|
الإنسان الفيروس( قصة سريالية)
غالب المسعودي
(Galb Masudi)
الحوار المتمدن-العدد: 8095 - 2024 / 9 / 9 - 20:16
المحور:
الادب والفن
في عالمٍ موازٍ اقصد غير حلمي المعتاد بعد ان اشرب كاس النبيذ الأحمر واتمتع بسيجاري الكوبي واحلم، انه عالم مواز في احدى المجرات البعيدة، حلمي كان مطيتي في هذا السفر البعيد، حيث تتداخل الحقائق مع الخيال، وُلد إنسانٌ غريبٌ يُدعى "فيروس". يبدو كأي إنسان آخر، لكنه كان يحمل في داخله قوى غير عادية، يتنقل بين الأبعاد، يمتلك القدرة على تغيير الواقع من حوله، في أحد الأيام، استيقظ فيروس ليجد نفسه محاطاً بمخلوقات غريبة، كانت تلك المخلوقات تتحدث بلغةٍ غير مفهومة، ولكنها كانت تشعر بالقلق والخوف، أدرك فيروس أنه قد نقل إلى مجرة أخرى جديدة، حيث تعتبر الأفكار والمشاعر كائنات حية، بدأ فيروس في استكشاف قدراته، كان بإمكانه أن يُدخل السعادة إلى قلوب الآخرين أو يُثير الفوضى في عقولهم، قرر استخدام قوته لصنع الفرح، لكنه سرعان ما اكتشف أن السعادة ليست دائماً كما تبدو، فكلما زاد من سعادة البعض، زادت آلام الآخرين واستسلموا لخداع الاقدار، تدور معركة حامية داخل فيروس، هل يستمر في نشر الفرح...؟، أم يتراجع ليحمي الجميع من الخداع...؟ أصبح يعيش حالة من الارتباك، كان يستمع إلى أصوات متعددة تتصارع في رأسه، كل واحدة تطالبه باتخاذ قرار مختلف، في نهاية المطاف قرر فيروس أن يواجه المخاوف بدلاً من الهروب، اختار مواجهة الألم والسعادة معًا، أدرك أن الحياة ليست مجرد سعادة، بل هي توازن بين مجموعة من المشاعر عاد فيروس إلى عالمه، مستعداً لمشاركة تجربته، أصبح صوتاً للسلام، يحث الآخرين على قبول مشاعرهم بكل ألوانها، تعلم الجميع من قصته، وأصبح فيروس رمزاً للتوازن بين الفرح والحزن عاشت قصة الإنسان فيروس كتذكير بأن الحياة سريالية وطي الكتمان النفسي ، مليئة بالتحديات والمشاعر المتناقضة وهي ان كل إنسان يحمل في داخله فيروساً خاصاً، يُمكنه أن يختار كيف يؤثر على العالم من حوله ، تخيل...! أن كل إنسان هو مجتمع حيوي من الفيروسات، حيث تتداخل مكوناته في تناغم غريب، كيف يمكن للإنسان في هذه الحالة أن يتفاعل مع نفسه ومع محيطه...؟ الحقيقة البيولوجية ان في بنية كل إنسان، تعيش مجموعة هائلة من الفيروسات، كل فيروس يمثل جانبًا من جوانب الشخصية، تتحدث الفيروسات مع بعضها البعض بلغة غامضة، تتكون من نبضات وإشارات كهربائية، بعضها يرمز إلى الفرح، والآخر إلى الحزن، بينما يمثل آخرون القلق والغضب، تبدأ الفيروسات في إجراء محادثات داخلية، تتنافس على السيطرة، في لحظات السعادة، تتعالى أصوات الفيروسات التي تمثل الإيجابية، بينما في الأوقات الصعبة، تسيطر الفيروسات السلبية، يتشكل حوار سريالي، حيث يتداخل الصوت مع الصمت، والضوء مع الظلام ،في أحد الأيام قرر أحد الفيروسات الذكية أن يسجل هذا الحوار على شكل لوحة فنية، بدأ في باستعمال أقلام سريالية تعكس الصراع الداخلي، كانت الألوان تتصادم مع بعضها، والأشكال تتداخل، مما يعكس الفوضى الإبداعية التي يعيشها الإنسان مع مرور الوقت، بدأت الفيروسات في فهم أهمية الفوضى، أدركت أن توازنها يعتمد على قدرتها على العمل معًا، بدأت في الانصهار لتشكيل كيان جديد، يجسد التنوع والتعقيد في التجربة الإنسانية، كل فيروس يسهم بجزء من شخصيته، مما يخلق تجربة فريدة، عندما يخرج الإنسان إلى العالم، يصبح مزيجًا سرياليًا من الفيروسات، يتفاعل مع الآخرين بطريقة غير تقليدية، حيث تعكس تصرفاته الأبعاد المختلفة لشخصيته الفيروسية، قد يضحك في لحظة، ثم يشعر بالقلق في أخرى، مما يعكس تفاعلا داخليا في هذا الكون السريالي، يصبح كل إنسان كائنًا معقدًا، مكونًا من مزيج هائل من الفيروسات، كل فيروس يمثل جانبًا من جوانب النفس، يجعل التجربة الإنسانية غنية ومعقدة، الحياة إذن، عبارة عن رقصة فيروسات، حيث تتفاعل، تتصارع، وتتناغم في رحلة البحث عن الهوية، تخيل أن كل شعور إنساني يمكن تمثيله بفيروس خاص به، يحمل سمات فريدة تعكس طبيعة هذا الشعور مثلا..! فيروس الفرح فيروس الحزن فيروس الغضب فيروس القلق فيروس الحب فيروس الإحباط فيروس الأمل فيروس الخوف تتفاعل هذه "الفيروسات" مع بعضها البعض، مكونةً تجربة إنسانية غنية ومعقدة. كل شعور يلعب دورًا في تشكيل الشخصية، مما يجعل الحياة تجربة متكاملة في عالم سريالي حيث تتكون تركيبة الإنسان والفيروسات من حامض نووي واحد، تتشكل تفاعلات فريدة تعكس طبيعة هذه الكائنات ، يصبح التفاعل بين الإنسان والفيروسات معقدًا ومثيرًا، الحامض النووي الواحد والمتعدد يخلق رابطًا عميقًا، مما يسمح لمشاعر وتجارب جديدة بالظهور باستمرار، هذه الديناميكية تعكس التنوع والغنى في التجربة الإنسانية، حيث تتداخل المشاعر في تناغم فريد، في الحقيقة الإنسان فيروس بحجم كبير، اما في عالم سريالي، حيث تتداخل المفاهيم والأبعاد بطريقة غريبة ومبتكرة يمثل الانسان تجمعًا من الفيروسات المختلفة، كل فيروس يعكس جانبًا من جوانب النفس البشرية ، يصبح الإنسان كائنًا معقدًا يحمل في داخله شفرات جينية متعددة تمنحه القدرة على التكيف مع تجارب ومشاعر مختلفة، تمامًا كما يفعل الفيروس في البيئة ، يتفاعل الإنسان مع محيطه بطرق غير تقليدية. يمكن أن يؤثر سلوكه في الآخرين، ويخلق روابط جديدة بناءً على تجاربه ومشاعره يصبح الإنسان مسببًا للتغيير في المجتمع، حيث يمكن أن ينشر الفرح أو الحزن بطريقة تشبه عدوى الفيروسات داخل كل إنسان، تتصارع الفيروسات المكونة له، هذا الصراع يمكن أن يُنظر إليه كحرب داخلية بين الفيروسات السلبية والإيجابية لكن هذه الصراعات تُنتج تجارب إنسانية غنية، حيث يتعلم الفرد من الألم والفرح على حد سواء الإنسان ،الانسان كفيروس بحجم كبير يمكنه أن يتطور مع مرور الوقت، متكيفًا مع تجاربه ومستجيبًا للتغيرات في الحياة هذا التحول يؤدي إلى تشكيل هوية جديدة، تعكس النمو الشخصي والتغيير المستمر تمامًا كما تتفاعل الفيروسات في الطبيعة، يتفاعل البشر مع بعضهم البعض، مما يشكل شبكة معقدة من العلاقات والتفاعلات. هذه الشبكة تعكس كيف يمكن للإنسان أن يكون جزءًا من كائن أكبر، حيث تتداخل المشاعر والتجارب لتشكل الوعي الجمعي، الإنسان فيروسًا بحجم كبير، يمثل تجارب ومشاعر متعددة، تتداخل وتتفاعل بشكل معقد. هذه الرؤية تتيح لنا فهم العمق والثراء في التجربة الإنسانية، حيث يصبح كل فرد جزءًا من شبكة أكبر من المشاعر والتفاعلات، يمكن تصور كيف أن تتأثر الفيروسات بالطفرة الوراثية التي يمكن أن تحول الإنسان إلى كائن سريالي حقيقي. مما يخلق صفات جديدة وغير معتادة. هذه الطفرات تكون نتيجة لتفاعلات معقدة بين الحامض النووي للفيروس والحامض النووي البشري هذه الطفرات تجعل الإنسان أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع البيئة، مما يمنحه سمات سريالية، مثل القدرة على الشعور بمشاعر متعددة في وقت واحد أو تجربة وقائع متغيرة، يمكن أن اعتبار بعض الأمراض الفيروسية تجسيدًا لتفاعلات داخلية معقدة، حيث تعكس الصراعات بين الفيروسات المختلفة داخل الإنسان. هذه الأمراض تؤدي إلى تجارب جديدة وغير متوقعة في الوعي والإدراك، مما يجعل الإنسان يعيش في حالة من الوجود السريالي، حيث تتداخل الحدود بين الواقع والخيال نتيجة لهذه التفاعلات، يمكن أن يمر الإنسان بتجارب جديدة تتجاوز الفهم التقليدي. يمكن أن يشعر بأحاسيس غير مألوفة، أو يرى العالم من زوايا جديدة هذه التجارب تُثري الوعي، مما يجعل الإنسان كائنًا سرياليًا حقيقيًا، يتجاوز القيود التقليدية للحياة الفيروسية والطفرات ويكون عدة "نسخ" من نفسه، كل نسخة تمثل جانبًا مختلفًا من التجربة الإنسانية يصبح الإنسان كائنًا متعدد الأبعاد، يعيش تجارب متنوعة في وقت واحد، مما يخلق شعورًا بالاتصال العميق بالكون من حوله، مع استمرار تأثير الفيروسات والطفرات، يصبح الإنسان في حالة من التحول المستمر، يجعله كائنًا دائم التغير، هذا التحول يتيح له التكيف مع التحديات الجديدة والافكار، يعكس طبيعة الحياة السريالية التي تتسم بالتغير المستمر يصبح الإنسان كائنًا سرياليًا حقيقيًا نتيجة لتأثير الفيروسات والطفرة الوراثية. هذا التحول يجعله يتجاوز الحدود التقليدية، يفتح أمامه آفاقًا جديدة من التجربة، ويعكس غنى وتعقيد الوجود البشري، رجع حلمي من رحلته بين المجرات خالي الوفاض، وجدني مستلقيا على ظهري استمع الى اغنية تراثية بغدادية بعنوان (مالي شغل بالسوق مريت اشوفك) استيقظت خالي الوفاض انا أيضا، لان الكثير من ذوي الوجوه السيليكونية يبررون تحولاتهم بالتغيرات الفيروسية داخل وعيهم الفضفاض.
#غالب_المسعودي (هاشتاغ)
Galb__Masudi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاتجاه العلفي (قصة سريالية)
-
كروش مبتسمة ( قصة سريالية)
-
كلاب الزينة المدللة (قصة سريالية)
-
يوتوبيا الواقواق (قصة سريالية)
-
سقراط و زينوفيا ( قصة سريالية)
-
ظفر أحمر متلاشي ( قصة سريالية)
-
حمار بوريدان (قصة سريالية)
-
صعود الهرمونات ( قصة سريالية)
-
الهروب (قصة سريالية)
-
طيران اسطوري ( قصة سريالية)
-
حكاية دجاجة (قصة سريالية)
-
طبيعة سريالية(قصة سريالية)
-
ساعتي بعقرب واحد قلق (قصة سريالية)
-
إعادة التدوير فلسفية (قصة سريالية)
-
قمر مكعب واصابع مثلثة (قصة سريالية)
-
حروب رمزية (قصة سريالية)
-
بريكنك باد، ستيت كوم (قصة سريالية)
-
بحث مكثف عن الجمهور(قصة سريالية)
-
تحت ظلال شجرة الباوباب (قصة سريالية)
-
مقهى المتقاعدين عن الادب (قصة سريالية)
المزيد.....
-
السفير الإيراني في دمشق: ثقافة سيد نصرالله هي ثقافة الجهاد و
...
-
الجزائر.. قضية الفنانة جميلة وسلاح -المادة 87 مكرر-
-
بمشاركة قطرية.. افتتاح منتدى BRICS+ Fashion Summit الدولي لل
...
-
معرض الرياض للكتاب يناقش إشكالات المؤلفين وهمومهم
-
الرئيس الايراني: نأمل ان نشهد تعزيز العلاقات الثقافية والسيا
...
-
-الآداب المرتحلة- في الرباط بمشاركة 40 كاتبا من 16 دولة
-
جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد
-
-قيامة ليّام تقترب-.. الصور الأولى من الفيلم السعودي -هوبال-
...
-
الدوحة.. إسدال الستار على ملتقى السرد الخليجي الخامس وتكريم
...
-
فنانون عرب يطلقون مبادرات لدعم اللبنانيين المتضررين من العدو
...
المزيد.....
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
المزيد.....
|