فرنسا لا تعترف ولم تعترف بمغربية الصحراء ، شأن مدريد ، وشأن عواصم الاتحاد الأوربي .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 8133 - 2024 / 10 / 17 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في دراسة سابقة عن قضية الصحراء الغربية ، اصدرناها منذ يومين ، بالموقع التقدمي Ahewar.org ، اشرنا واشارتنا صحيحة وليست كاذبة ، بان فر نسا Emanuel Macron ، لا ولم تعترف بمغربية الصحراء ، وهي تتشبث فقط بالمشروعية الدولية ، التي تعني الاستفتاء وتقرير المصير . وان من لوح بهذه الأكاذيب ، التي كان ضحيتها محمد السادس ، غرضه تطمين الملك الغائب ، للاستمرار في نهبهم للدولة ، التي سيطروا عليها ، وهذه السيطرة نعتبرها بانقلاب على محمد السادس الغائب والمغيب ، وانقلابا على ولي العهد ، ونعتبرها احتياطا من ردود فعل امه سلمى بناني ، التي ضاقت ضجرا من افعال العصابة التي استولت على الدولة ، وهي من يحكم المغرب ، خارج الاعراف ( البيعة ) ، وخارج الدستور الواضح ، خاصة وان الملك المريض يمكن ان يرحل ، فيخلق رحيله مشكلة سياسية وتنظيمية لصوص الدولة التي استولوا عليها في النهار قبل الليل . وعن انقلاب الجماعة المافيوزية ، لا يعني انه انقلاب على محمد السادس الذي فقد التركيز والتمييز بسبب المرض . فمحمد السادس اصبح مجرد ديكور تستعمله العصابة لخدمة اغراضها ومصالحها ، بالسرعة القصوى ، حتى لا يصبحوا مبعدين ومهمشين من قبل الملك القادم ، ومن قبل امه التي لن تنسى المعاملات البلطجية التي كانت ضحيتها من قبل العصابة المافيوزية . والكل يتذكر كيف منعها ( الجنرال ) حسني بنسليمان من ولوج إقامة ملكية بالشمال ( انتظار المحاكمات ) .. لذلك فالمستهدف من الانقلاب ، كان بالأساس وبدرجة أولى ولي العهد الأمير الحسن ، وطبعا امه سلمى بناني . لكن المستهدف من سرقة الدولة ، الخوف من ( الأمير ) عودة هشام بن عبدالله العلوي الى مربع الحكم .. فما تعرض له من محن من قبل العصابة ، وكان على رأسها الجنرال حميدو لعنيگري ، وفؤاد الهمة ، كان ابشع واخبث في التعامل مع امير له نصيبه من الحكم اذا ساعدته الظروف .. وتكون العصابة التي سرقت الحكم ، ولفّت محمد السادس في منديلها ، قد وجهت عدة ضربات في المحيط الاميري ، وفي محيط المنافسين القدامى ، الذين كانوا ضحية العصابة ، كمدير الديوان الملكي رشدي شرايبي ، وحسن اوريد .. والقافلة طويلة .. فالعصابة المتعودة الكذب على الملك ، استعملت الملك الجاهل لما يجري بالدولة ، في خدمة مصالحها ، وسد الباب امام أي شخص ، سيحظى بثقة الملك ، رغم انه يتصرف ضده لا ضد غيره ..
انه نفس الكذب استعملته العصابة ، مافيا " البنية السرية " في الترويج لأكذوبة " اعتراف Emanuel Macron " بمغربية الصحراء .. وباعتراف أمريكا كذلك بمغربية الصحراء ، واعتراف إسرائيل بها ، بل اعتراف الاتحاد الأوربي .. وكما يقولون ان حبل الكذب قصير . فالتقرير المنتظر لمجلس الامن في 30 من الشهر الجاري ، اكبر شاهد على عدم اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء ، شأن عواصم الاتحاد الأوربي ، وشأن تل ابيب .. وقد سبق وقلت في دراسة سابقة صدرت في وقت قصير ، ان اجتماع مجلس الامن الجاري في شهر أكتوبر ، سيكون لقاء تعرية مواقف الدول أعضاء الفيتو وعلى رأسهم فرنسا ، من نزاع الصحراء الغربية .
ان القرار القادم لمجلس الامن ، وبعد إحاطة الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة Stefan de Mistura ، يكون اصل القرار القادم لمجلس الامن الدولي ، وبعد تعرية مواقف الدول التي تشتغل بموضوع نزاع الصحراء الغربية ، وعلى رأسهم فرنسا التي لم تعترف ابدا بمغربية الصحراء ، وتنسب اليها العصابة المافيوزية التي سرقت الملك المريض ، وسرقت الدولة ، اكذوبة اعتراف باريس بمغربية الصحراء .. ، قد تعرى امام الحقيقة ، حقيقة الوضع من جهة ، ومن جهة توظيف اكذوبة ( اعتراف ) فرنسا بمغربية الصحراء ، ليس لسرقة محمد السادس الغائب بسبب الجهل ، والمغيب بسبب ضعفه ومرضه ، من قبل لصوص الدولة ، الذين اهداهم المغرب ، وفي غفلة عن التآمر والمؤامرة . بل ان الانقلاب كان على ولي العهد الأمير الحسن ، وانقلابا على امه التي تنتظرها أشواط من المعركة مع العصابة .. وفي نفس الوقت في نظرهم ، انّ رميهم لحجرة واحدة ، ستصيب حتى هشام بن عبدالله العلوي كمنافس منتظر .
ان اصل القرار الذي سيصدره مجلس الامن في نهاية الشهر الجاري ، لا علاقة له بمؤامرة عصابة " البنية السرية " ، التي تعرت اكاذيبها على الملك حين استفردت به . بل هو قرار جريء لمجلس الامن ، عندما ساوى بين طرفي النزاع ، الذين هم النظام المزاجي المخزني التائه ، والمعزول ، وبين جبهة البوليساريو ، وليس الدولة الصحراوية غير المنصوص عليها في المشروعية الدولية .. ولا ننسى هنا حين اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بجبهة البوليساريو ، كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي ، جوابا على مغامرة النظام بدفع الجيش للانتحار في أراضي وادي الذهب في سنة 1979 ، عند خروج موريتانية من " تيريس الغربية " ..
فدعوة مجلس الامن اطراف النزاع ، النظام الملكي القمعي والمرعب ، وبين جبهة البوليساريو، للجلوس للتفاوض من دون شروط مسبقة ، هو تفسير دال على ان مجلس الامن لا يعترف بمغربية الصحراء ، ودليل دال على ان الحل هو المشروعية الدولية ، تحت اشراف مجلس الامن ، واشراف الجمعية العامة للأمم المتحدة ..
وهنا لنسائل العصابة التي سرقت الدولة وانقلبت ليس على محمد السادس المريض الفاقد للتمييز ، بل انقلبت على ولي العهد الحسن ، وانقلبت على امه سلمى بناني ، وانقلبت على هشام بن عبدالله العلوي .. اين اكذوبتكم الفاضحة من ان فرنسا اعترفت بمغربية الصحراء ، مثل ان إسرائيل اعترفت بمغربية الصحراء ، والرئيس Trump وليس الولايات المتحدة الامريكية اعترف بمغربية الصحراء .. ؟ .. اليس فرنسا عضو دائم بمجلس الامن ، وتؤثر في جميع قراراته قبل التصويت عليها .. فاين انتم مِمّا روجتموه من اكاذيب عن فرنسا التي اعترفت بمغربية الصحراء ، وهي لم تعترف بهذه المغربية ، لان اختصاص معالجة نزاع الصحراء الغربية ، هو مجلس الامن والجمعية العامة .. أي ان قضية الصحراء الغربية ، هي قضية الأمم المتحدة ، وقضية المشروعية الدولية .. فمن اين جئتم بهذه الاكذوبة ، التي طالت الملك المريض الفاقد للتمييز ، عندما ذكرها في خطابه الأخير عندما قال " ان فرنسا اعترفت بمغربية الصحراء " .. ولو كان الملك يتوفر على عقل منتج ، هل كان له ان يسقط ضحية أكاذيب مافيا " البنية السرية " ، ويردد من دوم علم ولا ادراك في خطابه ، باعتراف فرنسا بمغربية الصحراء . ؟
ان مسار التقرير الذي سيصدره مجلس الامن في اخر شهر أكتوبر الجاري ، وفرنسا عضو بارز كدول الفيتو .. لا تعترف ابدا باعتراف فرنسا بمغربية الصحراء . وفرنسا حين تدعو ويدعو مجلس الامن ، الى البحث السياسي ، فالدعوة هي المشروعية الدولية ، التي زكاها قرار محكمة العدل الاوربية ، الذي لا يعترف بمغربية الصحراء ، ويدعو للتشبث بالأمم المتحدة ، والفصل استنادا للمشروعية الدولية ..
بل ان فرنسا ( صديقة ) الملك ، الذي كان رئيسها تعرض لغدر حين تم زرع جهاز إسرائيلي Pegasus في هاتفه ، وكإسرائيل واسبانيا .. لا يعترفون ابدا بمغربية الصحراء ، ولن يعترفوا بها ، لان لها وجه حضاري خاص ، يختلف عن الحضارة المسيحية ، والأعراف والقيم الاوربية .. الفريدة والسامية ..
ان الترويج لاعتراف تل ابيب ، واعتراف باريس ، ومدريد ، وواشنطن ... بمغربية الصحراء ، لا أساس له من الصحة .. وقد تم اقتناص الاشاعة التي صفق اليها الاعلام التابع للأجهزة البوليسية ، التي تآمرت على الدستور ، وتآمرت على عقد البيعة ، لتفريش الأرضية بما يجعل وضع الأمير ولي العهد ، مرتبطا بها لا بغيرها .. فهم كما سرقوا محمد السادس الغائب ( لم يكن مريضا ) ، والمغيب بسبب المرض الخطير الذي يعاني منه ، هدفوا بأكاذيبهم التي نفخوا فيها ، الى السيطرة على الأمير ، والسيطرة على امه ، وابعاد هشام بن عبدالله العلوي الذي كان ولا يزال عدوا ليس بلدود ، لرئيس " البنية السرية " ( صديق ) الملك و( مستشار ) الملك " فاش " المدعو فؤاد ( الهمة ) ، ومدير البوليس المدعو عبداللطيف الحموشي ، الذي يوظف الآلة البوليسية ، لخدمة مصالح رئيس " البنية السرية " ، عن بينة واختيار ..
ولا ننسى الفشل الذريع للانقلابيين ، عندما فشلوا في ترتيبات ممسوخة ، للحيلولة دون حضور الجمهورية العربية الصحراوية لقاءات يحضرها الملك و Emanuel Macron ، الى جانب رئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي .. فحضور رئيس الدولة الصحراوية ، تم بناء على مسطرة وبروتوكول ، الاعتراف غير المباشر بالدولة الصحراوية .. لان قرارات مجلس الامن وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، خالية من أي إشارة للدولة الصحراوية ، ويركزون فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير الذي يشتغل المجمع الدولي عليهما ..
ومرة أخرى . لا فرنسا تعترف بمغربية الصحراء . ولا مدريد ، ولا تل ابيب ، ولا واشنطن ، ولا لندن ، ولا عاصمة من دول الاتحاد الأوربي ، ولا موسكو ، ولا بيكين ، ولا كندا ، ولا سويسرة ... الخ ، يعترفون بمغربية الصحراء .. وقد زاد في اتجاه عدم الاعتراف الذي سيظهر في اخر الشهر 30 أكتوبر ، قرار محكمة العدل الاوربية الذي نفى ان تكون الصحراء مغربية ، وركز الحكم على عدم مغربيتها ، وأشار الى المشروعية الدولية التي تعني الاستفتاء وتقرير المصير .. واعتقد لو كان وسط العصابة المافيوزية من يفهم الحركات ، فليرجع الى زيارة إبراهيم غالي رئيس الدولة الصحراوية الى Bruxelles عاصمة الاتحاد الأوربي ، وحضي بنفس البروتوكول الذي حظي به رؤساء الدول الافريقية والاوربية ، ورؤساء الحكومات .. ورفرفت راية الجمهورية العربية الصحراوية في سماء Bruxelles الى جانب راية النظام المخزني ..

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل