يا وطن : لا تعثر اسم اللّه عليك

حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يا اهـل العـراق ... اسألكـم ...
ــ هل هناك متسعاً للخجل من كسل اجترار نوبات الرئيس بوش ابن ذاك الأب ... ؟
ــ متى تخلعون عنكم ثوب الفضيحة وسلبية الأنتظار ... ؟
ــ هل هذا الذي انتم عليه صبـراً ام موتـاً ... ؟
يا اهل العراق ... اعنيكم انتم ’ الذين تكرست مآساتكم عبر اكثر من اربعـة عقود ’ مشروعاً للموت والأبادة والتهجير وان المؤامرة القذرة التي تفجرت كوارث وطنية وحروباً وحصارات ومقابراً جماعية .. هي ذاتها التي تواصـــــــل فصولها الدمويـة اكذوبــة للتحـريـر .
ــ هل تعلمون ان هناك مخططاً خطيراً’ دولياً واقليمياً يعمل بقسوة وهمجية ليلغي عراقكم ويحول وطنكم الى مخيمات لكم كلاجئيين فيـه تحت رحمة المنظمات الدولية ’ تنفق عليكم ما يتبقى من فضلات ثرواتكم بعد تقاسمها ’ وهذا مانضحته توصيات بيكـر ــ هملتون .. ومكافئة لدور الأصدقاء من دول الجوار العروبي قد تمنح مدن الجنوب مقابـل غزة والضفـة الغربيية .. ويعاد تعريب المدن الشمالية باللأجئين الفلسطينيين والفائض من غوغائي الأمـة الموهومــة ويخصص غرب العراق مشروعاً لتفريخ السماسرة والدلالين ..؟.
ــ هل تعلمون ان مآفيات فرق الموت ومرتزقـة السلب والأجرام الدولية والأقليمية التي جلبها الأحتلال وهرّب بعضها عبر حدود الجوار وزرعها قيادات لمليشيات محليـة ’ هي التي تقتل الشيعي بأسم السني ثم تعيد قتل السني بأسم الشيعي وتفرض عليهما جنون الحرب الأهلية بكل بشاعاتهـا ’ والتي ستنتهي بكم غرباء اذلاء جياع مرتزقة منزوعـي السيادة والكرامـة ’ لاجئين في وطن كان لكم ...؟
ــ هل تعلمون ان الأبواب مفتوحـة بكامل سعتها لعودة البعثيين حزب وقيادات سياسية وعسكرية مدججـة بالسلاح والأموال والأعلام عبر السقوط البطيء للشرعيـة الهزيلـة لحكومـة تعاني اعراض اوبئـة نهـج المحاصصات والتوافقات ’ وتنتظر موتها السريري في غرفة العمليـة السياسيـة للأنعاش الموقت داخل محجر المنطقة الخضراء..؟ ــ هل تعلمون ايضاً ان علي يقتل علياً ’ وعمر يقتل عمراً ’ والوسيط يزرع افئدتكم بجنون العداوات والبغضاء ويعمي بصيرتكم برماد الجهل والأستغفال ويثير فيكم رعونة الرقص على حبال جدب القناعة وعمى الطاعة وفضيلة الفقر والمرض والكفاف ’ وييتـه ( بيوتـه ) صالونات للترف والثراء والتجميل وسخرية العبادة ... قلبه فارغاً من الرحمـة ولسانه ينضح شطارة الخداع والتضليل والكفر بحقوق الأنسان السماوية والوضعية .. انـه... وهم جميعاُ هنا وفي الطرف الآخر ’ يسرقون ثقتكم ومعتقداتكم وحسن طويتكم وعطب عواطفكم ثم اصواتكم ليساوموا عليها بضائــع مسروقــة في اسواق العهر الطائفي العنصري .... ؟
ــ هل تعلمون يا بنات وابناء العراق انكم اصبحتم فضيحة مخجلـة ’اطرافاً واسباباً اضافيـة لمرور تلك اللعبــة الكارثة التي انتم الآن وقود حريقها وتنتهون وحدكم ضحيتهــا .. وانكم متهميـن بفعلـة النطاح الدامي ولأنتحار الجماعـي ...؟
يا اهل العراق : هل لديكم اعتراضاً على ما اقول .. فبوسعكم ان تقدموا الدليل عكس قناعتي ...؟
صدقونـي : انا الجعفري والصدري والحكيم وبحر العلوم وايـة الله الشهرستاني والنفساني والفنجاني والثانوي والأبتائي .. نعم انا كل تلك الأشياء لأني محيسن وعبود وعبد الزهرة وعبد ربـه وعبد علي والحسين .. ولأني الأيزيرجاوي والبهادلي والربيعي والدراجي والمحمداوي والساعدي والبضاني والسوداني ... واحمل في كيانـــي الجينات السومريــة للذات والتاريخ والحضارة والوطنيـة .. صحيح اني لم اكن ثورياً مجاهداً روزخونياً واعضاً خطيباً فصيحاً .. وليس لدي تخصصاً في التضليل والتجهيل وتخدير بصيرة الأبرياء .. ولا احمل تاج قماش فوق رأسي او مداليات على اصابعـي او حفرة سيمـاء على جبهتي .. لكني استطيع فقط ومن حقي ايضاً ان احمل الوطن حزناً حتى الموت .. واصرخ واستغيث حتى يصقط القلم مغمياً عليــه .. واسأل العراق في داخلي .

ليــش بــس انتــه المصايــب تشتهيـك

ليـش جتالـك طلـع منـك وبيــك
ليــش علاســك ابيتــك
بايعــك برخــص ثمـن لليشتريـك
ليــش اخـوك ... ليـش جارك
يشعــل الفتنــه شماتــــه
وخنجــره مـزروع بيــك
ديـر بالـك يا عــراق
لا تعثــر اسـم اللــه عليــك
ــــــــــــ
17 / 12 / 2006

#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات