أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أفكار عائمة في محيط من الزجاج (قصة سريالية)















المزيد.....

أفكار عائمة في محيط من الزجاج (قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8115 - 2024 / 9 / 29 - 22:15
المحور: الادب والفن
    


كانت لي زيارة نحو عالم غريب داخل حلمي السريالي الجديد بعد ان شربت كاسا قراحا من نبيذ التمر ودخنت لفائف السرخس ،في هذا العالم كل شيء مُصنوعً من زجاج، المحيطٌ يلمع بألوان الطيف، تسبح فيه أفكار عائمة، كأنها كائنات حية تستمد قوتها من ضوء الشمس الذي ينعكس على سطح الماء اللزج كانت الأفكار متنوعة، بعضها مُشرق ومليء بالأمل، بينما كانت أخرى داكنة وموحشة، في هذا المحيط كانت هناك جزيرة صغيرة، تتكون من قطع زجاجية مكسورة، كل قطعة تحمل علما من الوان الطيف غصون امرأة تبحث عن الإلهام، تجد نفسها في هذا العالم الزجاجي، تتجول بين الأفكار، لتجمعها وتحولها الى لوحة فنية حسام رجل يقاوم رغبة التغيير، يظل عالقًا في لوحه الزجاجي، يراقب الأفكار من بعيد، خائفًا أن يمسها ذات يوم قررت غصون الغوص في المحيط الزجاجي اللزج كانت كل فكرة تلمسها تتحول إلى كائن ، يبدأ في الرقص حولها، حسام كان يراقبها، شعر بالخوف من أن تبتعد عنه ، أدرك أن الخوف يمنعه من التغيير، قرر أخيرًا أن يترك لوحه الزجاجي الذي هو عبارة عن قنينة زجاجية كانت معبئة بمياه الصرف الصحي قبل ان يستخدمها كمسكن له ، يغوص أيضًا في عالم الأفكار اكتشف أن العالم أكبر وأجمل مما كان يتصوره كعالمٍ من زجاج، تعلم ان الجمع بين الأفكار المكسورة رغم هشاشتها يمكن أن يكون فكرة قوية ومعبرة، إذا ما أُتيحت لها الفرصة لتتجلى في الواقع، تتكون الجزيرة من قطع زجاجية مكسورة، تتناثر بشكل عشوائي، كل قطعة زجاج تحمل علامات الزمن، تظهر عليها خدوش وشقوق تعكس تجارب الحياة المختلفة، بعض الأجزاء تتلألأ، بينما أخرى تبدو باهتة، تعكس تنوع المشاعر والأفكار تمثل القطع المكسورة اللحظات الصعبة التي مر بها الانسان، كل شق أو كسر يرمز إلى تجربة مؤلمة أو فشل، مما يجعل الجزيرة الزجاجية تجسيدًا للمعاناة الإنسانية. تشكل الجزيرة مساحة مغلقة تشبه الشعور بالعزلة، الافراد الذين يعيشون على الجزيرة يشعرون بالأمان والفرح في حدودها، لكنها في نفس الوقت محاصرة بخوفها من الخروج إلى العالم ،رغم كونها مكسورة إلا أن الجزيرة تمثل أيضًا القدرة على تامين الاحتياجات الاساسية والغرائزية كان لغصون وحسام امل مشترك وهو بناء لوحة فنية من القطع الزجاجية المكسورة من خلال إعادة ترتيب القطع ويخلقوا عالما فنيًا جديدا تعيش فكرة الجمال يمكن أن تنبع من الفوضى، من خلال النظر إلى كل قطعة زجاجية، يمكن استكشاف الأفكار والمشاعر، و كيفية تأثيرها على الهوية، يتخذ حسام قرار المغادرة ويتبع غصون، يترك خلفه أجزاء من ماضيه مع مرور الوقت يبدأ حسام وغصون في إعادة بناء الجزيرة، كلما جمعوا قطعة زجاج، بدأوا في تشكيل مساحة جديدة من الجمال والإبداع هذه تعكس فكرة أن التجارب المكسورة يمكن أن تكون أساسًا لبناء شيء أجمل وأكثر قوة، تصبح الجزيرة المكسورة رمزًا للرحلة الإنسانية، يتداخل الأمل بالمعاناة، مما يتيح للأفراد فرصة للتغيير والنمو وتقبل كل ما هو قاس كجزء من قصة بناء الذات لذا يمكن أن تكون الجزيرة المكسورة نقطة انطلاق في رحلة أكبر تدور حول اكتشاف العالم والتغلب على التحديات هكذا يمكن أن نرى الأمل، الخسارة، والشجاعة .كائنات غريبة تظهر احيانا في الجزيرة، وكل منها يمثل جانبًا مختلفًا من المشاعر و التحديات ،هناك كائنات الظل كائنات داكنة وغير محددة، تظهر كظلال تتحرك في الجزيرة تمثل الخوف والقلق، تجسد الأفكار السلبية ،مخلوقات زجاجية كائنات مصنوعة من الزجاج الشفاف، تتلألأ بألوان الطيف، لكنها هشّة، تمثل الأفكار الإبداعية التي يمكن أن تكون جميلة لكنها سهلة الكسر، تعكس مخاوف حسام وغصون من الفشل ،كائنات متحولة تتغير أشكالها باستمرار، تظهر كأنها تتشكل من مجموعة من الأفكار المختلفة، تعكس عدم الاستقرار المستمر في الحياة، ترمز ايضا إلى صعوبة التكيف مع التغيرات وحوش عاطفية كائنات ذات ملامح غاضبة تمثل الحزن و الإحباط، كل منها يحمل باجا خاصًا يمثل الصراعات بين جهات الاصدار الداخلية والخارجية، يجسد المشاعر التي تكون صعبة المواجه كائنات مضيئة مخلوقات مشعة بالضوء، تطفو حول الجزيرة، تظهر عندما يكون حسام وغصون في حالة نفور ، تمثل الأمل والإلهام، تظهر في اللحظات التي يحقق فيها حسام وغصون تقدمًا نحو الشفاء من الوعي المنحرف طيور زجاجية طيور خفيفة الوزن مصنوعة من زجاج الامعاء، تطير فوق المحيط وتترك أثرًا من الضوء المقطر ليلا تمثل الحرية والرغبة في الانطلاق، لكن يمكن أن تكون عرضة للخطر في بيئة تعتبرها قاسية نسبة الى طبيعة ملابسها العارية الكائنات الساكنة مخلوقات تبدو وكأنها نائمة أو ساكنة في جوانب الجزيرة، وتخرج فقط عند التغيير في البيئة الحاكمة للجزيرة ،لها بنية شكلية طفيلية تتمتع بالخوف في بداية المواسم ، في طرقات الجزيرة مرايا حية تصور السكان، لكنها متخصصة...!، تعكس جوانبهم الأكثر ضعفًا تمثل الذات الداخلية والاعتراف بالمخاوف أو العيوب، تساعد على النمو ودفع الضرائب، من خلال التفاعل مع هذه الكائنات، اكتشف حسام وغصون جوانب جديدة وتعلما دروسًا قيمة، لكن كائنات الظل متعددة الوجوه تلعب أدوارا مختلفة حسب مزاج مدجنيها، مثلا كائنات القلق كائنات صغيرة ذات أشكال غير محددة، تتحرك بسرعة وتظهر فقط في اللحظات التي يشعر فيها حسام وغصون بالأبداع ،تثير لديهم مخاوف الفشل أو عدم القدرة على تحقيق الأهداف وحوش الغضب، كائنات ضخمة ذات ألوان داكنة، تتميز بمظهر مدجج تظهر في لحظات بالغضب والاستياء ، كائنات الحزن المكبوت، كائنات الحزن مخلوقات رقيقة وكئيبة، ذات ألوان باهتة، تظهر عندما يشعر حسام وغصون بالحزن أو اليأس وتمثل الألم والفقدان، تظهر في اللحظات التي تتطلب مواجهة الذكريات المؤلمة، كائنات اللامبالاة مخلوقات هادئة وساكنة، لا تتحرك إلا عندما تشعر بالاستسلام أو عدم الرغبة في التغيير تمثل الجمود والركود، مما يدفعهما إلى إدراك عدم ضرورة التحرك نحو التغيير، كل هذه الكائنات موجودة في هذا المحيط الزجاجي اللزج، تعكس الصراعات الداخلية والمشاعر المتنوعة التي تواجه حسام وغصون، كل كائن يمثل جانبًا مختلفًا من مشاعرهما، وتظهر على أشكال مدهشة ومخيفة في آن واحد، تعكس ذروة الصراع، في هذه اللحظة بدأت كائنات الظل في الاقتراب منهما تحيط بهما، تجعلهما يشعران بالخوف والارتباك، ولكنهما بدلاً من الهروب، يتخذان قرارًا شجاعًا لمواجهتها، يدركًان أن هذه الكائنات ليست أعداء خارجية، بل تجسيدا لمخاوفهما وآلامهما ، كل يعترف بألمه وندمه، وأحلامه الضائعة مع كل كلمة يقولها، تبدأ كائنات الظل في التحول، تتحول الألوان الداكنة إلى ألوان أكثر إشراقًا، وتصبح الأشكال أكثر وضوحًا، هذه التحولات تمثل عملية الشفاء و لحظة المفاجئة، يشعران بشعور من الخفة، كما لو أن ثقل العالم قد زال عنهما، تنفصل كائنات الظل ببطء، وتبدأ في الاختفاء، تاركة وراءها شعورًا بالسلام، استيقظت من حلمي، لأجد نفسي في غرفة مظلمة، لكني اشعر بالضوء يتسلل من النافذة ادرك أن العالم من حولي قد تغير، الألوان تبدو أكثر إشراقًا، والأصوات أكثر وضوحًا اشعر بأني قد اكتسبت فهمًا أعمق لنفسي، وأن كائنات الظل التي واجهت حسام وغصون مجرد كوابيس، الذكريات هي كائنات الظل ، ولكنها لم تعد تخيفني حيث يتحول الخوف إلى فهم، وتصبح كائنات الظل رموزًا للقوة الداخلية، هذا التحول يعكس قدرة الانسان في التغلب على الصراعات الداخلية واستكشاف عالم جديد من الأمل والإبداع وتجد نفسك في غابة كثيفة، حيث الأشجار تتداخل بشكل غير منطقي، والفروع تلتف حول بعضها كما لو كانت ترقص، السماء مليئة بالألوان ، تتغير باستمرار بين الأزرق العميق والأخضر اللامع ،تسير في هذه الغابة، تظهر كائنات غريبة تتشكل من ضباب، كل منها يمثل جانبًا من مشاعرك ، الأمل، الشجاعة. تقترب هذه الكائنات منك، تبدأ في الهمس، كل واحدة تسرد قصة من تجاربك الماضية بينما انت تتحدث الى الكائنات تنمو الأشجار من حولك، وتتحول إلى ألوان زاهية، تشعر بأنك قد استعدت قوتك الداخلية، وأنك قادر على مواجهة أي تحدٍ، تبدأ في السير نحو الضوء الذي يظهر في الأفق، كل خطوة تخطوها تجعل الأرض تحت قدميك تتلألأ، وكأنك تستعيد السيطرة على مصيرك. عندما تخرج من الغابة، تشعر بأنك قد ولدت من جديد، محملاً بالأمل والقوة، اللحظة التي تخرج فيها من الغابة تمثل استيقاظًا روحيًا، تدرك أنك لم تعد محاصرًا بخوفك أو ألمك، بل أصبحت أكثر وعيًا بقوتك الداخلية هذه هي تجربة الاحلام السريالية، تجعلك أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات الحياة المقبلة.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصفور يرتدي حذاءً من ذهب (قصة سريالية)
- خيال يأكل ظله ( قصة سريالية)
- هياكل عنكبوتية وهمية (قصة سريالية)
- طائر لم يغادر القفص (قصة سريالية)
- نافذة على حافة اللامكان( قصة سريالية)
- دوامة الهاشتاغات (قصة سريالية)
- خنازير تتكلم بلغة البوم ( قصة سريالية)
- عطر نيتشة ( قصة سريالية)
- (زئير)نمر استطاع ان يصطاد ذيله ( قصة سريالية)
- شمس زعيمة الصعاليك (قصة سريالية)
- حصان افلاطون (قصة سريالية)
- الذكاء الساخر(قصة سريالية)
- الإنسان الفيروس( قصة سريالية)
- الاتجاه العلفي (قصة سريالية)
- كروش مبتسمة ( قصة سريالية)
- كلاب الزينة المدللة (قصة سريالية)
- يوتوبيا الواقواق (قصة سريالية)
- سقراط و زينوفيا ( قصة سريالية)
- ظفر أحمر متلاشي ( قصة سريالية)
- حمار بوريدان (قصة سريالية)


المزيد.....




- بسبب -آيات قرآنية على أنغام الموسيقى-.. النيابة المصرية تتحر ...
- مكتبة قطر الوطنية.. رؤية عالمية أعمق لتاريخ وثقافة منطقة الخ ...
- نجمة أمريكية تختفي من المسرح فجأة وسط ذهول الجمهور (فيديو)
- مغني الراب الأمريكي -ديدي- يواجه 6 تهم جديدة بالاعتداء الجنس ...
- أهم عشرة أفلام تناولت الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- مسلسل العبقري الحلقة 4 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -المخبأ 42-.. متحف ستالين حيث يمكنك تجربة الهجوم النووي على ...
- البعض رأى فيه رسالة مبطنة.. نجم إماراتي يثير جدلا بفيديو من ...
- البحث عن الهوية في روايات القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الأل ...
- -لا تلمسيني-.. تفاعل كبير مع فيديو نيكول كيدمان وهي تدفع سلم ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أفكار عائمة في محيط من الزجاج (قصة سريالية)