|
محمود شقير يتابع تلاثيته الروائية في -منزل الذكريات-
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 00:14
المحور:
الادب والفن
. في روايته الجديدة الصادرة عن دار نوفل في بيروت يتابع محمود شقير سيرة بعض أبطال ثلاثيته الروائية " فرس العائلة " و "مديح لنساء العائلة " و" ظلال العائلة" متتبعاً حياة محمد الأصغر في شيخوخته ،مستحضراً بطلي الكولمبي ماركيز والياباني كاواباتا العجوزين في روايتيهما " الجميلات النائمات" للثاني، و" ذكريات عن عاهراتي الحزينات " للأول ليجعلهما شريكي محمد الأصغر في أحلام اليقظة وأحلام النوم ، على امتداد الرواية ، عبر فصول مكثفة قصيرة في معظمها ، محافظاً على إيقاع سريع للنص. يمتزج الواقع بالأحلام في الرواية إلى حد يستحيل معه الفصل بينهما ، ليبدو محمد الأصغروكأنه نسخة ثالثة من بطلي ماركيز وكاواباتا ، رغم فرق الزمان والمكان وبعض الوقائع في الرواية. ففي نومه لأول مرة مع الفتاة سميرة بائعة الهوى يقلد عجوز كاواباتا بأن يستلقي إلى جانب الفتاة وهي نائمة بعري كامل ، بعد أن أعطاها حبة منوم ، ليتبين فيما بعد أن الحبة مغشوشة وأن الفتاة كانت تمثل النوم لترضي رغبات محمد الأصغر، التي لم تتجاوز تأمل جسد الفتاة الجميل وأخذ قبلة من ركبتها : " فجأة استدار جسدها نحوي وارتفعت ساقها في فضاء الغرفة ثم حطت على صدري، ما مكنني من الاحتفاء بهذا الجمال الوارف ، بدءاً من أخمص القدم مروراً بربلة الساق وصابون الركبة الوضاء، وانتهاء ببياض الفخذ الممتد الوافرالرحيب. اكتفيت من ذلك كله بأن طبعت قبلة على الركبة ، قبلة هادئة خاشعة أشبه بصلاة في غبش الفجر، ثم شرعت في تحريك ساقها بيدي الإثنتين لأعيدها إلى موضعها "( ص38) هكذا يقدم محمود الحنين إلى الجنس في الشيخوخة التي تحول في كثير من الأحيان دون ممارسته لعجز ما ، ليبدو أمراً شبه مقدس ،ولتغدو ممارسته أقرب إلى القدسية . ولم يخل المشهد من حضور عجوزي ماركيز وكاواباتا لاستكمال الواقع في الحلم . يستحضر محمود امرأة أخرى في أحلام محمد الأصغر هي أسمهان ، الأرملة التي تجمع تبرعات مختلفة للمحتاجين من الفقراء ، غير أن هذا الحلم يتحول إلى واقع حين يعلم به جميحان شقيق أسمهان عبرها هي ، فيلجأ إلى ارغام محمد على الزواج منها . كان محمد يخاف سطوة جميحان لأنه رجل شرير وقاتل فوافق على الزواج دون جدال . ولم يكتف جميحان بذلك بل أرغم محمد على أن يسجل البيت وقطعة أرض يملكها باسمه ، وليطلق أسمهان منه بعد فترة زمنية محدودة بحجة العجز الزوجي ، ليصبح محمد مجرداً من كل شيء له علاقة بذكرياته وخاصة مع زوجته سناء ، التي رحلت متأثرة بمرض كوفيد 19، ليعيش محمد بعد ذلك في بيت قريبه رهوان. لم تخل الرواية من حضور الاحتلال الذي يظهر بين فترة وأخرى في شكل دوريات في الشوارع أو مداهمة البيوت ومن ضمنها بيت محمد الأصغر. حفلت الرواية بأكثر من عشرين شخصية بينها شخصية سيمون بوليفار مؤسس كولومبيا وأحد أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً هاماً في تحرير أمريكا اللاتينية من الاحتلال الاسباني، حيث يستحضره محمود في أحلام محمد الأصغر: " " نهضت من مكاني واتجهت إلى تمثال سيمون بوليفار، اقتربت منه وقلت له بصراحة ووضوح : " أدعوك إلى زيارة بلادي يا سيمون " هز رأسه على نحو بالغ الصعوبة وقال : " أنت ترى أنني مزروع في هذه الحديقة منذ سنوات ولا أستطيع الانتقال إلى أي مكان " ثم بدا كما لو انه تفطن شيئاً وسألني بفضول" أي بلاد تقصد ؟" قلت " فلسطين " بدا على وجهه انفعال أكيد وقال : " أحب هذه البلاد وأحب شعبها الذي بذل الغالي والنفيس منذ أكثر من مائة عام من أجل حريته " وأضاف " أعلن تضامني مع شعبكم في غزة الذي يتعرض الآن لأبشع عدوان " ثم ربت على كتفي وقال " فيكم الخير يا ولدي" وكررها " فيكم الخير " يمثل حضور محمود شقير الكاتب في بعض جوانب شخصية محمد الأصغرككاتب وفي شخصية أخيه محمود الذي يسرق بعض كتاباته وينشرها باسمه ، ومحمود هذا ليس إلا محمود شقير نفسه مع ذكرعيد ميلاده الذي يتفق مع ميلاد محمود شقير : " ثم انتبهت إلى حقيقة سارة " وهي أن أخي محمود لن يسطو على هذا الكتاب الذي أنا بصدده الآن ، ولن يدعيه لنفسه لأنه لا يقر بأنه دخل مرحلة الشيخوخة ، فهو يصغرني بخمسة أعوام " مواليد 15/3/ 1941" وقد وصل إلى الثمانين وتعداها بعامين . وهذا عمر محمود شقير حين كتابة الرواية؟ ليس ما تطرقت إليه إلا القليل مما ورد في رواية مشوقة فريدة بعالمها وأجوائها ، وخاصة في محاكاة شخصيات روائية واستحضارها ..
****
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقمانيات(40)
-
لقمانيات (39)
-
لقمانيات (38)
-
380- إجابة جوجل عن فلسفتي!(5)
-
لقمانيات (37)
-
لقمانيات (36)
-
لقمانيات (35)
-
لقمانيات (34)
-
لقمانيات (33)
-
غوايات شيطانية
-
لقمانيات (32)
-
لقمانيات (31)
-
لقمانيات (30)
-
لقمانيات -29-
-
السلام على محمود درويش - شعر-
-
لقمانيات (28)
-
لقمانيات (27)
-
لقمانيات غزة (26)
-
لقمانيات غزة (25)
-
لقمانيات غزة (24)
المزيد.....
-
تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة
...
-
الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد
...
-
من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع
...
-
أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
-
السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
-
هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش
...
-
التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
-
الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
-
تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير
...
-
سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي
...
المزيد.....
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|