المسلمون الطيبون

مجدى سامى زكى

الحوار المتمدن-العدد: 8070 - 2024 / 8 / 15 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كنت أتجول فى صفحات الفيسبوك .توقفت أمام صفحة الصديق :
Kaldas Rageay
فوجدت هذا الفيديو الذى يطلب مدرس من تلاميذه الأطفال أن يقرؤا المكتوب على السبورة وكلما قرأ التلميذ سطرا صاح هذا المدرس : ( ممتاز ) .. سوف تعلم كيف يربوا الصغار لكى يصبحوا دواعش !
إليكم المكتوب فى السبورة الذى يقرأه الطفل مع صياح المدرس : ممتاز ..طالب شاطر :
الأسلام هو الدين الحق .
كل دين غير الأسلام باطل .
لا ابتغى غير الأسلام دينا .
------
هذا الدرس الداعشى ، لايمنع شيخ الأزهر من الشكوى من السلاموفوبيا فى الغرب !
------
ولكن نفس الصفحة تتضمن مقالا مدهشا من أجمل ماقرأت .لا يفوتكم معرفة هؤلاء الشجعان أيام زمان
-----

عندما كنت رئيسا لمكتب مباحث أمن الدولة بالمعمورة الشاطئ بالإسكندرية فى أواخر الثمانينات، أصدرت محكمة الإسكندرية حكماً بتمكين مواطن بإستلام شقته المغتصبة ، والكائنة بالدور الأرضى بأحد الشوارع المتفرعة من شارع ٤٥ بمنطقة العصافرة قبلى .
توجه " المحضر " لتنفيذ الحكم إلا أنه لم يجد صاحب العقار ( مغتصب الشقة ) ، فأثبت ذلك وحدد اليوم التالي موعداً لتنفيذ القرار ، وفى الموعد المحدد توجه " المحضر " لمكان الواقعة فلم يجد الشقة محل النزاع بالدور الأرضى " اختفت " ، فقد حولها صاحب العقار في خلال ٢٤ ساعة الى زاوية ليصلى فيها أهالى المنطقة ، و وضع ملصق على جدار الزاوية مذيل من الدعوة السلفية بإفتتاح الزاوية لصلاة الجمعة القادمة ، حيث سبق لأبناء صاحب العقار التوجه لمسئول السلفية بشارع سيدى العراقى بمنطقة العصافرة لتسليمه الزاوية لممارسة النشاط السلفى بها .
أثبت " المحضر " الواقعة وأعاد الأوراق إلى المستشار رئيس المحكمة والذى أشر على الأوراق بأجمل وأقوى تأشيرة قرأتها ، كان مضمونها ( بيوت الله بنيت على الصدق والتقوى ولم تبنى على الغش والتدليس ، لذا نأمر بتنفيذ قرارنا السابق ونفاد ) .
أنتقل الموضوع إلى مباحث أمن الدولة ، وأجريت تحريات سريعة عن الواقعة ، ورفعت تقرير لتوضيح خطورة الأمر ، و احتمال تصاعد الموقف، خاصة وأن المجنى عليه "مسيحى" وأن طبيعة المنطقة يقطنها الكثير من العناصر المتشددة فكرياً من مختلف الإتجاهات ، وتعمد أبناء صاحب العقار إقحام التيار السلفى " المتطرف " فى هذا الأمر ، وطلبت فى نهاية التقرير مبدئياً بإعتقال أولاد صاحب العقار المتزعمين هذا التحرك ، وكذا مسئول السلفية بالعصافرة ، ومسئول السلفية بمنطقة شارع سيدى العراقى .
تم التنسيق مع مأمور قسم شرطة المنتزة ، وكان فى ذلك الوقت العميد حمدى هدية لعقد لقاء بمكتبه يدعو فيه أعضاء مجلس الشعب والشورى والمجلس المحلى بدائرة المنتزة للتحرك فى المنطقة وتوضيح حقيقة الواقعة لأهالى المنطقة لمنع التعاطف مع القائمين على هذا التحرك ، حال القيام بهدم الزاوية و إعادة الأمور لأصلها . وتنفيذ قرار المحكمة بتسليم المجنى عليه شقته .
عند التنفيذ عرض صاحب العقار عدم هدم الزاوية وأنه سيوفر للمجنى عليه شقة أخرى بنفس الشارع ، وقد لاقى هذا المقترح موافقة من جميع أعضاء مجلس الشعب والشورى ومعظم الأهالى بالمنطقة ، إلا أننى رفضت هذا المقترح ، ورفعت تقرير لقيادات الجهاز يتضمن طلب صاحب العقار ، ومشفوع برأيي بالرفض لهذا المقترح ، والإصرار على هدم الزاوية وإعادة الشقة محل النزاع للمجنى عليه صالحة للسكنى ، لمدة ٦ أشهر ، حتى يشعر جميع أهالى المنطقة بأنه لا يوجد من هو فوق القانون ، ويمكن بعد ذلك وبعد موافقة المجنى عليه تبديل الشقة بشقة أخرى .
بالعرض على السيد الوزير زكي بدر ، بنتيجة ما تم التوصل اليه فى هذه الواقعة ، قام أيضا بكتابة أجمل وأقوى تأشيرة قرأتها ( لقد تم بجهودكم إعادة حق المواطن ، والآن جاء الدور لحق الدولة ، لذا نأمر بإعتقال صاحب العقار لمدة تجدد مع استمرار اعتقال أولاده ، حتى يكون رادعًا لكل من يحاول التحايل على القانون ) .
تحيه للسيد المستشار رئيس المحكمة، وتحية للقائد والمعلم سيادة اللواء المرحوم / زكى بدر .

#مجدى_سامى_زكى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل