أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - مات نجيب محفوظ وظلت أبواب جهنم مفتوحة لتلتهم أولاد حارتنا ..!















المزيد.....

مات نجيب محفوظ وظلت أبواب جهنم مفتوحة لتلتهم أولاد حارتنا ..!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


هل هناك إمكانية حقيقية لفهم تركيب مضمون رواية نجيب محفوظ أولاد حارتنا .. هل من الصحيح أن ينصرف النقاد ودارسو أدب محفوظ عن التعمق في دراستها والبحث في معضلتها خاصة وقد أشيع أن محفوظ أوصى بعدم إعادة نشر الرواية بعد وفاته حرصا على سلامة حياة وارثيه من أبناء عائلته في هذا الزمن العربي المليء بالإرهاب الفكري واغتيال أي محاولة في الحرية الفكرية ..؟
الوصية نفسها ــ إن كانت صحيحة ــ تذكرنا ببعض مواقف سابقة للروائي المصري نجيب محفوظ في مراحل مختلفة من حياته نتيجة المراحل الصعبة التي مر بها هو نفسه أو مرت بها بلاده مصر . هذا الأمر يذكرنا أولا بواقعة من وقائع حياته حين اتخذ قرارا خطيرا عام 1952 بعد قيام ثورة يوليو 1952 فأرضى نفسه باتخاذ قرار الاعتزال عن الكتابة تحت دعواه وظنه " أن العالم الذي كان يسعى إلى تغييره غيرته ثورة يوليو بالفعل ولم تعد للكتابة جدوى بعد أن أنهى الثوار مرحلة تاريخية كان يريد لها أن تنتهي. . " .
هل كان هذا القرار جادا أو نهائيا .. هل كان هزيمة للإبداع المصري العميق والكبير الذي كان يمثله نجيب محفوظ .. هل كان هذا الموقف تلخيصا فكريا أو سياسيا لانتقال مصر إلى عصر الجماعة ..هل كان نوعا من أنواع الاحتجاج الباطني أم كان خطوة من خطوات الأدب المصري ــ ومنتجوه من أبناء الطبقة الوسطى ــ إلى نقطة مركزية عليا في الثقافة المصرية جميعها ..؟
لم يستمر نجيب محفوظ في المجادلة حول قرار الاعتزال عن الكتابة ولم يواصل النقاد والدارسون مواصلة البحث عن جذور القرار خاصة بعد رؤية الانقسامات الكثيرة والصراعات المتعددة بعد الثورة ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله بسببها او بفعل تأثيراتها في العراق واليمن والجزائر وسوريا .
مثلما فاجأ شارل ديكنز ( 1812 – ) 1870 العالم الرأسمالي بروايته أزمنة صعبة (Hard Times ) عن المجتمع الصناعي – الرأسمالي البريطاني بوفرة من كلام الغضب ، شاجبا بقوة ملامح هذا المجتمع ، كذلك وجدنا نجيب محفوظ يفاجئ الجميع بكسر قراره في الاعتزال عام 1959 بانجاز روائي جديد تحت رؤى منظومة فكرية مختلفة عن بقية أعماله السابقة باحثا في هذه الرواية عن سؤال له علاقة بتاريخ الإنسان المصري فاضحا بعض الأيديولوجيات والمشاعر الزائفة مشيرا بشكل غير مباشر إلى الفجوات التي ظهرت بين نظرات قادة ثورة يوليو وتطبيقاتها. لم تكن المفاجأة غير رواية أولاد حارتنا .
في تلك الأثناء سجلت جريدة الأهرام ، ذات الماضي الثقافي الجدير بالاحترام ، أول خطوة ثقافية جريئة بنشر هذه الرواية في حلقات بدءا من 21 أيلول إلى 25 كانون الأول 1959 ولم تأبه بالأصوات التي عارضت نشر الرواية من الذين قاموا بتفسير أفكار الرواية وتأويلها إلى الصورة التي تظهر فيها متناقضة مع نصوص دينية معينة أو أنها متجاوزة على النصوص الحرفية لقصص القران ، وكان هذا الموقف الديني من الرواية يتصاعد مع السنوات اللاحقة ، مما دفع الكثير من الأصوات لمنع نشرها وقد تسرب الخوف إلى مكاتب جميع دور النشر المصرية التي امتنعت عن نشر الرواية حتى اليوم . ولا يستثنى من ذلك "مكتبة مصر" التي ما تزال الناشر الدائم لأعمال محفوظ ، لكنها تسقط " أولاد حارتنا " من قائمة نشر أعماله. إلا أن الكاتب لم يبد أي اعتراض لأنه لم يكن يريد خوض معركة لإصدار الرواية في مصر. لكن الأمر اختلف ذات يوم حين أتيحت الفرصة لجرأة دار الآداب اللبنانية التي صدرت منها الرواية لكي تتوفر أمام القارئ العربي عامة وأمام القارئ المصري خصوصا .
عام 1988 أعلنت لجنة جائزة نوبل في تقريرها أن الكاتب استحق الجائزة عن أربعة أعمال منها "أولاد حارتنا" وقد فتح ذلك باب جهنم على محفوظ ، حتى أن الشاب الذي حاول قتله بسكين في تشرين الأول 1994 قال "إنهم" قالوا له إن هذا الرجل مرتد عن الإسلام".
وفي حماسة الاحتفال بجائزة نوبل، أعلنت صحيفة "المساء" الحكومية القاهرية إعادة نشر الرواية مسلسلة. وبعد نشر الحلقة الأولى ، اعترض محفوظ وبعض الخائفين عليه فأوقف النشر.
وعقب المحاولة الفاشلة لاغتيال محفوظ ، أبدت صحيفة "الأهالي" التي تصدر عن حزب التجمع اليساري المعارض استعدادها لنشر الرواية في عدد خاص منها. وصدرت " أولاد حارتنا " كاملة بعد أيام من الحادث في عدد 30 تشرين الأول 1994 وأعلن أنه نفد بالكامل. عقب نشر الرواية أصدر كتاب وفنانون بيانا طالبوا فيه بعدم نشر الرواية في مصر بدعوى حماية حقوق المؤلف الذي نجا قبل أيام من الذبح. في حين وصف كتاب آخرون ذلك البيان بأنه "محزن".
ثم تجدد الجدل حول "أولاد حارتنا" نهاية عام 2005 حيث أعلنت مؤسسة "دار الهلال" عن نشر الرواية في سلسلة "روايات الهلال" الشهرية ونشرت الصحف غلافا للرواية التي أشارت الدار إلى أنها قيد الطبع حتى لو لم يوافق محفوظ بحجة أن الإبداع بمرور الوقت يصبح ملكا للشعب لا لصاحبه. وحالت حقوق الملكية الفكرية التي حصلت عليها "دار الشروق" دون ذلك.
أعلنت "دار الشروق" مطلع عام 2006 أنها ستنشر الرواية بعدما قدم لها الكاتب الإسلامي أحمد كمال أبو المجد تحت عنوان "شهادة ". ونشرت المقدمة في بعض الصحف لكن الرواية لم تصدر إلى الآن.فهل أصبحت هذه الدار الكبرى ــ وهي قطاع خاص ــ جزءا من البيئة التي تحاصر أولاد حارتنا أيضا .
وفقا لهذين الإعلانين فان الثقافة المصرية عموما ستكون على المحك لكل نوع من أنواع النشاط التطوري الحر ليس فقط في مصر بل في كل العالم العربي باعتباره ضرورة مستقلة ومتميزة لمستقبل الأدب العربي الحر كله .
رواية "أولاد حارتنا" منذ عام 1959 وحتى اليوم أصبحت موضوعا ثقافيا عربيا افتتاحيا بصورة دائمة معنية مباشرة بالمواجهة المباشرة لقضية حرية النشر في مصر وهي قضية لا حماية له إزاء الضاغطين عليها ، وليس بعيدا أن يصبح موضوعا في الصحافة العالمية متجددا بين حين وآخر ضمن مواقف مختلفة رغم أنها لم تواجه أي تشريع قانوني بالمنع لكنها كانت وستظل لزمن بعيد في المستقبل موضوعا لجدل لا يتوقف بالنسبة إلى الثقافة المصرية وعلاقتها بحرية التعبير خاصة في زمن تصاعد العنف والتطرف والإرهاب .
السؤال الملح : هل تلتهم الجهنم الأرضية أولاد حارتنا ..؟ هل ترتفع ( سبابات ) المنظمات الإرهابية المتسترة بقناع التكفير والتكميم ضد نجيب محفوظ وضد كل إشكال الحرية الفكرية .. أم ترتفع أعلى وأعلى أصابع( الابهام ) مؤيدة ونصيرة لحرية الرأي والتعبير ..؟
كل شيء محتمل وكل مستويات الحركة الفكرية في الإبداع الأدبي محتمل أيضا ,,



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المندائيون محرومون حتى من صمت قبورهم ..!!مسامير 1240
- مسامير جاسم المطير 1239
- مسامير جاسم المطير 1238
- مسامير جاسم المطير 1237
- مسامير جاسم المطير 1236
- مسامير جاسم المطير 1234
- لكي نحب بلادنا علينا أن نحب أغانينا أولا ..!!مسامير 1233
- الاختطاف في الواقع و السينما ..
- الأغنية كالماء والهواء يمكن أن تكون ملوثة ..!مسامير 1232
- مسامير جاسم المطير 1231
- فاروق لا تتعجب .. فاروق لا تتراجع .. فالأرض تدور..!مسامير 12 ...
- الفنان هو الذي يقول سوف أموت غدرا ..! مسامير 1229
- مسامير جاسم المطير 1228
- مسرح
- مسامير جاسم المطير 1227
- أيها المسلمون العراقيون : أين الله ..؟مسامير1225
- سندويج المنطقة الخضراء ..!مسامير1226
- مظلومة يا بغداد .. مشطوفة يا بغداد ..!! مسامير 1224
- النجف مدينة الملائكة والشياطين ..!!مسامير 1222
- مسامير جاسم المطير 1223


المزيد.....




- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - مات نجيب محفوظ وظلت أبواب جهنم مفتوحة لتلتهم أولاد حارتنا ..!