أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - العلاقات مع الناتو حق سيادي للأردن














المزيد.....

العلاقات مع الناتو حق سيادي للأردن


الفرد عصفور

الحوار المتمدن-العدد: 8038 - 2024 / 7 / 14 - 17:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما تفاجأ كثيرون بإعلان قمة حلف شمال الأطلسي الناتو قرار إقامة مكتب اتصال للحلف في العاصمة عمان. لكن المفاجأة ستزول عندما نعلم أن العلاقات الأردنية مع الغرب عموما ومع الحلف أيضا علاقة عميقة وقديمة مثلها مثل العلاقات مع الولايات المتحدة.
وافتتاح هذا المكتب كما قال بيان الحلف يدل على دور الأردن الجوهري في استقرار المنطقة كما يدل على تقدير الولايات المتحدة والحلف لهذا الدور. ومن الواضح أن جميع دول الحلف تريد أن يكون لها علاقات أوسع واقوى مع الأردن الأمر الذي يشكل رمزا ومؤشرا للمكانة التي وصلت إليها المملكة على صعيد علاقاتها الدولية. ولذا فالأردن بحسب بيان الناتو يعد من أهم حلفائه في الشرق الأوسط.
هذه العلاقات المتميزة بين الأردن والناتو ستساعد المملكة على مواجهة التهديدات والتحديات الأمنية والإرهابية وبشكل خاص ما يحدث على الواجهة الشمالية للمملكة.
سيكون من نتائج هذا الاتفاق الكثير من الفوائد المتبادلة بين الأردن والحلف على الصعيدين اللوجستي والعسكري أي أن التعاون سيكون في الاتجاهين. وكما قال مسؤول امني أميركي ستكون هناك فرصة لدول الناتو أن تتعلم من تجربة الأردن في مكافحة الإرهاب كما ستكون فرصة للأردن للتعلم من الناتو في المجال نفسه.
لا شك أن هناك من يعترضون على هذه العلاقات بين الأردن والناتو إما لانهم لا يدرون ما يجري في الإقليم وفي العالم أو انهم مغرضون . وإذا كان لهؤلاء الحق في إبداء رايهم فإن لغيرهم أيضا الحق في أن يوضحوا بعض محاسن مثل هذه العلاقات. ولا بد أن الظروف الإقليمية والدولية الراهنة تحتم على الأردن أن يتحالف مع دولة عظمى وحلف عالمي لضمان حقوقه وسيادته ووحدة أراضيه. وإذا كنا أخطأنا في الماضي بعدم الانضمام إلى أي حلف بذريعة المقولة المشهورة "لا للأحلاف" ثم التحقنا بركب تحالف دول عدم الانحياز فاليوم العالم غير ذلك العالم والخصوم غير أولئك الخصوم.
ومن الأكيد أن الأردن سيستفيد كثيرا من الإمكانات العسكرية للناتو وقد سبق له ذلك من خلال المناورات المشتركة والدورات التدريبية لكنه بعد هذا القرار سيكو الأمر أكثر فعالية واعمق فائدة.
ولان الأردن دولة ذات سيادة فإنه من حقها أن تعقد التحالفات التي تريد مع الجهة التي تريد مثلما هو حال بقية الدول ذات السيادة. وقد جاء قرار افتتاح مكتب اتصال الناتو في عمان تتويجا لأكثر من ثلاثين سنة من التعاون بين الأردن والحلف كان الأردن خلالها في حماية المظلة الأطلسية تلتزم بحمايته ومساعدته ودعمه.
ولان الأردن يعمل في العلن والوضوح جاء بيان وزارة الخارجية واضحا شفافا يؤكد أن هذا المكتب المزمع إقامته في عمان يشكل علامة فارقة في الشراكة الاستراتيجية العميقة بين الأردن والحلف حيث يقر الحلف بدور الأردن المحوري في تحقيق الاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي ويشيد بالإنجازات الأردنية في مكافحة الإرهاب والتهديدات العابرة للحدود.
ربما كانت تجربتنا مع الأحلاف في الماضي تجربة كئيبة أو ربما فاشلة وذات تأثير سلبي سياسيا واجتماعيا بسبب البروباغاندا الناصرية والبعثية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. لكن تجربتنا اليوم مع حلف الأطلسي ستكون مختلفة عن تجارب الخمسينات لاختلاف الظروف والإمكانات وكذلك لاختلاف في الأولويات.
في الخمسينات عندما طرحت فكرة مشروع حلف بغداد كان يمكن لهذه الفكرة أن تخدم استقلال الأردن وتحمي وحدة أراضيه أمام أطماع إسرائيل وأمام ألاعيب هواة السياسة والحكم الذين جاؤوا إلى السلطة على ظهور الدبابات.
في الخمسينات وربما إلى اليوم يقول البعض أن حلف بغداد كان حلفا يخدم الاستعمار وإسرائيل. لكن الوثائق التاريخية تقول شيئا آخر. تشير الوثائق الأميركية التي تحدث عنها الدكتور المهندس منذر حدادين في لقاء عام أثناء حفل إشهار كتاب الدكتور سمير مطاوع عن أسباب عدم قيام الدولة الفلسطينية أن إسرائيل هي التي كانت تحرض الولايات المتحدة للتأثير على الأردن لمنع انضمامه للحلف. قد تبدو هذه الحقيقة غريبة أو مفاجئة للكثيرين.
حتى مصر عبد الناصر في ذلك الوقت التي تفجرت حناجر إذاعاتها ضد اشتراك الأردن في الحلف كانت قد اشتركت في المحادثات التمهيدية للانضمام إليه لكنها تراجعت عن ذلك بصورة مفاجئة.
بعد مخاض صعب اضطر الأردن للتراجع عن قرار الانضمام إلى الحلف بسبب هياج الشارع بتحريض من الخارج. وفي منشور مفصل بعنوان "قصة محادثات تمبلر" أكد رئيس الوزراء آنذاك الشهيد هزاع المجالي الذي كان مؤيدا للانضمام إلى الحلف أن عدم انضمام الأردن إلى حلف بغداد أضاع عليه ثلاث فرص كبيرة وهي:
أولا أن يصبح عضوا فاعلا وعلى قدم المساواة مع دول الحلف ويتخلص من المعاهدة مع بريطانيا وثانيا أن يزيد حجم قواته المسلحة بنسبة خمسة وستين في المئة وان يزيد مستوردات أسلحته بنسبة مئة في المئة كما وعدته حكومة لندن بالإضافة إلى إلزام الجهد العسكري للدول الأعضاء في الحلف بالدفاع عن الأردن في حال تعرضه إلى أي اعتداء إسرائيلي مع أن الأردن لم يكن مطلوبا منه الالتزام بأي جهد عسكري حارج حدوده. والفرصة الثالثة التي ضاعت هي أن توضع الخطط وتنفذ لتنمية وتطوير الاقتصاد الوطني للتخلص من التبعية الأجنبية و الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
كان هذا في الماضي. أما في الحاضر فقد اختارت قيادة هذا البلد أن ترتبط بالولايات المتحدة وقد قال ذلك الملك الحسين نفسه في خطاب مهم أمام جمعية الشؤون الدولية في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة بتاريخ السابع من تشرين ثاني عام 1981 : (ولقد قررت منذ خمسة وعشرين عاما أن أقود الأردن نحو اوثق صداقة ممكنة مع الولايات المتحدة).
منذ البداية لم يخف الأردن علاقاته مع الولايات المتحدة ولم يخجل منها فالدولة ذات السياسة تأخذ القرارات التي تناسبها وتحمي وجودها وتدعم صمودها وبصورة خاصة إذا ما كانت مثل الأردن في وضع جيوسياسي يشكل لها حالة من النعمة والنقمة في وقت واحد.



#الفرد_عصفور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد ألف وسبعمئة سنة على نيقية الأول هل من سبيل لمجمع نيقاوي ...
- قانون المواريث للأردنيين المسيحيين أين وصل ولماذا يتعثر
- هل تحظى بطريركية القدس بكاردينالية دائمة
- خمسة وسبعون عاما على النكبة أين دولة فلسطين
- هل كان الغزو الأميركي للعراق مفتاح إيران الذهبي للهيمنة عليه ...
- ماذا بعد رحيل البابا بندكتوس واحتمال استقالة البابا فرنسيس؟
- الدكتور سمير مطاوع 1938-2022
- كيف تعطل قيام الدولة الفلسطينية
- استهداف منظمات المجتمع المدني الفلسطينية هل هو انتقام شخصي؟
- كيف يدعم النقل العام المجاني وشبه المجاني موازنة الدولة
- صديق المدخن كتاب يستحق القراءة
- الديمقراطية لا تحتاج انتخابات والانتخابات لا تصنع الديمقراطي ...
- اين الشرق الاوسط في الانتخابات ا لاميركية
- هل يواصل المسيحيون العرب هجرة أوطانهم؟
- لكل دولة من زعيمها نصيب
- الرمح والهدف الصعب مذكرات سمير مطاوع
- على مشارف الخمسين: التلفزيون الاردني الى اين؟
- لوريس: ابداع في الاخراج وابداع في الاختيار
- من منظور اردني قراءة جديدة في كتاب الدكتور سمير مطاوع الاردن ...
- لماذا لا نحتاج الى مجلس نواب


المزيد.....




- -هل أنتم متفاجئون؟-.. ترامب يعلق على الاشتباه بتورط روسيا في ...
- بالصور: حرائق في سوريا ودول جنوب أوروبا والبلقان بسبب موجة ا ...
- الحرب في أوكرانيا: دعوة لاجتماع ثلاثي بين ترامب وبوتين وزيلي ...
- محكمة استئناف تمنح إدارة ترامب ضوءا أخضر لخفض المساعدات الخا ...
- مظاهرات غربية وعربية ومطالب بالتحقيق في اغتيال صحفيي الجزيرة ...
- حماس: تصريحات نتنياهو عن -إسرائيل الكبرى- تستدعي موقفا عربيا ...
- السودان.. هجوم مسيرات مفاجئ ومعارك عنيفة في الفاشر
- -رقم تاريخي- لاستهلاك الكهرباء في مصر.. ما السبب؟
- بريطانيا.. السماح للشرطة بكشف انتماء المتهمين في قضايا حساسة ...
- المغرب.. جهود مكثفة ومستمرة للسيطرة على -حريق شفشاون-


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - العلاقات مع الناتو حق سيادي للأردن