أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف العادل - المعارضة السورية وتوبة خدام














المزيد.....

المعارضة السورية وتوبة خدام


يوسف العادل

الحوار المتمدن-العدد: 1468 - 2006 / 2 / 21 - 11:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إذا كان من الطبيعي أن يقابل شعبنا في سوريا مقابلات خدام ( المباشرة والمعادة كلاً ومقاطع )على الفضائيات العربية بالكثير من السخرية والاستياء من رجلٍ جاء ولا تزال آثار دماء ولحوم المجتمع السوري عالقةً بين أظافره وأسنانه ليقدم نقسه على أنه قديس ومخلص وضحية للنظام السوري الذي لن يتورط اثنان بالخلاف على طغيانه وصلفه وشموليته المستدامة، وعلى أن خدام متهم كجزء منه وكفاعلٍ وشريك في كل الجرائم والمظالم التي ارتكبها النظام السوري بحق شعبنا (بين مقابر خط الفقر ومقابر خط المعارضة).
لكن، من غير الطبيعي ومن المستغرب تماماً أن يراهن على خدام ثلاثة ممن يحتلون صدارة المشهد السياسي المعارض في سوريا، وذلك حينما اشترطوا عليه إبراز توبته النصوح كي يتعاملوا معه ويدرجوه حيث درجوا.
لكن إذا كان أحد هؤلاء الثلاثة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا السيد علي صدر البيانو ني قد التقى مؤخراًخدام في بروكسل في مسعىً تحالفي مباشر، لا يفوق في جديته عزم النائب رياض سيف ثاني الثلاثة على التعامل مع خدام غداة إبراز براءة الذمة من ماضيه، فإن ثالثهم الكاتب اللامع عبد الرزاق عيد قد طلب من خدام أن يتوب توبةً(صادقة!)ويعتذر للأهل والشعب ، وحدد له آلية إنجاز هذه التوبة وذلك بأن يطلق خدام الرصاص بيديه على ماضيه الأسود.
ماذا يعني هذا؟
وبأي معنىً سيلتقط وعينا رحمتكم الواسعة أيها السادة؟
هل نحتكم لفن الممكن في السياسة؟ ولآلا عيبها؟ فهذا الرجل العتيد المدجج حتى أخمص أخلاقه بروح العداء لشعبنا تكمن مصالحه منذ أربعة عقود ولا تزال في استباحة عرق ودم ومقدرات هذا الشعب , ومن المستحيل أن يؤمن جانبه وجانب أمثاله تحت أي سقف لإمكان التقاء المصالح وخطوط التحالفات السياسية المألوفة على أرض المصالح الوطنية، فهو ثعلب كنظامه في كل براري السياسة .
أو نحتكم للمنطق الذي يناصبكم السؤال التالي: إذا لم يكن من توبة خدام و التعامل معه بد، وانسجاماً مع ماذهبتم إليه، فمن غير المنطقي أن تقتصروا على هذا الرجل ، وتتركوا الكثير من الرموز(ذوي الثقل السياسي والعسكري) والذين تخلص منهم النظام السوري وألقى بهم خارج دوائره المتضايقة باستمرار ويتوقون للانتقام وإطفاء الغليل منه أمثال حكمت الشهابي وعلي دوبا وبهجت سليمان ورفعت الأسد وغيرهم ممن يجمعهم مع خدام نفس الماضي (الأسود) وإن اختلفت الدرجات.
أم نحتكم للأخلاق والقيم الإنسانية والمبادئ التي لن تسمح لحملتها(المعارضة السورية) باعتماد قاعدة الغاية(بلوغ التغيير) تبرر الوسيلة( التحالف مع خدام) تحت أية مسميات, ومن هنا يمكننا القول بان هذه المعارضة من حيث لن يجرؤ أحد على الطعن بنظافة يدها وعفتها العقيدية ووطنيتها فإنها سترتكب غلطة الشاطر حينما يفلح خدام باستدراجها إلى أجندةٍ تضع فيها سمعتها وتاريخها ورصيدها النضالي في الميزان.
أم نحتكم لمشروع التغيير الديمقراطي السلمي العلني الذي تحمل لواءه المعارضة السورية جميعها بما في ذلك(البيانو ني-عيد-سيف) والذي سيفضي إلى إزالة الإرث والتركة الشمولية عن الساحة السورية،وسينعم الشعب السوري بالحياة الديمقراطية والاقتراع وسيادة القانون واستقلالية ونزاهة القضاء، ما يتيح المجال لنبش العفش القديم والمحاسبة وإصدار الأحكام القضائية وإنزال العقوبات بذوي الماضي المشين الأسود (سدنة ورموز النظام السوري ومن لف لفهم)، ولا أعتقد حينئذٍ أن توبة خدام النصوح على يد السادة (البيانو ني-عيد-سيف) أو على يد المعارضة السورية ستنفعه إذ من المفترض أن يبتلعها مشروع التغيير الديمقراطي القادم ، وتكنس سلطة الشعب الحقيقية خدام وأمثاله وتطهر الذاكرة السورية من دنسهم.
ثم ماذا لو احتكمنا للعبة المعايير المزدوجة التي دخلتموها بأرجلكم حينما رفضتم الإستقواء بالخارج وحمل الديمقراطية إلى سوريا على متون الدبابات الأميركية( أي رفضتم التحالف مع أعداء الوطن) وهذا بالتأكيد موقف سياسي أخلاقي أصيل, ويبدو أنكم نسيتم أن خدام ونظامه الذي انشق عنه هم جميعاً لا يقلون عداوة، وهؤلاء( أعداء الداخل والخارج) تجمعهم مواثيق التكالب على إشاعة الطغيان في أوطاننا ونهبها ودمارها.
ولكن...... أن يتمفصل خدام مع إعلان دمشق في بوابة الدخول إلى حاضرنا ، آنئذٍ لن تجد المعارضة السورية من تتوب على يديه.
20/2/2006



#يوسف_العادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي إلى أين؟
- حماس في صدارة المشهد السياسي،أسباب ودلالات
- لماذا مرر خدام هذه الكرة في الوقت الضائع؟
- مفهوم قوة وضعف النظام السوري
- ليس اتجاهاً معاكساً
- الحركات الإسلامية بين الجهادية والسياسية
- لماذا يقلق بوش ورايس من تقرير ميليس؟!
- ميليس بين اغتيال الحريري واغتيال الحقائق
- كنبض القلب أو أقرب تحية إلى محمود درويش
- علام يختلف الدكتوران عيد وغليون؟
- منتدى الأتاسي والخطوط الحمراء
- تساقط حجارة الهرم الأميركي
- الإخوان المسلمون في سوريا، والضلال المبين
- الحركات الإسلامية و الطريق إلى السلطة- حماس نموذجاً
- البقاع آخر حصون النظام السوري
- عيد الأم
- الكاتب أكرم البني بين الإيمان والتمني
- رهان الشعوب في القرن الواحد والعشرين
- خسارة الأنظمة لا يعني ربح الأميركان
- الديمقراطية والمواطن البسيط ورغيف الخبز


المزيد.....




- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...
- سرقة 71 مليون دولار من بنك فلسطين في غزة
- حرب غزة: ترقب لرد حماس على مقترح الهدنة وتحذير أممي من -حمام ...
- للمرة الأولى.. إمبراطورية الغاز الروسي في مرمى سهام الاتحاد ...
- وسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وت ...
- هل إعادة تشكيل وظيفتك حل للشعور بالرضا والتقدم في العمل؟
- مالمو تستعد لاحتضان -يوروفيجن- في أجواء تطغى عليها حرب غزة
- -لوموند-: مجموعات مسلحة نهبت نحو 66 مليون يورو من بنك فلسطين ...
- الوفد الروسي يحمل النار المقدسة إلى موسكو


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف العادل - المعارضة السورية وتوبة خدام