أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن حاتم المذكور - اهمية الأستقلالية لمنظمات المجتمع المدني ...















المزيد.....

اهمية الأستقلالية لمنظمات المجتمع المدني ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 10:13
المحور: المجتمع المدني
    


بداية ماذا تعني الأستقلالية في مجالات العمل المهني والنقابي ومجمل النشاط الوطني الديموقراطي .. هل يعني حقاً الوقوف على التل بعيداً عن مصير الوطن وهموم الناس ... ؟ او اللأابالية ازاء ما يعصف بالبلاد من كوارث ومصائب ومحن .. والترقب السلبي لما سوف يحدث من نتائج كارثية ... ؟ هكذا كما يعتقده البعض خطاءً .
بالتأكيد ( لا ) .. ان مثل تلك المظاهر المخجلة والمشينة في اغلب جوانبها ليس لها ما يجمعها مع مبداء النشاط المهني والوطني الديموقراطي المستقل .
الأستقلالية وبكل بساطة تعني تحرير الأرادة الجماهيرية من نفوذ السلطة السياسية ’ تدخلات اجهزتها ومؤسساتها ... تأثيراتها المادية والعنوية .. شراك اعلامها المومم ... اضرار المحسوبية والمنسوبية ...الى جانب الأختراقات الأيديولوجية والمذهبية والتزمت النظري والبرنامجي المؤطر بضيق الأفق الحزبي والشللي .. وايضاً الرفض القاطع لحالات التحجم والذبول داخل ثكنات الوصاية المطلقة ثم التحجر كلافتات وواجهات دعائية وفي افضل حالاتها ’ كيانات سلبية لا وضيفة لها سوى الأستنفار اللاواعي لمناطحة مثيلاتها من واجهات الطرف المقابل .
الأستقلالية تعني كذلك ’ رفض الوساطة بين الناس والوطن وبين الفرد والمجتمع ’ وبين المبادرات الذاتية والأهداف المشتركة .. بين الوعي وارادة الأبداع .. بين التفكير السليم والممارسة الناجعة .. بين العمل المثمر واعادة تقييم المسار والنتائج .. انها الوقاية من اعراض عمى الطاعة والأنتظار السلبي لتلقي قوالب التوجيهات والتعليمات الجاهزة .. انها الحيويات الواعية والطاقات الخلاقة والأنجازات النقية في اجواء حرية الأخلاص للوطن والأيمان بالشعب والرغبة في ان تتوجه جميع الدوافع والقدرات والنوايا الحسنة للألتحام والتوحد والتجدد في احضان المجتمع .
تلك الحقائق لم تحتاج الى مجهر عقائدي للبحث عنها .. انها اكبر بكثير من حجم المذاهب والبرامج والأيديولوجيات والتحاصص وتقاسم الأسلاب والمنافع الفئوية والذاتية .. انها تصرخ وتتظلم وتستغيث وتدعو عبر الأنتكاسات والأنكسارات والمسلسل الدامي للهزائم .
احزاب الطوائف والأعراق والعشائر والأيديولوجيات والكيانات التي تشكلت على ارضية التوافقات والمحاصصات لاترغب ان ترى مثل تلك الحقائق وتستفاد من التجارب المريرة .. انها مصابة بالحول التاريخي وعطب الذاكرة ونوبات الأصرار الغبي على تكرار ممارسات وسلوكيات فقدت صلاحيتها نهائياً .. انها عاجزة عن فهم الواقع والتغييرات الجذرية التي طراءت على مجمل ظروف وحياة الأنسان العراقي ’ يقضته .. وعيه .. نظرته المستقبلية .. تعشقه للحريات الديموقراطية .. تعلقه في اسقلالية ارادته وقراره ورسم افاق مستقبله .
المؤسسة السياسية ’ طائفية .. عرقية .. مذهبية .. عقائدية ’ لم تستوعب بعد القيمة الأجتماعية لمنظمات المجتمع المدني المستقلة ’ والدور التاريخي الذي يمكن لها ان تلعبه على اصعدة الفكر والمعرفة والتحضر وتعزيز اواصر السلم الأجتماعي .
منظمات المجتمع المدني المستقلة : هي كالمرآة التي تستطيع عليها جميع اطراف المؤسسة السياسية ان ترى شكلها ... حجمها .. ايجابياتها ..سلبياتها ’ وبواسطتها فقط يمكن لها ان تشخص عيوبها وتصلح عاهاتها وتعدل اعوجاجها’ اما اذا كسرت تلك المرآة او لوثت وتشوهت ’ فستختلط الوجوه وتمتزج العورات وتختفي الفواصل بين ما هو جميل او قبيح’ وما هو ايجابي وسلبي ’ وتمرر الخيانات والأساءات ’ لهذا يجب على كل من يجد نفسه واثقاً من حسن طويته وصدق برامجه وادعاءاته ونواياه ’ ونظافة هويته الوطنية والأنسانية ’ ومستعداً لأستيعاب اهمية الممارسة الديموقراطية وتقبل الآخر واحترامه والأيمان بحقه ’ عليه ان يحافظ على تلك المرأة كاملة نظيفة بعيدة عن مصادر التلوث واغبرة الطائفية والعرقية والعشائرية واعراض الأختراقات المذهبية والأيديولوجية .
كثيراً من منظمات المجتمع المدني القائمة فعلاً او شكلاً ’ تكونت خطاءً وابتداء نشاط بعضها كواجهات سياسية ومذهبية ودعائية لهذا الطرف او ذاك التكتل ’ بعضها مشدوداً الى وتد التمويل واخرى شكلتها عناصر مفطومة على الأرتزاق ’ مثل تلك المنظمات اصبحت لها تكلفتها على مستقبل منظمات المجتمع المدني ’ وعائقاً امام تحقيق اهدافها القريبة والبعيدة في مجالات النشاط الوطني الديموقراطي المستقل .
هناك من حاول ويحاول انجاز شيئاً نافعاً ’ لكن ظلت تنقصه اليقضة والحذر لتجنب اسباب الأنتكاسات والعثرات السابقة ’ فتعثر وانتكس وتراجع .. لكن هناك في الجانب الآخر وعلى نفس السياق محاولات جادة واعية تواكح الحصارات ومحاولات التهميش والأحتواء ’ تختصر المسافة بين واقع الجمود والتردي الراهن والأدور المستقلة الرائدة في بناء منظمات المجتمع المدني .
لنأخذ مثلاً على صعيد جمهورية المانيا الأتحادية ’ هناك فعاليات ومبادرات وكيانات قائمة فعلاً ’ اختارت نهجها النقابي المهني والوطني الديموقراطي معتمدة على استقلالية ومشروعية واحقية نشاطها ’ وحققت على الواقع خطوات ثابتة وانجازات ناجحة مدعومة بقناعة اعضائها ومؤازريها .
في اللقاء التشاوري بتاريخ 10 / 09 / 2006 تم الحوار والتشاو الفعلي ’ وبموضوعية ورغبة ودوافع اخوية سليمة . خرج المجتمعون بأعلان لجنة تنسيق على عموم المانيا الأتحادية ’ وفي برلين وحدها عقد اجتماع لاحق تم فيه انتخاب لجنة تنسيق بين بعض المنظمات والشخصيات الوطنية المستقلة ’ وفي مدينة بون ينشط المركز العراقي الألماني الذي تشكل من عناصر تمتلك الخبرة والتجربة على صعيد العمل النقابي والمهني المؤطر بالأهداف الوطنية والديموقراطية ’ وهناك تجمع للآخوة في مدينة عامبورك ’ يعدون الآن الى الأجتماع التشاوري الموسع على عموم المانيا في بداية الأسبوع الأول من السنة القادمة ( 2007 ) ’ كذلك توجد تجمعات وشخصيات مستقلة تنشط في مدن المانية اخرى مثل مدينة دريزدن وهنوفر وشتوتكارت ومنشن وغيرها ’ بالتأكيد توجد مبادرات مماثلة على عموم ابناء الجالية العراقية خارج الوطن .
ان الأمر بمجمله يعبر عن ولادة حتمية لواقع جديد ’ يثبت اصالته عبر المبادرات والنشاطات المتواصلة وانبثاق الكيانات الرائدة ’ ولمثل ذلك الواقع توجد حاجة ماسة وظرورة تاريخية ’ وهنا يجب ان يقتنع الأخرين ’ بأن محاولات العودة الى مجمعات الأفكار والممارسات والسلوكيات الظارة اصبح امر ليس له ما يبرره ’ اظافة الى استحالته ’ لهذا يكون الزاماً على مؤسسات العملية السياسية وواجهاتها في العراق وخارجه ان تستوعب الدرس من جانبها ’ وتدعم بقوة ونزاهة منظمات المجتمع المدني وتضخ بين صفوفها الأيجابيين من عناصرها ومؤازريها الى جانب الحرص الشديد على استقلاليتها وسلامة نهجها وتماسك كياناتها مصحوباً بكل اشكال الدعم النزيه ومنه المعنوي بشكل خاص ’ وتحرص ايضاً وبمبدئية عالية على ان تكون منظمات المجتمع المدني المستقلة هي الأجواء الصحية التي يمكن ان تتنفس داخلها العافية جميع الأطراف والكيانات الوطنية المخلصة ’ وتجعل منها قوة مؤثرة ’ تراقب وتحاسب ويخشاها الجميع وعلى محكها يستطيع كل منها ان يمتحن صدقه واستقامته وقدرته وضعفه وثقته بنفسه .
منظمات المجتمع المدني وفي جميع الحالات ’ ثروة فكرية وسياسية ومعرفية وحضارية وطاقات خلاقة وابداع متجدد وثمرة للجميع ومن اجل الجميع ’ وسكة امنة يسير عليها قطار الوطن والمجتمع نحو الأمن والأستقرار والأزدهار ومتانة وخلود السلم الأجتماعي .
هذا ما نأمله ... وسننتظره .. وليبقى الوطن هو الأكبر في عيون اهلــه .
11 / 10 / ‏2006‏
[email protected]



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة الطاغية بين القاضي والقاضي ...
- اوقفوا عجلة موتكم يا اهل العراق
- مزروع انا بديرتي ...
- سأبصق في وجهي فقط ... ؟؟؟
- الأستاذ حمّزه الجواهري : فدراليات .. ولكن ؟
- ام الكوارث : معقدة جداُ ..
- دعوة لمن لا يستحقون وطنهم
- البديل الوطني الديموقراطي.. ما العمل.. ؟
- التيار الوطني الديموقراطي .. صعوبات جدية
- الجالية العراقية في المانيا : مبادرات ودلالات
- ماجد فيلي ... يعاتب الوطن عشقاً
- اليسار العراقي: رقع جديدة في ثوب عتيق
- العراق : بيضة في قبضة الأحتلال
- البعث ظاهرة عراقية ...من الذات يجب اجتثاثها .
- الجرح اللبناني ... والموت العراقي .
- نتبرع لكم ... وتتبرعون الينا . !!! .
- العراق ... لبنان .. واشكالية الموقف
- ايها الوطن الجميل : محنتنا عراقية
- مهازل اختنقت بها رئة الوطن
- اللعب على حبلي الوطن والأقاليم !!!


المزيد.....




- -أدلة- على -انتهاك- وحدات من الجيش الإسرائيلي حقوق الإنسان
- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن حاتم المذكور - اهمية الأستقلالية لمنظمات المجتمع المدني ...