محمد ناجي
(Muhammed Naji)
الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 15:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ترجمة/ محمد ناجي
مقدمة وتنويه من المترجم :
ننشر هذا المقال ، ويتبعه مقال آخر عن (الجنرال "الأكثر سوفيتية" القائد للقوات الأوكرانية في كورسك) ! وهو ما يفضح أكاذيب ماكنة الدعاية لبوتين ، التي تتخبط في تبرير الهزيمة بتوزيع الاتهامات ، دون خجل ، عن مشاركة قوات غير أوكرانية في الهجوم على كورسك .
إن نظام الطاغية بوتين مثل غيره من الطغاة ، يعتمد على البروباغندا لتسويق اكاذيبه وتزييف الحقائق وغسل عقول الناس .
هنا مثال حيث نشروا فيديو مفبرك لجندي اوكراني يتحدث وخلفه آخر يحمل العلم الروسي ، وفجأة تصيبهم قذيفة روسية وتقتلهم … لكن في الفيديو الاصلي يستمر الجندي الأوكراني في الحديث وفي النهاية يهتف : عاشت اوكرانيا …. أساليب بائسة مكررة في كل أنظمة الطغيان منذ فجر التاريخ حتى اليوم . القارئ المطلع على موضوع (الاستبداد والطغيان والطغاة - ولو على واحد منهم فقط كصدام أو هتلر - موسوليني … مثلاً ) ، وكذا المتابع غير المؤدلج/المتخندق ، يستطيع أن يكشف زيفهم بسهولة ، ويرى بوضوح أن الطغاة يحذون بعضهم حذو النعل بالنعل !
https://x.com/nexta_tv/status/1823995652885405711
تنويه : نكرر التأكيد بأن ما نكتب وننشر لكُتاب متخصصون ومواقع مهنية تتمتع بقدر كبير من المصداقية ، ليس القصد منه المناكفة والمنابذة ، التي نترفع عنها ونتركها لغيرنا وهم كثرة كاثرة ، وايضاً ليس بقصد الدعاية والدعم للموقف العسكري لطرف ما ضد آخر ، فالحروب مدانة ، ونقف دون تحفظ مع (الإنسان/الناس) ضحايا وحطب الحروب حيثما كانوا ، وبالضد من مشعليها ، حتى إن رفعوا القرآن زوراً وخداعاً على رؤوس الرماح ، وهذا بالضبط ما نسعى إليه . وهنا نرى :
1- أن بوتين طاغية ومعتدي ، ونهجه لايختلف عن غيره من الطغاة ، ومنهم الطغاة العرب ، في اعتماده في استمرار سلطته لتحقيق مصالحه وأهدافه على :
- العصا الغليظة/العنف ومؤسساته .
- العصا المخملية - الناعمة/الدعاية والإعلام .
2- أنه يحظى بقبول وترويج من نسبة ملحوظة في الشارع العربي ، كما حدث من قبل لهتلر ، وهذا نتيجة لأسباب كثيرة على رأسها الخلل والعوار الواضح والفاضح ، بالأمس واليوم ، في الموقف من موضوع (نهج الاستبداد ومظاهره ورموزه) ، الذي لا يحظى - عن جهل والأصح عن قصد - بالاهتمام الذي يستحقه من (المنظومة والعقل السياسي والثقافي والاجتماعي العربي السائد) ، بالرغم من أنه السبب الرئيس في التخلف العربي ، ولذا لا غرابة فيما يراه المتابع من استمرار الموقف والرؤية القاصرة والمشوشة والمتناقضة ، في أغلب الأحيان ، لدى النخبة والشارع في تشخيص الاستبداد ومظاهره ، وبالتالي استمرارها في التبرير مع المدح والردح والتطبيل لكائن من كان - بوتين مثلا - بترديد الهتاف باسمه : بالروح بالدم نفديك يا فريد العصر ونابغة الزمان !
https://scontent-arn2-1.xx.fbcdn.net/v/t39.30808-6/311517051_3305894166336368_1271817622001206712_n.jpg?_nc_cat=105&ccb=1-7&_nc_sid=24ef35&_nc_ohc=ic1NDtW-CQIQ7kNvgEluQlO&_nc_ht=scontent-arn2-1.xx&oh=00_AYCUxG3PCZJyce4e8Siyug85bszgQGalyHncxzDFSt6QZQ&oe=66C4F09A
311517051_3305894166336368_1271817622001206712_n
********************************************
إن التقدم الذي أحرزته أوكرانيا في منطقة كورسك يبعث برسالة واضحة مفادها أن الخطوط الحمراء التي يفرضها الكرملين والقدرة المطلقة المتوقعة ووهم السيطرة الكاملة تقع على أرض أكثر هشاشة مما توحي به روايات موسكو المخادعة .
في 6 أغسطس 2024 ، تقدمت القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية . تعد هذه العملية جزءاً من جهود أوكرانيا المشروعة المستمرة للدفاع عن نفسها واستعادة وحدة أراضيها في أعقاب الغزو العسكري الروسي واسع النطاق في فبراير/شباط 2022 . وحتى الآن ، سيطرت القوات المسلحة الأوكرانية على أكثر من عشرين مستوطنة ، تغطي حوالي 1000 كيلومتر مربع في منطقة كورسك .
عيب في المنظومة التي روّجها الكرملين
وكانت هذه التطورات الأوكرانية بمثابة رسالة صارخة ، مثلها مثل الأحداث الأخيرة الأخرى التي كشفت عن التصدعات في سيطرة الكرملين الكاملة المفترضة على الأحداث الجارية في روسيا .
لقد كشفت مسيرة بريجوزين إلى موسكو قبل عام عن تصدعات داخلية وعدم قدرة السلطات على التكيف مع الأوضاع سريعة التطور . وفي الوقت نفسه ، فإن العديد من الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار الأوكرانية ضد المنشآت العسكرية في عمق روسيا ، مثل الهجوم الأخير في ليبيتسك وإجبار أسطول البحر الأسود الروسي على الفرار من شبه جزيرة القرم ، اخترقت بشكل متكرر وهم الحصانة الذي يغذيه الكرملين .
تكشف هذه الأحداث مجتمعة أن الخطوط الحمراء التي يتبجح بها بوتين هي مجرد خدعة ، وأن السلطات الروسية من المرجح أن تبتلع دعايتها الخاصة أكثر من تصديق التقارير الميدانية ، وأن القوات العسكرية الروسية منتشرة بشكل ضعيف لدرجة أنها غير قادرة على حماية أراضيها في حرب يشنها بوتين .
ماهو رد فعل الكرملين على هذا الوضع ؟ تم تنظيم جلسة مصورة على طول الطاولة الطويلة ، حيث تم تزويد بوتين بأكاذيب مفادها أن الوضع تحت السيطرة .
الهروب أعمق في حفرة الأرنب
مع استمرار تطور الأحداث في منطقة كورسك ، بدأت آلة الدعاية التابعة للكرملين في العمل بأقصى سرعة ، ونشرت معلومات مضللة لتشويه الواقع على الأرض .
وقد وصفت وسائل الإعلام الموالية للكرملين العملية العسكرية الأوكرانية بأنها "همجية" و"إرهابية" وأطلقت مزاعم لا أساس لها بأنها تستهدف المدنيين - وهو التكتيك الذي استخدمته روسيا نفسها مراراً وتكراراً في أوكرانيا . كما روجوا لقصص لا أساس لها من الصحة مفادها أن العملية "مخططة ومعتمدة من قبل الولايات المتحدة" ، وأساءوا تصوير أوكرانيا على أنها دمية في يد واشنطن ، بل واتهموا حلف شمال الأطلسي "بالإشراف المباشر" على التقدم مع مزاعم ملفقة عن مشاركة القوات الفرنسية والبولندية . وأخيراً ، لجأ المتلاعبون الموالون للكرملين إلى السخافات ، فزعموا أن هذه "المعركة النهائية" في كورسك سوف تؤدي إلى سقوط أوكرانيا والهلاك لحلف شمال الأطلسي ، وأوروبا ، والولايات المتحدة .
تعمل هذه الأكاذيب على تشويه صورة الإجراءات الدفاعية التي تتخذها أوكرانيا ، وتصوير روسيا كضحية وخداع الرأي العام للاعتقاد بأن روسيا تحارب جميع القوى الغربية . في الواقع ، تتصرف أوكرانيا في إطار حقوقها في الدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة وترد على الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا .
عندما تكشف حركة واحدة عن القصة بأكملها
إن تقدم أوكرانيا في كورسك ليس مجرد خطوة عسكرية ملفتة للنظر ، بل هو أيضاً وسيلة اتصال متعددة الاستخدامات .
فمثل هذه الإجراءات بمثابة مواجهة فعالة لمحاولات الكرملين المستمرة لتقويض سيادة أوكرانيا وتدمير علاقاتها مع مؤيديها وفرض سلام غير عادل بشروط الكرملين .
كما يُظهر التقدم أيضاً للجماهير المحلية الأوكرانية والداعمين على حد سواء أن أوكرانيا لا تزال قادرة ومصممة في معركتها . علاوة على ذلك ، يخترق هذا التقدم طبقات التلاعب العديدة وضباب التضليل الذي نشره الكرملين .
لقد انكشفت أكاذيب الكرملين ونقاط ضعفه أمام الجميع . وكما قال الرئيس زيلينسكي : "لقد جلبت روسيا الحرب إلى الآخرين ، والآن تعود إلى الوطن" .
EUvsDisinfo
#محمد_ناجي (هاشتاغ)
Muhammed_Naji#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟