حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)
الحوار المتمدن-العدد: 8096 - 2024 / 9 / 10 - 10:21
المحور:
الادب والفن
كان يا ما كان...
في سوق يوم الجمعة ،
الذي كان يجاور جامع "خالد بن الوليد".
وجدت بائع يانصيب لمفاتيح البيوت.
لحيته مخضبة بالحنّاء،
وأصابعه بالمسك.
"علامات نبوية مبشرة" قلت في نفسي
ثم سحبت مفتاحا لمنزلي،
فطغت رائحة اللبن العربي الأصلي.
الذي كان يباع في شارع "الحميدية" .
والذي كان يصيبني بالغثيان.
استبدلته بسرعة ، وسحبت قرعة أخرى .
حصلت على مفتاح جديد برائحة لحم الخراف الزنخة
وهي معلقة عند قصابي سوق الحشيش.
أفٍّ ماذا يحدث؟
ولماذا مفاتيح بيتي هي أشياء لا أطيقها؟
سمعتُ منزلي وهو يصفر بمرح:
أعوّدكَ على السجن فحسب!
***
في سوق النحاسين ،
وجدت بائع يانصيب آخر لمفاتيح البيوت.
سحبت مفتاحًا على نية شعراء حمص
تغيّر حظي ،
وحصلت على مفتاح بنكهة الشوكلامو ،
في مقهى "البرازيل" القديم.
وفنجان قهوة اسبريسو .
قلت: "أخيراً شيء أحبه".
لكن حين فتحت الباب،
عبقت رائحة القهوة الثقيلة كبخور فاسد .
وتحوّل الأثاث إلى حبوب قهوة خضراء .
صرخت: "توقف يا منزل! ما هذا الجنون؟"
ضحك المنزل وقال:
أردت أن أريك : ما تحبه يشبه ما تكرهه. كلاهما سجنك،
ذاب المفتاح في يدي، وأصبح قطرة حبر سوداء.
سألت المنزل ، كيف أخرج الآن؟
همس المنزل: تعلمْ أن تتخلى عن كل شيء!
تخلَّ عن "باب تدمر، والغوطة، وبني السباعي، وبستان الديوان، وجورة الشياح"
أو انتظرْ حرباً قادمة…
#حسان_الجودي (هاشتاغ)
Hassan_Al_Joudi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟