أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدن - قاعة شبه فارغة وجوقة تصفيق














المزيد.....

قاعة شبه فارغة وجوقة تصفيق


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 8115 - 2024 / 9 / 29 - 12:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


هكذا كان الحال ساعة ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابَه في الجمعية العامة للأمم المتّحدة. أظهرت الكاميرات عشرات من مندوبي ووفود عدّة دول ينسحبون من القاعة عندما اعتلى نتنياهو المنصّة، كما أظهرت تلك الكاميرات أيضاً القاعة، بعد ذلك، وقد بدت شبه فارغة.

يعلم نتنياهو الفارق بين إلقائه خطابه أمام الكونغرس الأميركي، الموالي في غالبه لإسرائيل، وإلقائه خطابَه في نيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتّحدة، حيث لدول كثيرة مواقف ممّا ترتكبه إسرائيل من جرائم في غزّة، وأخيراً في لبنان، وأنّه حين حظي بعواصف من التصفيق من أعضاء في الكونغرس، الذين ما كادوا يجلسون إلى مقاعدهم حتّى عاودوا الوقوف في موجات تصفيق متلاحقة، فإنّه لن ينال تصفيقاً مشابهاً في نيويورك، لذا كان عليه أن يُحضِر معه، من إسرائيل ذاتها، جوقةً من المصفّقين جلسوا في المقاعد العُليا من القاعة المُخصَّصة لغير مندوبي الدول، وهذا ما أظهرته أيضاً كاميرات التغطية لخطاب نتنياهو، إذ لم تكن لأفراد هذه الجوقة من مهمّةٍ سوى التصفيق لسيّدهم في حركات تمثيلية فجّة.

يضعنا هذا المشهد قبالة مفارقة؛ كيف لزعيم دولة منبوذ من دولٍ غير قليلة، كما أظهر مشهد انسحاب وفودها من القاعة احتجاجاً، أن يصول ويجول كما يشاء مرتكباً من الجرائم في غزّة ولبنان، وسواهما، ما تقشعرّ منه الأبدان؟ لماذا لا يمكن تحويل مثل هذه المواقف الرمزية أفعالاً ملموسةً للضغط على دولة الاحتلال لمنعها من التمادي في ارتكاب جرائمها، والوصول إلى حلّ جذري للنزاع المستمرّ منذ عقود بتطبيق القرارات الدولية، التي تنصّ على إقامة دولة فلسطينية مستقلّة؟

ليس الجواب صعباً، ولنقل إنّه معروف لدى القاصي والداني، أنّ القرار الدولي مُحتكَرٌ من الولايات المتّحدة (ومن خلفها بعض أتباعها الأوروبيين)، ولم يجد رئيسها جو بايدن حرجاً في أن يُكرّر عشية 7 أكتوبر (2023) أنّه يفتخر بأنّه صهيوني، فيما جاهر وزير خارجيته أنتوني بلينكن، وهو في تلّ أبيب في الفترة نفسها، بأنّه موجود هناك بصفته يهودياً كما هو وزيرٌ لخارجية الولايات المتّحدة.

احتكار القرار الدولي المتّصل بالمسألة الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي هو الذي يحول دون تحويل المواقف المتعاطفة مع فلسطين في بلدان مختلفة، في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، فعلاً ملموساً وضاغطاً على المحتلّ.

ثمّة جانب في الأمر لا يقلّ أهمّيةً، هو غياب الموقف العربي المُوحّد تجاه المسألة الفلسطينية. لقد وجدنا دولاً عربيةً تُسارع إلى التطبيع مع إسرائيل، في خروجٍ حتّى على المواقف العربية المُوحّدة سابقاً، والقاضية بأنّه لا اعتراف بإسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية مستقلّة، وهو الهدف الذي نأى أكثر فأكثر اليوم، لشعور إسرائيل بأنّ يديها باتتا طليقتين أكثر ممّا كانتا عليه، والمحزن أنّه رغم ما يُرتكَب من جرائمَ في غزّة، وحالياً في لبنان، لم نلمس أيَّ رغبةٍ في مراجعة التطبيع، أو على الأقلّ الإعلان عن تجميده نوعاً من الضغط على الاحتلال للحدّ من جرائمه من قتل وتدمير وتهجير لمئات الآلاف من المدنيين.

من أكثر الأمور مدعاةً للحنق ترويج أنّ المُستهدَف إسرائيلياً تنظيمات الإسلام السياسي، ممثّلةً خاصّةً بحركة حماس في غزّة، وبحزب الله في لبنان، وبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع هذه القوى، لنعد إلى ما قاله نتنياهو في خطابه أول من أمس، عن السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عبّاس، رغم أنّ هذه السلطة شريكةُ إسرائيل في اتفاقية أوسلو (1993) سيئة الصيت. أكثر من ذلك، لنعد إلى أنّ العدوان الإسرائيلي على فلسطين ودولٍ عربيةٍ أخرى بدأ واستمرّ في زمن لم تكن قوى الإسلام السياسي العربي في صورتها الراهنة قد ظهرت، حدث هذا في 1948، وفي عدوان 1967، الذي احتلّت فيه إسرائيل الضفّة وغزّة وسيناء والجولان وأراضٍ من الأردن، وحدث هذا في اجتياح إسرائيل لبنان عام 1982، واحتلال أراضيه، مُستهدِفةً المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، وهذه الأخيرة بالذات هي من أطلق "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية"، قبل تكوّن حزب الله بسنوات... نخلص إلى أنّ المستهدف إسرائيلياً هو بسط السيطرة على الأرض الفلسطينية، كاملةً، وانتهاك السيادة الوطنية العربية، وليس "حماس" أو حزب الله وحدهما.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوهر والمظهر في صراع الهويّات
- عن التعليم في دول الخليج
- حزام الصدأ
- الصفيق والتصفيق
- التاريخ أم الإنسان؟
- سُلطة الخوارزميات
- أوروبا واللايقين
- طه حسين المتجدّد
- مسار الدولة ومصيرها
- (رجعوا التلامذة للجدّ تاني)
- الجنائية الدوليّة تضع الغرب على المحكّ
- تحوّلات المدينة في الخليج
- طُلّاب 1968 .. طُلّاب 2024
- باسم خندقجي
- الأول من مايو في البُعدين الوطني والأممي
- المانحون وسيادة الدول
- (خيوط المعازيب)
- لتستمرّ المقاطعة
- صنعوا داعش ولم يصنع نفسه
- نساء على دروب غير مطروقة


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدن - قاعة شبه فارغة وجوقة تصفيق