أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - الفرد عصفور - لكل دولة من زعيمها نصيب















المزيد.....

لكل دولة من زعيمها نصيب


الفرد عصفور

الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 26 - 14:13
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


تفاوتت إجراءات الدول تجاه فايروس كورونا فاختلفت النتائج في كل بلد حسب ما أسعفته ميزات زعيمه القيادية وبنيته الفكرية وتهيئته المهنية.
خمسة نماذج يمكن رصدها. الأول ينطلق من الأنانية السياسية. والثاني يمثل احترام البحث العلمي، بينما الثالث مناهض لسابقه ويجسد الاضطراب ومعاداة العلم، والرابع يجسد الفوضى أما الخامس فهو نموذج الانضباط العسكري.
تشابهت استجابة الصين وإيران وإسرائيل انطلاقا من تفضيل مصلحة النظام والحزب.
في الصين وضع الرئيس المتخصص في الهندسة الكيماوية العقلية العلمية جانبا واعتبر الفايروس عدوا سياسيا وتعامل معه بهذه الطريقة. واخفت السلطات الحزبية المحلية الحقائق فعطلت الاستجابة الصحيحة في الوقت المناسب وكل من حذر ونبه تمت معاملته وكأنه عدو للدولة والحزب.
وفجأة في نهاية شهر كانون ثاني / يناير خصص الرئيس الصيني كل جهده لمتابعة عدوه. فتشدد في فرض الإغلاقات وحظر التجول لكن المعارضة رأت أن هذه المبالغة قصد بها فرض هيبة الدولة التي تتعرض للتآكل.
في إيران الوضع مختلف قليلا لكنه مشابه من حيث الجوهر. استجابة ضعيفة وتأخر في إبلاغ الناس بخطورة الوباء حتى تمر الانتخابات بسلام ويمر عيد الثورة وعيد النيروز. ويبدو هذا ناجما عن ضعف مؤسسة الرئاسة لضعف رئيسها الذي يرتهن للمرشد وللحرس الثوري. يقود الحرس الثوري علاقة مميزة مع الصين فلم تستطع الرئاسة منع عودة سبعمئة طالب صيني يدرسون في قم زاروا بلادهم في ذروة انتشار المرض هناك. كما لم توقف الرحلات الجوية من وإلى الصين لطائرات الشركة التي تتبع الحرس الثوري. الصراع بين أقطاب الحكم في إيران تمثل برفض تنفيذ تعليمات الرئيس وكان لذلك ثمنه من الأرواح.
في إسرائيل ظلت الأنانية السياسية تلازم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي كان يتعامل مع الوباء بطريقة بوليسية بتعليمات أمنية لمتابعة المصابين الذين وضعوا في العزل. خِدمته في وحدة العمليات الخاصة في الجيش جعلت منه شخصا قاسيا. واجه نتانياهو تحدي الفايروس بقوة لكنه استغله بطريقة انتهازية. كان يظهر كل ليلة على التلفزيون مرتديا الكمامة الطبية محذرا بان الفايروس قد يصيب مليون إسرائيلي ويقتل عشرين ألفا على الأقل. لكن الصحافة اتهمته بالتصرف وكأن الوباء غير موجود منشغلا في الشؤون الحزبية لضمان فوزه برئاسة الحكومة لان هذا كان السبيل الوحيد لانفكاكه من مواجهة القضاء بتهم الفساد التي قد تضعه وراء القضبان.
النموذج الثاني كان محط أنظار العالم لاتصافه بالحكمة والهدوء والمرونة. انه نموذج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تصرفت بشغف مستوحى من عقليتها العلمية والتحليلية. فهي تحمل درجة الدكتوراة في كيمياء الكم ولها بحوث علمية وعندما انتقلت إلى عالم السياسة ظلت تحتفظ بالتفكير العلمي. عندما خاطبت برلمان بلادها عن الوباء رسمت صورة علمية له معتمدة في قراراتها على استشارة خبراء من المؤسسات البحثية الألمانية الرفيعة. وهذه الميزة جعلت العالم يلتفت إلى تعامل ألمانيا مع الوباء.
في الجانب الآخر من الأطلسي هناك النموذج المضطرب والمعادي للعلم الذي يمثله الرئيس الأميركي دونالد ترامب. كانت استجابة ترامب للوباء مضطربة مثلما هي شخصيته. وكانت إحدى ميزاته مناقضة الأطباء والعلماء مستندا إلى آرائه الخاصة. ويقول منتقدوه أن إدارته تضع الغريزة السياسية فوق الحقائق العلمية. ويرى دوغلاس برنكلي المؤرخ في جامعة رايس أن ترامب هو الرئيس الأميركي الأكثر عداء للعلم.
ففي بداية زحف الوباء ظل يقلل من خطورته مصرا على أن الأمر بسيط وسيتم تجاوزه. وكان يوزع الاتهامات يمينا ويسارا ويتهم الصحافة بانها تهول الأمر وتضر الاقتصاد. كذلك استخدم ترامب الوباء كمادة انتخابية ليهاجم الحزب الديمقراطي ويتهمه بالمبالغة.
يوصف ترامب بانه فوضوي ويلوم الآخرين على أي فشل يتعرض له. وحتى منتصف مارس / آذار ظل ترامب يستمع لأصدقائه رجال الأعمال ويرفض وقف الرحلات الجوية ويرفض خطة التباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس والأعمال لكن وطأة المرض أجبرته على ذلك.
أراد فريق البيت الأبيض العلمي مقابلة الرئيس لوضعه في الصورة لكن الرئيس سافر إلى الهند فأصدر الفريق تحذيره بدون علم الرئيس أو موافقته. لم يستمع للنصائح المبكرة التي نبهت إلى خطورة الفايروس. بل أنه روج لأدوية وعلاجات لم تثبت فاعليتها وقد رفض العلماء اعتمادها. وقال مرة أن حقن المصابين بالمعقمات قد يساعد على قهر الفايروس الأمر الذي استدعى السخرية منه. تعامل ترامب مع الوباء من منطلق الربح والخسارة نظرا لخلفيته التجارية والمالية. كان على عجلة من أمره لإعادة فتح البلاد لكن ضغط الخبراء والمستشارين منعه من ذلك.
النموذج الرابع يمثله بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني. كان له طريقة مختلفة تماما في التعامل مع الفايروس. اعتبر جونسون الأمر بسيطا ومخاطره معتدلة ويمكن ضبطه والسيطرة عليه وكان يتباهى بأنه زار المصابين بالمرض من دون كمامة ولا قفازات. ونصح البريطانيين بمواصلة حياتهم كالمعتاد وأن كل شيء على ما يرام إلى أن أصيب هو نفسه بالمرض.
اعتمدت حكومة جونسون مبدأ غاية في الغرابة عندما يطبق على البشر وهو مبدأ مناعة القطيع. ظن جونسون أن ترك المرض يتفشى بين الناس سيؤدي إلى تحصينهم، لكن التحصين المفترض لم يحدث وأصيب جونسون نفسه بالمرض. خلق المرض لحكومة جونسون أزمة هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية. كانت استجابة جونسون للفايروس وأدواته لإدارة الأزمة مثيرة للسخرية بحسب الصحف البريطانية التي اتهمته بعدم الجدية وقالت صحيح إنها الحرب لكن جنودها مسلحون ببنادق صيد.
النموذج الخامس يمثله الملك عبد الله الثاني. الخلفية المهنية والفكرية للعاهل الأردني عسكرية بامتياز. فهو خريج أكاديمية ساندهيرست العسكرية وعمل في الجيش البريطاني ثم في الجيش العربي وكان قائد القوات الخاصة الأردنية. كذلك فان الخلفية العسكرية لوزير الصحة الدكتور سعد جابر كان دورها فاعلا ومهما وواضحا في السيطرة على الوباء وضبط انتشاره والوصول بالبلاد إلى مرحلة الخطر المعتدل الذي سمح بفتح الاقتصاد بنسبة عالية.
بحسب المفهوم العسكري فإن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم، فكان تأمين الحدود وإغلاق المعابر الخطوة الاستباقية الأولى، تلاها التدقيق في القادمين إلى البلاد وحجرهم جميعا حجرا احترازيا. اجتماع دائم للحكومة والأجهزة الأمنية والعسكرية في المركز الوطني لإدارة الأزمات، وفرض حالة الطوارئ، وإصدار بيانات واضحة ومحددة عن كل التفاصيل.
في وقت مبكر تم منع التجمعات وإغلاق المدارس والجامعات والصالات والمقاهي والمساجد والكنائس وتعطيل الأعمال الخاصة والحكومية ثم فرض حظر التجول أحيانا الجزئي وأحيانا الشامل وتكليف الجيش والأجهزة الأمنية بمراقبة التطبيق.
الانضباط العسكري في إدارة أزمة كورونا في الأردن كان ظاهرا. حتى الملك كان في معظم الأحيان يظهر متابعا للاجتماعات الحكومية ومتفقدا أحوال الناس والمؤسسات بالزي العسكري الأمر الذي يوحي بالانضباط وحسن السيطرة.
لكل واحد من هذه النماذج كثير مثلها في أماكن أخرى من العالم والمهم على الدوام هو الالتزام بأن تكون سلامة الإنسان هي الهدف الأول.



#الفرد_عصفور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرمح والهدف الصعب مذكرات سمير مطاوع
- على مشارف الخمسين: التلفزيون الاردني الى اين؟
- لوريس: ابداع في الاخراج وابداع في الاختيار
- من منظور اردني قراءة جديدة في كتاب الدكتور سمير مطاوع الاردن ...
- لماذا لا نحتاج الى مجلس نواب
- النهضة الارثودوكسية في ارجاء البطريركية المقدسية
- العصور الوسطى هل كانت مظلمة؟ اكاذيب رائجة وحقائق مغيبة
- في سبيل تفادي انهيار الشرق الاوسط
- اليد الأميركية في الفوضى السورية
- الأسباب الخفية للحرب الاهلية السورية
- قيامة السبت ام قيامة الاحد
- هل يكون هذا منزليسوع في الناصرة؟
- الجهاد المقدس على “فيسبوك”
- هل من امل في العودة او التعويض
- لا تقع في فخ ما نسب الى البابا فرنسيس فهو مجرد خداع
- الكاتب المبدع ولم جبرا في ذكراه العاشرة
- هل ترضح امانة عمان للضغوط
- هل عمان مدينة عصرية؟
- السياسة والمسيحيون في الاراضي المقدسة
- على هامش مؤتمر الدوحة لحوار الاديان: التعارف من اجل النجاح


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - الفرد عصفور - لكل دولة من زعيمها نصيب