أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء المياح - لنواجه الحقائق أو ندفن رؤوسنا بالرمال














المزيد.....

لنواجه الحقائق أو ندفن رؤوسنا بالرمال


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 23:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل كلام يجافي الحقيقة هو غباء شخصي أو ضحك على ذقون الأخرين. فما يجري على الساحة الشرق أوسطية والدولية يجب أن نناقشه بصراحة في نظرتنا إلى الأمور والنتائج. وبغير ذلك، فهو سباحة ضد التيار وانتحار دون داع، أو فلندفن رؤوسنا في الرمال مثل النعامة بإنتظار مصيرنا المحتوم أو الفرج من الله ونحن جالسون في اماكننا بلا حراك وبدون تقدم إلى أمام.
إن ما يجري في المنطقة يدل على إن أمريكا هي إسرائيل وان اسرائيل هي نفسها أمريكا، فهما وجهان لعملة واحدة. أنهما متوحدتان في التوجه والأهداف وقبلهما في المبادئ والنوايا ومعهما في المناهج والأساليب. هما لن يكونا على طرفي نقيض أو متضادتين في السياسات أو مختلفتين في المعالجات. ومن يحارب إسرائيل ومن يقف معها، إنما يحارب أمريكا ومن يقف خلفها. وهذه حقيقة دامغة أثبتتها عقود من الزمن الغابر، وستثبتها عقود قادمة من الزمن المظلم.
فهل نحن مستعدون لمواجهة أمريكا وإسرائيل؟ هل نحن قادرون على المواجهة الحقيقة ام سنعطي خسائر وتضحيات وانهزامات جديدة ثم نَدعي الانتصار؟ الموضوع ليس تحليل سياسي أو توجه ديني، الموضوع قدرة كل من الطرفين المتخاصمين. فإذا كانت إسرائيل وخلفها أمريكا قد أثبتت قدرتها اللامحدودة في الوصول إلى أهدافها دون جيوش برية وسفن بحرية وأحيانا دون طائرات جوية، فماذا أثبتنا نحن؟ أو ماذا نستطيع أن نثبت؟ ومتى نثبت ما نستطيع؟ الحقيقة تقول أن المسؤولين والقادة في بلدنا لا يستطيعون حماية أنفسهم في بيوتهم ومقارهم وسياراتهم ومع عوائلهم وذويهم وبين حراساتهم. فمن يستطيع أن يفعل ذلك بمسؤولي إسرائيل.
مقارنة قدراتنا مع إسرائيل وأمريكا ليست عادلة. فإن كانوا أشرار ومجرمين ومستعمرين وكافرين ، فلن تنفعنا طيبتنا ونوايانا وبساطتنا واخلاقنا. ما نراه حقا نطالب به أو ندافع عنه، هم ينكروه ويرونه باطلا، بل هو حقهم ولهم في ذلك مؤيديهم.
أيها المتباكون على القتلى والإطلال والتاريخ، متى تصحون من غفلتكم وتعرفون الحقائق؟ متى تواجهون أنفسكم وتجيبون بصدق على الأسئلة المصيرية؟ هل أنتم كفوا لإسرائيل وأمريكا؟ هل أنتم قادرون على مواجهتهما ؟ وبماذا تواجهون تطورهم وتقدمهم التكنلوجي الهائل؟ فكل ما في بيوتكم وما لديكم من أجهزة هي وسائلهم الهجومية! وكل اتصالاتكم وتحركاتكم مراقبة من قبلهم! فبما تواجهون عدوكم؟ ومن يعملون معكم وتحت أمرتكم، مشاريع لجواسيسهم! ومن ينصركم اليوم، سيجعلكم تواجهون مصيركم لوحدكم إن تضرر من مساندتكم، أو إذا ما وجد مصلحته مع عدوكم أو في إلتزام الحياد بينكما.
إسرائيل وأمريكا متفوقة علينا في علمها وتطورها، ونحن متخلفون عنهما مئات السنوات الضوئية. حاربونا في كل شيء ووصلوا الينا ونحن في بيوتنا وبلدنا، فقتلوا من قتلوا وحجموا من حجموا وتفردوا بمن تبقى!! وإن بقينا على تخلفنا ومستوانا العلمي المتدني هذا، فسنبقى هدفا لهم ينالوه متى ما يشاؤون.
لكي نصمد بالمواجهة ولا اقول لننتصر، علينا بناء البلاد والعباد. ولن يتحقق البناء بالخطابة وبالتحليلات السياسية، ولا بالدعاء أو بتحالفات المصالح، ولا بتمشية امور البلد دون تخطيط ومن غير أهداف. أمامنا طريق واحد لا غير، وهو طريق العلم والمعرفة، فبهما نبني الإنسان ونعمر حياته، بالعلم والمعرفة الحقيقة وليس بالعدد الكبير من الجامعات والأعداد المتزايدة من الخريجين. وبغيرهما سيكون مصيرنا أكثر سوادا وأعظم تحطما.
علينا أن نوقف تخلفنا وتدهور مستوى علمنا ومعرفتنا ونبدأ من جديد ببناء كل شيء في حياتنا، أول البناء يكون في الإنسان. لنطلب من عدونا الإسرائيلي الأمريكي هدنة حرب لخمسين سنة أو مئة سنة لنجهز حالنا، ونبدأ بالبناء. علينا أن نواجه هذه الحقائق بكل شجاعة أو ندفن رؤوسنا بالرمال مثل النعامة بكل جُبن.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وإن تأخرت الدراسة في الجامعات عن موعدها، ما المشكلة؟!
- مَشّي .. ومَشّي
- أكل ونوم وموبايل دووم
- أكمل نومك أيها العراقي .....
- من يبيع أخلاقه الحميدة؟ من يشتري أخلاقا حميدة؟
- شجاعة العراقيين خارج بيوتهم
- الرشوة في المؤسسات الحكومية الأفغانية
- غش الطلاب في جامعات بنغلاديش
- تفسير القانون المختلف هو التطبيق المختلف للقانون
- الاختلاف في وجهات النظر
- مشكلتي أكبر من مشكلتك
- من زوايا القطاع الصحي في العراق
- ماذا لو تحررت عقولنا؟
- قوة إقتصاد الدولة بقوة قطاعها الخاص
- كنا وأصبحنا
- مشاكل العراق القادمة الشهادات (2-5): الجامعة -الأهلية- ليست ...
- مشاكل العراق القادمة السيارات والشهادات (1-2): الشوارع قليلة ...
- استهتار أفراد ام ثقافة مجتمع!!
- متى يمكننا أن نقف بوجه أمريكا وغيرها؟
- المشكلة ليست في أمريكا .. المشكلة فينا!!


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء المياح - لنواجه الحقائق أو ندفن رؤوسنا بالرمال