نخلة عراقية .. سعاد البياتي صحفية الزمن الجميل

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 03:41
المحور: الصحافة والاعلام
    

سعاد البياتي، نجمة ساطعة في سماء الإعلام العراقي، تنتمي إلى جيل استطاع أن يرسخ دعائم صحفية قوية. تركت بصمة واضحة في تاريخ الصحافة الحديثة في العراق، اذ خاضت رحلة غنية في عالم الكتابة، وأخرجت من تحت جناحيها جيلاً كاملاً أصبح يقود مسيرة الإعلام. تمثل سعاد مدرسة صحفية تلتزم بأخلاقيات المهنة، وتتميز بإخلاصها لمبادئ الحياة والدين والعمل.
تُعتبر سعاد من الصحفيات الرائدات في دعم الصحافة النسوية في العراق، وتذكرنا برائدات الصحافة مثل " بولينا حسون "، التي كانت من أوائل الصحفيات، وغيرهن ممن أسهمن في تشكيل نموذج صحفي متميز في هذا المجال.
على مدار أكثر من أربعة عقود، كانت سعاد البياتي تتابع قضايا المرأة، مسلطة الضوء على التحديات التي تواجهها في المجتمع، حيث كتبت عن الظلم الذي تتعرض له النساء نتيجة بعض التقاليد التي تحرمهن من حقوقه .
بفضل جهودها الاستثنائية، أسست قاعدة معرفية للمرأة العراقية من خلال إشرافها على مجلة "للقوارير"، التي تُعد واحدة من المجلات النسوية الرائدة التي واجهت التحديات الرقمية، وما زالت تصدر بقوة وفاعلية، ملتزمة بأخلاقيات المهنة في زمن غفلت فيه العديد من الصحف عن هذه القيم. اعتمدت المجلة على ثلاثة أركان أساسية في الصحافة الهادفة: الصدق، الالتزام، والبناء.
حرصت سعاد على أن تكون "للقوارير" منصة تكشف عن جوهر المرأة في المجتمع، سواء كانت أمًا، زوجة، أخت، أو أي امرأة تحت أي مسمى. تناولت قضايا النساء المحرومات من التعليم، وساهمت في تعزيز أفكار تهدف إلى بناء شخصية المرأة، مشجعة المبادرات التي تسعى لرفع مكانتها وفقًا لقيم دينها وتقاليد مجتمعها السليمة.
تُعتبر سعاد واحدة من أبرز الصحفيات في العقد الأخير، حيث لعبت دورًا محوريًا في تعزيز مكانة المرأة من خلال كتاباتها. إنها رمز ملهم في عالم الصحافة العراقية والنسائية، وقد تركت بصمة واضحة في مسيرتها المليئة بالعطاء والتفاني، اذ عملت على تعزيز حقوق المرأة وإيصال صوتها عبر مقالاتها المؤثرة. تمثل سعاد مثالًا يُحتذى به في الالتزام والمثابرة في مجال الصحافة.
من الواضح أن إسهاماتها قد أثرت بشكل كبير في توجيه الجيل الجديد من الصحفيين والصحفيات. إنه لأمر رائع أن نشهد مثل هذا الدور الفاعل في دعم المرأة وتطوير المجتمع.
سعاد البياتي ليست مجرد صحفية محترفة في الصحافة، بل هي أيضًا مثال للقيادة النبيلة والأخلاق الرفيعة. تأثيرها في المعارك الصحفية كبير، حيث تتفوق بحسها الصحفي وقدرتها على التحليل والتحقيق.
تؤكد سعاد البياتي باستمرار على ضرورة أن تكون الصحافة رسالة نبيلة ونزيهة، بعيدة عن التأثيرات السياسية والمصالح الشخصية. إنها تؤمن بأن على الصحفي أن يلتزم بقيم المهنة وشرفها، حيث تبرز المصداقية والشفافية كعناصر أساسية في العمل الصحفي.
قدمت سعاد البياتي إسهامات بارزة في مجال الصحافة، من خلال كتاباتها وتحقيقاتها التي ساهمت في رفع مستوى الصحافة في العراق وتجاوزها للقيود التقليدية. ومن أبرز إنجازاتها تدريب الجيل الجديد من الصحفيين، حيث كانت دائمًا تشجعهم وتقدم لهم النصائح والإرشادات لتعزيز مصداقية المهنة والالتزام بأخلاقياتها. بالإضافة إلى ذلك، عملت على نشر الثقافة الصحفية من خلال مقالاتها، مركزة على أهمية الصحافة كوسيلة للتغيير الإيجابي والتوعية. تُعتبر سعاد نموذجًا للنزاهة والمصداقية، حيث تضع الحقائق دائمًا فوق المصالح الشخصية والسياسية.

تُعد سعاد البياتي منارة مضيئة في عالم الصحافة العراقية، حيث تميزت بأخلاقها النبيلة ورؤيتها الواضحة، مما جعل من الصحافة رسالة سامية تهدف إلى توعية الإنسان وبنائه. بتفانيها وإصرارها، أصبحت مثالًا للإعلام النزيه والمستقل، وبفضل ذكائها وحسها الصحفي الفريد، تركت بصمة لا تُمحى في هذا المجال. تحية إجلال وتقدير لمربية الأجيال سعاد البياتي على كل ما قدمته وتقدمه للصحافة والمجتمع. ستظل نجمة ساطعة في سماء الصحافة، وسيُكتب اسمها بماء الذهب.

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل