أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة المراجعات .














المزيد.....

مقامة المراجعات .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8112 - 2024 / 9 / 26 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقامة المراجعات :

يقول إدوارد سعيد : (( مشكلة العرب أنهم لا يشاركون في صنع الحضارة و إنما يتفرجون عليها فقط)) , وكلنا نعرف انه ليست هناك ((نظرية ثالثة)) , هناك حقيقة واحدة : إمّا تخلّف أو تطور, وكفاية أو فقر, ومركب نصنعه أو مركب نخطفه, وشعب آمن أو شعب لا يزال يقاتل أهله وأبناء عمومته , من هنا نحتاج هذه المراجعات , وقيمتها في ما اذا صدرت عن ضمير صادق , انها تنصف اولا جيلا كان من خيرة اجيال العراق لما يتمتع به من حس وطني خالص وثقافة إنسانية منفتحة وعلاقات نبيلة لاتزال تحتفظ ببعض من طيب الأثر في نفوس من تبقى من هذا الجيل , ولكن وجدنا من يخاف من المراجعة لان تاريخا زائفا هو الذي منح للكثير من التافهين قيما اعتبارية تحولت فيما بعد الى مكاسب مادية بشكل او بآخر وخسرانها لا يتم بيسر, وفاتهم ان من يتعامل مع أميركا كمن يتاجر بالفحم , ليس له من تجارته سوى سواد الوجه والكفين.

ترى ماذا نسمي من ارتزق بعد ٢٠٠٣ وتهالك على مناصب في حكومة احتلال اعترف الجميع بمافي ذلك الامم المتحدة بانها حكومة احتلال بل ومنهم من قبض من المحتل قبل الاحتلال الرسمي ومن مراكز الدراسات الامريكية مبالغا ومكافئات طائلة ووقع عقود عمل معهم لأجل التحضير للاحتلال ؟ الخلاصة انه وطن تعرض الى الاستباحة من قبل جيوش اجنبية اسقطوا نظاما سابقا واستولوا على موجودات هذا الوطن , وجيء بمجموعات بشرية موالية لتلك الجيوش لتحكم الوطن , وفق عقائدهم وسياساتهم ومخططاتهم التي سرعان ما عرف اهل الوطن نوايا هذه المجموعات واهدافها والى اين تريد ان تصل , فعمت الفوضى والارباك وانتشر السوء وتقوضت الحقائق وتحسس الناس الحجم الكبير للخديعة والوهم, وفي هذا الزمن ان يوسم الانسان على انه غير متأرجح في مواقفه مكسب عظيم ,بلد يعرف معظم عقلائه طبيعة علّته, غير أنهم مع ذلك يتجاهلونها, إما لتعصّب متمكّن في النفوس أو مصالح مرتبطة بالنفوذ والجيوب أو إنكار نابع من غريزة البقاء.

تكمن متعة الكتابة في الاقتراب من جمر المحطات وجمر عدل القساة الذين تركوا بصماتهم على مصائر الخرائط وسكّانها, وعندما تتعفر الكراسي بالهوان , يكون من السذاجة مواجهتها , لأنها تمتعت بخزيها وتبعيتها وذيليتها , فلهذه السلوكيات محفزات وتعزيزات يباركها الأسياد , يقول غاندي : (( متى يفقد الإنسانُ شرَفهُ ؟عندما يأكلُ من خيراتِ بلدهِ و ينتمي الى بلد آخر)) .

الفوز الكبير ليس في أنك تستطيع إخافة الناس, بل في أنك تستطيع طمأنتهم, فالساحة تزدحم بالأصوات الصريحة الواضحة المدوية قولا وفعلا , وما غيّرت شيئا , ولا حرّكت شعرة واحدة في مفرق الكراسي الغاطسة بالفساد والمحسوبية والإذعانية العالية , فلماذا نخاطب الأموات؟ ولماذا نتفاعل مع جيل معوّق نفسيا , ومضطرب سلوكيا , ومضلل فكريا , ومرهون عاطفيا , ومؤديَن إنفعاليا؟

يقول د-صادق السامرائي : ((إن التفاعل المباشر مع هذه الحالات يمنحها قيمة ودورا , ويوهمها بأنها ذات مقام رفيع ولا مثيل لها في المجتمع , ويجب أن تقود وتستولي على ما تشاء , فهي التي تغنم ولها المشروعية الكاملة بأخذ ما تريد وترغب , وليتعالى الصياح , فهم يكرفون, والعاجزون بأصواتهم يلعلعون , وما أخذوا من أحد , بل يرضعون حليب الأرض الأسود الميمون, الوطن بضاعة , والشعب بضاعة , والدين تجارة , والتأدين شريعة المتاجرين بالبشر المغفل المخدَّر بالأضاليل , فهل ينفع الكلام , وفي آذانهم وقر , وقلوبهم أقسى من الحجارة , ونفوسهم ذات دخان؟ وإن الذل تاج على رؤوس المارقين, والذليل عميل أمين )) .

لاتوجد ديمقراطية , وهم يحكمون بمنطق عبد الملك بن مروان حين اوصى ابنه وولي عهده الوليد وهو يحتضر: ((ادع الناس اذا متّ الى البيعة, فمن مال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا )) , ماالداعي اذن الى التشدق بالديمقراطية والانتخابات وحرية الرأي في بلد لاينال فيه المستقل وظيفة او منصب او حظوة في مختلف المؤسسات الحكومية والهيئات (المستقلة) مادام كل شيء فيه يخضع للمحاصصة الحزبية , ومناصبها كلها (محسومة للأحزاب )؟

بدون انتفاضة شعبية جديدة أعمق وأوسع وأشجع من ثورة تشرين , تقلب الطاولة على هذا الشلة بكاملها, لن يتحقق السلام ولا الأمن ولا الرخاء لهذا الشعب الذي أثقلت كاهله السنون.




#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الثنائية .
- المقامة الشرقية .
- مقامة الأخوة .
- مقامة الخنزير .
- مقامة التماهي .
- مقامة الشطرنج .
- مقامة ألأختفاء : ( رسائل العدوية ) .
- مقامة غودو .
- مقامة حُوْبة العراق .
- مقامة اين نحن من الأعراب .
- مقامة هم الطلاسم .
- مقامة ما أغلى مالايتحقق .
- مقامة الرفقة .
- مقامة زينب .
- مقامة أغاني التسامي .
- مقامة القراءة الثانية .
- مقامة دندنة مع بعقوبة السبعينات .
- مقامة المجانين ( المقامة المطولة ) .
- مقامة قربانك نجلاء .
- مقامة حلم بمدن فاضلة .


المزيد.....




- رئيس إيران لمحمد بن سلمان: نرحب بـ-أي مساعدة- من الأصدقاء لح ...
- مقتل ما لا يقل عن 49 فلسطينيًا بالقرب من مواقع توزيع المساعد ...
- نتنياهو لشعبه: حققنا -نصرا تاريخيا- وأزلنا تهديد إيران الوجو ...
- هل تستطيع إيران إعادة بناء قدراتها النووية؟ جنرال أمريكي ساب ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فهل أنتهى الصراع فعلا؟
- لازاريني: آلية المساعدات في غزة فخ قاتل
- الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام سيادتها
- اتهام ضباط شرطة كينيين بقتل المدون ألبرت أوجوانغ
- الحرس الثوري الإيراني يعلن توقيف 3 أوروبيين بتهمة التجسس
- 11 قتيلا بأوكرانيا في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب الناتو بمزيد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة المراجعات .