أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مظهر محمد صالح - الدولة والهويات الزبائنية : النفوذ الاجتماعي ومصفوفة المصالح .














المزيد.....

الدولة والهويات الزبائنية : النفوذ الاجتماعي ومصفوفة المصالح .


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7920 - 2024 / 3 / 18 - 15:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما نحصده اليوم من مخرجات في عالم الاجتماع السياسي المشرقي عموما وفي بلادنا على وجه الخصوص (والتي يطلق عليها بالمحاصصة السياسية Political power sharing ) ماهي الا تجسيد لخصوصيات المجتمع المشرقي التي اصلها المفكر على الوردي بازدواجية الفرد بكل تفاصيلها في الغنيمة والغلبة ، سواء في السلوك او التصرفات او في تشكيل العلاقات الجمعية وما تولده احياناً من (عدوى سياسية) . وعلى الرغم من ذلك ، فان المرحلة الفكرية لما بعد علي الوردي ، كما اراها هي : مرحلة هجينة قوامها التعاطي بازدواجية في اكثر من هوية اجتماعية يحملها الفرد في آن واحد ، وتعد اوراق مرنة في تقاسم القوة ، داخل مصفوفة النفوذ والمصالح وتحصيل الريع . وهكذا امست (الغلبة والغنيمة والعقيدة ) تمتلك اكثر من هوية فرعية وهو ازدواج خطير لحيازة مساحة نفوذ سياسي اوسع واكثر مرونة داخل المجتمع المشرقي .
فبين الدين والمذهب والقبيلة والقومية تمتزج مصفوفة هويات او ازدواج الهويات الهجينة hybrid dual ´-or-multi
‏ identities matrix .
اذ تسمح مثل هذه المصفوفة في التغلغل في الدولة الرسمية والعمل على صناعة الدولة الموازية parallel state في آن واحد ، ما . ولدت ظاهرة في الاجتماع السياسي المشرقي هي من اغرب ظواهر النظم السياسية في العالم وهي :(الهويات السياسة الزبائنية political clientism identities ) لممارسة نفوذ التقاسم على مصفوفة المصالح المتحولة غنائمها بين الدولة الرسمية والدولة الموازية.
وعلى الرغم مما تقدم ، فان عقد التخادم الافقي والعمودي بين ( الدولة الرسمية والدولة الموازية) اخذ يتحول الى ظاهرة ( عنفية violence ) ولاسيما عندما تختل منظومة المصالح الاقتصادية بين (الهويات الزبائنية) وهي الهويات التي اعتادت الانتقال السهل والمرن عبر محاور تعدديتها الفرعية (النافذة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ) والتي تتنقل بين الهوية الدينية او المذهبية او القبلية او القومية في آن واحد . اذ يمارس العنف violence بشتى اشكاله كتعبير عن ممارسات السلطة الموازية عبر منظومة المصالح ذات الهويات الفرعية المزدوجة ، لتعبر عن شراسة تاثيرها في الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي عند اختلال توازن نفوذها. يقول عالم الاقتصاد
امرتاي سن Amartya Senفي كتابه الموسوم: الهوية والعنف: اوهام القدر -
‏Identity and Violence: The Illusion of Destiny
((ان التحريض على العنف يحدث بفضل هويات مفردة انعزالية وعدوانية، يناصرها ويؤيدها محترفون بارعون للإرهاب، على أناس بسطاء وساذجين)).
ما نعيشه اليوم هو ليس هو حكم التعددية بالشكل المؤسساتي للديمقراطيات الحديثة والتي هي (المحاصصة) كما اعتدنا على تسميتها ، وانما هي قوى هوياتية مزدوجة او متعددة نافذة تتمدد على اكثر من هوية فرعية في آن واحد تتراوح بين الدين والمذهب والقومية والقبيلة لكي توفر استدامة واستقرار مصالحها وتحديداً ( هوية المصالح الزبائنية) وهي الهوية الفرعية الاكثر فاعلية في نفوذها وتغلغلها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، وتتحرك وتتقدم على خريطة مشرقية الارث في السلوك والمعتقد و حسب اولويات الاستخدام وتعظيم المنفعة utility maximisation ، سواء في كسب المصالح او في تقاسم الثروة او النفوذ في صراع هاديء يتحول الى صراع تناحري ، اداته ممارسة العنف والتمرد بمختلف اشكاله ، ولاسيما عندما يختل توازن الهويات الفرعية في المصفوفة الزبائنية المزدوجة dual´-or-multi clientism matrix او المتعددة كما نوهنا آنفاً .
ومع كل تأزم اقتصادي داخل المصفوفة الزبائنية للهويات الفرعية يرتفع منسوب العنف، وهناك علاقة سببية ومتلازمة بين العنف والتأزم الاقتصادي والعنف والفقر والعنف والبطالة، وهي علاقة استثمرت فيها مصفوفة الهويات الفرعية كثيراً وكانت محدداً من محددات تشكيل استقطاباتها الشعبية وبناء صراعاتها المجتمعية.
ختاما، وقفت كثيرا امام اقتباس لفيلسوف مدرسة المهجر ميخائيل نعيمة " (1889_1988.م) :
بالقول حُكم الأكثرية حكم غياب العقلاء فما كان العقلاء يومًا إلّا قلّة في الأرض. ما أكثر الناس وما أندر الإنسان.
انتهى



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب غزة : عالم رقمي ما بعد الامبريالية.
- حوار في الفكر الانساني المشرقي:الرعاع بين القلق والتلف.
- تقديم لكتاب المفكر السياسي ابراهيم العبادي : الدولة الغائبة
- ملامح المدرسة التفكيكية المشرقية -عند العادلي.
- ادارة التعقيد والدولة القوية
- متلازمة الاغتراب الديمقراطي والعقد الاجتماعي الموازي.
- عقلية الضحية :بين الماضوية والقطيعة.
- عقلية الضحية: أم دراما الامبريالية ؟
- حوار فكري في ثقافة المشاركة السياسية
- غزة و ثلاثية الابادة الجماعية
- الثقافة السياسية الاغترابية : حوارات في العقل المشرقي.
- الصندوق الديمقراطي: بين ثقافة الغنيمة وثقافة الاغتراب.
- الحذاء المستعمل/خاطرة حياتية
- ‏‎الحسابات الختامية للتوحش الامبريالي : غزة إنموذجاً
- غزة والتاريخ الراسمالي للعنف.
- حرب غزة : هنتغتون والامبريالية Huntington and imperialism
- العراق والمسالة الفلسطينية: اغتراب التطبيع و حفر الدم
- عنف اللادولة:غزة و الميكافيلية الجديدة.
- المسألة الفلسطينية: المعادلة الايديولوجية .
- الرأسمالية المركزية الموازية :بين الوجود والانصهار


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مظهر محمد صالح - الدولة والهويات الزبائنية : النفوذ الاجتماعي ومصفوفة المصالح .