أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - اليد الأميركية في الفوضى السورية















المزيد.....

اليد الأميركية في الفوضى السورية


الفرد عصفور

الحوار المتمدن-العدد: 4891 - 2015 / 8 / 9 - 17:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يرى جوناثان مارشال في هذا المقال ان الميديا الأميركية سواء منها العامة أو المحافظة تضع كل اللوم فيما يتعلق بالحر ب الاهلية السورية على الرئيس بشار الاسد وإيران، ولكن هناك ثمة جانب آخر من الرواية صار فيها غصن الزيتون السوري الممدود إلى الولايات المتحدة وإسرائيل قد تم ازدراؤه، وتبع ذلك توجه محموم "لتغيير النظام".

بقلم جوناثان مارشال
ترجمة الفرد عصفور

22 تموز 2015
كونسورتيوم نيوز، انفورميشن كليرينغ هاوس

خلف الزعيم السوري الحالي بشار الأسد والده كرئيس على راس حزب البعث الحاكم في العام ألفين. وإذ كان في الخامسة والثلاثين من العمل يتحلى بثقافة بريطانية انتعشت الآمال في البلاد وخارجها بانفتاح للنظام وإدخال إصلاحات. في عامه الأول في السلطة أطلق المئات من المعتقلين السياسيين واغلق أحد السجون الكريهة، مع ان قواته الأمنية استأنفت مداهمة المعارضين بعد عام.
ولكن كان واضحا منذ البداية تقريبا انه تم التعليم على الأسد من قبل إدارة الرئيس بوش الابن بغرض تغيير النظام. ثم في السنوات الأولى من رئاسة باراك أوباما كان هناك بعض المحاولات للتدخل الدبلوماسي، ولكن بعد قليل من اندلاع الصراع الأهلي في عام ألفين وواحد، فان إرث العداء الأميركي الرسمي تجاه سوريا حرك المواجهة الكارثية لواشنطن ضد الأسد التي ما زالت متواصلة حتى اليوم.
هكذا فانه من المهم تفهم تاريخ مقاربة إدارة بوش تجاه سوريا. بعد قليل من هجمات سبتمبر ألفين وواحد، علم القائد السابق لحلف شمالي الأطلسي ويزلي كلارك من مصدر في البنتاغون ان سوريا كانت على قائمة القصف نفسها التي كان العراق عليها. ويتذكر كلارك ان إدارة الرئيس بوش "أرادتنا قلقلة الشرق الأوسط، وقلبه راسا على عقب، وجعله تحت سيطرتنا".
من المؤكد ان مساعد وزير الخارجية الأميركي جون بولتون في خطابه في ايار عام ألفين واثنين عنوانه "ما وراء محور الشر" حدد سوريا بالاسم ضمن مجموعة من "الأنظمة المارقة" إلى جانب العراق، التي عليها ان "تتوقع انها ستصبح أهدافا لنا". ولكن كل لفتات الأسد التصالحية والتعاونية تكممت تنحيتها جانبا.
لم يتلق نظام الأسد أي اعتراف من الرئيس جورج بوش أو نائب الرئيس ديك تشيني لكونه أصبح برأي أحد الباحثين وهو كيليك بوغرا كانات "واحدا من أهم حلفاء وكالة الاستخبارات الأميركية الفاعلين من ناحية الاستخبارات في الحرب على الإرهاب". ولم يقدم النظام فقط معلومات استخبارية عن هجمات محتملة للقاعدة انقذت حياة الكثيرين، وقامت بالأفعال القذرة نيابة عن وكالة الاستخبارات المركزية في التحقيق مع المشتبه فيهم من الإرهابيين الذين جلبتهم الولايات المتحدة من أفغانستان وغيرها من المناطق.
لقد عمقت معارضة سورية للغزو الأميركي للعراق وكذلك الاشتباه بتورطها في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في شباط ألفين وخمسة من عداء الإدارة الأميركية تجاه دمشق.
وفقا لما يقوله الصحفي سيمور هيرش، بدأت واشنطن وبصورة سرية التعامل مع المملكة العربية السعودية لدعم جماعات المعارضة الإسلامية بما فيها الاخوان المسلمون.
وبفضل تسريبات ويكيليكس علمنا ان سياسيين لبنانيين، يعملون لصالح مسؤولين سعوديين حثوا واشنطن على دعم عبد الحليم خدام كتكتيك يؤدي إلى تحقيق "تغيير كامل للنظام في سوريا" والتفرغ لمعالجة "المشكلة الأكبر" إيران.
في الاثناء كان نظام الأسد يسعى جاهدا لتقليل عزلته الدولية بالوصول إلى تسوية سياسية مع إسرائيل. وبدأ محادثات سرية مع إسرائيل في العام ألفين وأربعة في تركيا وتوصل في العام التالي "إلى شكل متقدم يشمل المسائل السياسية والحدود والمياه والأراضي" بحسب ما يقوله المؤرخ غابرييل كولكو.
دعم إسرائيليون كبار بمن فيهم قادة سابقون في الجيش الإسرائيلي والشين بيت ووزارة الخارجية تلك المحادثات. لكن إدارة بوش منعتهم كما أكد ذلك الرئيس المصري حسني مبارك في يناير كانون ثاني من العام 2007.
يشير المؤرخ كولكو إلى ان صحيفة هآرتس الإسرائيلية "نشرت سلسلة من الروايات المفصلة إلى اقصى حد، بما فيها مسودة الاتفاق، وأكدت ان سوريا "قدمت معاهدة سلام منصفة وبعيدة المدى يمكن ان توفر "الامن لإسرائيل وشاملة" وتؤدي إلى انفكاك سوريا عن إيران وخلق مسافة حذرة بينها وبين كل من حزب الله وحماس.
"كان دور إدارة بوش في تدمير أي اتفاق سلام حاسما. وقد كان تشارلز ديفيد ولش مساعد وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى حاضرا في الاجتماع الأخير من المفاوضات كما شارك في كل تلك الاجتماعات اثنان من كبار مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية السابقين، وكانا يرسلان تقارير منتظمة إلى مكتب ديك تشيني نائب الرئيس. لقد امتلأت الصحافة بتفاصيل كيفية الدور الأميركي الحاسم، لأنها كانت تضع الحرب على راس الاجندة وليس السلام.
عزلة الاسد
في اذار مارس2007 نشر ماك كلاتشي قصة إخبارية بان إدارة الرئيس بوش قد "أطلقت حملة لعزل الرئيس بشار الأسد واحراجه ... كانت الخطة التي توقع بعض المسؤولين انها هدفت إلى زعزعة سوريا كان لها شهور في التطبيق. وقد تضمنت تصعيد الهجمات على سجل سوريا لي مجال سجلها في حقوق الانسان.
... وظهر ان الحملة هدفت إلى التخريب على التوصيات التي ظهرت في ديسمبر كانون اول الماضي في تقرير الجنة الحزبية المشتركة لدراسة الوضع في العراق، وهي توصيات حثت الرئيس بوش على التدخل مع سوريا لاستقرار العراق ومعالجة المشكلة العربية الإسرائيلية. وقال مسؤولون ان تلك الحملة حملت بصمات إليوت أدامز، وهو محافظ يعمل في البيت الأبيض وهو مسؤول عن ترويج اجندة بوش للديمقراطية في العالم".
ولم يكن غريبا ان ديك تشيني نائب الرئيس كان أيضا معارضا شديدا للتعاون مع سوريا.
وفي محاولة ثانية لكسر الجمود دعا السفير السوري في الولايات المتحدة إلى محادثات لحقيق سلام كامل مع إسرائيل في أواخر ألفين وثمانية. وقال السفير عماد مصطفى في حديث اذاعه راديو الجيش الإسرائيلي "اننا نتوق للاعتراف كل بالآخر وانهاء حال الحرب، وهنا أيضا هناك شيء رائع نقدمه. دعونا نجلس معا، دعونا نصنع السلام مرة والى الابد وننهي حال الحرب".
بعد ذلك بأيام ثلاثة، ردت إسرائيل بإرسال فريق كوماندوز إلى سوريا لاغتيال جنرال سوري اثناء وليمة في منزله على الشاطئ. ووصف ايجاز سري للغاية من قبل وكالة الامن القومي العملية بانها "اول مثل معروف على ان إسرائيل تقوم باستهداف مسؤولين حكوميين رسميين".
وبعد شهرين فقط، شنت القوات الأميركية غارة داخل سوريا، ظاهرها قتل أحد نشطاء القاعدة، ونجم عن الغارة مقتل ثمانية مدنيين عزل. وقالت صحيفة ديلي ستار البيروتية "ان التورط المشبوه لبعض الصقور أصحاب العداء الصارخ لسوريا في اعلى مستويات إدارة الرئيس بوش بمن فيهم ديك تشيني نائب الرئيس يتشاركون الصمت الأميركي من اجل شحذ لعبة التحزر بشأن من هو بالضبط الذي أمر أو وافق على ذه الغارة العابرة للحدود".
ادانت صحيفة نيويورك تايمز الهجوم واعتبرته خرقا للقانون الدولي وقالت ان توقيته "لا يمكن ان يكون أسوأ مما هو عليه" مع ملاحظة انه "يتزامن مع إقامة سوريا وللمرة الأولى علاقات دبلوماسية كاملة مع لبنان. وكانت تلك علامة على ان بشار الأسد حاكم سوريا كان جادا بشأن انهاء حالة العزلة في الغرب. وكانت الغارة أيضا إشارة إلى مصر والمملكة العربية السعودية والأردن بان الأسد الذي كان تحالفه مع إيران امرا مكروها بات الآن راغبا وساعيا للعودة إلى الحظيرة العربية".
قالت الصحيفة أيضا "إذا كان الرئيس بوش ونائب الرئيس تشيني قد وافقا على عمل يغامر بتخريب محادثات السلام السورية الإسرائيلية، ونقض التوجه السوري للتعاون في العراق ولبنان، واللعب بأيدي إيران، فانه بذلك يكون الرئيس بوش ونائبه تشيني لم يتعلما شيئا من اخطائهما السابقة وافعالهما السيئة".
في مقابلة مع مجلة فورين بوليسي قال السفير السوري عماد مصطفى ان حكومته بدأت لتوها محادثات ودية مع مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الأميركية بمن فيهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وأضاف "انه فجأة حدثت الغارة في شرق سوريا". وقال انني لا اعتقد ان "المسؤولين في الخارجية الأميركية كانوا يخدعوننا فعلا، اعتقد انهم كانوا يريدون بحق الانغماس دبلوماسيا وسياسيا مع سوريا. نحن نعتقد ان القوى الاخرى في الإدارة الأميركية كانت مستاءة من تلك الاجتماعات وقاموا بهذا العمل خصيصا لتخريب الأجواء الجديدة".
بالرغم من كل تلك الاستفزازات العديدة، واصلت سوريا مفاوضاتها مع إسرائيل من خلال الوسطاء الاتراك. وفي أواخر عام 2008 ووفقا لما قاله الصحفي سيمور هيرش فان "كثيرا من المسائل التقنية المعقدة تم حلها، وكانت هناك اتفاقات من حيث المبدأ على تطبيع العلاقات الدبلوماسية. الخلاصة كما يرويها سفير يخدم في تل ابيب هي ان الجانبين كانا قريبين من بعضهما "أكثر مما يمكن ان تتصور". ثم وفي أواخر ديسمبر كانون اول 2008 شنت إسرائيل عملية الرصاص المصبوب، وهي هجوم مدمر على غزة أدى إلى مقتل ألف واربعمئة فلسطيني، ينما خسرت إسرائيل تسعة جنود وثلاثة مدنيين.
التخريب الاسرائيلي
انتهت الحرب القصيرة في يناير كانون ثاني ألفين وتسعة، قبل قليل من تنصيب الرئيس أوباما. وقد أبلغ الأسد الصحفي هيرش انه بالرغم من غضبه الشديد على إسرائيل لقيامها بكل شيء ممكن لتخريب احتمالات السلام ... فإننا نعتقد اننا بحاجة لإكمال حوار جاد يقودنا إلى السلام". ويؤكد حاكم قطر "ان سريا متشوقة للانخراط مع الغرب الأمر الذي لم يتخيله البيت الأبيض في عهد بوش. ان كل شيء ممكن، طالما ان السلام امر مطلوب".
بشأن أوباما، قال الأسد "نحن سعداء لقوله ان الدبلوماسية – وليس الحرب – هي وسيلة إدارة السياسة الدولية". وأضاف الأسد "نحن لا نقول اننا دولة ديمقراطية. ولا نقول اننا مثاليين، ولكننا نتحرك إلى الامام". وعرض الأسد ان يكون حليفا للولايات المتحدة ضد التهديد المتنامي للقاعدة وتطرف الإسلاميين، التي صارت القوى الرئيسية في العراق ولكنها لم تترسخ بعد في سوريا.
لكن امال الأسد ماتت في مهدها. فالحكومة الجديدة في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو التي باشرت مهامها في اذار مارس 2009 عارضت بعناد أي صفقة لمبادلة الأرض بالسلام مع سوريا. وقد افتقدت إدارة أوباما الفاعلية أو الإرادة لإجبار إسرائيل على ذلك.
لقد قام الرئيس أوباما بالفعل بمتابعة وعوده بخطب ود سوريا بعد فترة طويلة من العلاقات المجمدة. فأرسل ممثلين من وزارة الخارجية ومجلس الامن القومي إلى دمشق في أوائل 2009؛ وانتدب المبعوث جورج ميتشل ثلاث مرات لبحث مسالة التسوية السلمية في الشرق الأوسط؛ وقام بتعيين اول سفير في دمشق منذ العام 2005؛ ودعا نائب وزير الخارجية السوري إلى واشنطن للتشاور.
على أي حال، واصل الرئيس أوباما التمويل السري لجماعات المعارضة السورية، التي حذر دبلوماسي أميركي كبير بان الأمر سينظر إليه من قبل السلطات السورية على انه "مساو للرغبة في دعم تغيير النظام".
اما في الولايات المتحدة نفسها، فان سياسة أوباما الجديدة في التعامل مع سوريا فقد كانت موضع تنديد من قبل المحافظين الجدد. حتى ان إليوت أبرامز المدان في قضية إيران – كونترا والذي عفا عنه الرئيس جورج بوش الاب والذي ادار سياسة الشرق الأوسط في مجلس الامن القومي أيام جورج بوش الابن فقد وصف جهود أوباما بانها مجرد "مسايرة" وقال ان السياسة السورية ستتغير فقط " في حال سقوط النظام في إيران وهو الدعامة الأساسية للرئيس الأسد".
في الاثناء رفضت سوريا مطالب واشنطن لها للتخلي عن دعمها لإيران وحزب الله وردت بإحباط على رفض الإدارة الأميركية رفع العقوبات الاقتصادية. فقد قال الأسد "ان الذي حدث لغاية الآن هو مقاربة جديدة. فالحوار حل محل الاملاءات وهذا حسن، لكن الأمور توقفت عند ذلك".
حتى شهر اذار مارس 2011 واصلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الدفاع عن المحادثات مع الأسد، وكانت تقول "هناك الآن زعيم آخر في سوريا، وان كثيرا من زعماء الكونغرس من كلا الحزبين الذين ذهبوا إلى سوريا في الشهور الأخيرة قالوا انهم يعتقدون انه إصلاحي".
لكن هذا الموقف سيتغير بعد شهر، عندما ادان البيت الابيض "بأشد العبارات الممكنة" نظام دمشق لعمليات القمع "المدانة تماما" ضد المعارضين السياسيين في مدينة درعا، متجاهلة قتل رجال الشرطة في المدينة.
في شهر اب / أغسطس، وبعد تقارير انتقادية من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان إزاء مسؤولية النظام عن قتل المدنيين وإساءة معاملتهم، شارك الرئيس أوباما القادة الأوروبيين في مطالبة الأسد "بمواجهة حقيقة رفض نظامه تماما من قبل الشعب السوري وان يتنحى جانبا". (في الحقيقة فان غالبية السوريين الذين استفتوا في ديسمبر كانون اول 2011 عارضوا استقالة الأسد).
فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية جديدة، الأمر الذي دفع السفير السوري في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، ليؤكد ان الولايات المتحدة "تشن حربا دبلوماسية وإنسانية ضدنا". في البداية رحب مؤيدو سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى (التدخليون) بسياسة أوباما، إلى ان أخفق الرئيس في ارسال قوات أو مساعدة رئيسية إلى المجموعات المتمردة، فاتحا الباب إلى الدعم من قبل دول الخليج وتركيا للقوى الإسلامية.
نهوض السلفيين
في بداية صيف ألفين واثني عشر، استنتج تقرير سري لاستخبارات وزارة الدفاع ان "السلفيين والاخوان المسلمون والقاعدة في العراق (التي عرفت فيما بعد باسم الدولة الإسلامية) قد أصبحت القوى الرئيسية التي تقود التمرد في سوريا".
وكما اعترف جو بايدن نائب الرئيس الأميركي في وقت لاحق، "الحقيقة هي ... ان هناك لا يود وسط معتدل ... وان حلفاءنا في المنطقة هم أكبر مشكلاتنا في سوريا ... انهم يصبون مئات الملايين من الدولارات وآلاف الاطنان من السلاح لأي جهة تريد مقاتلة الأسد فيما عدا ان الذين كانوا يزودون هم النصرة والقاعدة والعناصر المتطرفة من الجهاديين".
ومثلما هو الامر مع العراق وليبيا - ألا نتعلم ابدا؟ - "فتغيير النظام" في سوريا سيجلب إلى الحكم اما الدولة الإسلامية المتطرفة أو دولة فاشلة بدون أي نهاية للعنف.
باستذكار رعونة إسرائيل في زرع خصوم فتح الإسلاميين (خصوصا حماس)، فقد اقترح مؤخرا جاكي هوغي محلل الشؤون العربية لراديو الجيش الإسرائيلي اقتراحا وجيها "بان الذي يجب ان تتعلمه إسرائيل من تلك الاحداث هو ان عليها الاستماتة من اجل بقاء وتقوية النظام الحالي باي ثمن". ويقول:
"ان بقاء نظام دمشق يضمن استقرار الحدود الشمالية لإسرائيل، وهو ما يعد الأساس الصلب لأمنها القومي. فالنظام السوري علماي ويعترف تكتيكيا بحق إسرائيل في الوجود ولا يسعى لدمارها. وليس لدى النظام أي عقائد دينية متطرفة ولا يسعى لإقامة خلافة إسلامية في المنطقة التي يسيطر عليها.
"وبما ان سوريا دولة ذات سيادة، هناك ثمة سلسلة من الوسائل للضغط عليها في حال وجود ازمة أو مشكلة. ومن الممكن تبادل الرسائل الدبلوماسية، والعمل ضدها على الساحة الدولية أو لتدمير مصالحها الإقليمية. وان كان هناك حاجة لعمل عسكري ضدها، فلا لزوم للبحث اليائس عن ذلك بين السكان المدنيين والمغامرة بقتل المدنيين الأبرياء.
"لقد اختبرت إسرائيل سنوات من الحدود المستقرة مع النظام السوري. والى ان اندلعت الحرب هناك، لم تطلق مجرد طلقة واحدة من الجانب السوري. وبينما نقل الأسد عدوانيته تجاه إسرائيل إلى الحدود اللبنانية بواسطة حزب الله، فان هذه الحركة أيضا وذراعه العسكري فانه أفضل لإسرائيل من القاعدة وما شابهها. فالنظام مألوف لإسرائيل وكذلك قادته. لقد تفاوضت إسرائيل عبر وسطاء مع حزب الله منذ ان سيطرت الحركة على جنوبي لبنان. وهي مفاوضات في معظمها غير مباشرة وكانت تتقصد خدمة مصالح سياسية عملية مثل تلك المصالح التي تفرض على الذين يضطرون للعيش جنبا إلى جنب، وترشدهم البراغماتية.
"ومع ان مقاتلي حزب الله أعداء أشداء، فلن تجد بينهم التلذذ في الشر والتوحش مثلما رأينا في العقد الماضي بين منظمات الجهاد السني".
على واشنطن ان لا تذهب بعيدا في دعم الأسد بحجة دعم البراغماتية. ولكن عليها ان التخلي بوضوح عن فكرة "تغيير النظام" كسياسية، وان تدعم حظرا للسلاح وتبدأ العمل بالتوافق مع روسيا وإيران ودول الخليج وغيرها من القوى الإقليمية من اجل دعم مفاوضات سلام غير مشروطة مع نظام الأسد.
لقد أسقط الرئيس أوباما مؤخرا تلميحاته التي رحب فها بالمزيد من العمل مع روسيا باتجاه تلك النهاية، في ضوء احتمالات سيطرة الجهاديين تدريجيا لى سوريا.

جوناثان مارشال باحث مستقل يعيش في سان أنسلم بكاليفورنيا. وغالبا ما يكتب لمجلة كونسورتيوم نيوزفالأميركيون الذين يقدسون حقوق الانسان والسلام على اسقاط الأنظمة العربية عليهم ان يرحبوا بخطوة سياسية جديدة مثل هذه.



#الفرد_عصفور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسباب الخفية للحرب الاهلية السورية
- قيامة السبت ام قيامة الاحد
- هل يكون هذا منزليسوع في الناصرة؟
- الجهاد المقدس على “فيسبوك”
- هل من امل في العودة او التعويض
- لا تقع في فخ ما نسب الى البابا فرنسيس فهو مجرد خداع
- الكاتب المبدع ولم جبرا في ذكراه العاشرة
- هل ترضح امانة عمان للضغوط
- هل عمان مدينة عصرية؟
- السياسة والمسيحيون في الاراضي المقدسة
- على هامش مؤتمر الدوحة لحوار الاديان: التعارف من اجل النجاح
- مجلس النواب الاردني السابع عشر: لزوم ما لا يلزم
- من هو البابا القادم
- الأردن الجديد.. الاصلاحات السياسية والدستورية
- هل هذا ممكن؟
- في ذكرى النكبة: عملية السلام ومطالبات اللاجئين الفلسطينيين
- كيف تسقط الدولة باقل الخسائر
- التاهب للمجهول: لبنان ينتظر اليوم التالي
- على هامش زيارة الحج البابوي: البابا والمحاضرة تواضع عظيم ومث ...
- هل حان الوقت لاجراء تعديلات دستورية؟


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - اليد الأميركية في الفوضى السورية