مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 08:25
المحور:
الادب والفن
(١)
يذوبُ القلبُ في البعدِ مئةَ مرةٍ، والبعدُ يزيدُ لمنْ يشاء. الآنَ؛ وحدُك في وجهِ الخريف، لا سيفَ تملكه الآن، ولا رمحَ، ولا سهمَ، الآن غمدٌ فارغٌ في مواجهة الريح.
(٢)
ذكرياتُ الثورةِ تأتيك كيأجوج ومأجوج، من كل حدب ينسلون، تأتي كنوحِ أهلِ العراق حين أدركوا خيانة الحسين. أنت لا رأسَ لديك لتخاف الخيانة، ولا هويةً مناسبةً سوى للمُبعدين قسرًا، وصفحةٌ من كتابِ المحفوظات القديم، يقول: "لي أخي مجند"، والجندُ حُراس الأمير، لا يحملون الورد إلا إلى قبر المسيح في عيد الانتصار.
(٣)
أمكُ وحدها، تستحقُ آيةً من القرآن، تستحق أن يتنزل بها جبريل في المساء، أمك لن تخاف، وأنتَ على البعد ستصرخ نيابة عنها:
- زملوني!! زملوني!!
كم عامًا مضى عليك حين اكتشفت أنك طفلها المُتبنى، وأنك ابن الحياة؟
(٤)
اذكرني عند ربك، عند موتك، عند صخب جنود المشاة، اذكرني عند المعابر، وشباك القناصل، وساحة انتظار المطار، ولا تخاف...
أنت لست مثلي، وأنا لست النبي، ولست مفتاح الحياة.
أنا ترعة بلدتنا البعيدة، التي أحالوها للمعاش أخيرًا، فلملم مراكب الورق، واستأذن النيل كي يفيض عليك بالحياة.
(٥)
قلب، كبد، ولد، كلها أسباب للموت كما كانت أسبابَ الحياة.
(٦)
استمع الآن جيدًا، سيقرأ مذيع أخبار المدينة في محطة الراديو الغريبة، أسماء المجبورين من الانكسار، لست منهم، اطمئن.
بنسلفانيا، 21 أكتوبر 2024
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟