أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مظهر محمد صالح - ريتشارد مورفي ومستقبل الشرق الاوسط.















المزيد.....

ريتشارد مورفي ومستقبل الشرق الاوسط.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8060 - 2024 / 8 / 5 - 22:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان نهاية صيف العام 1989 مزدحماً باوقات مميزة في حياتي الاكاديمية ، اذ تزامن تخرجي من جامعة ويلز في ابيرستويث وحصولي على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، مع فرصة الاستماع الى محاضرة سياسية كانت شديدة الحساسية عن الشرق الاوسط تحدث فيها ريتشارد مورفي مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الاسبق الذي تقاعد في العام نفسه ،وناقش فيها قضايا عديدة تتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ومن المعلوم ان ريتشارد مورفي دبلوماسي أميركي شغل منصبه لشؤون الشرق الاوسط في الفترة من 1983 إلى 1989 وادى خلال فترة عمله، دوراً بارزاً في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة في منطقة شرق المتوسط ، وشارك في مفاوضات دبلوماسية مهمة في المنطقة ابان الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي. مورفي كان معروفًا أيضاً بخبرته العميقة في شؤون الشرق الأوسط والخليج وبقدرته على التعامل مع القضايا المعقدة والمتعددة الأوجه التي تواجه المنطقة.
وكانت محاضرة مورفي وقت ذاك جزءًا من سلسلة من المحاور التي ألقاها دبلوماسيون وخبراء في الشؤون الدولية بغية تقديم رؤى محددة حول القضايا الجيوسياسية المعقدة في ذلك الوقت على طلاب واساتذة الجامعات الاوروبية.
ما لفت نظري في تلك المحاضرة ، القلق الشديد الذي ابداه مورفي من تعاظم القوة الصاروخية في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما ابان الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 .
اذ كان الاهتمام الدولي منصباً في تلك الفترة وبشكل لافت على كيفية منع انتشار الأسلحة والتكنولوجيا الصاروخية في المنطقة، حيث كانت هناك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وزيادة التوترات بين الدول ولاسيما تاثيره على الكيان الصهيوني.
فالعراق وإيران كانتا من الدول التي سعت إلى تطوير قدراتهما الصاروخية كجزء من الجهود العسكرية خلال الحرب، وهو ما أثار قلق الولايات المتحدة وحلفائها ولاسيما الكيان الغاصب.
ناقش مورفي في محاضرته مواضيع عدة بما في ذلك السياسات الاقليمية وتحديدا الديناميكيات السياسية في الشرق الأوسط، ومنها الصراع العربي مع الكيان المحتل، فضلاً عن العلاقات بين دول الخليج وايران في اعقاب انتهاء الحرب وقتها.
وكرر ريتشارد مورفي تركيزه عندما تناول مسالتي الامن والاستقرار في المنطقة …ليؤكد مراراً على التهديدات المترتبة على انتشار الأسلحة البالستية وتزايد القوة الصاروخية، خصوصًا في سياق الحرب العراقية الإيرانية. واوضح طبيعة الدبلوماسية الأميركية ، مبيناً دور الولايات المتحدة (من وجهة نظره ) في تعزيز ما اسماه بالإستقرار من خلال الدبلوماسية والتعاون مع الحلفاء الإقليميين والدوليين، فضلاً عن اشارته إلى التحديات التي تواجهها دول المنطقة من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأهمية الإصلاحات لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين كما نوه ذلك.
واليوم و بعد مرور 35 عاماً على تلك المحاضرة الجامعية لريتشارد مورفي والتي اطلق عنانها على شواطيء الباردة جداً للساحل الشرقي من البحر الايرلندي ، فان سواحل ومياه الخليج والشرق الاوسط ، ظلت في غليان محوره استلاب حقوق الشعب الفلسطيني في ارضه بدماء باردة خالية من الضمير الإنساني ، وهيمنة الكيان الاسرائيلي واستدامة تسلحه الاستراتيجي لضمان تهديد عموم الشرق الاوسط بالتوسع والحرب.
ان انقلاب المعادلات الجيوستراتيجية التي تجسدها أركان المواجهة بين الجمهورية الإسلامية الايرانية والكيان الاسرائيلي ، اخذت ترسم خرائط جديدة في تبدل ميزان القوة الاستراتيجية والتي فرضتها بلا شك التكنولوجيا الصاروخية الايرانية ، وهي كانت واحدة من مخاوف ريتشارد مورفي المذكورة في محاضرته قبل اكثر من ثلاثة عقود ، والتي اخذت تقلب موازين المواجهة والقوة في الشرق الاوسط كله.
إن من ادق ما قرات من رؤى بهذا الشان هو ما تناوله المفكر السياسي ابراهيم العبادي في مقال مهم عنوانه : شرق اوسط محترق .
اذ يؤشر العبادي تلك الانقلابات
الجيو ستراتيجية التي كان ريتشارد مورفي يقلق منها في محاضرته ، قائلاً :(( استخدمت اسرائيل ستراتيجية الحفاظ على التفوق العسكري والتقني والعلمي ونفذت ذلك على الارض منذ عام 1948 ومازالت . بحصول متغيرات كبرى في الصراع القائم وانتقال زمام المبادرة في منتصف الثمانينات من ايدي القوى الوطنية والقومية الى القوى الاسلامية ،صار الصراع يتلبس لباس الحضارة والدين ، الاسلاميون يعتقدون ان العقيدة الصهيونية لايواجه توسعها وعدوانها الا التعبئة الدينية والعقيدة الصهيونية تواصل منهج استثمار الدين ومفاهيم التوراة لحشد التأييد الغربي والاستماتة في الدفاع عن وجود اسرائيل وامنها حتى لو تمادت في حروب الابادة والاغتيالات وخرقت القوانين الانسانية ،كون ذلك يرتبط بالدفاع عن المصالح الستراتيجية العليا لدول الغرب سيما الولايات المتحدة )).

وبهذا فقد فرضت القوة البالستية الايرانية تحولات كبيرة لينتقل الصراع من الاديولوجيا الامبريالية التي زرعت الكيان الاستيطاني بذرائع ديموغوغية
قامت على تسخير العصبيات الدينية الصهيونية المنقرضة وبأسلوب سياسي اعتمد على استثارة العواطف والعصبيات والتحيزات الخالية من الحجة العقلانية أو البرهان المنطقي،لسلب حقوق الشعب الفلسطيني الجريح في ارضه ووطنه.
اذ تزاوجت العقائد الصهيونية المنقرضة حضاريا وتاريخيا بالتكنولوجيا العسكرية المتقدمة لفرض واقع قوامه اللعبة الصفرية لمصلحة اسرائيل وضمان الهيمنة والتوسع الامبريالي على فلسطين والشرق الاوسط.
ان موقف ايران في جبهة المواجهة الشرق اوسطية اليوم مع الكيان الاسرائيلي قد اخذت مساراً حقيقاً دقت ركائزه على مرتسم استراتيجي متحرك شديد الوضوح ، انقلبت فيه طاولة المعادلة الجيوستراتيجية الشرق اوسطية صوب تفكيك المعادلة الصفرية الاسرائيلية ، قوامها بلا شك ركني مواجهة :العقيدة الدينية الاسلامية كإيديولوجية وطنية في مواجهة العقيدة الدينية الاستيطانية ، وكذلك نشوء وتطور القوة البالستية في مواجهة مثيلاتها في المصنع الامبريالي وياتي ذلك لإحلال نمط من انماط توازن القوة الاقليمية ومواجهة زحف النفوذ الاستعماري الطامع وايقاف تقلبه على المسالك الرخوة في منطقة مشتعلة من العالم اسمها شرق المتوسط .
انتهى



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو صندوق عراقي للثروة السيادية: افكار تاسيسية
- ملامح التنمية السياسية في الانماط الريعية المكوناتية
- سايكولوجيا الجماهير في العالم الرقمي الراهن
- ثقافة الفكر المشرقي : لمحات حياتية
- البطل السياسي في الديمقراطيات الناشئة: رجل الدولة ام رجل الس ...
- الثنائية في الفلسفة المشرقية الحديثة (حوار في القصة والرافد ...
- عالم يتشكل من جديد … عالم مابعد غزة
- الثقافة العضوية وانعطاف الوعي : الجامعات الغربية انموذجا ّ
- جدي والغزاة: واقعة في ليلة الاحتلال البريطاني 1917
- الشخصية العراقية في رحاب الجدل الاكاديمي.
- صعود الدولة الامة وهبوطها : العراق بعد 9 نيسان 2003
- المثقفون في حاضنة العنف الإديولوجي الشرقي.
- ثقافة المناخ الثالث
- شذرات في الفكر العراقي..حوار في الطبيعة الانسانية.
- الدولة والهويات الزبائنية : النفوذ الاجتماعي ومصفوفة المصالح ...
- حرب غزة : عالم رقمي ما بعد الامبريالية.
- حوار في الفكر الانساني المشرقي:الرعاع بين القلق والتلف.
- تقديم لكتاب المفكر السياسي ابراهيم العبادي : الدولة الغائبة
- ملامح المدرسة التفكيكية المشرقية -عند العادلي.
- ادارة التعقيد والدولة القوية


المزيد.....




- فيديو يظهر مجموعة من الحيتان القاتلة عالقة في مياه ضحلة بروس ...
- -المتوحش- في بوستر جديد.. هل خرجت -رؤيا- من دائرة الأحداث؟
- علاقته بقاسم سليماني وقرابته من حسن نصرالله.. ما نعرفه عن ها ...
- كيف يؤثر نائب الرئيس على الحملة الانتخابية؟
- الضربة الأكثر دموية في الضفة الغربية المحتلة في مخيم طولكرم، ...
- أسيرة إيزيدية تعود إلى العراق بعد الأسر في غزة عشر سنوات
- روسيا تهاجم أوكرانيا بـ 19 طائرة مسيرة وتتهم كييف بالتصعيد ق ...
- خامنئي: إيران وحلفاؤها لن يتراجعوا في مواجهة إسرائيل
- منظمة فلسطينية مناهضة للاستيطان تفوز بجائزة -نوبل البديلة-
- الصور الأولى للقتلى للمصريين برصاص الجيش المكسيكي


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مظهر محمد صالح - ريتشارد مورفي ومستقبل الشرق الاوسط.