رثاء محمد الماغوط

يوسف العادل

الحوار المتمدن-العدد: 1514 - 2006 / 4 / 8 - 05:15
المحور: الادب والفن
    

لم تكن خارج سرب أحزانه ، ولم يكن خارج دمعة الأسير الذي حطم قيده ذات قهرٍ،
بعدأن لبست سلمية أقراطها الفاطمية
خرجت عن بكرة حزنها تعيد الشقي إلى طينه الصامت في عزلة الجوع والوجد(...وملايين الجدران)
أهال الوداع ضفائرها على الكتفين
تحاملت سلمية على خطاه العتيقة في الزواريب
ومن راحتيها يفيض دعاء لمن ألهبت حرائقه ورق العمر
لمن صير المروق طقوس الزمان
لم تكن جنازته قصيدة نثر وحسب،
كانت نشيد الكروم يطاول خمر السماء بما منحت من نقاء
**
دمشق ، لم تكن لتنسى انسياب الشقاوة بين جوانحها كل تلك السنين
ولم يكن لينسى طعنة الخاصرة
يوم أدار لها وجهه
حبه المتماهي مع ربوة الروح والمقاهي
ومع بردى
يشدان أزر دمشق التي يتثاقل فيها الزمان نكوصاً إلى آخر الهاوية
ومن هذه الزاوية
أحدب، تراه
يعد رباط خيول الدفاتر وأوراقه الثائرة
**
ببيروت...
كانت سنية مهده في طفولة الروح صاعدا سلم عشقها قمراً قمراً
تخصب الحنين بناي أيامه الموحشة
تعيد البراري إلى قدميه
العراء ، المدى في ثياب فقير أشعث الشعر
نخبه السرمدي
لفافة تبغه
كانت سنية حدوده المترامية
وماتت....
خرجت من جيوب القصائد
تحاصر فيه الحياة
فارتدى أول الموت
****
ببيروت
التقى آلهة الشعر خاشعا على بابها
لكلٍ قرابينه والطقوس وحد الارتداد
اعتكفت روحه جمرة في صقيع الليالي
ببيروت
. طار دون جناحٍ
تلمس عري المعاني
هطول الأغاني بأشعاره الماطرة
أضاف الصباح لفيروز كي تبتنيه قناطر فرح يعبر القلب
أعاد السماء إلى ليلها تفيض نجوماً وبرقاً وخيلاً بميدان أيامه.
وأشرعةً لو تشاء البحار
ببيروت بعد قليل عاد إليه البكاء
عادت إليه الكآبة من أول السطر
عادت لغة القتل
ببيروت كاد يطلق النار على الحنجرة
يريد اغتيال الكلام
ببيروت ارتدى موته كاملاً
وارتدى آخر الزمان

#يوسف_العادل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات