاة المشروع الأميركي الصهيوني، وبما يتساوق ويأتلف مع هذا المشروع وذلك بنشر ثقافة الهزيمة والاستسلام واليأس والإحباط،وجعل ذلك بيئة سائدة عامة في عالمنا العربي, فغدا الخطاب الإعلامي خطاباً مهادناً أفرغت مفرداته من أية دلالات تشير إلى عمق قضايا شعوبنا العربية الوطنية والقومية وأبعادها،وتم الإبقاء على بعض الشعارات الطنانة ذات الطابع التعبوي التي تستحضرمن الناحية الشكلية زخم وإيقاع ومفردات ومعاني مرحلة صعود حركة التحرر الوطني العربية والفلسطينية( ثورة ، نضال. كفاح, تحرير, الأعداء,تضامن) وتزجها في بازار المساومة والتسويات لتشكل مظلةً تحجب حقيقة مايجري وتوهم شعوب المنطقة العربية بأن الممثل الوحيد والشرعي الذي يحمل لهذه الشعوب آمالها وعبر مختلف السبل، هي هذه الأنظمة.
وإذا استعرضنا ما أنجزه إعلام الأنظمة العربية على صعيد تسويق و شرعنة عملية الاختراق التي نفذها المشروع الأميركي الصهيوني لمنطقتنا العربية يمكن رصد مرحلتين:
1. المرحلة الممتدة من حرب 1967وحتى بداية تسعينات القرن العشرين(انهيار الإتحاد السوفييتي):وفيها قامت المؤسسة الإعلامية بتطهيرالخطاب الإعلامي من كل المفردات القتالية في زمانها( والعائدة لقوى المشروع القومي واليساري) والتي تشير إلى أي نية برمي إسرائيل في البحرأوإلى أي تحشيد عربي يمت إلى الوحدة العربية والشعارات القومية الأخرى التي تمس أمن إسرائيل بصلة، وصارت العبارة الإعلامية تنتمي إلى الأسرة اللغوية التي تنتمي بدورها إلى نهج شمل ثقافة التسوية التي تأسست مرتكزاتها خلال هذه المرحلة وانطلقت في مدريد1991في مسعىً لتعزيز نهج كمب ديفيد الذي ساء ذكره وساءت سمعته، وبغمضة عين بات فضيلة وحلما بالقياس إلى منسوب التنازلات الخفيض.
2. المرحلة الممتدة منذ مطلع تسعينات القرن العشرين وحتى الآن(الاحتلال الأميركي للعراق):لقد سوق إعلام الأنظمة العربية عملية انتقال الولايات المتحدة الأميركية بجسدها العسكري إلى منطقتنا العربية وإخراج النظام العراقي من الكويت وحصار العراق وصولاً إلى احتلاله في نيسان2003، على أنه عمل مألوف وعادي ومشروع من الناحية القانونية الدولية و نبيل من الناحية الأخلاقية والإنسانية, وذلك في إطارمايسمى ملاحقة ومكافحة الإرهاب في عقر داره ونشر الديمقراطية في هذه الدار, وصرف الأنظار عن بشاعة حصار وتجويع وترويع الشعب العراقي وتدمير بلاده ونشر الخراب والفلتان الأمني وانعدام الاستقرار فيها وكل ذلك في سياق إظهار الجاني والجلاد الأميركي بهيئة الضحية التي طالها البلاء الأعظم في 11 أيلول عام2001 وبهيئة المبشر حامل الرسالة الديمقراطية إلى منطقتنا العربية وتصوير ظهور ومتون دبابات الاحتلال وطياراته وصنوف أسلحته وفنون دماره كأحصنة بيضاء تحمل البشائر لبلادنا.
ويبدو أن إعلام الأنظمة العربية وعلى مدى مرحلة استعمارية كاملة امتدت في القرن العشرين على مدى حربين عالميتين وحرب باردة ، وصولاً إلى انهيار الإتحاد السوفييتي، قد أنجز عملية تصفية كل مفاعيل حركة التحرر الوطني العربي العربية خلال تلك المرحلة بقيمها النضالية على مستوى المادة الإعلامية المعرفية كامتداد لكل القيم الوطنية على مستوى نهج المقاومة ووعيها وأبعادها التنفيذية كموازين قوى على الأرض ، وأسس وأشاد هذا الإعلام رؤوس جسور العبور إلى المرحلة الاستعمارية الجديدة التي نعيشها الآن فيما يسمى العهد الأميركي الصرف ،وسيمعن هذا الإعلام في ترويج وتسويق وتسويغ الفعل الاستعماري الأميركي كامتداد للفعل الصهيوني في منطقتنا مستفيداً من:
• كل حصيلة التقدم التكنولوجي الجبار التي تشهده بنية وتجهيزات وسائل الإعلام والاتصالات التي تحتكر مؤسسات الأنظمة العربية كل مصادر تمويلها والترخيص القانوني لها.
• حالة الإحباط السائدة على صعيد المجتمعات العربية المحرومة أساساً من الحد الأدنى لمقومات حياتها المادية والمعنوية، على خلفية كل الطغيان والظلم الذي يلف هذه المجتمعات تحت سقف تحالف طبقي سياسي مسيطر عربياً وإقليمياً ودولياً نجح في دحركل مرتكزات ومعالم وقوى المعارضة والمقاومة لمشروع هذا التحالف على الصعيد الاقتصادي والسياسي والإيديولوجي والإعلامي، وبالتالي باتت شعوب العالم بشكل عام وشعبنا العربي بشكل خاص في حالة استفراد واستسلام تتناهبها كل عوامل التفتيت والتذرير الاجتماعي من طائفية وعشائرية وإثنية وغيرها، ما يؤسس دائماً للصدام البيني والاقتتال الأهلي المدمر للمجتمع والدولة وإشاعة الفلتان بكل معانيه لتسهل عملية نهب ثروة ومقدرات الأوطان وتخريبها ودمارها في نهاية المطاف.
وهنا تتحدد وجهة مطاف الإعلام العربي ( إعلام الأنظمة العربية).




#يوسف_العادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس في صدارة المشهد السياسي،أسباب ودلالات
- لماذا مرر خدام هذه الكرة في الوقت الضائع؟
- مفهوم قوة وضعف النظام السوري
- ليس اتجاهاً معاكساً
- الحركات الإسلامية بين الجهادية والسياسية
- لماذا يقلق بوش ورايس من تقرير ميليس؟!
- ميليس بين اغتيال الحريري واغتيال الحقائق
- كنبض القلب أو أقرب تحية إلى محمود درويش
- علام يختلف الدكتوران عيد وغليون؟
- منتدى الأتاسي والخطوط الحمراء
- تساقط حجارة الهرم الأميركي
- الإخوان المسلمون في سوريا، والضلال المبين
- الحركات الإسلامية و الطريق إلى السلطة- حماس نموذجاً
- البقاع آخر حصون النظام السوري
- عيد الأم
- الكاتب أكرم البني بين الإيمان والتمني
- رهان الشعوب في القرن الواحد والعشرين
- خسارة الأنظمة لا يعني ربح الأميركان
- الديمقراطية والمواطن البسيط ورغيف الخبز
- عشتار


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يوسف العادل - الإعلام العربي إلى أين؟