محمود حمدون
الحوار المتمدن-العدد: 8043 - 2024 / 7 / 19 - 05:55
المحور:
الادب والفن
" الخواجة بوتشي "
====
ما تلك الرسالة العبقرية التي أراد أن يمررها لنا " أسامة أنور عكاشة" في رائعته " زيزنيا"؟
المصري –الإيطالي , بوتشي عامر عبد الظاهر .. صاحب الثقافتين المنتميتين لحوض البحر الأبيض المتوسط..
طوال الخط الدرامي للمسلسل, على مدار جزئيه, لم نجد من يطمئن إليهم " بشر" غير شخصيتين فقط.:
-الهامشي الحرفوش, شِنّو أو الشناوي, كداب الزفة, منظّم المظاهرات, متعهد الأفراح, الملتصق بطين الأرض, العارف بدروب المدينة وسراديبها السرية, اللامنتمي لأي شيء .. الحرفوش بامتياز, المصري في صورته التي سحقتها الاحتلالات, قهرتها السلطة.
-الدرويش, عبد الفتاح الضرغامي. صاحب الكرامات التي لا يعرفها هو ويؤمن بها من حوله, الناصح الأمين لبشر, الهائم على وجهه في " عايدة", الواعي بكل قضية, الغائب عن الوعي في نفس الوقت.
على عكس كل أبطال المسلسل وشخصياته , كان بشر متفرّدًا في وضعيته, منفردًا في صراعه بحثًا عن الهوية, الوجود, لم يأمن لمجتمع الطلاينة المنتمي إليه بحكم رابطة الدم.
لم يبحث شنّو والضرغامي عن بشر, بل بحث عنهما بوتشي حتى وجدهما, ووجد عندهما سلامه الداخلي..
من أنت يا عكاشة؟
كيف سوّلت لك نفسك أن تسطو وحدك على وادي عبقر بكل ما فيه ؟
#محمود_حمدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟