أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أخطبوط يكتب الشعر بأذرعه العشر (قصة سريالية)















المزيد.....

أخطبوط يكتب الشعر بأذرعه العشر (قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8121 - 2024 / 10 / 5 - 18:19
المحور: الادب والفن
    


في أعماق المحيط عاش أخطبوط مختلف عن سائر الأخطبوطات. لم يكن لديه فقط عشرة أذرع، بل كان يمتلك خيالًا خصبًا وشغفًا بالشعر. كان يعرف أنه لا يمكنه أن يكون كغيره، أراد أن يعبّر عن مشاعره العميقة بطريقة فريدة كل يوم، كان الأخطبوط ينزل إلى قاع البحر، حيث يلتقط بلورات الرمل ويشكل منها كلمات. كانت أذرعه تتراقص برشاقة، تكتب قصائد عن جمال المحيط وهدوء الأمواج، وعن الألم والفرح، والحب الذي يتجاوز حدود الأعماق كان عليه مواجهة قروش جائعة وأسراب من الأسماك التي كانت تستهزئ به. كيف يمكن لأخطبوط أن يكتب الشعر؟ لكن الأخطبوط لم يعبأ لهم. كان يواصل الكتابة، حتى عندما كانت الأمواج تعصف به وبما حوله ذات يوم، بينما كان يكتب قصيدة جديدة عن النجوم التي تتلألأ في سماء المحيط، جاء دولفين فضولي، سأل الأخطبوط: لماذا تكتب الشعر؟ فأجابه: لأنني أريد أن أُظهر للعالم أن كل مخلوق، مهما كان غريبًا، لديه قصة ليخبرها، تأثر الدولفين بكلمات الأخطبوط وبدأ يقرأ قصائده، سرعان ما انتشرت أشعار الأخطبوط في أرجاء المحيط، بدأت الأسماك والدلافين يجتمعون حوله ليستمعوا إلى كلماته، أصبح الأخطبوط رمزًا للإبداع والشجاعة، تعلم الجميع أن الفن يمكن أن يأتي من أي كائن، حتى من أعماق البحر...! عاش الأخطبوط حياته، يكتب الشعر ويرسم أحلامه بأذرعه العشرة، مؤكدًا أن الإبداع لا يعرف حدودًا، وأن كل كائن لديه صوت يمكنه أن يُسمع، شعر الأخطبوط ألهم مخلوقات البحر الأخرى لاستكشاف فنون جديدة، بدأت الأسماك ترسم باستخدام الألوان الزاهية من الطحالب، بينما بدأت الدلافين في تأليف الألحان والتغريدات، القصائد التي كتبها الأخطبوط كانت تعبر عن المشاعر المشتركة، مما ساعد على توطيد العلاقات بين مختلف الأنواع، بدأت المخلوقات تتجمع وتتشارك تجاربها، مما خلق مجتمعًا متماسكًا، مع انتشار أشعار الأخطبوط، بدأ كل نوع من المخلوقات في الاعتزاز بتراثه الخاص، أسست الكائنات البحرية منافسات شعرية ومهرجانات للاحتفاء بالثقافة والفنون ازدادت قصائد الأخطبوط تقديرا في المجتمع البحري، أدركت المخلوقات أن التعبير الفني ليس مجرد ترف، بل هو وسيلة للتواصل والتعبير عن الذات ساعدت القصائد في تخفيف التوترات بين الأنواع المختلفة، حيث كانت الكلمات تجلب السلام والهدوء، مما أدى إلى تقليل النزاعات والصراعات أصبح شعر الأخطبوط جسرًا بين القلوب والعقول في أعماق المحيط، مؤكدًا أن الفن يمكن أن يكون قوة موحدة في عالم مليء بالتنوع كانت الدلافين من أكثر الكائنات تأثرًا بشعر الأخطبوط، بدأت في تأليف ألحان وأغاني مستوحاة من قصائده، مما ساعد في تعزيز الروابط الاجتماعية بينها وبين باقي المخلوقات، تأثرت الأسماك بألوانها الزاهية، حيث بدأت في استخدام الألوان الطبيعية من محيطها لرسم لوحات فنية تعبر عن مشاعرها وتجاربها، مستلهمة قصائد الأخطبوط أثرت أشعار الأخطبوط على السلاحف، التي بدأت في البحث عن أماكن هادئة لتفكر وتكتب قصصها الخاصة، مما أضفى بعدًا جديدًا على حياتها حتى الأخطبوطات الصغيرة تأثرت بشعر الأخطبوط الكبير، حيث اتخذت منه قدوة وبدأت في محاولة التعبير عن أنفسها من خلال الكتابة والرسم على الرغم من سمعتها ككائنات مفترسة، إلا أن بعض أسماك القرش تأثرت بشعر الأخطبوط وبدأت في استكشاف فنون جديدة، مما ساهم في تغيير صورتها في المجتمع البحري كانت نجوم البحر تستمع إلى قصائد الأخطبوط وتغوص في أعماق أفكارها، ألهمها افكارا للتعبير عن جمال الحياة تحت الماء من خلال حركاتها الفريدة لكن الكائنات البحرية في سرها كانت تتساءل ومن ناحية سريالية هل ان شعر الاخطبوط شعرا عاميا ام فصيحا. في الحقيقة شعر الاخطبوط كان فصيحا من عدة نواحي الشعر الفصيح يمكّن الأخطبوط من التعبير عن مشاعره وأفكاره بعمق وبلاغة، مما يعكس سريالية تجربته في عالم المحيط، استخدام الفصحى يسمح له بتوظيف الصور الشعرية المعقدة والتعبيرات المجازية، ويعزز الطابع السريالي لقصائده الشعر الفصيح يتيح للأخطبوط أن يصل إلى جمهور أكبر من المخلوقات البحرية، مما يسهم في نشر أفكاره ومشاعره بشكل أوسع بكتابته شعراً فصيحاً، يتجاوز الأخطبوط الحدود التقليدية للشعر العامي، مما يعكس الروح السريالية التي تتحدى المنطق والعقل كانت قصائد الأخطبوط تعكس عمق عالمه الداخلي وتصوراته السريالية، مما يجعلها أشعارًا الفصيحة تمتاز بالخيال والإبداع، يمكن تخيل أن هناك أنواعًا أخرى من الكائنات البحرية التي تكتب الشعر، مما يضيف عمقًا وإبداعًا إلى عالم المحيط، الدلافين، تُعرف بذكائها، ويمكن أن تعبر عن مشاعرها وتجاربها من خلال الأغاني الشعرية، مستخدمةً أصواتها الجميلة لابتكار لحن يرافق كلماتها، الأسماك الملونة، يمكن أن تكتب قصائد قصيرة تعبر عن جمال حياتها تحت الماء، مستخدمةً ألوانها الزاهية كرمز للأمل والفرح، السلاحف البحرية، قد تكتب قصائد تتناول رحلاتها الطويلة، مستعرضةً التجارب التي مرت بها على مر السنين والهجرات بين البحور، مع لمسة من الحكمة نجوم البحر، يمكن أن تعبر عن مشاعر الوحدة والطبيعة الخفية للحياة البحرية، باستخدام أشكالها الفريدة في التعبير، الأسماك الفضية، قد تكتب قصائد عن الضوء والظل، حيث تتحدث عن جمال التألق في أعماق البحر، كل هذه الكائنات يمكن أن تضيف لمسة فريدة إلى الشعر البحري الفصيح وتساعد اللغة على الانتشار في المحيطات الفاصلة بين القارات، الأخطبوط كان متأثرًا بالعزف السريالي للدلافين، أضاف عمقًا وإلهامًا لكتاباته، كانت الدلافين تستخدم أصواتها الرنانة وألحانها الجميلة في التعبير عن مشاعرها، مما ألهم الأخطبوط ليتبنى أسلوبًا موسيقيًا في شعره الحان الدلافين كانت مليئًة بالصور الغريبة والخيالية، ساعد الأخطبوط على استكشاف عوالم جديدة في كتاباته، عوالم خيالية تحت الماء من خلال تأثره بالحان الدلافين، أصبح الأخطبوط أكثر تفاؤلاً، معبرًا عن جمال الحياة تحت الماء وتنوعها تتجلي الصور السريالية في قصائد الأخطبوط كمشاعر يصف الأخطبوط الظلام ككائن يتنفس يحيط به ويحتويه يجعل الكائن البحري يشعر بثقل العزلة يمكن أن يتحدث عن شعاع ضوء يتلألأ في قاع البحر في تناقض مع الظلام، يرمز إلى الأمل وسط الحزن يبتكر صورًا لكائنات غريبة تظهر في الظلام، تمثل ذكرياته وأحاسيسه، كأشكال تتلاشى وتظهر في خياله يصف كيف تتداخل اللحظات السعيدة والحزينة، يخلق إحساسًا بالفوضى تشبه الأمواج دموعا تتساقط في الظلام، تعكس مشاعر الحزن والفقد ،في خضم ظلمة المحيط، حيث تتراقص خيوط الضوء، كان هذا حلمي ،استيقظت لأجد الأخطبوط البحري، ذو الأذرع العشرة، ممسكا برجلي، كانت عيونه تلمع كنجوم بعيدة، تحمل في عمقها قصصًا من الألم والحزن كان يتوسل بطريقة سريالية، كما لو كان يحاول أن يخبرني بشيء عميق، شيء لا يمكن التعبير عنه بالكلمات، بكاؤه كأمواج تتلاطم في قلبي، تذكرني بأحاسيس الفقد شعرت بعمق مشاعره، وكأنني أعيش لحظات من وحدته، أذرعه تلتف حولي كأشعار غير مكتملة، تعبر عن احتياجه للتواصل في تلك اللحظة، تداخلت عوالم الحلم والواقع. كان الأخطبوط يمثل كل ما هو غامض ومخفى، وكل ما نخشاه من العزلة بينما كان يتوسل، أدركت أنني لست وحدي منعزلا في هذا العالم، كل كائن يحمل ألمه الخاص البشر والاخطبوطات متشابهة، كل واحد منا يحتاج إلى من يسمعه ويتفهمه، شعرت بأنني شريك له في هذه الرحلة، وعلي أن أستمع إلى صراخه المسجون في أعماق البحر لا يهم ان كان شعره فصيحا ام عاميا، ان كان يتلذذ بالنبيذ الاحمر او الأبيض، ان يدخن سيجارا او يأكل فاكهة موسيقية، ان كان يرتدي ربطة عنق، او جلبابا مخطط، في عالمٍ سريالي، تمتزج الأشياء بطريقة غريبة، هناك شخص يجلس في هذه الحديقة الغريبة، يحمل سيجارًا بين اصبعيه، لكنه لم يكن سيجارًا عاديًا، بل كان مصنوعًا من أوراق شجر السرخس ملونة تتراقص كأنها تنتمي إلى لوحة فنية. كلما أشعل السيجار، كانت تتصاعد منه نغمات موسيقية، تعزف ألحانًا تشبه ألحان الطيور والأمواج، هناك وعاء مليء بالفواكه، الفواكه لم تكن عادية أيضًا، تتلألأ بألوان زاهية، عندما يقطف واحدة منها، تصدر صرخات ضاحكة وكأنها تعبر عن فرحها، عندما تأخذ قضمه منها، تتحول الفاكهة إلى نغمات تعزف لحنًا جديدًا، كأنها تساهم في سيمفونية الطبيعة من حولك، اندمجت الموسيقى مع الهواء، وبدأت الأشجار في الرقص، بينما كانت الزهور تتفتح بألوان غير مسبوقة، كل شيء كان يعبر عن حالة من السعادة المطلقة، حيث الحياة تتجاوز الحدود المنطقية، لتخلق لحظة سريالية وسحرية من الفرح والجمال، قناديل البحر تتراقص في الماء، تُشبه الفراشات، وكل منها تُنير المكان بألوان مختلفة، تصدر أصواتًا خفيفة كأنها تهمس بأسرار الكون، بينما كنت ادخن سيجاري الفريد، كانت هناك ضفادع ترتدي قبعات صغيرة، تقفز من ورقة إلى أخرى، وتصدر نغمات تشبه الطبول المثقوبة، تضعف عمقً إيقاع السيمفونيا كانت الموسيقى تتداخل مع الألوان والحركة، لتصبح لحظة خالدة من السعادة والإبداع.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفل يتحدث الى الغيوم (قصة سريالية)
- أحلام في فنجان قهوة الصباح (قصة سريالية)
- عندما يرقص الضوء تحت قمر مكسور(قصة سريالية)
- أفكار عائمة في محيط من الزجاج (قصة سريالية)
- عصفور يرتدي حذاءً من ذهب (قصة سريالية)
- خيال يأكل ظله ( قصة سريالية)
- هياكل عنكبوتية وهمية (قصة سريالية)
- طائر لم يغادر القفص (قصة سريالية)
- نافذة على حافة اللامكان( قصة سريالية)
- دوامة الهاشتاغات (قصة سريالية)
- خنازير تتكلم بلغة البوم ( قصة سريالية)
- عطر نيتشة ( قصة سريالية)
- (زئير)نمر استطاع ان يصطاد ذيله ( قصة سريالية)
- شمس زعيمة الصعاليك (قصة سريالية)
- حصان افلاطون (قصة سريالية)
- الذكاء الساخر(قصة سريالية)
- الإنسان الفيروس( قصة سريالية)
- الاتجاه العلفي (قصة سريالية)
- كروش مبتسمة ( قصة سريالية)
- كلاب الزينة المدللة (قصة سريالية)


المزيد.....




- اكتشاف بقايا بحرية عمرها 56 مليون عام في السعودية
- أ-يام قليلة تفصلنا عن عرض فيلم “Hain”
- أيمن زيدان اعتذر.. إليكم ردود أفعال فنانين سوريين على -تحرير ...
- 6 أفلام جسدت سقوط طغاة وانهيار أنظمة استبدادية
- احتفالات وسخرية واعتذار.. هكذا تفاعل فنانو سوريا مع سقوط بشا ...
- دمشق الفيحاء في عيون الشعراء
- اضبط تردد قناة روتانا سينما عبر الأقمار الصناعية لمتابعة أجد ...
- سكونية الثقافة وقلق الشعب والوطن
- العُثَّةُ… رواية جديدة للكاتب يوسف أبو الفوز
- موسيقى الاحد: هندل وثيودورا


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أخطبوط يكتب الشعر بأذرعه العشر (قصة سريالية)