أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - محاكمة الطاغية بين القاضي والقاضي ...















المزيد.....

محاكمة الطاغية بين القاضي والقاضي ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1699 - 2006 / 10 / 10 - 08:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما القي القبض على الطاغية الجبان صدام حسين في حفرة العار ’ باءساً منهاراً يعبر بحق عن طبيع الشخصية الرثه للبعثي .
استبشر العراقيون واستمروا يطالبون وينتظرون مشاهدة ذلك المعتوه واقزام سلطته في قفص الأتهام .
ظهر صدام حسين والأقزام السبعة المتهمين بمجزرة الدجيل ’ كانوا في حالة ذل وانهيار لا يستحقون فيها حتى الشماتة ’ وظهر القاضي رزكار والطاقم الأخر لهيئة المحكمة .
ابتداءت المرافعة الأولى والثانية والثالثة ’ فكان اول الغيث ... بصق القاضي رزكار احباطاً بوجه العراقيين وضحاياهم ’ واستسأد صدام وبرزان.. اهانوا المحكمة والمشتكين واذلوا الشهود والمتفرجين وشتموا الضحايا وتطاولوا بسخرية من شخصية القاضي .
اشتكى العراقيون لبعضهم من حالات التقيء والأسهالات وارتفاع او انخفاض الدم واجترار خيبة الأمل’ استمر القاضي رزكار يبحث عما يقوله وواصل المهرجون عنجهيتهم يردحون على اوجاع الناس وارواح شهدائهم ’ حينها ومثل الكثيرين قررت ان اتجنب النظر الى مجريات المسرحية الغبية للمحاكمة ’ وانسى ما شاهدته وسمعته لأخفف على الأقل بعض الأثار النفسية لجروح الأهانة .
سمعت ان القاضي رزكار قد تغير او استقال وجاء بديله القاضي رؤوف ’ لكن بعض الأصدقاء نصحوني ان ابقى بعيداً عن تلك المسرحية المهينة .
انتهت لعبة النظر في قضية الدجيل وابتداءت مسرحية محاكة مرتكبي جريمة الأنفال ضد الشعب الكردي التي راح ضحيتها اكثر من000 185 الفا من النساء والأطفال والشيوخ والشابات والشباب وكثير من الممتلكات الخاصة والعامة ’ واحتراماً لقدسية ذكرى الشهداء واجلالاً لأرواحهم الطاهرة ’ قررت ان لا ارى الأهانة تتكرر بحق ضحايا الشعب الكردي بمثل الصلافة التي تعرض لها ضحايا الدجيل .
اتصل بي بعض الأصدقاء واخبروني بأمر لا يمكن لعاقل ان يصدقه .. ان القاضي العامري قد نطق بمقدمة براءة صدام حسين مؤكداً بأنه ليس دكتاتوراً ’ وقد تفاجىء صدام نفسه .. تصورت الأمر مزحة وضحكت ’ غير ان احدهم كرر جازماً وطلب مني مشاهدة فضاءية الفيحاء مساءً .
على فضائية الفيحاء شاهدت القاضي العامري وسمعته ’ كان صدام يعطي مثلاً معبراً عن قناعته على انه دكتاتور ... غير ان القاضي العامري متعمداً ببلادة بعثية وتوقيت ليس عفوياً كرر " انك لست دكتاتوراً .. انك لست دكتاتوراً .. " ثم يذهب بعيداً ليتهم الشعب العراق " ان الشعب هو الذي يصنع الدكتاتور " ’ يعني ان العراقيين كانوا قد ضغطوا على الديموقراطي صدام حسين وجعلوا منه دكتاتوراً .. وان الجرائم والمجازر وحروب الأبادات والتجويع والخيانات ’ جميع ذلك وكثير غيره كانت عفوية غير مقصودة ومن صنع الشعب وعلى مسؤوليته ’ ان صدام وربما البعث بكامله كانوا مجبرين وينبغي براءتهم وادانة الشعب ومحاكمة ضحاياه ومفقوديه ومهجريه ومشتكيه وشهوده .
كان بالنسبة لي صدمة اضافية ليس لي مخرجاً منها الا العودة للواقع السياسي الذي يتحرك من حولنا .
لماذا نستغرب او نستنكر ذلك ’ فالبعثيين القتلة والمتهمين بجرائم ابادة بحق الشعب والوطن ’ ودمروا العراق وسلموه جريحا منهكاً لرحمة الأحتلال يخترقوننا الآن وعلى جميع الأصعدة ويتقدمون الينا منتقمين وعلى جميع الجبهات ’ يمارسون قتلنا وتعذيبنا على نطاق واسع ’ فأضافة لتواجدهم الكثيف المدعوم والمشرعن كذباحين ومفخخين ومفجرين وخطافين ومغتصبين ومؤجرين للبهائم الأنتحارية وزمر لزرع الرعب والذعر والخوف وتدمير الحياة اليومة والمنشاءات الخدمية’ فهم الآن سياسون في مجلس النواب ورئاسته ومجلسي رئاسة الجمهورية والوزراء ًوقادة في الجيش والشرطة والمخابرات والأستخبارات ’ فلماذا لا يكونوا متنفذين في السلطة القضائية ومن يمثلهم يكون قاضياً يحاكم مرحلياً رئيسه وسيده القائد ...؟ لماذا لا ننظر الى الأمر بكامل حجمه ونتوقع ابشع المفاجئآت وننتظر وقوع الفاجعة على رؤوسنا قريباً ..؟ لماذا لا نرى الذين يصنعون الكارثة ويخرجوها ويمثلوها في شوارعنا وامام اعيننا .
انصرفت نهائياً عن رؤية مسرحية ما يسمى بمحاكمة الطاغية صدام حسين واقزام نظامه ’ وتجنبت حتى متابعة اخبارها لأستعادة شي من توازني النفسي .
اخبرني بعض الآخوة : ان الأجواء قد تغيرت داخل المحكمة ’ وقد عرف كل قدره ومكانته وحجمه ’ القاضي استعاد هيبة المحكمة ’ المشتكي يستطيع ان يعبر عن حزنه وعمق مآساته ’ الشاهد يتمتع بحريته لقول مشاهداته ’ المتهمين ورغم صلافتهم وانعدام حيائهم فالقاضي الجديد قد اعاد اليهم حجمهم كمتهمين بجرائم بشعة .. انه القاضي الشاب محمد مجيد العريبي ’ من ابناء عشيرة البومحمد في العمارة .. لم استغرب ذلك لأني اعرف الكثير من ابناء تلك العشيرة ’ وعشيرتي ( الزيرج ) مجاورين لهم وعائلتي ترتبط بعلاقات تاريخية وثيقة بعائلته ’ وفعلاً شاهدت الحلقتين الآخيرتين ’ كان انساناً جريئاً ’ يحزن لمآساة المشتكين حد انفجار العبرة ’ يحترم الشهود ويتعامل مع الجميع بما فيهم المتهمين بما يحقق العدالة والقانون والنظام ’ ولا يسمح لمن يسيء الى ذلك وملتزماً كذلك بأحترام مهنته .
لأول مرة شعرت بميل لمتابعة سير محاكمة تلك الزمر المنحطة .
الأراذل لا يطيقون القانون والعدل والنظام ’ فأرتكبت وحشيتهم جريمتها بأطلاق رصاص غدرهم على صدور عائلة القاضي محمد مجيد العريبي ’ فأستشهدا صهره وشقيقته وجرح ابنها ’ وسقطت بذلك هيبة الحكومة الساقطة اصلاً .
هدف الجريمة هو التأكيد على ان الأراذل وحدهم يستطيعون تعيين من يحاكم ازلامهم ويسمح بأستهتارهم وشتائمهم وسخريتهم بضحايا جرائمهم حتى تهيئة الأجواء لأطلاق سراحهم ’ هكذا ابتداءت المسرحية وهكذا عليها ان تنتهي.
حكومة الفواتح والمناسبات المهمة والسفرات والزيارات الأستعراضية ’ ابتلعت الأهانة واستمرت دون حياء تقاتل الهواء في ربيع المنطقة الخضراء .
من هذا الذي يرتكب كل تلك الجرائم البشعة الغريبة ..؟ من هذا الذي تجاوز اقصى حدود الأستهتار في تعذيب العراقيين ... ؟
المليشيات السنية بحق الطائفة الشيعية والعكس .. التكفيريين من المستوردين والمحليين .. ضحايا الأستهتار المتعمد لقوات الأحتلال .. بقايا النظام البعثي الساقط .. الزرقاويين وما شابههم .. ام ( وهنا يجب ان نتلفت حذراً ) فرق الموت الواضحة الفعل المجهولة الهوية التي قدمت ظلاً بين قوات الأحتلال وتم تفريخها من تحت عباءة السفير الأمريكي السابق نكروبونتي ’ اضافة للذين تم تصنيعهم محلياً من مجرمي البعث داخل معتقلات القوات الأمريكية ... ؟
تولد الأسئلة صارخة محتجة ’ وقبل ان تدرك اجوبتها يتم تفجيرها بمفخخات الأعلام العملاق .
انني على قناعة ان القاضي محمد مجيد عريبي ابن الجنوب المعذب سوف لن يتراجع عن رسالته في تحقيق العدالة والقانون والنظام في اكبر جريمة ارتكبت بحق الأنسان العراقي ’ وعلى الأفاضل من ابناء العراق جماهير واحزاب ومنظمات وشخصيات وطنية ان تقف بثبات الى جانب القاضي الفذ محمد مجيد العريبي .
09 / 10 / 2006



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوقفوا عجلة موتكم يا اهل العراق
- مزروع انا بديرتي ...
- سأبصق في وجهي فقط ... ؟؟؟
- الأستاذ حمّزه الجواهري : فدراليات .. ولكن ؟
- ام الكوارث : معقدة جداُ ..
- دعوة لمن لا يستحقون وطنهم
- البديل الوطني الديموقراطي.. ما العمل.. ؟
- التيار الوطني الديموقراطي .. صعوبات جدية
- الجالية العراقية في المانيا : مبادرات ودلالات
- ماجد فيلي ... يعاتب الوطن عشقاً
- اليسار العراقي: رقع جديدة في ثوب عتيق
- العراق : بيضة في قبضة الأحتلال
- البعث ظاهرة عراقية ...من الذات يجب اجتثاثها .
- الجرح اللبناني ... والموت العراقي .
- نتبرع لكم ... وتتبرعون الينا . !!! .
- العراق ... لبنان .. واشكالية الموقف
- ايها الوطن الجميل : محنتنا عراقية
- مهازل اختنقت بها رئة الوطن
- اللعب على حبلي الوطن والأقاليم !!!
- 14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - محاكمة الطاغية بين القاضي والقاضي ...