أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة التماهي .














المزيد.....

مقامة التماهي .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8107 - 2024 / 9 / 21 - 17:53
المحور: الادب والفن
    


مقامة التماهي :

كتبت الست ولاء العاني المحترمة مقالا صريحا تعلق فيه على أحداث لبنان بعنوان ( تبادل الأدوار بين الجلاد والضحية ) , علقت عليه قائلا ( اللهم لا شماتة ) , وأحببت ان اتماهى مع المقال بشيء من التورية :

اللهم لا شماتة , يفرض الفرح شروطه , فيصبح للصمت في أركاني , نشوة الفجر ولذة القهوة , في الماضي كانت لنا أشياء تزرعنا ورود وقصائد لبنية في مشاتل الحرف , كنت أنتظر الهطول , لأتسكع بين حروف صمت القصيدة , وكانت المرايا تمنحني حرفًا , وصلاة تغشاني .

الشَّمسُ حَقيقةُ النَّهارِ , والحَقيقَةُ قَدْ تَغْفُو, لَكِنْ تَسْتَيقِظُ نِكايَةً بِالَّليلِ , لِتَكْنُسَ البَداوَةَ مِنَ العُشبِ , وكَيْ تُثْمِرَ أملا في حُقولِ الجَمالِ , فهلْ يَحجُبُ الغربالُ الشَّمسَ ؟ رأيتك تضحك ملء شدقيك وهم يذبحونني , همست لك وحذرتك أنك حين تبصق الحياة للأعلى , سيسقط البصاق على وجهك , وأنا ظننتك الطهر وأنبل القلوب , وظننتك النقاء وأجمل معالم الوفاء , ولكنك لم تعلمني كيف أفطم قدري من حدود تيهك , وفي اللاوعي أخذتني أحلامي حيث كنت أعيش , وانت لم تمخر عباب المنافي التي أبعدتني , الآن هي عينها التي أبعدتك .

عندما سألني كيف ترى الكتابة ؟ أجبته : ان الكتابة ليست كمينًا , بل فن وجمال , تلعن سطوة الريح , وتذيب تعتيم الروح , لأرى بوضوح كيف الزمن يودعنا دائما ذاكرة أتلفها النسيان , وانت ترجلتَ وكفرت بآخر همسة , نطقتها الآلهة ذات شجن .

عندما تصاحبت النار مع الماء , فقدت الحياة معناها وتوقفت , وراحوا خلسةً , يصلون لرب مكتشف حديثًا في البادية , واكتب حانقا : يؤلمني صلبك , لأن القلب ما زال متشردًا معك ,فمتى تلملم أشيائي المتشردة معك...؟

ما زالَ صهيلُ الاسئلةِ يطرقُ أبوابَ الروح , ويُضرّجها بدماءِ الحيرةِ , فتقطرُ الاحتمالات دمًا أسود , ولا أجوبةَ , وأنا الذي أعتبرتك أعلى من الجَلال , كنت لك كحبات التوق المكبوسة , كمعالم اختلال مشترك , كسلاسل الانتشاء لتقويس جرح , كعروق اللسعة في مرآة الالتصاق , كجلود الدلتا لقنص عضة الانغماس , ومثل حيز لفظي , فلم هللت حين جردوني ؟

أنت التفاحة التي أردتُ قِطافها , فغافلتني وقفزت الى النهر, النهر الذي ابتسَمَت مياهه نكاية بي , فجلستُ أنا المخدوع على ضفتهِ أقطف الزهر وأرميه نحوك كل يوم , وعند المغيب تهرب مني في الدروب , و تنشغل عني البيوت الدافئة , وانا أرسم في الهواء ملامح وجهكَ ويدك التي كنت افترضها ملوحة للشمس , الا اني حين رأيت الخطيئة تلوح من عينيك , أصبح حتى الصمت يتقن قراءة خطوط القلب بكياسة .

من ذاكرات الصور, جنون وصلاة وجد, ووجع كبير, كمْ أتمنى أن تبتل ذاكرتي بالنسيان , حين سألتهم عمن لا يخون , قالوا : حتى الحلم خان وطنه, فما أسهل أن يخونك القلب والنبض , ياله من مصير , انت أكبر من قدر عابث , أستئمنته فركلني صوب هزيمة مؤقتة , ادركت بلا شك أني قد بالغت بالمودة , وبقي لي من الأحجية, ما دفنته بين غفران الوصايا, كنبوءة افتراق .

يطلب الغفران لروحه العليلة بالحب , وهو الذي أثقل قلبي بسكرات الجدب, غفرانك يا إلهي , لم أشا اعلان الفرح , لكني همست لروحي : (( تتعلمين تخطيط كل دروبك بناء على حاضر يومك , لأن أسس الغد مخططاتها غير مضمونة , والمستقبل لديه وسائله للخذلان بمنتصف الرحلة , وبعد فترة تتعلمين , أن حتى أشعة الشمس تحرق إذا بالغت في الاقتراب , لذا تزرعين حديقتك وتتزيّنين , بدلاً من انتظار شخص ما ليمنحك الزهور, وأيضا تتعلمين أن بمقدورك حقاً الاحتمال , أنك حقا قوية , وذات قيمة , وتتعلمين وتتعلمين , مع كل وداع تتعلمين )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الشطرنج .
- مقامة ألأختفاء : ( رسائل العدوية ) .
- مقامة غودو .
- مقامة حُوْبة العراق .
- مقامة اين نحن من الأعراب .
- مقامة هم الطلاسم .
- مقامة ما أغلى مالايتحقق .
- مقامة الرفقة .
- مقامة زينب .
- مقامة أغاني التسامي .
- مقامة القراءة الثانية .
- مقامة دندنة مع بعقوبة السبعينات .
- مقامة المجانين ( المقامة المطولة ) .
- مقامة قربانك نجلاء .
- مقامة حلم بمدن فاضلة .
- مقامة السعادة .
- مقامة أبا بيدر .
- مقامة التناقضات .
- مقامة العراق , تتبغدد .
- مقامة الهمسة .


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة التماهي .