أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - مضاربات السوق السياسية في زمن الحرب














المزيد.....

مضاربات السوق السياسية في زمن الحرب


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 8149 - 2024 / 11 / 2 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سامي البدري

آخر ما كان يمكن أن يفكر به حسن نصرالله هو خيانة وليه الإيراني له وتضحيته به. فولي أمر ونعمة حسن نصرالله، وهو الذي صنعه ودربه وسلحه ودعمه بالمال والسلاح، ليحوله وحزبه إلى دولة داخل الدولة اللبنانية بكاملها، فكيف يمكن أن يشك نصرالله بمن قدم له كل هذا؟
حسن نصرالله لم يكن أكثر من مقاتل في ميليشيا واحدة، من بين مجموعة كبيرة من ميليشيات ولي إيران الفقيه. وعليه فهو كان يجهل كل شيء عن لعبة السياسة ومضارباتها وأحابيلها، في سوق المصالح السياسية الدولية. فمثلما ليس في لعبة المصالح والسياسة أصدقاء وأعداء دائمين، ليس فيها عملاء دائمين، مهما بلغت درجة وفاءهم وإخلاصهم. فطرق وسبل سير المصالح محكومة بتقلبات الطقس السياسي والمصالح الدولية والكبيرة. وعليه فإن تحقيق وضمان هذه المصالح له أثمان وتنازلات قد تصنف في خانة المستحيلات، ولكنا نراها تحدث وتتحقق على أرض الواقع، رغم كل الموانع التي تعتبر منطقية ولا يمكن أن تقدم.
إسرائيل متقدمة عسكرياً وتكنلوجياً على حزب الله وأغلب دول المنطقة نعم، ولكنها لا تعلم الغيب. وعليه فإن عملية وصول الصواريخ والقنابل الإسرائيلية إلى مخابئ حسن نصرالله وقيادة حزبه السرية، وخاصة بعد كارثة أجهزة البيجر، جاءت بفعل فاعل، وليس عبر قراءة حركة الكواكب أو بناء على نصيحة أحد المنجمين اللبنانيين.
من قاد قنابل وصواريخ إسرائيل، المخترقة لعمق ثلاثين متراً من أرض الضاحية الجنوبية، كان يعرف خريطة الضاحية السرية والمخبئة تحت بيوت وبنايات ذلك الجزء من بيروت، كما كان يعرفها رجال أمن حسن نصرالله، وربما أكثر منهم، وهو من قاد تلك القنابل ودلها على ساعة تواجد حسن نصرالله فيها. ومن نافلة القول أن نقول أن هؤلاء الأدلاء هم قادة وأمراء من الحرس الثوري، لأن إيران هي الجهة الوحيدة التي كان يثق بها حزب الله، وربما مازال، بعد أن صفت إسرائيل حسن نصرالله وخليفته وخليفة خليفته، كما قال نتنياهو، في كلمته الموجهة إلى الشعب اللبناني.
حسن نصرالله الذي لم يكن يرى من إيران غير وجهها المذهبي ومتاجرتها بهذا الوجه مع الشيعة العرب، بتقديمها نفسها كراعية لأتباع هذا المذهب، غاب عنه أنه يتعامل مع مجموعة سياسيين ورجال دولة، رغم شيعيتهم، وإن ولاءهم لوطنهم قبل مذهبهم، في ميزان المصالح الوطنية وقبل كل شيء. كما إنه، وهذا ما تثبته ثقته العمياء بساسة إيران، لم يقرأ التاريخ في ناحية بيع الولاء والشرف الوطنيين للأجنبي. وكلنا نعرف كيف كانت نهاية من يخون وطنه، عبر التأريخ. فهو، أما أن يضحى به على مذبح المصالح العليا، في صفقة سرية، وهذا هو الأعم، أو يعيش ذليلاً منكوراً في ضواحي مدن من جندوه واستخدموه ليأكله العفن والتناسي المهين.
ورغم أننا لا نعرف ماهية الصفقة التي دفع ثمنها حسن نصرالله وقادة حزبه، ولا الجهة التي عقدتها، في هيكلية دولة الولي الفقيه، إلا أن ثمة مؤشر حول ضلوع الحرس الثوري فيها، وهذا المؤشر هو اختفاء قائد فيلق القدس المفاجئ، إسماعيل قآاني، ذلك الاختفاء الذي وصفه أحد المطلعين بخروجه من معادلة التأثير.
يعرف المتابعون للشأن الإيراني، أن الحرس الثوري يمثل أحد أهم وأخطر أركان الدولة العميقة في إيران. وأيضاً هو، وعبر أحد أهم أجنحته، فيلق القدس، يتولى رسم جزء كبير من سياسة إيران الخارجية، ليس عبر إدارته لأذرع إيران الميليشياوية فقط، بل وكذلك عبر ما يمرره على الولي الفقيه وما يشير به على وزارة الخارجية من رؤى، عبر ملخصاته لأوضاع السياسة الدولية، ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص. وعليه فإن قآاني بالتأكيد له رؤيته السياسية وطموحاته ومصالحه الخاصة، ضمن وتحت سقف مصالح وتوجهات فيلق القدس. وضمن أمن وصلاحيات هذا السقف، يمكن أن يكون هو من باع حسن نصرالله أو أراد التخلص من حزب الله كاملاً، سواء مقابل ثمن أو من أجل تغيير نهج وتوجه سياسة بلاده الخارجية. وإلا بم يفسر اختفائه المفاجئ؟ ولم تتضارب تصريحات أركان الدولة الإيرانية حول مصيره؟
ويبقى السؤال الأهم والأخطر وهو إذا ما كانت صفقة بيع نصرالله قد تمت بقرار دولة إيراني أم بقرار (ثوري) فقط، رسمته وقررته رؤية أو مصلحة خاصة لقآاني. وعبر زيارة وزير الخارجية الإيراني الأخيرة للبنان، عباس عراقجي، يتبين لنا أن عملية التخلص من حزب الله إنما هو قرار الدولة العميقة، لأن عراقجي، وبدل أن يطلب من حزب الله وضع سلاحه وإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، وهذا ما كان ينتظره العالم بأكمله، قبل الشعب اللبناني، نراه يطلب من حزب الله مواصلة القتال وربط حربه بحرب غزة، ومن دون الالتفات أو التوقف أمام الوضع الذي يعيشه هذا الحزب وهو بلا رأس، بعد أن فقد أغلب قادته في الصفين الأول والثاني، وأعلب قواعده ومعدات قتاله وتموينه.
إذن هل عملية تصفية حزب الله والتخلص منه صفقة الدولة الإيرانية خارجاً وباطناً؟ مقابل أي ثمن بيع السيد حسن؟ وهل الطرف الثاني في الصفقة، هو الشيطان الأكبر (بلغة أدبيات الولي الفقيه) أمريكا، أم الشيطان الأصغر، إسرائيل؟ الجواب مع قآاني بالتأكيد، فيما لو لم يتم دفنه مع خليفة حسن نصرالله أو خليفة خليفته، من قبل دولة إيران العميقة وليس إسرائيل، لغرض في نفس يعقوب دولة الولي الفقيه



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماقة الحسابات السياسية بين سوريا وأوكرانيا
- إيران... الهوية المذهبية كبديل لهوية الوطن
- عن الدلال الغربي لجمهورية إسلام إيران
- انتصار إيراني جديد
- الشعب يثير الشغب!
- كل الأطراف تحتاج الأسد في السلطة
- الشعب السوري وأزمات المجتمع الدولي
- تغيير العالم يأتي من أوكرانيا
- لأننا الجار الأضعف فقط
- العرب وطاولة الأسئلة الصعبة
- ناتو شرق أوسطي.. ماذا لو نجحت إسرائيل في لم شمل العرب!
- الشرق الإيراني الجديد
- ميزان القوى الدولية على الأراضي السورية
- حرب الحمار والدب الكبيرين
- نزال غير مثير
- رصاصة جيب التاريخ الأخيرة
- روسيا والغرب والعقد التاريخية
- المدونة الفلسفية كأساس للذاكرة الثقافية
- في الحرب الأوكرانية... هناك روسيا النووية وليس بوتين فقط
- بيت السكن المهدد بالهزيمة


المزيد.....




- ضابط روسي: تحرير -أوليانوفكا- ساهم بانهيار خط دفاع أوكراني ب ...
- تصريح غريب ومريب لماكرون عن سبب عدم فرنسا من مشاركة إسرائيل ...
- طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائي ...
- فيديو.. الأمن الإيراني يطارد -شاحنة تابعة للموساد-
- إسرائيل تقلص قواتها في غزة لأقل من النصف.. ما علاقة إيران؟
- إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض ...
- -منتدى الأعضاء السبعة-.. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
- فيديو.. قتلى ومصابون في هجوم إيراني جديد على إسرائيل
- فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
- تقرير -مخيف- عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - مضاربات السوق السياسية في زمن الحرب