|
دور العراقيين في تكوين التوراة
فارس التميمي
كاتب
(Faris Al-timimi)
الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 09:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تَسطُرُ الشعوب أساطيرها كجزء من تاريخ نشوئها، نموها وتطورها على مدى القرون. وتتوارث الأجيال هذه الأساطير تبعا لاختلاف مديات قيمتها وأهميتها لحركة المجتمع. فبعضها يندثر مع مرور الزمن عندما يفقد أهميته لحركة حياة المجموعة البشرية. وبعضها الآخر تتضح وتزداد قيمته، وتتطور صيغته ومدلولاته لدى البعض من أفراد المجموعة، فيقوم من لديه القدرة على استغلال الأسطورة والانتفاع منها بتحويرها لكي تصبح ذات غرض ونفع معين، ولكي تخدم أهدافا شخصية أو أهداف مجموعة محدودة من الناس أو أمة بأكملها، لها تاريخها ولها جغرافيتها. عندما تفقد الشعوب الاهتمام بأساطيرها، فإن ذلك غالبا ما يكون بسبب توجهها وحاجتها لمحاكاة الواقع الذي تعيشه، فتزداد التصاقا به وتحديا له، ومنه تنتج ما يجعلها تعيش واقع الحياة معيشة جادة ونافعة، تخلو من تخدير النرجسية والخيال ومتعة الوهم، وتفتح الطريق والأبواب والنوافذ لرؤية أوضح. رؤية واقعية لا تحجبها غيوم أو ضباب الآمال غير الواقعية! وبفعل انتقال البشر من منطقة جغرافية إلى أخرى، انتقلت وتنقلت الأسطورة مع الأقوام التي ابتدعتها، كذلك تَبَنّت هذه الأقوام المتنقلة أساطير الأقوام التي اختلطت بها، وربما طوّرتها أو حوّرتها لكي تخدم أهدافها أكثر، ومنها صارت الكثير من الأساطير خليطا من نتاج العقول والخيال البشري، والحاجة لتحقيق الأهداف البعيدة على مدى السنين الطويلة. فأصبح من الصعب الفرز بين مرحلة البداية ومن ثم مرحلة النمو وبعدها مرحلة البلوغ والهدف أو الغاية لكل أسطورة. وأصبح الكثير منها أساطير عالمية أو إقليمية واسعة الانتشار مجهولة المنشأ. ليس المقصود هنا في هذا الموضوع، الخوض في الحديث عن الأساطير وماهيتها، ولا مَنْ هي الشعوب التي قد أبدعتها؟ فأنا لست الشخص المختص في ذلك، ولا أنوي الدخول في بحث عن الأساطير، بعد أن قررت أن أعيش على شواطئ الواقع وحده، أياً كان شكله ومرارة طعمه! نحن هنا في محاولة تقصّي مدى تأثير الأساطير والخرافات على حياة شعوب منطقتنا في حاضرنا المعاش. هذه الأساطير والخرافات ربما قد تشعبت أصلا من أسطورة واحدة، بعد أن تسنّى لمن عرف كيفية استغلالها، أن يحوّرها ويحوّلها لملحمة تتعدد فصولها وتمتد، لتدخل في صلب حياتنا بعد أن دخلت في صلب حياة أجدادنا. عاشت منطقة العالم القديم فترة زمنية نشأت فيها وعاشت حضارات مختلفة المناشئ والتوجهات، وعرفت الكتابة قبل غيرها، واهتمت بتوثيق أحداثها وعاداتها وتقاليدها كتابيا وعن طريق الآثار التي تركتها، وما أكثر الآثار في موطننا، العالم القديم! ولا نحتاج للتأكيد بأن الحضارة لم تنشأ، بل لا يمكن أن تنشأ من دون أن يسبقها استقرار على أرض نشوئها. وكان هذا الاستقرار قد تمثل بوضوح في بلاد ما بين النهرين وهي العراق اليوم، وبلاد وادي النيل في شمال أفريقيا وهي مصر التي نعرفها. ولكي لا يطول بنا الشرح والتفصيل ويصبح الموضوع مملا، سوف أختصر قدر الإمكان، فأقول: أنّ قوما من الرعاة منذ ما يزيد عن أربعة آلاف عام، كانوا يعيشون مع أقوام أخرى في المنطقة التي تُعرف تاريخيا باسم كنعان، التي سكنتها قبائل وطوائف الكنعانيين، وكان هؤلاء الرعاة يُعرَفون بالعبرانيين، الذين لا يمكن البت في موضوع أصلهم بدقة تكفي للجزم بحقيقته. وذلك أمر غير مهم هنا، لكنهم على ما يبدو كانوا يتّصفون بعدوانية فاقت حدود المألوف، طبقا لما هم أنفسهم وصفوا به سلوكهم وهمجيتهم في كثير من الأحداث، وليس وصف الآخرين لهم، حتى في تلك الأزمان قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة. وكان أن حدث، لسوء طالع المنطقة وربما العالم بأجمعه، أن أحد حكام دولة من الدول التي توالت على حكم العراق، وهو كالعادة حاكم ديكتاتور، أن قام عندما حكم المنطقة بأخذ هؤلاء القوم، جميعهم أو معظمهم، أسرى وجاء بهم إلى بابل، حيث تهيأت لهم فرصة الاطلاع على ما لم يروه من قبل من مدنية وحياة مرفهة نسبيا. ومن ثم جاء سعيهم وتخطيطهم حقدا وكراهية، لتدمير بابل الحاضرة العامرة فيما بعد، والذي تم فعلا بعد سنوات ليست طويلة بعد تعاونهم مع الجيران! كما أن البعض من عوائل أو عشائر هؤلاء القوم، كانوا قد دخلوا إلى مصر الحضارة لسبب أو آخر، لكي ينجوا من القحط في أرضهم أرض كنعان، التي كانوا قد وصفوها فيما بعد تزويرا وتلفيقا بأنها تعطي لبنا وعسلا! واللبن والعسل لم يكن إلّا في أحلامهم وأمانيهم! ويبدو أننا ورثنا مُجبَرين وصفهم وخرافاتهم تلك منهم! ورثناها كوابيسا نعيشها ليومنا هذا. لم يكن لذلك الحدث أثر فعلي على أهل العراق أو أهل مصر، لو أن الأمر كان مجرد مجيء أقوام لتعيش كأسرى أو عمالة بالسخرة تعمل للطغاة والحكام، لكن الأمر تحول لكارثة مستقبلية عندما ابتكر هؤلاء القوم فكرة خبيثة الهدف، ذلك عندما قرر أحدهم أو مجموعة منهم، أن يتماهوا مع ما شاهدوه من حضارة بابل وحضارة مصر القديمة، فقدموا للعالم أول أوراق اعتماد مزيفة عرفها العالم! قدّموها على أنهم شعب خرج من حضارة (أور) الكلدانيين، قاصدين بذلك أن يكون لهم أصل مشترك مع هؤلاء الذين أنشأوا هذه الحضارة البابلية، التي أثارت إعجابهم، وهم البدو الرحّل الذين لم يعرفوا القرار في حياتهم يوما. وزادوا على ذلك ادعاءهم أن لهم إلههم الخاص بهم الذي لا يتعامل مع غيرهم، ولا يهمه غير مصالحهم، ويساندهم في خنوعهم واستكانتهم وعدوانهم وصلفهم على حد سواء، وهذا الإله كان ما اختاروه من بين مجموعة من الآلهة كان يعبدها الكنعانيون! فكان أن جعلوا منه إلها بصفات لم تعرف المنطقة ولا العالم القديم إلها شبيها له، لا الإغريق، ولا الرومان، ولا الصين، ولا الهند، ولا بلاد الفرس! فالشعوب كلها كانت تخاف من آلهتها وتأخذ الحذر منها، إلا هؤلاء الذين جعلوا من إلههم خادما لهم ومنفذا لرغباتهم. فكانت الطامة الكبرى التي لم تلتفت لخطورتها حنكة ودهاء وديكتاتورية الحكام الجهلة، الذين كانوا يحكمون العالم القديم، ولا انتبه لها أي من الحكام حتى منتصف القرن العشرين. أما من اشتغلوا بالدين وتكسبوا منه، وجعلوه حرفة لهم على مدى حكم الدين بطوائفه المختلفة للمنطقة كلها، فهؤلاء لم يأتوا على ذكر هذا الأمر في أي من مؤلفاتهم، ولا ما أبدعوه من فتاوى التكفير، عندما مزقوا الأمة إلى مذاهب وطوائف، وأشغلوها لقرون طويلة في جدل عقيم أدّى لمذابح وقطع رؤوس وتقطيع أشلاء! كما أن الذين عرفناهم بأنهم مَنْ ترجموا علوم الإغريق والرومان والهند والصين، فهؤلاء لم يكلفوا أنفسهم بترجمة هذا الكتاب الذي لم تعرف الأمة شيئا عنه غير اسمه، (التوراة)، ولم تعرف هذه الأمة لماذا ومتى كُتِب وسُمّي بهذا الاسم، ولا عرفت لماذا سُمّي أخوه الصغير (إنجيل) ومتى كُتِب ومتى سُمّي باسمه هذا! حقا نحن في هذه السردية والجزئية كنا وما زلنا، أمة تعيش الجهل والنرجسية بامتياز! ليس دوري هنا أن أفرض أو أدعو لما أراه من رأيٍ عن قوم أو عقيدة ما، فهذا ليس ما أسعى له، خصوصا بعد أن شعرت بمتعة حرية الفكر والاعتقاد، ما دمت لا أتحدى أحدا في معتقده، وما يشتهيه من وجهة يعجب بها ويتجه إليها، وأتمنى للجميع أن يشعروا بهذه المتعة. وقد يتبدّى للكثيرين ربما في بعض ما أقوله أو جميعه تباينا أو تعارضا، لكن هكذا هي الأمور، فللقارئ الحق والحرية فيما يفسره مما يراه ولِمَا يقرأه، كما كانت لقيادات الأمة وعبر قرون طويلة، الحرية المطلقة في سوء تفسيرها لما شاهدت وما سمعت، وسوء قراءتها لما قرأت، إن كانت قد قرأت فعلا، أو أنها فهمت ما قرأته فهما صحيحا! لِمَن لم يقرأ أسفار التوراة الخمسة قراءة جادة متمعنة، أدعوه لقراءتها مرة أخرى، عسى أن يكون في قراءتها ما يصف الكثير مما لا أريد الدخول في وصفه هنا، لكي لا أدخل على خط تفكير القارئ، وأترك للقارئ المتمعن معرفة الأمور كما يهوى ويرغب، فأنا ألتزم برؤية تدّعي وتعتقد بأن: ما يرسمه الرسام من لوحة ليست من الوضوح في شيء، تصبح مَلَكَة تفسيرها للمشاهد ساعة إنجاز الرسام لها، ولا يحق للرسام فرض رؤيته على المشاهد في التفسير. كما أن الكاتب يحتاج أن يترك للقارئ فسحة من الحرية لمعرفة القصد من الكتابة، حتى لو أن الكاتب كان يقول هراءً محضاً أو فلسفة عميقة، فالمكتوب يصبح تفسيره للقارئ، وفي هذه وتلك نكون قد أوفينا الرسام والكاتب حقهما في الرسم والكتابة والمشاهد والقارئ حقهما في التفسير!
إن المشكلة القائمة في عالمنا القديم ومنذ آلاف السنين، هي مشكلة دينية محضة، ولا علاقة لها بمستوى يستحق الذكر، بغير الأصولية الدينية المطروحة من كل الجهات الدينية! بعبارة أخرى، لولا تحكم الأديان الثلاثة في هذه المنطقة لما حدث ما رأيناه من بؤس وما نزال نراه ليومنا هذا.
وهنا لابد لي أن أسطر هذه العبارات من بعض اصحاحات سفر التكوين وسفر الخروج من الكتاب اليهودي:
سفر التكوين 11. 31 31. وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ، وَلُوطًا بْنَ هَارَانَ، ابْنَ ابْنِهِ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ، فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ. سفر التكوين 12. 1. قَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 2. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. 4. فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ. 5. فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ، وَلُوطًا ابْنَ أَخِيهِ، وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. 6. وَاجْتَازَ أَبْرَامُ فِي الأَرْضِ إِلَى مَكَانِ شَكِيمَ إِلَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأَرْضِ. 7. وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ. 8. ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيل وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ إِيلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ. 9. ثُمَّ ارْتَحَلَ أَبْرَامُ ارْتِحَالًا مُتَوَالِيًا نَحْوَ الْجَنُوبِ. 10. وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا. سفر التكوين 13. 1. فَصَعِدَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَلُوطٌ مَعَهُ إِلَى الْجَنُوبِ. 2. وَكَانَ أَبْرَامُ غَنِيًّا جِدًّا فِي الْمَوَاشِي وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ. 3. وَسَارَ فِي رِحْلاَتِهِ مِنَ الْجَنُوبِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَتْ خَيْمَتُهُ فِيهِ فِي الْبَدَاءَةِ، بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ، 4. إِلَى مَكَانِ الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَهُ هُنَاكَ أَوَّلًا. وَدَعَا هُنَاكَ أَبْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ. 5. وَلُوطٌ السَّائِرُ مَعَ أَبْرَامَ، كَانَ لَهُ أَيْضًا غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ. 6. وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الأَرْضُ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، إِذْ كَانَتْ أَمْلاَكُهُمَا كَثِيرَةً، فَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَسْكُنَا مَعًا. 7. فَحَدَثَتْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي أَبْرَامَ وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفَرِزِّيُّونَ حِينَئِذٍ سَاكِنِينَ فِي الأَرْضِ. 14. وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ، بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالًا وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا، 15. لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ. 16. وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، حَتَّى إِذَا اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّ تُرَابَ الأَرْضِ فَنَسْلُكَ أَيْضًا يُعَدُّ. 17. قُمِ امْشِ فِي الأَرْضِ طُولَهَا وَعَرْضَهَا، لأَنِّي لَكَ أُعْطِيهَا. 18. فَنَقَلَ أَبْرَامُ خِيَامَهُ وَأَتَى وَأَقَامَ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا الَّتِي فِي حَبْرُونَ، وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ.
سفر التكوين 15. 18. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلًا: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ.
سفر التكوين 17. 1. وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلًا، 2. فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَأُكَثِّرَكَ كَثِيرًا جِدًّا. 3. فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ. وَتَكَلَّمَ اللهُ مَعَهُ قَائِلًا: 4. أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ، وَتَكُونُ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ، 5. فَلاَ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ. 6. وَأُثْمِرُكَ كَثِيرًا جِدًّا، وَأَجْعَلُكَ أُمَمًا، وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ. 7. وَأُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ، عَهْدًا أَبَدِيًّا، لأَكُونَ إِلهًا لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. 8. وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ، كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ مُلْكًا أَبَدِيًّا. وَأَكُونُ إِلهَهُمْ. 9. وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيم: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10. هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، 11. فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12. اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13. يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 14. وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي. 15. وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ، بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. 16. وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضًا مِنْهَا ابْنًا. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَمًا، وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ. 17. فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ، وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟ 18. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ للهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!» 19. فَقَالَ اللهُ: «بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدًا أَبَدِيًّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. 20. وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. 21. وَلكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الآتِيَةِ. 22. فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ صَعِدَ اللهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ. 23. فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ ابْنَهُ، وَجَمِيعَ وِلْدَانِ بَيْتِهِ، وَجَمِيعَ الْمُبْتَاعِينَ بِفِضَّتِهِ، كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ، وَخَتَنَ لَحْمَ غُرْلَتِهِمْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ كَمَا كَلَّمَهُ اللهُ. 24. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ، 25. وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ ابْنَ ثَلاَثَ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ. 26. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ. 27. وَكُلُّ رِجَالِ بَيْتِهِ وِلْدَانِ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعِينَ بِالْفِضَّةِ مِنِ ابْنِ الْغَرِيبِ خُتِنُوا مَعَهُ.
سفر التكوين 24. 1. وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. 2. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْتِهِ الْمُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ: «ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي، 3. فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلهِ السَّمَاءِ وَإِلهِ الأَرْضِ أَنْ لاَ تَأْخُذَ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ، 4. بَلْ إِلَى أَرْضِي وَإِلَى عَشِيرَتِي تَذْهَبُ وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي إِسْحَاقَ. 5. فَقَالَ لَهُ الْعَبْدُ: «رُبَّمَا لاَ تَشَاءُ الْمَرْأَةُ أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هذِهِ الأَرْضِ. هَلْ أَرْجعُ بِابْنِكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا؟ 6. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: «احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَرْجعَ بِابْنِي إِلَى هُنَاكَ. 7. اَلرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ الَّذِي أَخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ مِيلاَدِي، وَالَّذِي كَلَّمَنِي وَالَّذِي أَقْسَمَ لِي قَائِلًا: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاَكَهُ أَمَامَكَ، فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ هُنَاكَ. 8. وَإِنْ لَمْ تَشَإِ الْمَرْأَةُ أَنْ تَتْبَعَكَ، تَبَرَّأْتَ مِنْ حَلْفِي هذَا. أَمَّا ابْنِي فَلاَ تَرْجعْ بِهِ إِلَى هُنَاكَ.
سفر التكوين 28. 1. فَدَعَا إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ وَبَارَكَهُ، وَأَوْصَاهُ وَقَالَ لَهُ: «لاَ تَأْخُذْ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ. 2. قُمِ اذْهَبْ إِلَى فَدَّانِ أَرَامَ، إِلَى بَيْتِ بَتُوئِيلَ أَبِي أُمِّكَ، وَخُذْ لِنَفْسِكَ زَوْجَةً مِنْ هُنَاكَ، مِنْ بَنَاتِ لاَبَانَ أَخِي أُمِّكَ. 3. وَاللهُ الْقَدِيرُ يُبَارِكُكَ، وَيَجْعَلُكَ مُثْمِرًا، وَيُكَثِّرُكَ فَتَكُونُ جُمْهُورًا مِنَ الشُّعُوبِ. 4. وَيُعْطِيكَ بَرَكَةَ إِبْرَاهِيمَ لَكَ وَلِنَسْلِكَ مَعَكَ، لِتَرِثَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ الَّتِي أَعْطَاهَا اللهُ لإِبْرَاهِيمَ. سفر التكوين 34. 20. فَأَتَى حَمُورُ وَشَكِيمُ ابْنُهُ إِلَى بَابِ مَدِينَتِهِمَا، وَكَلَّمَا أَهْلَ مَدِينَتِهِمَا قَائِلِينَ: 21. هؤُلاَءِ الْقَوْمُ مُسَالِمُونَ لَنَا. فَلْيَسْكُنُوا فِي الأَرْضِ وَيَتَّجِرُوا فِيهَا. وَهُوَذَا الأَرْضُ وَاسِعَةُ الطَّرَفَيْنِ أَمَامَهُمْ. نَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِهِمْ زَوْجَاتٍ وَنُعْطِيهِمْ بَنَاتِنَا. 22. غَيْرَ أَنَّهُ بِهذَا فَقَطْ يُواتِينَا الْقَوْمُ عَلَى السَّكَنِ مَعَنَا لِنَصِيرَ شَعْبًا وَاحِدًا: بِخَتْنِنَا كُلَّ ذَكَرٍ كَمَا هُمْ مَخْتُونُونَ. 23. أَلاَ تَكُونُ مَوَاشِيهِمْ وَمُقْتَنَاهُمْ وَكُلُّ بَهَائِمِهِمْ لَنَا؟ نُواتِيهِمْ فَقَطْ فَيَسْكُنُونَ مَعَنَا. 24. فَسَمِعَ لِحَمُورَ وَشَكِيمَ ابْنِهِ جَمِيعُ الْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ، وَاخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ. كُلُّ الْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ. 25. فَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِذْ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ أَنَّ ابْنَيْ يَعْقُوبَ، شِمْعُونَ وَلاَوِيَ أَخَوَيْ دِينَةَ، أَخَذَا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ وَأَتَيَا عَلَى الْمَدِينَةِ بِأَمْنٍ وَقَتَلاَ كُلَّ ذَكَرٍ. 26. وَقَتَلاَ حَمُورَ وَشَكِيمَ ابْنَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَأَخَذَا دِينَةَ مِنْ بَيْتِ شَكِيمَ وَخَرَجَا. 27. ثُمَّ أَتَى بَنُو يَعْقُوبَ عَلَى الْقَتْلَى وَنَهَبُوا الْمَدِينَةَ، لأَنَّهُمْ نَجَّسُوا أُخْتَهُمْ. 28. غَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ وَحَمِيرَهُمْ وَكُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ وَمَا فِي الْحَقْلِ أَخَذُوهُ. 29. وَسَبَوْا وَنَهَبُوا كُلَّ ثَرْوَتِهِمْ وَكُلَّ أَطْفَالِهِمْ، وَنِسَاءَهُمْ وَكُلَّ مَا فِي الْبُيُوتِ. 30. فَقَالَ يَعْقُوبُ لِشَمْعُونَ وَلاَوِي: «كَدَّرْتُمَانِي بِتَكْرِيهِكُمَا إِيَّايَ عِنْدَ سُكَّانِ الأَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِيِّينَ، وَأَنَا نَفَرٌ قَلِيلٌ. فَيَجْتَمِعُونَ عَلَيَّ وَيَضْرِبُونَنِي، فَأَبِيدُ أَنَا وَبَيْتِي. 31. فَقَالاَ: «أَنَظِيرَ زَانِيَةٍ يَفْعَلُ بِأُخْتِنَا؟» سفر الخروج 3. 1. وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ حَمِيهِ كَاهِنِ مِدْيَانَ، فَسَاقَ الْغَنَمَ إِلَى وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ وَجَاءَ إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ. 2. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ، وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ. 3. فَقَالَ مُوسَى: أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟ 4. فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: مُوسَى، مُوسَى! فَقَالَ: هأَنَذَا. 5. فَقَالَ: لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى ههُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ. 6. ثُمَّ قَالَ: أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ. 7. فَقَالَ الرَّبُّ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ، 8. فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ، وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا، إِلَى مَكَانِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزَّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. 9. وَالآنَ هُوَذَا صُرَاخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَتَى إِلَيَّ، وَرَأَيْتُ أَيْضًا الضِّيقَةَ الَّتِي يُضَايِقُهُمْ بِهَا الْمِصْرِيُّونَ، 10. فَالآنَ هَلُمَّ فَأُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ. 11. فَقَالَ مُوسَى للهِ: مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟ 12. فَقَالَ: إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَهذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ، تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هذَا الْجَبَلِ. 13. فَقَالَ مُوسَى للهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟ 14. فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15. وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 16. اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ظَهَرَ لِي قَائِلًا: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُكُمْ وَمَا صُنِعَ بِكُمْ فِي مِصْرَ. 17. فَقُلْتُ أُصْعِدُكُمْ مِنْ مَذَلَّةِ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا. 18. فَإِذَا سَمِعُوا لِقَوْلِكَ، تَدْخُلُ أَنْتَ وَشُيُوخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى مَلِكِ مِصْرَ وَتَقُولُونَ لَهُ: الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ الْتَقَانَا، فَالآنَ نَمْضِي سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا. 19. وَلكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ مَلِكَ مِصْرَ لاَ يَدَعُكُمْ تَمْضُونَ وَلاَ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ، 20. فَأَمُدُّ يَدِي وَأَضْرِبُ مِصْرَ بِكُلِّ عَجَائِبِي الَّتِي أَصْنَعُ فِيهَا. وَبَعْدَ ذلِكَ يُطْلِقُكُمْ. 21. وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهذَا الشَّعْبِ فِي عِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22. بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».
سفر الخروج 4. 1. فَأَجَابَ مُوسَى وَقَالَ: وَلكِنْ هَا هُمْ لاَ يُصَدِّقُونَنِي وَلاَ يَسْمَعُونَ لِقَوْلِي، بَلْ يَقُولُونَ: لَمْ يَظْهَرْ لَكَ الرَّبُّ. 2. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «مَا هذِهِ فِي يَدِكَ؟» فَقَالَ: «عَصًا». 3. فَقَالَ: «اطْرَحْهَا إِلَى الأَرْضِ». فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ فَصَارَتْ حَيَّةً، فَهَرَبَ مُوسَى مِنْهَا. 4. ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا». فَمَدَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ، فَصَارَتْ عَصًا فِي يَدِهِ. 5. لكَيْ يُصَدِّقُوا أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ لَكَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِهِمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. 6. ثُمَّ قَالَ لَهُ الرَّبُّ أَيْضًا: «أَدْخِلْ يَدَكَ فِي عُبِّكَ». فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي عُبِّهِ ثُمَّ أَخْرَجَهَا، وَإِذَا يَدُهُ بَرْصَاءُ مِثْلَ الثَّلْجِ. 7. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «رُدَّ يَدَكَ إِلَى عُبِّكَ». فَرَدَّ يَدَهُ إِلَى عُبِّهِ ثُمَّ أَخْرَجَهَا مِنْ عُبِّهِ، وَإِذَا هِيَ قَدْ عَادَتْ مِثْلَ جَسَدِهِ. 8. فَيَكُونُ إِذَا لَمْ يُصَدِّقُوكَ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ الآيَةِ الأُولَى، أَنَّهُمْ يُصَدِّقُونَ صَوْتَ الآيَةِ الأَخِيرَةِ. 9. وَيَكُونُ إِذَا لَمْ يُصَدِّقُوا هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ، وَلَمْ يَسْمَعُوا لِقَوْلِكَ، أَنَّكَ تَأْخُذُ مِنْ مَاءِ النَّهْرِ وَتَسْكُبُ عَلَى الْيَابِسَةِ، فَيَصِيرُ الْمَاءُ الَّذِي تَأْخُذُهُ مِنَ النَّهْرِ دَمًا عَلَى الْيَابِسَةِ. 10. فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ. 11. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا؟ أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيرًا أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ؟ 12. فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ. 13. فَقَالَ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَرْسِلْ بِيَدِ مَنْ تُرْسِلُ. 14. فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ: «أَلَيْسَ هَارُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ هُوَ يَتَكَلَّمُ، وَأَيْضًا هَا هُوَ خَارِجٌ لاسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ، 15. فَتُكَلِّمُهُ وَتَضَعُ الْكَلِمَاتِ فِي فَمِهِ، وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَمَعَ فَمِهِ، وَأُعْلِمُكُمَا مَاذَا تَصْنَعَانِ. 16. وَهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَمًا، وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلهًا. 17. وَتَأْخُذُ فِي يَدِكَ هذِهِ الْعَصَا الَّتِي تَصْنَعُ بِهَا الآيَاتِ. 18. فَمَضَى مُوسَى وَرَجَعَ إِلَى يَثْرُونَ حَمِيهِ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا أَذْهَبُ وَأَرْجعُ إِلَى إِخْوَتِي الَّذِينَ فِي مِصْرَ لأَرَى هَلْ هُمْ بَعْد ُ أَحْيَاءٌ». فَقَالَ يَثْرُونُ لِمُوسَى: «اذْهَبْ بِسَلاَمٍ.
الإسلام لم ينص ولو نظريا على رفض الديانة اليهودية رغم أنه يرفضها عمليا، وهذا ناشئ من اعتقاد المسلمين أن اليهود قد حرّفوا التوراة، ولو أنهم لم يحرفونها لكانوا أصبحوا مسلمين! بهذه البساطة والسذاجة كان تفسير المسلمين وليس العرب لهذه المعضلة، لأن العرب لم تكن لديهم مشكلة مع اليهود قبل أن يصبحوا مسلمين، فالعرب لم يهتموا يوما لما مذكور في القرآن وكيف هي نظرة الإسلام لليهود، فقد كانوا يمثلون أديانا ومذاهب مختلفة. وليومنا هذا، لم يستطع أحد من المسلمين أن يتقدم ليطلعنا على التوراة الحقيقية قبل أن يتم تحريفها، ولا يستطيع أحد أن يقدم لنا معلومة عن كم من المسلمين قد قرأوا التوراة بإمعان وتعرفوا على محتواها؟ ولماذا استغرق المسلمون أكثر من أربعة عشر قرنا قبل أن يدركوا أن اليهود كانوا في توراتهم يخططون لسلب أرض الكنعانيين؟ ولماذا في الكثير الكثير من صفحات توراتهم يصبون غضبهم وحقدهم على حام ابن نوح المزعوم، لأنه أب لكل الكنعانيين؟ سوء فهم وجهالة وأمية من أقوام تتحارب مع بعضها دون أن نعرف ماذا يريد فعلا أحدها من الآخر؟ وللحديث دوما بقايا......
#فارس_التميمي (هاشتاغ)
Faris_Al-timimi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن والتكنولوجيا
-
حقيقة التطور
-
الرقص مع الطغاة...!
-
برد العجوز
-
نحن والطبيعة
-
خواطر
-
سرقة المبادئ،، أكبر السرقات في التاريخ
-
الموت.... الحقيقة الكونية الوحيدة
-
الموت... الحقيقة الكونية الوحيدة
-
الإنسان وتشريعه للسرقة
-
مقالة عن صدور كتاب -فوبيا المقدس- تأليف مصطفى العمري
-
فنانو هوليوود والرياضيون يحكمون العالم
-
رد على خطبة الأب المكرم ثيودورس داود
-
القطيعة مع التأريخ
-
المرجعية.... وشر البلية ما يضحك
-
محطات ما بعد الخمسين من العمر (3) الحلقة الثالثة والأخيرة
-
محطات ما بعد الخمسين من العمر (2) الحلقة الثانية
-
محطات ما بعد الخمسين من العمر
-
العراقيون، النرجسية والمبالغة في تقييم الذات
-
نقاط سقطت سهوا (أو أسيئت كتابتها) من دستور لم يُقِمْ إعتبارا
...
المزيد.....
-
الجهاد الاسلامي: العدوان الاسرائيلي اعتداء صريح على الشعب ال
...
-
الجهاد الاسلامي: توسيع -إسرائيل- احتلالها للأراضي السورية يث
...
-
ما رسائل الشرع من زيارته الجامع الأموي وكيف تغيرت شخصيته؟
-
الجولاني من داخل المسجد الأموي في دمشق: الأسد ترك سوريا مزرع
...
-
رئيس أكبر فصيل معارض بسوريا: سقوط بشار الأسد انتصار للأمة ال
...
-
محبوبة الملايين.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على عرب ونايل
...
-
-هذا النصر تاريخ جديد للمنطقة-.. شاهد كلمة الجولاني من الجام
...
-
من الجامع الأموي.. الجولاني يوجه كلمة عن -النصر- (فيديو)
-
مآذنه صدحت بسقوط بشّار الأسد.. ماذا نعرف عن تاريخ الجامع الأ
...
-
-حي الله بالشيخ-.. شاهد ترحيب السوريين بالجولاني عند الجامع
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|