أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - ساعة توقفت في منتصف العقل(قصة سريالية)















المزيد.....

ساعة توقفت في منتصف العقل(قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 23:48
المحور: الادب والفن
    


ذات صباح، استيقظت لاجد أن ساعتي القديمة قد توقفت، الساعة التي ورثتها عن جدي، تحتفظ بذكريات لا تُنسى، لكنها الآن تشير إلى تمام الثانية عشرة ظهرا دون حراك، شعرت بشيء غريب يحدث في رأسي، كأن الوقت قد تجمد،تجولت في شوارع المدينة، بدأت الاحظ أشياء غير عادية، رأيت رجلًا يرتدي قبعة ضخمة، كان يوزع الورود للمارّة، لكن الورود كانت تتفتح لتكشف عن عيون تراقب...! مرّت سحابة ملوّنة فوق رأسي، عندما نظرت إليها، شعرت كأن عقلي انفتح على عالم جديد، كانت تظهر لي صورا سريالية، سماء تتلألأ بالنجوم في وضح النهار، نافورة تتدفق منها الحروف بدلًا من الماء،وجدت لوحة مرسومة على جدار قديم كانت اللوحة تُظهر ساعة كبيرة تتدفق من عقاربها أنهار من الألوان، اقتربت منها لامست سطحها، فجأة انزلقت داخلها، لاجد نفسي في عالم غريب ،حركة دائمة لكن الوقت لم يكن له وجود، متوقف تماما ، كنت اتنقل بين الأبعاد بمرونة كأنني راقص محترف، أخبروني أن الوقت هو مجرد وهم، وأن العقل هو المقياس الحقيقي للوجود، فكرت في ساعتي المتوقفة عند منتصف الوقت، عرفت أنها كانت تشير إلى اللحظة التي بدأ فيها يُفقد الإحساس بالوقت في هذا العالم،آه لو لم تكن تلك لحظة البداية ، كنت اشتاق إلى العودة إلى البداية،لكني قررت عدم مغادرة العالم السريالي، اضغط على الساعة المتوقفة ، افتح عيني، اجد نفسي في شقتي، الساعة تدق من جديد، لكن هذه المرة، لم اكن اخشى الوقت، أدركت أن الحياة ليست مجرد لحظات تمر، قررت استكشاف قاع المحيط الزمردي الذي سمعت عنه ، اكتشفت مدينة تحت الماء كانت الأسماك تتحدث بلغة الشعر، قابلت سمكة تُدعى "فيرا" أخبرتني عن كنز من الأفكار المبدعة مخبأ في أعماق المحيط، قادتني في رحلة عبر كهوف من اللؤلؤ، اكتشفت أفكارًا مدهشة، لكن علي أن اختار فكرة واحدة فقط..! هبت عواصف عقلية تهدد عالمي، كانت هذه العواصف تمثل قلقي، قررت مواجهة تلك العواصف. في إحدى الليالي، وجدت بابًا غريبًا يتلألأ في الظلام، دخلت..!، انتقلت إلى زمن مختلف حيث كان الانسان يعيش في نسخ متعددة من نفسه، قابلت صديقي سامي... "السامي المبدع" الذي كان يكتب روايات خيالية، و"السامي الحزين" الذي كان يدور في دوامة من الأفكار السلبية، تعلمت من كل نسخة كيف يتقبل الانسان جوانب نفسه المختلفة، مما جعلني أكثر قوة ، اكتشفت سوقًا سريًا حيث يمكن للناس ان تتبادل أحلامهم،في هذا السوق قابلت بائعًا غامضًا يُدعى "الحالم"، الذي عرض علي حلمًا مذهلاً،وهو القدرة على الطيران بدون اجنحة، بعد أن حصلت على هذا الحلم، طرت فوق الغيوم، استشعرت الحرية الحقيقية، لكن سرعان ما أدركت أن الطيران يجب أن يكون فوق الأرض وفوق النجوم، عدت لاشارك حلمي مع الآخرين ، تعلمت دروسًا قيمة عن نفسي، مع مرور الوقت، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هذا العالم السريالي الساحر،واصلت استكشاف أعماق خيالي ، مستخدمًا كل تجربة لاصنع عوالم جديدة من الأفكاركنت أعيش لحظات غير تقليدية، ذات يوم بينما كنت اتأمل في ساعتي المتوقفة، حدث شيء غريب، بدأت الساعة تعود للحياة، لكنها تُعد الزمن بطريقة غيرمعتادة، بدأت العد التنازلي من رقم غامض،كلما نقصت الأرقام، بدأت سحب ملونة تتجمع في السماء، كانت السحب تمثل الأفكار والمشاعر التي تراكمت في عقلي، مع كل رقم ينقص، كانت السحب تتكاثف، مكونة لوحات سريالية تتراقص في الأفق شعرت بأني مضطر لمواجهة كل فكرة قديمة أو شعور مكبوت، كل سحابة كانت تحمل معها قصة من الماضي، سحابة زرقاء تمثل الحزن، وسحابة حمراء تمثل الغضب، وسحابة بيضاء تحمل الأمل،قررت أن اتسلق إلى قمة السحب لاواجه مشاعري، استخدمت خيالي وبدأت رحلة لا تُنسى،كلما اقتربت من قمة السحابة، كانت تخرج مني أفكار جديدة، تشع بالألوان والضوء،عندما وصلت إلى القمة، توقف العد التنازلي فجأة، هنا في ذروة السحب، واجهت نفسي الحقيقية، أدركت أن كل سحابة كانت جزءًا مني، و لا يمكنني الهروب من مشاعري ، بدأت الساعة تعود إلى العمل، لكن هذه المرة بدأت دقاتها مختلفة، كأنت تعبر عن كل لحظة بنغمة جديدة، عادت السحب إلى السماء، بدلاً من أن تكون ثقيلة، أصبحت خفيفة ومشرقة، تحمل معها الأمل ،أصبحت أكثر وعيًا بمشاعري، عرفت كيف اتعامل معها، لم تعد الساعة مجرد أداة لقياس الوقت، بل أصبحت رمزًا للتوازن بين العقل والروح، في هذا العالم السريالي،الاحلام لحظة وهي فرصة جديدة لاستكشاف الذات، تبدأ بسلسلة من النغمات العميقة كصوت البيانو الحزين، تنساب النغمات ببطء، تشبه قطرات المطر في الربيع، تعبر عن الألم والفقد، تتداخل معها نغمات كمان رقيقة، تضيف طبقة من الشجن، إيقاع قوي مع ضربات الطبول السريعة، تعكس الصراخ والاحتجاج، مع نغمات عالية من الجيتار الكهربائي، تكون الموسيقى مفعمة بالطاقة، تعبر عن الصراع الداخلي تبدأ نغمة جديدة، كالصول فيولا، تملأ الأجواء بالضوء، تتداخل معها نغمات الفلوت الرقيقة، تعبر عن التفاؤل والفرح، تصبح الموسيقى أكثر إيقاعًا، كأنها تدعوني للرقص تظهر نغمة جديدة تشبه تلاعب أنامل العازف على البيانو، تتسارع وتتباطأ في تناغم، تعبر عن الشغف والرغبة، مملوءة بالإيقاعات اللاتينية، ترسم لوحات من الحركة والحيوية تتلاشى النغمات السابقة، ليظهر صوت الهارمونيكا أو آلة التشيلو، مما يخلق جوًا من السكون يعبر عن السلام الداخلي والراحة، تنساب النغمات ببطء، كنسيم لطيف في صباح هادئ، يمكن أن تكون هذه النغمات المتراكمة تجسيدًا لمشاعري ، وتعبيرًا عن تجربتي السريالية، كل نغمة تمثل جزءًا من رحلتي في هذا العالم، تصبح الأفكار مشاعر، والمشاعر نغمات، تعزف لحن الحياة. في زاوية من العالم السريالي، كان هناك عود كسيح، تبدو أوتاره متآكلة، لكنه يحمل في طياته عمقً المشاعر، كان هذا العود ملاذًا للألحان الحزينة التي تمردت على القيود ، بدأت الألحان الحزينة تتردد عليه، كانت تنفجر من أعماق العود، كل وتر من أوتاره كان يحكي قصة مختلفة، وتر الحزن كان يعزف نغمة بطيئة وكئيبة، كأنها صرخات من الماضي، وتر الفقد جاء بنغمة تتمايل بين البكاء والذكريات، تنبض بالحياة رغم كآبتها، وتر الوحدة كان ينساب في الهواء بنغمة خافتة، كأنما يتحدث عن الفراغ الذي تشعر به الروح، في لحظة سريالية، تجمعت هذه الألحان الحزينة تمردت على طبيعتها، بدأت الأوتار تصدر نغمات متداخلة، كأنها تتشاجر مع بعضها في عزف جماعي، تحولت الألحان إلى نغمة واحدة تتراقص ،العود الكسيح بدأ يعزف نغمات شجية، كأنما يتنفس من جديد، تعبر عن القوة التي تنبع من الألم ،تجمعت الألحان معًالتشكل لحنًا سرياليًا، يتجاوز حدود الحزن، كانت النغمات تتراقص في فضاء غير مرئي، تتداخل الألوان، كل نغمة كانت تحمل لونًا، تشكلت لوحات سريالية في الفضاء، تُظهر كيف يمكن للفن أن يتجاوز الألم في كل وتر، كانت هناك شعلة من الأمل، وكأن العود الكسيح قد وجد صوته تحت سماء سريالية، أصبحت الألحان الحزينة رمزًا للتمرد والتحول، العود الكسيح رغم عيوبه، أصبح أداة لإعادة الحياة للأفكار والمشاعر، في النهاية تعلم الجميع أن العزف على وتر واحد، حتى وإن كان كسيحًا، يُنتج لحنًا رائعًا يلامس القلوب، تنضم الألحان الحزينة إلى نغمات الموسيقى الفولكلورية وتكتسب طابعًا أكثر أصالة ، حيث تكون للألحان الحزينة قدرة على التواصل بين أنواع موسيقية مختلفة، مما يخلق تجارب سمعية جديدة ومبتكرة، في هذا العالم السريالي، تصبح الموسيقى وسيلة للتعبير عن مشاعر معقدة، وتعيد تشكيل الواقع من خلال نغمات متنوعة، في عالم سريالي كانت هناك غابة غريبة، أشجارها تتحدث بصوت خفيف، في هذه الغابة كانت الألحان تتجول بحرية، تتذوق نبيذًا أحمر وتدخن سيجارًا كوبيًا، فيما يستمر الحلم في التلاشي تظهر شجرة عتيقة جذعها مائل، تحكي قصص الزمن بأوراقها المتلألئة، كانت الألحان تحتسي نبيذًا أحمر، وكأن كل رشفة تعيد لها ذكريات قديمة، تعكس عمق المشاعر وتثير الشجن، بينما كانت الألحان تشرب وتستمتع، بدأت تنفصل عن الواقع، احتساؤها للنبيذ الأحمر جعلها تشعر كما لو أنها تطفو بين السحب، مع كل نفس تأخذه من السيجار الكوبي، كانت تتدفق الأفكار، تتشابك وتنتشر في الهواء،في كل مرة تتذكر الألحان تلك الغابة، تجد نفسها مستعدة لاستكشاف المزيد من عوالمها السريالية، تعلمت أن الأحلام ليست سوى بوابة للبحث عن المعنى الأعمق، وأن الحياة، رغم واقعها المر، تحمل في طياتها سحرًا لا يُنسى.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتحة موت القمر (قصة سريالية)
- حديقة الفراشات الغاضبة (قصة سريالية)
- احلام في حقيبة مسافر(قصة سريالية)
- أخطبوط يكتب الشعر بأذرعه العشر (قصة سريالية)
- طفل يتحدث الى الغيوم (قصة سريالية)
- أحلام في فنجان قهوة الصباح (قصة سريالية)
- عندما يرقص الضوء تحت قمر مكسور(قصة سريالية)
- أفكار عائمة في محيط من الزجاج (قصة سريالية)
- عصفور يرتدي حذاءً من ذهب (قصة سريالية)
- خيال يأكل ظله ( قصة سريالية)
- هياكل عنكبوتية وهمية (قصة سريالية)
- طائر لم يغادر القفص (قصة سريالية)
- نافذة على حافة اللامكان( قصة سريالية)
- دوامة الهاشتاغات (قصة سريالية)
- خنازير تتكلم بلغة البوم ( قصة سريالية)
- عطر نيتشة ( قصة سريالية)
- (زئير)نمر استطاع ان يصطاد ذيله ( قصة سريالية)
- شمس زعيمة الصعاليك (قصة سريالية)
- حصان افلاطون (قصة سريالية)
- الذكاء الساخر(قصة سريالية)


المزيد.....




- استمتع بأجمل وامتع الأفلام والبرامج الوثائقية على قناة ناشيو ...
- مش هتقدر تغمض عنيك .. تردد روتانا سينما نايل سات وعرب سات 20 ...
- قصة ميشيكو.. كيف نجت فتاة يابانية من القنبلة النووية؟
- -ذاكرة أمّ فلسطينية-.. أدب يكسر قيود الأيديولوجيا
- فيديوهات مخلة.. فنان مصري شهير يتعرض لعملية ابتزاز
- بعد سقوط نظام الأسد.. الفنان دريد لحام يوجه رسالة إلى السوري ...
- اكتشاف كنز من التسجيلات غير المنشورة لمايكل جاكسون
- تعرضوا للخسارة أو شاركوا في القتال.. 5 فنانين تأثروا بالحروب ...
- ورشات الأطلس في مراكش.. نوافذ للمخرجين السينمائيين الشباب عل ...
- الثقافة أولاً .. تردد قناة بابل 2025 الجديد على النايل سات و ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - ساعة توقفت في منتصف العقل(قصة سريالية)