أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - كيف يمكن تغيير النظام .















المزيد.....

كيف يمكن تغيير النظام .


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف يمكن تغيير النظام ؟ وهل يجب تغيير النظام ، بدعوى انتفاء الديمقراطية ، وبسبب الفساد الذي عم كل الدولة من رأس النظام الى اخمصيه ..
منذ استقلال Aix les Bains ، والقوى الحية تتحدث عن قلب النظام ، لأنه فاسد وغير ديمقراطي ، وتعددت خطابات تغيير النظام ، وزاوجت بين المطالب والشعارات ، وبين آليات الاشتغال لقلبه . ومنها من بدأ الحملة قبل وقتها ، بدعوى ان الجماهير والشعب ، بلغا من الرزانة السياسية والنضج السياسي ، ومن امتلاك الفكر الثوري ، مستويات متقدمة ، حيث سيكون الجواب مع التطلعات الفارضة نفسها في الساحة الثورية ، استجابة لنداء الثورة ، او لنداء البلانكية بالقفز على الحكم من فوق ، لاختصار زمن ومراحل المرور الى المستوى الثوري ، وهذا قد نسميه بالمقاومة الفئوية ، لان عناصرها قليلي العدد . ولا اشكال ان كانت الدعاوى موجهة الى ضباط الجيش البرجوازيين الصغار والبرجوازية المتوسطة ، في التحام مع الجماهير الثائرة لبناء الدولة الديمقراطية ، دولة الشعب ، وليست بدولة الاعيان والعائلات ، المشرعة للاستبداد السياسي والاقتصادي بجميع مظاهره المقززة والمرفوضة .. والى جانب هذه الحركات الثورية والتقدمية ، التي تنشد استعمال العنف كقابلة للتاريخ ، وللدفاع عن الجماهير والشعب ، فقد تم توصيف ذاك العنف بالعنف التاريخي ، الذي تجد نفسها فيه جميع الحركات التقدمية والثورية ، والضباط الاحرار الذي يرفضون العبودية في الجيش وفي خارج الجيش .. فعندما يشارك الضباط الوطنيين الاحرار في جميع الهزات والانتفاضات ، فالمشاركة تعطي للهزة حق امتلاك التاريخ ، وصناعة الشروط الثانوية والشروط الموضوعية ، لتصبح الثورة حقا من حقوق التغيير ، للنظام اللاديمقراطي ، المتعارض مع حقوق الانسان . فما يتعرض له المواطنون من قبل الأجهزة القمعية المختلفة ، لا مثيل له في بقعة من بقع العالم . فالتهامي لگلاوي يوجد واحد لا اثنان ، ونفس الشيء نقوله عن البصري ، وعن الدليمي ... جلادو الجماهير من مختلف المستويات القمعية ..
لكن الى جانب القوى والحركات الثورية التي خططت لقلب النظام الاستبدادي والطاغي ، وبناء النظام الديمقراطي ، أي الدولة الديمقراطية ، ظهر فريق اخر هو كذلك يريد تغيير شكل الحكم ، مع الاحتفاظ بالدولة التي ستصبح بالدولة الديمقراطية ، مكان الدولة الاستبدادية والدولة الطاغية . فاعتقاد هؤلاء بالتغيير السلمي ، حيث سيجد النظام نفسه مجبرا على تطبيق الديمقراطية الكونية ، لا ديمقراطيات العائلات والاعيان ، فدعوا الى التغيير لشكل الدولة لتصبح بعد دولة الاستبداد والدولة الطاغية ، بالدولة الديمقراطية ، خاصة وقد تولدت عندهم قناعة بان النظام سيجد نفسه مكبلا بالمطالب الشعبية التي لا وزن لها . لأنها كانت قابلة للتغيير اذا زاغت عن مبادئ الثورة ، وكررت حالة الدولة التي سقطت .. وان هذا النوع من التغيير الذي تنشده القوى الديمقراطية ، سيعتمد الديمقراطية عند بناء دولتها ، لكنه يناصر السلمية للوصول الى الدولة الديمقراطية . وهذا النوع من الدول الديمقراطية هو المعروف بالديمقراطية البرلمانية . وعلى فكرة ليس المقصود بالدولة البرلمانية ان يكون لها برلمان ، بل المقصود بالدولة الديمقراطية ، تغليب وتقوية السلطة التشريعية ، لأنها مفروض فيها انها دولة الشعب والجماهير ، وليس بدولة الأشخاص ، او دولة العائلات ودولة الأحزاب .. لان الضامن للدولة الديمقراطية هو الدستور الذي يجب ان يكون بدستور الشعب ، لا بدستور الملك الذي يحشر في شخصه كل الدولة ، وتتحول الدولة الى دولة الشخص ، التي تتعارض مع البناء الديمقراطي عند بناء الدول الديمقراطية . لذلك وعند الاقدام على تعديل او تغيير الدستور ، تشاع الخطابات ، سواء الداعية للتصويت على الدستور ، او الخطابات التي تنشد دستور الشعب ، لا ان تنشد دستور فلان وعلان .. فالمعركة الدستورية تبقى الأصل في الفرز بين نظامين ديمقراطي ونظام ليس له من الديمقراطية غير الاسم كالديمقراطية " الحسنية " ، واليوم الديمقراطية " المحمدية " ، رغم ان محمد السادس بعيد كل البعد من ان يكون بالملك الديمقراطي .. فالانتهاكات لحقوق الانسان ، وغياب عهده بالديمقراطية ، كان أكْفسْ واقبح من زمن الحسن الثاني صاحب سجن Tazmamart المشهور ، وصاحب المعتقلات الخاصة ك " النقطة الثابتة رقم 1 ، ورقم 2 ، ورقم 3 ، حيث أُعدمت في هذه النقط ، خيرة أبناء الشعب المغربي ، من سياسيين مدنيين ، ومن عسكريين ، جنودا ، وضباط صف ، وضباط كان الحسن الثاني نفسه يتولى استنطاقهم في هذه المعتقلات غير القانونية .. ولا نزال نعيد ذاكرة هروب سياسيين وعسكريين من المركز " النقطة الثابتة (3) Le point fixe ، في صيف حار في سنة 1975 ، وعندما القي القبض عليهم بتعاون الرعايا الجاهلة ، تم اعدامهم في نفس المخفر ، بدون محاكمات .. كما تم قتل وليس اعدام ، الضباط الوطنيين الاحرار من جنرالات الجيش ، وضباطه الذين ثاروا ضد فساد نظام الحسن الثاني ، وكان ابرزهم الكلونيل محمد عبابو ،والكلونيل العربي الشلواطي ، والكلونيل الفنيري اصغر ضابط في الجيش ، دون نسيان الكومندار المانوزي اخ المعارض حسين المانوزي الذي كان بليبيا ، وأوهموه بقرب حل المسألة المغربية ، لكن عندما حط بمطار تونس الدولي ، خطفه البوليس السياسي التونسي ، وسلمه في المطار الى الجزار الجنرال احمد الدليمي .. وحسين المانوزي كان موجودا بالنقطة الثابتة رقم (3) ،وسيفر مع الضباط وضباط الصف والجنود الوطنيين الاحرار من المعتقل " النقطة الثابتة (3) ، وتم ترحيله مع الاخوان بويركات الى المدرسة العسكرية لضباط الصف ، التي منها اقلع ثوار الجيش نحو الرباط ، انها قرية أهرمومو ، التي فشل الحسن الثاني من تحويل اسمها من اسم بربري اهرمومو ، الى عنوان عروبي اسمه " رباط الخير " . فالضباط الوطنيين الاحرار تم اعدامهم من دون محاكمات . فكان ان يوصف قتلهم بجريمة القتل .. قتل من دون احكام من الجهاز ( القضائي ) ..
فمحاولة الانقضاض على الحكم الدكتاتوري ، اخذت اشكالا متنوعة ، بما فيها دعاة الحل الإسلامي ، او ما يسمى بالإسلام السياسي .. فهذه الجماعات رغم تنافرها مع التقدميين ومع الحركات اليسارية .. فقد ساهمت من جانبها في عملية تجاوز النظام ، وبناء نظام اخر محله ذي طابع عقائدي اوليس أيديولوجي ..
اذن الجميع يتحدث عن التغيير ، لكن لا يتفقون عن آليات التغيير . والاختلاف في آلية التغيير ، هو من يعطي فكرة مسبقة عن نوع النظام الساسي التي يخطط لبنائه ... ويجب الإشارة الى ان خسارة حرب الداخل ، امام دولة شمولية طقوسية رعوية دكتاتورية مزاجية .. لم يكن يعني الاستسلام ، والتسليم بالأمر الواقع ، بل ستحصل تطورات رغم الضعف ، الى تجديد النظريات من موقع " النقد الذاتي " ، وسيستمر المسير الحالم بالدولة الديمقراطية ، رغم قمع الدولة الذي ليس له حدود ، سيما وان الدولة المزاجية المخزنية تمتلك مشروعية واحدة ، هي مشروعية القمع .. الذي وصل حد تنظيم الاغتيالات للمعارضين الجذريين . فما تعرض له عبدالله بها ، وتعرض له العشرات ، بل المئات من أبناء هذا الشعب الجريح والمذبوح ، قل نظيره في العالم ..
اذن . هل يجب تغيير النظام ، ام يجب إصلاحه ؟ وهل النظام الشمولي المزاجي المخزني البوليسي .. يقبل سماع التغيير ، وهو الذي يرفض الإصلاح ، من الداخل وليس من الخارج .. ثم كيف التزاوج بين نظام نيوبتريركي ، نيوبتريمونيالي ، رعوي ، اميري ، طقوسي ، ( محافظ ) ، ثيوقراطي ... وبين التجارب المختلفة التي ناضلت من داخل القلعة ، وأخرى من خارجها .. ؟ .. أي لماذا فشلت جميع محاولات التغيير ، كما فشلت جميع محاولات الإصلاح ؟ هل الازمة كائنة في العامل البشري الذي لم يكن واضح التوجه ، وهذا نسميه بالاضطراب الفكري والسياسي عند كل ناشط سياسي ، ام مرده عزلة دعاة الإصلاح كدعاة التغيير، عن الجماهير الشعبية التي يتحدثون باسمها ، في حين هي جاهلة غير واعية بحقيقة امرها .. لقد فشل التقدميون ، في بناء الجمهورية الديمقراطية .. وفشل اليسار الماركسي بتلاوينه وبتعدد مدارسه ، وفشل الضباط الوطنيون الاحرار من داخل الجيش في بناء النظام الديمقراطي ، وذهبوا ضحية جهل الرعايا ، وجهل اليساريون الماركسيون ، عندما ادانوا تحركات الجيش المشروعة لصالح الشعب الذي سيحرروه من عيش الرعايا الدراويش والمساكين ، أي نفض غبار العبودية والدروشة عن اكتافهم ... وكان اول خطاب اداعه الراديو باسم ثوار الجيش ، أصحاب الانفة والهمة والشأن العظيم ، عندما ردد نداء الجيش " أيها الشعب . أيها الشعب . أقول الجيش . لقد قام بثورة لمصلحة الشعب ... " . فالتوجه الى الشعب باستعمال كلمة شعب ، وليس كلمة الرعايا ، كان المعنى منه ربط تطور الدولة بالشعب وبالجماهير ، وليس بغيره من الاعتقادات الخرافية المخزنية ك " البيعة " و " الامارة " .. وانشاد بناء الدولة الديمقراطية يدا في يد الشعب وضباط الشعب .. فمشاركة حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية من جهة الصقور ، مع الجنرال محمد افقير ، كان يرمز الى التزاوج بين العروبة وبين البربر ، وكان يهدف الى تثبيت وضع النظام الجديد ،صفا واحدا مع الجمهوريات العربية التي تحكمها البرجوازية الصغيرة .. فعندما يخرج فصيل من اليسار الماركسي ، ويدين الانقلاب الثوري لضباط الجيش مع اليسار التقدمي ، بدعوى انْ ليس وراء مشروع التغيير الذي بدأه الضباط الوطنيون الاحرار ، سوى انعدام واجهاض الثورة الوطنية الديمقراطية ، وهو نفسه الانتقاد الذي قام به هذا اليسار من ثورة 3 مارس 1973 ، التي كانت بسبب اعدامات ضباط الجيش الكبار من دون محاكمات ، وبسبب سرقة الضباط وضباط الصف والجنود ليلا ، والذهاب بهم الى Tazmamart ، كما اعتبروه تمثيل ثاني للبرجوازية الصغيرة ابان ثورة 16 يوليوز 1963 .. .. فأكيد ان هذا الشرخ الحاصل في جسد التغييريين ، من ثوار مدنيين وثوارا عسكريين ، سيفعل فعلته في الساحة ، وطبعا عوض صهر المواقف ، يحصل تفريقها ... لتصبح عبارة عن جزيئات صغيرة ، لا تسمن ولا تغني من جوع ..
اذن . بالنسبة للمعارضين التغييريين او الإصلاحيين ، وسواء كانوا مدنيين ثوارا مزعجين ومخيفين ، او عسكريين تقدميين ، فان جميع المشاريع نالها الفشل ، الذي مس حتى تيار الإسلام السياسي ، أكانوا منظري دولة الخلافة ، او منظرو الدولة الإسلامية كالجمهورية الإسلامية ..
ان الحديث عن الثورة ، وعن طريق الوصول اليها لنجاحها ، ورغم قوة الشعارات المرددة ، ورغم نوعية النظام الذي يعملون لبنائه ... فأسباب الفشل ذاتيا ، قبل ان يكون موضوعيا .. فلا انصار الثورة الوطنية الديمقراطية انتصروا ، لان الحديث عن الثورة الوطنية الديمقراطية في مجتمع راكد وخرافي و طقوسي ، وجاهل ، هو انتحار طبقي ، لانه في اصله هو دعوة الى الاناركية التي تشرع للتحطيم الكامل للدولة ، ولممتلكات التغييريين والاصلاحيين . فالجاهل الذي يجهل أسس الثورة الوطنية الديمقراطية ، ويلوح فقط بالشعارات الاسلاموية ، وغالب الظن انه يجهل اصل حتى هذه الشعارات .. مآلها الفشل منذ اليوم الأول .. وبما ان الفشل سيقوي من نفود الدولة ، ومن الأجهزة المتنوعة ، فهذا معناه العيش " بالترياق " .. في بلد يحكمها نظام شمولي لا يركع الاّ تحت الضغط الذي سيتبخر مع تبخر التجربة الثورية المجهضة ..
وكما فشلت الدعوة للثورة الوطنية الديمقراطية ، فشلت الدعوة الى نظام تقدمي ديمقراطي ، وفشل الضباط الوطنيون الاحرار في قلب النظام الشمولي ، وبناء الدولة الديمقراطية البرجوازية الصغيرة .. كما فشل الإسلام السياسي ، سواء في بناء نظام الخلافة ، او نظام الجمهورية الإسلامية .. وامام هذا الفشل الذريع الذي كان بخطابات ثورية واصلاحية تحريضية ، فشل أصحاب الدولة الديمقراطية البرلمانية ، التي تقوي من سلطات البرلمان ، وهي تقوية لسلطات الشعب ، وتم رفض حتى مطلب الملكية البرلمانية المغربية ، التي تعبد الطريق لتكريس الملكية الشمولية الغارقة في الطقوسية ، وفي التقاليد المرعية ..
ان من يدعو الى نظام الملكية البرلمانية المغربية ، يعمل وبوعي على استمرار الملكية الشمولية ، التي تختلف بالاسم فقط عن الملكية الدكتاتورية ، لان اقوى سلاح يعترف به الاصلاحويون ، هو عقد البيعة الذي يعطي للملك سلطات استثنائية غير منصوص عليها في الدستور ، لان اصلها كهنوتي ( الله ) ، وتعطيه السلطة الزمانية التي بالدستور ، بحيث يصبح الملك اميرا ، وراعيا ، واماما ، رغم انه لم يسبق له ان أمّم الصلاة بالناس ( المؤمنين ) .. ففي نظام من هذا القبيل ، فانتظار تغييره او إصلاحه ، يصبح من المستحيلات السبع ، وان أي دعوة الى التغيير او الى الإصلاح، هي دعوة الى الاناركية .. التي تحطم المغرب ، وليس فقط الدولة المزاجية التائهة المخزنية والبوليسية ..
وبما ان طرق التغيير والإصلاح ، عديدة ومتنوعة ، فان الحديث عن طرق التغيير او الإصلاح ، في ظل نظام شمولي ، وطقوسي .. هو ضرب من الحلم الذي لن يتحقق ابدا .. فأساليب نجاح الثورة الروسية ، ونجاح الثورة الصينية ، ونجاح الثورة الإيرانية الإسلامية ... ليست واحدة .. وان الحديث عن تكرارها في نظام شمولي طقوسي ، نيوبتريمونيالي ، نيوبتريركي ، رعوي ، كمبرادوري ، ثيوقراطي ، مفترس لثروة الرعايا المفقرين والمتسولين .. هو ضرب من الخيال وضرب من الحلم .. ففي دولة طقوسية يحكمها نظام غارق في الطقوسية ، وبها ، وعددهم الكثير ، رعايا يكونون القاعدة الجاهلة العريضة ، يقتضي التغيير او الإصلاح ، البحث عن آليات أخرى ليست هي آليات نجاح الثورة الروسية ، وآليات نجاح الثورة الصينية ، وآليات نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية .. بل يجب البحث عن نوع الآليات التي تستجيب مع مجتمع الرعايا ، والدولة الطقوسية ، وهي عند حصول فراغ في الحكم ، كموت الملك ، على الشعب ان ينزل الى الشارع ، ولن يغادر الشارع حتى يتم الحسم في الدولة الديمقراطية الحقيقية .. فنزول الشعب يتطلب وجود قيادات صلبة ، كما حصل في 23 مارس 1965 ، وحصل في الدارالبيضاء في يونيو 1981 ، وحصل في يناير 1984 ، وفي فاس في سنة 1990 ..
ان نزول الرعايا الى الشارع ، سيكون محفوفا بالمخاطر من ان تصبح الدولة غارقة في الاناركية ، والانركية ، تعني الهدم من اجل الهدم .. لذا فقبل النزول الى الشارع ، ان يطرح السؤال . هل هناك قيادات وطنية عبر مجموع المغرب ، تتحكم في النزول ، وفي الدفع به ليصبح ثورة .. حضارية سلمية وليس عنيفة .. فالقيادات من هذا الشكل ، على الأقل ما يشاهد في الساحة ، انتهت ، عندما نجح القصر في شراء صمتها ، لتتحول الى مدافعة عن الملك ، لا ضده . طبعا قد تحصل مظاهرات لكنها سلمية ، تردد مطالب " ارحل " . وهنا ، ونظرا الى ان حملة الشواهد يوجدون بالألاف في البوادي بطالين ، فهؤلاء يمكن ان يصبحوا حمام امتصاص النزول ، دون خروجه ليتطور الى إرهاب وفوضى ، تذمها الدولة كما تدمها الفرق السياسية الناضجة ..
واذا التزم الشعب الذي سينفض غبار الرعية عن اكتافه ، واستمر النزول المنظم ، فالنظام المزاجي يستحيل لجيشه او جدرمته ، او بوليسه ، او مخازنييه او سلطته .. اطلاق رصاصة واحدة على الشعب الذي يطالب بحقوقه وبكرامته ، وبدولة ديمقراطية . ان ما يجب معرفته ، وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي ، ان النظام سيكون تحت الرقابة المباشرة لمجلس الامن ، الاتحاد الأوربي ، الاتحاد الافريقي ، منظمات حقوق الانسان الدولية ، والمحكمة الجنائية الدولية .. ان الوضع قد تغير دوليا لصالح حقوق الانسان ، ولصالح الديمقراطية التي يطالب بها الشعب المغربي ..
وعند انضمام جماهير الشعب الصحراوي ، الى الشعب المغربي ، وينزلون الى الشارع ، وتنظيم المسيرات السلمية التي تطالب بالمشروعية الدولية ، فأكيد ان لا احد يستطيع اطلاق رصاصة واحدة على الشعب الصحراوي ، كما على الشعب المغربي .. فاطلاق الرصاص ، والعالم تغير جذريا ، يعني تضمين السرعة القصوى لانزال المشروعية الدولية الى الأرض .فمن دون نزول الشعب الى الشارع ، لن يتحقق التغيير كما لن يتحقق الإصلاح .. وستبقى " المَحلّة " كما هي وكما كانت .. وليستمر نظام الرعايا كما يطيب ويحلو له .. خاصة وفي عدم نزول الشعب الصحراوي والشعب المغربي الى الشارع ، سيكون النظام بنظام الرعايا المفقرين صحراويين ومغاربة .. على السواء ...



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الامن يقترح حلا لنزاع الصحراء الغربية بين جبهة البوليسا ...
- فرنسا لا تعترف ولم تعترف بمغربية الصحراء ، شأن مدريد ، وشأن ...
- مرة أخرى نعود لتوضيح موقف دول الاتحاد الأوربي ، من حكم محكمة ...
- اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار
- اصبح موقف الاتحاد الأوربي من نزاع الصحراء الغربية ، موقفا وا ...
- هل ستتشبث دول الاتحاد الأوربي بقرار محكمة العدل الاوربية ؟
- وجهة نظر قانونية حول حكم محكمة العدل الاوربية الصادر في 04 / ...
- حلف عسكري جزائري إيراني روسي مع حزب الله اللبناني . وحلف عسك ...
- محكمة العدل الاوربية تصدر حكما يرفض أطروحة مغربية الصحراء .. ...
- يوم 4 أكتوبر الجاري ، سيكون موقفا اوربيا حاسما من نزاع الصحر ...
- قتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني
- الجزائر تفرض التأشيرة فقط على المغاربة
- القضية الصحراوية والقضية المغربية
- الرعايا التائهة
- هل حصلت صدفة ، أم هو مكر التاريخ
- المغرب الى اين ؟ هل نحن نعيش حالة استثناء ، وهل قدرنا نظام م ...
- دور المثقف في الصراع الطبقي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( الفصل السابع )
- تجليات الموقف الاسباني من نزاع الصحراء الغربية .


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - كيف يمكن تغيير النظام .