أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (120)














المزيد.....

حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (120)


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 00:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


5- سيوف الندامة

على خلاف ما رامه الكيان من كيل أسماء حروب سابقة؛ تغيت دلالات عسكرية معينة، هدفها بالحصر التأثير النفسي و الإبقاء على رمزية لها صلة بالموروث الصهيوني؛ فكان أن أطلق "السيوف الحديدية"، كجماع عمليات عسكرية لاستهداف عدة مواقع عسكرية تابعة لحركة حماس وكتائب القسّام بالقذائف والصواريخ، في محاولة بائسة منه للرد على عملية "طوفان الأقصى" التي طالت مواقع عسكرية بالكيان؛ فكان العبور المشهود؛ الذي أسر فيه مستوطنون و أطيح بجنود صهاينة.
و بذلك تعلن حماس أنها انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، واستطاعت؛ بعمليات نوعية، من البر والبحر والجو. في النيل من"عرين" الكيان ؛الذي لطالما تبجح بالذود عنه.
هجوم حركة حماس شكل عنصر المفاجأة؛ المباغتة كانت أكبر ميزة له؛ مما أضعف قدرة جيش الكيان على الرد وترك الصهاينة في حالة صدمة.
و به سجلت حماس سبقا؛ استطاعت به تغيير مسار الاشتباك المعتاد. فقد نجحت المناورة بتشتيت الانتباه و أربكت أنظمة الكيان الدفاعية و الإستخباراتية.
و هذا ما حدا بالخبير الروسي سيرغي ليونكوف ليفصح صادعا " إن عملية حماس عرت قوة الردع الصهيوني بشكل غير مسبوق"، وهذا وضع عليه عبئاً نفسياً وأمنياً؛ أتى عل ما راكمه منذ عقود.
و من شدة وقع الصدمة العسكرية التي لحقت به جراء امتلاك حماس عنصر المبادرة خلال عمليتها "طوفان الأقصى". اختار الكيان اسم عمليته العسكرية "السيوف الحديدية" على عجلة من أمره؛ وبشكل متسارع؛ و هو بالكاد وجد وقتا لاختياره و العمل على الترويج له، و بذلك عدمت "السيوف الحديدية" الرمزية المأمولة من واقع؛ رجته حالة الإرباك التي تمت في أركاته.
اللواء واصف عريقات؛الخبير العسكري؛ يلقي مزيدا من الضوء: إن تسمية العمليات العسكرية ممارسة حديثة كانت خلال الحرب العالمية الأولى على يد الألمان، وسرعان ما انتشرت بين الدول الأخرى خلال الحربين العالميتين، بعد انتشار الراديو كوسيلة إعلامية مهمة، ويتم فيها اختيار أسماء رنانة ذات تأثر نفسي بهدف التأثير في الرأي العام وبث روح الحماس في صفوف القوات أو شن حروبا نفسية ضد الخصوم لإضعافه.
و هذا ما جعل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل يبدي تدقيقاً للغاية في اختيار أسماء العمليات العسكرية، وأصر على أخذ موافقته الشخصية على اسم كل عملية عسكرية قبل تنفيذها.
و على نهج تشرشل و اقتداء بشخصه؛ والذي يا ما تغنى نتنياهو بحنكته و قيادته؛ و كان دوما يرفعه إلى مرتبة النموذج الذي يقتدي بخبراته. مما جعله يعمل على اسم ذي وقع؛ بدون توفيق منه. فاختار "السيوف الحديدية"؛ لا رمزية له ولا دلالة معروفة. و الذي لاحقا سيندم عليه لما كرس النقيض. بعد مزيد مأزق الكيان و اندحار عديد جنده و عتاده.
"السيوف حديدية" حضرت العبارة و غابت الشطارة؛ حمولة وظيفية غير ذات دلالة عملياتية؛ أقصى أمانيها أنها رامت "الحديد" لترفع من شأن " الصلابة" فكان أن زيد في " الفاعلية"؛ و أخذ منها المعنى عنوة؛ و تركها منه في خواء؛ شكلا بلا مضمون.
الكاتب حاييم ليفينسون؛ في مقال له بصحيفة "هآرتس"؛ سخر من إطلاق الجيش الإسرائيلي اسم "عملية السيوف الحديدية" على ما يقوم به حاليا من تصد للهجمات الفلسطينية، قائلا إن "هذه العملية هي في واقع أمرها عملية سقوط السراويل"
و لم تكن العبارة حاملة كفاية ما في الخاطر يمور؛ و يجري في الميدان و يدور؛ فزاد بيانا؛ إن "كل الجيش الإسرائيلي وجهاز أمن الشاباك وما لديهما من طائرات مسيرة وأجهزة تنصت متطورة وقدرة على استنزاع المعلومات من المصادر البشرية، وما يطلق عليهم عباقرة وحدة النخبة، كل هذه الوسائل لم تكن لديها أدنى فكرة عما كان تخطط له حماس في الخفاء".
و مع قادم الأيام بات قادة الكيان يتضايقون مما اختاروه اسما لحرب بلا جدوى و ذات كلفة لم يألفوها من سابق حروبهم الخاطفة؛ لذا شرعوا في التفكير في نقلة اصطلاحية تخفف من المعنى الكابي للدلالة المدخولة. وهو خوف عكسه كبار المسؤولين العسكريين ومن بينهم رئيس جهاز أمان الاستخباري السابق تامير هايمن قائلاً "نحن أمام حرب ستقودنا إلى فشل استراتيجي مدوّ"ٍ.
نتنياهو و من وطأة حسرة بلا أفق؛ أبدى استعدادا للتخلي عن قناعته؛ إذ تبث له على أرض الميدان عدم دقة ما اجتهده عنوانا لما بعد "طوفان الأقصى". لذا راح يجتهد في رفع اسم جديد؛ بعدما بدا أن الأول "السيوف الحديدية" لم يراوح مكانه كسيوف مفلولة؛ عديمة الصدى.
فكان أن ذهب بعيدا في مسيانيته؛ ليستنجد بها؛ علها تسعفه في اجتراح اسم أكثر دلالة؛ يذهب عنه؛ و لو إلى حين تعثر الاسم و الندم على ما لاح منه و لم يقو على إنجازه.



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (119)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (118)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (117)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (116)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (115)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (114)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (113)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (112)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (111)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (110)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (109)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (108)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (107)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (106)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (105)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (104)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (103)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (102)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (101)
- البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (100)


المزيد.....




- لحظة وثقتها الكاميرات.. شاهد اقتياد متهم بقتل رئيس شركة ومنع ...
- إسرائيل توضح أهداف 480 ضربة في سوريا.. ونتنياهو يحذر حكومتها ...
- إسرائيل تستهدف -أسلحة استراتيجية- داحل سوريا بمئات الضربات
- الخارجية الأمريكية: لا نخطط الآن لفتح سفارتنا في دمشق
- الجيش اللبناني يطلق نيرانا تحذيرية على مسلحين حاولوا تجاوز ا ...
- ماكرون لا ينوي حل البرلمان
- مصر.. وفاة آخر ضحايا مذبحة عزبة الصفيح
- -حزب الله- يصدر بيانا يشأن التوغل الإسرائيلي في سوريا وضرب ق ...
- فاكهة فريدة وصديقة للجبنة والجوز.. لماذا لا يجب التوقف عن تن ...
- المقاومة في الأغوار تقض مضجع إسرائيل رغم تعزيزاتها الأمنية


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (120)