|
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( تابع )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 14:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( 6 ) " البوليس السياسي DGST قطع الكونكسيون عن منزلي لعرقلة نشر هذه الدراسة . لذا سأبعثها من مقهى Cyber " . مؤتمرات " ا و ط م " عبر التاريخ . مقدمة : كانت المؤتمرات الطلابية التي عقدتها في تاريخها ، منظمة " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " ، " UNEM " ، " ا و ط م " ، منذ مؤتمرها التأسيسي بمدينة الرباط في 26 دجنبر 1956 ، حتى آخر مؤتمر عقد بنفس المدينة ( الرباط ) في 22 غشت 1981 ، تشكل كلها محطات بارزة في الصراع السياسي والايديولوجي الفصائلي " الأوطمي " " ا و ط م " ، بين مكونات الحركة الطلابية ، فكانت اغلبية المؤتمرين المنتمية لفصيل او لفصائل متحالفة تكوّن القيادة ، وكانت الأقلية ( شكليا ) تكون المعارضة التي كانت في غالب الأحيان تسيطر على الساحة الطلابية . وللإشارة فان الحركة الطلابية المغربية ، إضافة الى انها كانت تتفاعل مع مختلف الاحداث والمستجدات السياسية ، التي كان يزخر بها الحقل السياسي الوطني ، بقدر ما كانت تتأثر بالأحداث العالمية والعربية ، التي كانت تأثيراتها جلية في تكوين الخريطة التنظيمية لمختلف الفصائل داخل " ا و ط م. " ان كل هذه الاحداث الوطنية والعربية والدولية ، شكلت منعطفا في رسم خطوط سياسية ، وإعادة صياغة ايديولوجيات يسارية جد تقدمية ، رغم انها كانت متطرفة في بعض الأحيان ، وكانت انعكاساتها واضحة في المسار السياسي الذي نهجته معظم الفصائل الطلابية ، وميولها نحو النزاعات اليسارية التي بدأت تجلياتها بشكل واضح ، في المؤتمر الوطني الثالث عشرة ( المؤتمر 13 ) ، والمؤتمر الوطني الخامس عشرة ( المؤتمر 15 ) ، والمؤتمر الوطني السابع عشرة ( المؤتمر 17 ) . فكان طبيعيا ان تنعكس كل هذه المشاكل ، على واقع المنظمة الطلابية ، والمساهمة أخيرا في هذا الوضع السلبي ، الذي توجد فيه الحركة الطلابية المغربية ، بدون وجود منظمة تمثلها .. الفصل السادس . تتمة فصل المؤتمر الوطني السابع عشرة : ان تاريخ منظمة " الاتحاد الوطني لطبلة المغرب " " ا و ط م " UNEM ، تاريخ صراعات سياسية وأيديولوجية ، وصراعات تنظيمية بين الفصائل الطلابية المتواجدة في الساحة الطلابية . كما انه تاريخ انسحابات وبالجملة ، لفصائل طلابية لم تحصل على الأصوات الانتخابية الكافية لتبوئها قيادة المنظمة الطلابية " اللجنة التنفيذية والمجلس الإداري . فكان اللجوء الى سلاح وخيار الانسحاب من المؤتمر ، الهدف منه ، ارباك المؤتمر ، وتوثير الجو بين المؤتمرين ، حتى الفشل النهائي للمؤتمر ، لتبقى المنظمة الطلابية كقواعد من دون قيادة . لكن رغم ذلك فالفصائل الوازنة والمسيطرة على الساحة ، وبنصرة القاعدة الطلابية ، كانت تجتهد في إيجاد آليات للاشتغال ، لمواجهة الوضع المتأزم عند انسحاب فصيل او فصائل من المؤتمرين ، بغية تفادي موت المنظمة " ا و ط م " .. فإذا كانت المنظمة الطلابية خلال المؤتمر الأول الذي انعقد في 26 دجنبر 1956 ، والمؤتمر الثاني الذي انعقد في شتنبر 1957 ، متماسكة ومتجانسة بسبب ارتباطها بحزب الاستقلال ، فان المؤتمر الوطني الثالث الذي انعقد بمدينة تطوان في 25 يوليوز 1958 ، شكل قطيعة المنظمة الطلابية مع حزب الاستقلال ، وجناحه المركانتلي المحافظ ، فانحازت المنظمة الطلابية بالكامل الى الحزب الشعبوي " الاتحاد الوطني للقوات الشعبية " ، " ا و ق ش " UNFP . فكانت اول بادرة انشقاق وتقسيم تعرضت له المنظمة الطلابية في اطارها ( العتيد ) سنة 1962 ، حين ظهر مشروع مشبوه " الاتحاد العام لطلبة المغرب " UGEM التابعة لحزب الاستقلال . اذا كانت " ا و ط م " في تاريخها النضالي ، قد سجلت اشعاعا نضاليا وطنيا ودوليا ، ونجحت في طبع الحياة الطلابية بمجموعة من الأعراف والعادات التي ميزت الحركة الطلابية المغربية ، من اكبر المنظمات الطلابية العالمية التي أعطت الكثير ، خاصة في ميدان الاعتقالات والمحاكمات السياسية ، لأنها شكلت معارضة حقيقية للنظام السلطاني المخزني ، فان منظمة " الاتحاد العام لطلبة المغرب " UGEM ، ظلت مجهولة عند القاعدة الطلابية ، سيما وانها تنظيميا تابعة لحزب الاستقلال . فباستثناء توزيع منشور هنا او هناك ، فان UGEM ظلت تتعرض للقمع ، كلما اقتربت من الساحة الطلابية التي كانت كلها يسارية . اذا كانت قيادة المنظمة منذ المؤتمر الوطني الثالث ، وحتى المؤتمر الوطني الثاني عشرة " المؤتمر 12 " ، تتشكل من اغلبية تنتمي عضويا وسياسيا ( لم تكن للأحزاب أيديولوجيا ) الى حزب الاتحاد الوطني / الاشتراكي لل ( قوات الشعبية ) ، مع وجود معارضة صغيرة تنتمي الى الحزب الشيوعي المغربي PCM ، حزب التحرر والاشتراكية PLS ، فان مجرى الصراع تطور نحو خط امامي منذ المؤتمر الوطني الثالث عشرة " المؤتمر 13 " ، وحتى المؤتمر الوطني السابع عشرة ( المؤتمر 17 ) الأخير الفاشل ، بفعل ظهور منظمات سياسية تنتمي لليسار الماركسي اللينيني ، والماوي Mao Tsé Tong ، وحتى الستاليني في صورته القمعية . وهذه المنظمات المحسوبة على اليسار الماركسي الجديد في الساحة ، شكلتها " منظمة 23 مارس " الماركسية القومية والستالينية ، ومنظمة " الى الامام " الماوية الستالينية ، وحركة " لنخدم الشعب " الماوية .. لقد وصلت هذه المنظمات خلال المؤتمر الوطني الثالث عشرة ( المؤتمر 13 ) ، الى تزكية أطروحة فاس ( مجموعة أنفاس ) ، والى تعزيز مبادئ " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " ، التي تعني " الجماهيرية ، الديمقراطية ، الاستقلالية ، التقدمية " . فتمكنت خلال المؤتمر الوطني الخامس عشرة ( المؤتمر 15 ) الذي كان بحق مؤتمر هيئة اليسار الجديد ، من تشكيل قيادة طلابية ثورية سُميت ب " جبهة الطلبة التقدميين الثوريين " Les frontistes .. ان نفس السيناريو سيتكرر في المؤتمر الوطني السابع عشرة ( المؤتمر 17 ) ، بين فصيل " رفاق الشهداء / رفاق المهدي وعمر " ، وفصيل " القاعديين " الذي تشكل من شتات البقايا المتناثرة لليسار الماركسي اللينيني السبعيني . يلاحظ هنا ان الجبهويين Les frontistes " جبهة الطلبة التقدميين الثوريين " ، لم تحترم مبادئ " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " ، لان الممارسات التي قامت بها في علاقاتها مع غيرها من الخصوم الايديولوجيين وحتى السياسيين ، من خلال محاولاتها ربط الحركة الطلابية ومنظمتها " ا و ط م " ، بالمنظمات السياسية الأيديولوجية التي ترتبط بها عضويا ، كانت بعيدة كل البعد عن مبدأي " الاستقلالية والجماهيرية " . واذا كان هذا هو جوهر الصراع الذي دار برحاب " ا و ط م " الذي عرفته الساحة الطلابية بين الفصائل المتصارعة ، فان الجماهير الطلابية ، ظلت تتفرج على هذه الصراعات ، لكن من دون المشاركة فيها .. وحتى الإضرابات التي عرفت بطول مدتها ، لم تكن الجماهير الطلابية تشارك فيها كقواعد طلابية ، الاّ تحت الضغط والترهيب والتخويف .. والقمع .. اذا كانت الصراعات التي عرفتها المنظمة الطلابية " ا و ط م " ، قد عكست تصورين مختلفين للأزمة وللعمل الطلابي النقابي ، وعلاقاته بالسياسي ... تصور اول كانت تمثله الأحزاب التي وُصِفتْ بالإصلاحية ، والتي اشتهرت بالكولسة وبالمفاوضات بدهاليز وزارة الداخلية ... وتصور ثاني اخر معارض مثلته المنظمات اليسارية الماركسية التي عُرِفت مرات بالاندفاع الاعمى الذي تسبب في قرار 24 يناير 1973 ( الحظر على ا و ط م ) ، فان عقد التسعينات تميز بكون الحركة الطلابية ، عرفت ظهور تيار جديد في الساحة ، هو تيار الإسلام السياسي ، الذي تقوى بفعل عدة عوامل داخلية وخارجية ، مكنته من السيطرة التامة على الساحة الطلابية ، والساحة السياسية الوطنية ، وذلك بفضل استفادته من أسباب الإفلاس الأيديولوجي والمادي السياسي ، لمنظمات اليسار الماركسي ، الذي تحول الى أرخبيل من النسيان عندما اصبح مجرد اطلال .. كما استفاد من الإفلاس التاريخي لأحزاب المعارضة البرلمانية ، وهو افلاس سجل تعريته بموت عبد الرحيم بوعبيد ، وعلي يعتة ، وتقزيم محمد بن سعيد ايت ادير الى اقصى الحدود .. ، وبفعل الصراعات التي نشبت داخل هذه الأحزاب ، وكانت وراءها وزارة الداخلية .. أي تعبير صريح عن حتمية الإفلاس التاريخي المدوي ، الذي تعرضت له أحزاب برجوازية الدولة في الوطن العربي ( الأحزاب القومية الماركسية ) والأحزاب الستالينية ، الأحزاب الشيوعية العربية . ان كل هذه العوامل مجتمعة ، مكنت التيار السياسي الإسلامي ، من احتلال اغلب مواقع اليسار المتراجع والمتهاوي ، ودفعت به الى البحث عن محاولات يائسة لجمع الصفوف المتلاشية ، في اطار أحزاب اخذت صبغة انتخابية كاليسار الاشتراكي الموحد ، او صبغة معارضة راديكالية ، كالتنسيق سابقا بين حزب الطليعة وحركة النهج الديمقراطي ، لمواجهة حركات الإسلام السياسي ، سواء كانت المواجهة في الساحة الطلابية التي تحول فيها اليسار الى اقلية قليلة ، او ذاك في الساحة السياسية عند التطرق لمواضيع الساعة مثل " خطة ادماج المرأة في التنمية " ، او تحديد الموقف من الدستور وشكل الدولة ، والامارة ... الخ . فأمام هذا الوضع تشير معظم التحليلات ، ان الصراع داخل الحركة الطلابية ، سيحتد بين مختلف الفصائل ، وذلك بسبب التطورات التي حصلت بالساحة ، وبالضبط على مستوى الخريطة الحزبية ، وهو ما سيكون له انعكاس مباشر على نوع الصراع في الساحة الطلابية . لقد اصبح الصراع والمنافسة واضحا الان ، وفي ( المستقبل ) بين طلبة الإسلام السياسي ، وبين اليسار الماركسي ، في حين انقرضت الفصائل التي كانت ترتبط عضويا ، بالاتحاد الاشتراكي ، وحزب التقدم والاشتراكية ، كما ان الضعف البيّن لليسار الماركساني الملكي الممثل في اليسار الاشتراكي لنبيلة منيب ، وطلبة حزب الطليعة ، انقرضوا من الساحة الطلابية ، وبقدر ما ابتعدوا عن الشعارات القديمة ، بقدر ما التحقوا بجوقة المخزن ، حين شاركوا في كل الاستحقاقات السياسية التي نظمها القصر ، لكن خرجوا بخفي حنين . فباستثناء دخول نبيلة منيب الى برلمان الملك ، ظل حزب الطليعة دون مستوى المبادرات السياسية التي طبعت العمل الحزبي ما قبل 3 مايو 1983 ، بل وبينما طلق الحزب الشعارات الراديكالية التي رددت في اكثر من مناسبة واكثر من واقعة ، يكون الحزب قد قطع مع الإرث النضالي منذ ستينات القرن الماضي ، ومن جهة فرغم ارتماءه في جب المخزن ظل في عرف المخزن بعيدا عن الحزب المخزني ، لان المخزن لن ينسى شعارات الستينات والسبعينات ضد الدولة . لذا وجد التغيير الجذري للحزب ليس تحولا سياسيا ، لكن وجده ضعف سياسي ، طبعا قاطعه النظام بالتجاهل وبعدم الاهتمام ، فحصل ان تعرت قوتهم المنخورة ، امام جمهور الناخبين حين لم يصوت عليهم احد في الاستحقاقات الملكية . واصبح السؤال . ماذا يجب على الحزب القيام به ليحظى برضى النظام ، ويسمح له بلعب دور الاتحاد الاشتراكي في ثمانينات القرن الماضي برلمانيا .. ونفس الشيء ملاحظ مع حزب المؤتمر الاتحادي ، والحزب الاشتراكي الموحد .. وهو ما يطرح تقييم الدور السلبي الذي اصبح يُلعب في أحزاب لها ( قيادات ) ومن هذه القيادات من شارك في رجم الشيطان في الحج ، لكن لا قواعد ولا مناضلين على شاكلة مناضلي الصف الأول والثاني وحتى الثالث ، الذي تم رسمه بالمؤتمر الاستثنائي في يناير 1975 .. فالمؤتمر الاستثنائي ليناير 1975 ، كان البداية التي فرشت للوضع التنظيمي والسياسي التي اصبح عليه حزب الطليعة ، واصبح عليه الاتحاد الاشتراكي ، وأصبحت عليه جميع التوابع التي خرجت من صلب الحزب الثاني ، كمجموعة " الوفاء للديمقراطية " .. لكن ، فحتى التنافس والصراع بين الإسلام السياسي وبين اليسار الماركسي ، لم يوليه احد أهمية ، لان التعارك وفي غياب القواعد ، يظل مشكلة تنظيمية مستفحلة عن المعالجة ، لان التنافس والصراع اضحى من داخل بيت الإسلام السياسي ، وبيت اليسار الماركسي ، حول مزايا ومصالح لا علاقة لها بالأيديولوجية ولا بالعقيدة ، وزاد في رسم هذه الصورة الجافة ، تخلي جماعة العدل والإحسان عن التنسيق الغير مكتوب ، مع حزب النهج الديمقراطي ابان حركة 20 فبراير المخزنية .. فرغم قوة الشعارات التي تم رفعها من قبل جماعة العدل والإحسان وحزب النهج ، بانهما لا يلتزمان بسقف محدد في المطالب ( الجمهورية ) ، وان الخيار في أرادة الشارع ، الذي كان يتظاهر بدون شعارات ثورية ، ومن دون تنظيمات ثورية طيلة هبة 20 فبراير ، فان خروج جماعة العدل والإحسان ، قد فضح وعرى قوة التنظيمات التي تظاهرت بقيادتها الانتفاضة ، انتفاضة 20 فبراير المتحكم فيها بقوة . وبخروج الجماعة تشتت الساحة ، ليس نحو تنظيمات جديدة واكثر ثورية ، بل تعرت عندما اصبح الجميع يرفل في قفطان النظام ، واصبح الجميع يتنافس في أي يكون العبد المطواع ، لتنزيل برنامج الملك الذي سقط من فوق ، ولم يشارك في الانتخابات ، ولم يصوت عليه احد .. في حين إعراب هذا اليسار الملكي باسم الماركسية ، رغبته في ان يصير موظفا ساميا بإدارة الملك ، واستعداده لرمي برنامجه الانتخابي في القمامة .. وهنا تطرح الإشكالية مع الناخبين الذين يكونوا قد صوتوا لتلك الأحزاب ( اليسارية الملكية ) ، أحزاب الفدرالية ، حول البرنامج الانتخابي ، الذي سيلفظه الحزب لصالح برنامج الملك ، الذي هو الدولة والدولة هي الملك .. والسؤال . الا يعتبر هذا التصرف بمثابة خيانة هذه الأحزاب للمصوتين لهم في الانتخابات ، لان التصويت كان من المفروض ان يكون لتنزيل برنامج الحزب الذي صوتت عليه الكتلة الناخبة ، لا تنزيل برنامج الملك الذي سقط من فوق .. ان انعكاس كل التحولات التي لعبت فيها وزارة الداخلية ، والبوليس السياسي دورا ، اكيد سيرتد على الوسط الطلابي ، السريع التأثير والتجاوب ، مع التغييرات المفاجئة للفاعل السياسي . لكن لم تكن مفاجئة للنظام المزاجي التائه الذي وحده يقف وراءها .. ومن ثم ستصبح القوى التي تستمر في النشاط السياسي الكلاسيكي " الإسلام السياسي / اليسار الماركسي " موجودة بالساحة ، لكن ليس بمقدورها حسم معركة ، ولن يكون بمقدورها التحكم في الساحة . فباستثناء اليسار الماركسي الذي يمثله " القاعديون / البرنامج المرحلي " ، فان الساحة الطلابية اصبحت شبه فارغة من البرامج الثورية ، واصبح التحرك في القطاع متحكم فيه من قبل الجهاز السلطوي ، والبوليس السياسي . والسؤال هنا . ما الفاعل المعطل لكي تعقد ( ا و ط م ) مؤتمرا استثنائيا يعيد ل ( ا و ط م ) زخمها السياسي والنضالي داخل الجامعة ، وخارج الجامعة ، لارتباطاتها التنظيمية .. ان هذا الوضع لم يأت من فراغ ، او حصل مفاجئا لمعطيات من خارج الجامعة . لكن لعبت فيه الدولة المزاجية التائهة ، دورا كبيرا منذ خمسة عشر سنة قبل وفاة الحسن الثاني . فالقطاع الوحيد الذي كان يشكل نوعا ما خطرا ، لانه غير متحكم به مائة بالمائة ، كان القطاع الطلابي ، وكان التركيز بالضبط على الفصائل المرتبطة أيديولوجيا او عقائديا بمنظمات وأحزاب قوية . وحيث ان حتى هذه التنظيمات السياسية الغير مرخص لها بقرار لوزارة الداخلية ، قد ضعفت وخرّت قوتها ، فأكيد سيحصل الانعكاس على الساحة الطلابية ، وبالضبط التنظيمات التي يمكن ان تخلق قلاقل لبداية محمد السادس في الحكم .. وهنا نطرح السؤال . رغم ان الغلاء في المغرب فاق الغلاء في فرنسا وفي اسبانية ، فلا احد احتج او ندد ، وكأن الرعايا المقتولة تبارك هذه الزيادات الخطيرة في الأسعار . وللإشارة فالزيادات كانت مع عبدالرحمان اليوسفي ، قبل عبدالاله بنكيران .. لكن لا احد اعلن الاضراب العام ، او دعا الى المواجهة مع الدولة ... والكل يتذكر ان الدولة عندما زادت عشرة سنتيمات في ثمن الخبز ( شهداء كوميرة ) ، احترقت مدينة الدارالبيضاء ( 1981 ) .. ونفس الشيء حصل في يناير 1984 ، وفي دجنبر 1990 .. بل لو اعلن تنظيم تقدمي او ثوري او إصلاحي الدعوة الى الاضراب في اوج زخم حركة 20 فبراير ، لأصبح للمغرب وجه اخر اليوم .. ان السبب هو خيانة أحزاب ومنظمات ونقابات للرعايا ، بالدرهم .. باعوهم بالجملة .. والسؤال : لماذا استقبل محمد السادس نوبير الاموي ، وكيف تحولت " ك د ش " CDT الى مناصرة للسلم الاجتماعي وللدولة .... ان هذا الوضع انعكس حتى على الساحة الطلابية . ولنا ان نتساءل عن : اين الفصيل الطلابي : --- الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية – انصار ك د ش / CDT .. --- اين فصيل PPS --- اين فصيل رفاق الشهداء --- القاعديون --- الطلبة الديمقراطيون OADP .. --- اين فصيل جماعة العدل والإحسان .. --- فصيل الطلبة التجديديون ... --- بل وباستثناء فاس . اين القاعديون – البرنامج المرحلي ... فهل ماتت ( ا و ط م ) وتم دفنها ... ( يتبع )
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 6)
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 5 )
-
على هامش اللقاء بين الاتحاد الافريقي والصين
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 4 )
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 3 )
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية . المؤتمر الوطني الرابع
...
-
سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
البيان الختامي لمؤتمر - تيكاد - بطوكيو – اليابان ، كان ضربة
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
فشل الدولة المزاجية التائهة البوليسية في غزوة طوكيو باليابان
...
-
ما يجب على الدولة البوليسية ، المزاجية ، التائهة ، المارقة ،
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
البوليس السياسي المدني اكثر من رديء
-
ماذا من وراء دعوة سفير النظام المخزني بالأمم المتحدة عمر هلا
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي .
...
-
هل تكون الگويرة سببا في اندلاع حرب بالمنطقة
المزيد.....
-
كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل
...
-
وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
-
الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي
...
-
ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا
...
-
-القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في
...
-
السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل
...
-
معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب
...
-
ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و
...
-
عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
-
ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم
...
المزيد.....
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|