أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - الدولة والتنظيمات الثوريّة - العقائديّة: اشكاليّة تحديد معايير النصر والهزيمة وطرق احتساب الأرباح والخسائر على المستوى الوطني














المزيد.....

الدولة والتنظيمات الثوريّة - العقائديّة: اشكاليّة تحديد معايير النصر والهزيمة وطرق احتساب الأرباح والخسائر على المستوى الوطني


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8147 - 2024 / 10 / 31 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك اختلافُ، وخِلافٌ، هائل بين الدول وبين "التنظيمات" والأحزاب (الثوريّة- العقائديّة) في تحديد مؤشّرات وطرق معيّنة لاحتساب الأرباح والخسائر، وفي اعداد تقديرات الكلفة والعائد (على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي)، وأيضاً في صعوبة الاتفّاق على معايير مُحدّدة يستند إليها مفهوما النصر والهزيمة (على الصُعُد كافّة، بما فيها الصعيد الوطنّي).
وفيما يختصُّ باتّخاذ قراراتِ السلم والحرب، فإنّ الفرضيات (أو المقدّمات) المنطقيّة لكلّ طرف، وتحديد مسؤوليّة النتائج المنطقيّة المترتبة عليها، هي الأخرى موضوعَ خِلافٍ هائل بين الطرفين.
مثلاً..
إذا قرّرَت هذه "التنظيمات" اتّخاذّ قرارٍ بالحرب مع "العدوّ" لنُصرةِ قضيّةٍ ما، فإنّ معيارَ "النصرِ" في هذا الصراع يُمكِن أن يقتصِر على وجود مُقاتل واحد أخير لم يتمكّن العدوّ من قتله بعد خلال هذه "المواجهة".. بل وحتّى إذا تمّ قتل هذا الشخص فإنّ "فكر" التنظيم الثوري، و"فكرته" ستبقى حيّةً في صفوف أولئكَ المؤمنينَ بها في كُلّ مكان.. وهذا هو التجسيد الحقيقي لمفهوم "النصر الاستراتيجي"، و "الانجاز الحقيقي" الذي يتأسّس ويستنِد إلى منطقّ "الحقّ"، وليس إلى مفهوم "النصر العسكري" القائم على منطق التعسّف في استخدام "القوّة" لدى "العدوّ".. وفي نهايةِ المطاف، سينتصِر منطق "الحقّ" على منطق "القوّة"، أيّاً ما كانت الخسائر الماديّة أو البشريّة المُترتّبة عليه، وأيّاً ما كان حجمُ الخراب.
أمّا الدول فلديها معايير وطرق احتساب أخرى تستخدمها للتعامل مع "مفردات" و "مفاهيم" كهذه، وبما يسمح لها بتقدير "كمّي" للأضرار والأرباح والخسائر والعوائد والتكاليف المترتبّة على اتّخاذ قرار الحرب مع "الأعداء"، وعلى وفق ذلك تقوم بتقييم النتائج على المستوى (الكُلّي- الوطنّي)، وليس على المستوى "الجزئي" للتنظيم الثوريّ.
فالدول عادةً لها قائمة طويلة من خيارات المواجهة مع "العدوّ"، وهي تختار منها ما يُكبّدها أقل كلفة ممكنة، ويحقّق لها أكبر عائد ممكن.. أماّ الأولوية القصوى فتكون دائماً (إن لم تكن أبداً) لمُحاولة تفادي الحروب والصراعات مع "الآخرين" بكلّ الوسائل الممكنة.
ولهذا تجد أن الدول هي أكثر اهتماماً من التنظيمات (الثورية - العقائديّة) بتداعيات هذه "المواجهة" على مؤشرات ومعطيات رئيسة منها: تراجع معدلات نمو الناتج المحلي الاجمالي (معدّل النمو الاقتصادي)، واستدامة مصادر توليد هذا الناتج، ومدى الضرر الذي قد يلحق بالبنية التحتيّة الأساسية، وكُلَف إعادة الإعمار، وتفاقم معدلات البطالة والفقر والحرمان بسبب النزوح والهجرة وفقدان الدخل الدائم للمُعيل، واستنزاف الموارد البشريّة نتيجة عمليات القتل والإعاقة الجسدية والنفسيّة للقوى العاملة، وهدر "وقت" التعلّم والتعليم و "التطوّر" والتنمية، بسبب غلق المدارس والجامعات، إضافةً إلى تعميق الانقسام المجتمعي، وزيادة تهميش دور الفئات الأكثر هشاشة من السكان، تلك التي تتحمّل أكثر من غيرها نتائج الحروب والصراعات، دون أن يكونَ لها ايّ دور في اتّخاذ قرار خوضها أصلاً.
من هو "المُنتصِر"، ومن هو "المهزوم" بعد هذا كُلّه؟
من هو على "حقّ"، ومن هو على "باطل" في نهاية المطاف؟
هل مقاربات "الدولة" في ادارتها لموضوعاتٍ كهذه هي الصحيحة والسليمة، أم هي مقاربات المنظمّات، والتنظيمات، والأحزاب الثوريّة – العقائديّة التي تعتمد منهجاً خاصّاً للتعامل مع هذه الموضوعات؟
أرى (وقد أكونُ مخطئاً طبعاً)، بأن الإجابة الصحيحة "نسبيّاً" عن اسئلةٍ كهذه (على المدى المتوسط والطويل) ستقرّرها الحقائق والوقائع على الأرض.. وأيضاً ما ستعمل على ترسيخه واستدامته، قيم ومباديء ومعتقدات السماء.
اختيار مجتمعات ما للدولة، أو تفضيلها لغيرها من "التنظيمات"، هو ما سيقرّر مصير هذه المجتمعات، ومصير أوطانها معاً في نهاية المطاف.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن موزارتِ الميّتِ في المدينةِ والناس
- استراتيجيّةُ الحِفاظِ على ما تبقّى
- الحروبُ المُشينةُ في بلاد العرب
- انشغالات عميقة.. ليس من بينها الحرب
- لا أحدَ ولا شيء.. سوف يأتي
- أتشفّى بكِ الآن من كُلّ قلبي
- اللهُ سيدتي الصغيرةِ.. الله
- عُد إلى البيتِ يا سيّءَ الحظِّ جدّاً
- كيسٌ صغيرٌ من الجِبْسِ الفاسد
- أوّلُ النهرِ.. آخرُ السور
- دفاترُ الحرب 3 : مقاطع من يوميات جنديّ مُسِنّ، من بقايا الحر ...
- حكايةُ الجماعة في هذه الجُمعة وفي كُلّ جُمعة
- نوحُ على الشاطيء.. ينتظرُ العائلة
- تارا التي لا تُحِبُّ الجنود
- دفاترُ الوقتِ طويل الأجل (2)
- أنا و يوسفُ الأسى وخلاصةُ خذلاني
- كَهفٌ واسعٌ لقلبي القديم
- انتِفاخ وتلاشي الفُقاعة العقارية في العراق(2021-2024)
- كَهفٌ واسعٌ لقلبي الوحيد
- محنةُ المُعاقين في الدولِ المُعيقَةِ والمُعاقَة


المزيد.....




- إعلام إيراني: إسرائيل تهاجم مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الر ...
- زيلينسكي يعول على حزمة أسلحة أمريكية موعودة لأوكرانيا
- مصر تحذر من استمرار التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أمن المن ...
- لحظة استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (فيديوها ...
- لقطات من داخل مستشفى الفارابي بمدينة كرمنشاه غربي إيران عقب ...
- ترامب: الأمر مؤلم لكلا الطرفين.. إيران لن تنتصر بالحرب على ا ...
- هل مقعد 11a هو الأكثر أماناً على الطائرات؟
- نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدين ...
- -سي إن إن-: ترامب يتجنب المواجهة مع إيران لكن الجمهوريين يحث ...
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - الدولة والتنظيمات الثوريّة - العقائديّة: اشكاليّة تحديد معايير النصر والهزيمة وطرق احتساب الأرباح والخسائر على المستوى الوطني