أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف العادل - الحركات الإسلامية بين الجهادية والسياسية















المزيد.....

الحركات الإسلامية بين الجهادية والسياسية


يوسف العادل

الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 10:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعلنا لو استعرنا ما أورده الدكتور المفكر صادق جلال العظم في سياق كتابه "" العلمانية والمجتمع المدني"" عن ( لا) الصراطية العقائدية التي تبناها رهط من كبارا لفقهاء والعلماء المسلمين الأصوليين في مواجهة أنصار (نعم) التاريخية الذين أرادوا للإسلام أن يستوعب عقلانية الواقع القائم وتمثل ضروراته وموازين قواه في المرحلة التاريخية المعنية والانخراط به في نهاية المطاف بقوة طاقة التحول والتكيف والمرونة والتأويل والتفسير وإعادة النظر داخل بنية الدين الإسلامي( العالمي التاريخي) ، لاستطعنا سبيلاً إلى فهم ماجرى ويجري في إطار الوقائع والظواهر التالية:
1. خوض الحركتين الإسلاميتين، حماس في فلسطين، وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، المعركة الانتخابية ونيلهما مقاعد سياسية في مؤسسات النظام السياسي السائد على كلٍ من الساحتين الفلسطينية والمصرية، واختراق العقيدة الإستئصالية التي تواجه بها هاتان الحركتان عبر الترسانة الإيديولوجية والسياسية والأمنية التي يحتكم إليها النظام الحاكم.
2. وقوف جماعة الأخوان المسلمين السورية( المحظورة) على باب الساحة السورية بانتظار أن يأذن لها النظام السوري بالدخول للانخراط في عمق النشاط السياسي الذي تمارسه المعارضة السورية أحزاباً وشخصيات، سيما وأن هذه الجماعة قد أفلحت في تحييد العداء التاريخي ورأب الصد وع الإيديولوجية والتوافق مع أطياف المعارضة السورية التي لم تأل جهداً في الترويج لهذه الجماعة( وذلك بالطبع مباح في إطار الحريات) مروراً بدفع الثمن عبر اعتقال علي العبد الله الكاتب والناشط السياسي المعارض والعضو في منتدى الأتاسي وصولاً إلى مشاركة الجماعة في صياغة إعلان دمشق الشهير وإعلانها على الملأ الموافقة عليه.
3. الأزمة الأميركية على الساحة العراقية وحران موازين القوى في نقطة بات معها الموت والخراب والفلتان الأمني المزمن سيد الموقف، ولا مناص بعد ذلك من مخرج آخر غير ماشهدناه حينئذٍ من تهافتٍ لأطراف الصراع إلى مؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي انعقد مؤخراً في القاهرة برضى الإدارة الأميركية التي تأسس هي الأخرى في وعيها وتحت ضغط أزمتها في العراق، أن الحرب ليست السبيل الوحيد لبلوغ أهدافها العدوانية, فزكت المؤتمر الذي أعاد الإعتبارإلى المقاومة العراقية(وضمناً الإسلامية) فأقر بها في البيان الختامي، مما شكل اختراقاً سياسياً ستعرف هيئة علماء المسلمين بأدائها السياسي المتزن المعقلن كيف تستثمره وتترجمه إلى مكاسب سياسية في سياق بناء الترتيبات على الساحة العراقية فيما يلي من الأيام.
4. فشل كلٍ من حركة الجهاد الإسلامي المصرية في حربها ضد النظام المصري ، وحركة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية في حربها ضد النظام الجزائري تسعينات القرن الماضي .
5. النجاح الكبير الذي حققه حزب العدالة التركي من خلال المشاركة في السلطة السياسية التركية متجاوزاً مساراً طويلاً ومعقداً استطاع خلاله أن يقف في نقاط تقاطع إحداثيات الصراع الداخلي والإقليمي والعالمي ويعالج ويتكيف مع ملفات سياسية واقتصادية وفق نهجٍ واقعيٍ براغماتيٍ،مخمداً أغلب الشرارات التي ترقد في طيات هذه الملفات .
تترتب على ماسبق جملة نتائج ودلالات نوجزها فيما يلي:
• لم تتمكن أي من الحركات الإسلامية من الوصول إلى السلطة عبر الانقلابات والصراع المسلح( الجهاد) كامتداد تنفيذي لعقيدتها الإقصائية الإستئصالية الطامحة بصورة تسليمية يقينية إلى وضع حد للنظم الطاغية الكافرة والقطيعة النهائية معها.وواجهت هذه الحركات حينذاك تحالفاً مطبقاً ولعقود خلال النصف الثاني من القرن العشرين على خلفية صعود حركة التحرر الوطني، ضم القوى العلمانية(اليسارية والقومية) عالميا وإقليميا وداخليا كما واجهت النظم الشمولية التي أجهزت بدمٍ بارد على كل المعارضة ومن جهاتها الأربع، بما في ذلك طبعاً هذه الحركات الإسلامية.
• بانسداد الآفاق أمام طموح هذه الحركات الإسلامية في سعيها إلى السلطة السياسية بطريق العنف, وهزائمها في الصراع مع الأنظمة الشمولية ، عزز في وعيها إمكانية النظر الواقعي العقلاني الحكيم ، والسير بالنعم التاريخية إلى آخر منطقها، وذلك بالإقلاع عن لعبة المعارك الفاصلة الدموية في مواجهة الكفرة(حكاماً ومجتمعات)، واللجوء إلى إتباع تكتيك تغيير المنكر بالتي هي أحسن وإعادة السيف إلى غمده، والسير السياسي العلني السلمي التدريجي واختراق مؤسسات وهيئات ومفاصل ومرتكزات المجتمع والسلطات الحاكمة بالإمكانيات الواقعية المتاحة موضوعياً في ظل المتغيرات العالمية في السنوات الأخيرة(أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين) ، لاسيما نغمة الديمقراطية التي انطلقت أصداؤها بعد سني الشمولية البغيضة مما يوفر لهذه الحركات حماية دولية على الأقل في العملية السياسية على ساحاتها .وذاتياً حيث تمتلك هذه الحركات ثقل عسكري وجماهيري وانجازات تحرر وطني(حماس والجهاد وحزب الله في تحرير قطاع غزة وجنوب لبنان) وإمكانيات التعبئة الجماهيرية والكسب السهل للتعاطف الشعبي على أرضية العامل الديني التاريخي الموروث والمجاني، ومن هنا بالطبع نفسر النجاح الذي حققه بعض الحركات الإسلامية في اختراق المسرح السياسي بصورة سلمية وممارسة تداول السلطة على الساحات المعنية( التجربة التركية، حماس، جماعة الإخوان المسلمين في مصر...الخ ) وسعي البعض الآخر من الحركات الإسلامية( جماعة الإخوان المسلمين في سوريا) للانخراط في الإطار السياسي الائتلافي الذي بات معلناً للحوار والمصالحة الوطنية والتوافق(على الأقل بين أطياف المعارضة السورية) لحل قصة توزيع الثروة والسلطة والنفوذ والحريات في سوريا كما بقية الأوطان، مما يؤسس وعلى المدى المتوسط لعملية سحب البساط من تحت أقدام الحركات الإسلامية المتشددة التي لاتزال تقبع تحت عباءة أل(لا) الصراطية فتقاطع المسرح السياسي والائتلافات السلمية( تنظيم القاعدة ومن لف لفه)، وإجبارها مالم تتهافت تدريجياً بضغط البراغماتية إلى داخل العملية السياسية ، على سلوك العزلة التاريخية والتقوقع والدفاع السلبي عن الذات أو ومتابعة عملياتها المسلحة، في إطار نفس العزلة، وفي الحالتين ستواجه مواتها التدريجي كمشروع سياسي متطرف وغير رائج الأدوات ونهج التطبيق , وستلاحقه في الوقت المناسب القوى العلمانية والإسلامية المعتدلة المستقطبة سلمياً على المسرح السياسي، ملاحقةً استخباراتيةوعسكرية وإعلامية وسياسية وإيديولوجية واقتصادية، وسيضيق الخناق عندئذٍ على من تقاطعت موازين القوى في نقطة قصاصه.



#يوسف_العادل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يقلق بوش ورايس من تقرير ميليس؟!
- ميليس بين اغتيال الحريري واغتيال الحقائق
- كنبض القلب أو أقرب تحية إلى محمود درويش
- علام يختلف الدكتوران عيد وغليون؟
- منتدى الأتاسي والخطوط الحمراء
- تساقط حجارة الهرم الأميركي
- الإخوان المسلمون في سوريا، والضلال المبين
- الحركات الإسلامية و الطريق إلى السلطة- حماس نموذجاً
- البقاع آخر حصون النظام السوري
- عيد الأم
- الكاتب أكرم البني بين الإيمان والتمني
- رهان الشعوب في القرن الواحد والعشرين
- خسارة الأنظمة لا يعني ربح الأميركان
- الديمقراطية والمواطن البسيط ورغيف الخبز
- عشتار
- مسكين هو الشعب اللبناني في عيد الحرية
- وطأة الوجد
- جورج بوش والمزحة العظمى
- رفيق الحريري في ذمة الصراع السياسي
- الكاتب ياسين الحاج صالح بين مقالين


المزيد.....




- أسهمت في تشكيل قراراته.. أسرة يهودية ثرية أشاد بها ترامب أما ...
- 7119 مقتحما.. هكذا مرّ عيد العُرش اليهودي على الأقصى ومحيطه ...
- 7119 مقتحما.. هكذا مرّ عيد العُرش اليهودي على الأقصى ومحيطه ...
- صحفي لترامب: كيف يساعدك إنهاء حرب روسيا وأوكرانيا في دخول ال ...
- -ملجأ المسيح-.. الطيبة يهجرها فلسطينيون تجنبا لبطش المستوطني ...
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في اليوم السابع من عيد -العرش ...
- جذور الإسلام بجنوب أفريقيا.. من المنفى إلى التنوع والتحديات ...
- الإسرائيليون اليهود كما أراهم في وسائل الإعلام
- بابا الفاتيكان يأمل أن يمهد اتفاق غزة لسلام دائم.. ويجدد دعو ...
- خوري يلتقي بطريرك القدس للاتين في عمّان ويؤكدان أهمية تعزيز ...


المزيد.....

- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف العادل - الحركات الإسلامية بين الجهادية والسياسية