أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - على مشارف الخمسين: التلفزيون الاردني الى اين؟














المزيد.....

على مشارف الخمسين: التلفزيون الاردني الى اين؟


الفرد عصفور

الحوار المتمدن-العدد: 5391 - 2017 / 1 / 3 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقترب التلفزيون الاردني نحو عامه الخمسين من البث وان تجاوز تلك المدة من حيث قرار انشائه (1966). وفي الخمسين كان يجب ان يكون التلفزيون الاردني في قمة العطاء والنجاح والسيطرة في ساحة الفضائيات العربية والاقليمية. لكن الحقيقة غير ذلك والواقع اكثر بؤسا ولا يبشر بخير.

كانت رحلة التلفزيون الاردني تتجه صعودا لكنها تباطأت وتوقفت لتبدأ رحلة الانحدار عندما حسبه البعض من المسؤولين الكبار مجرد مؤسسة خيرية للنهب والتعيين العشوائي والفصل التعسفي. وفي وقت كان يجب التركيز فيه على التخصص والمزيد من الخصوصية للتلفزيون جاء قرار دمج الاذاعة والتلفزيون في مؤسسة واحدة لمجرد تنفيعات شخصية فكانت بداية الخراب وبدء التراجع.

دمج الاذاعة والتلفزيون لم ينفع في تحسين مستوى التلفزيون ولا في رفع سوية ادائه بل على العكس من ذلك صار مجرد وعاء كبير للتوظيف والتنفيع ومستودع بشري لكل من يريد ان ينهب من الدولة من دون ان يبذل جهدا او يقوم بعمل. ومنذ تلك الفترة بدات الصراعات بين ادارات المؤسسة التي كان ضحيتها الاداء المهني المتميز لهذه المؤسسة الوطنية.

ومع عودة المجالس النيابية للبلد بدات مرحلة ثانية من الخراب لان ضغوط النواب على الحكومة وعلى ادارة المؤسسة فرضت مدراء وموظفين ليس لهم من العمل المهني شيء سوى ان يعدوا اياما ويقبضوا رواتب.

تضخمت اعداد الموظفين الى درجة ان صار الحل في رأي الدولة لمثل ذلك التضخم وهذا الترهل هو رفد المؤسسة بمزيد من الموظفين، على امل الاصلاح، الامر الذي كان له نتائج عكسية. ومع ذلك استمرت الحكومة في فرض اعداد من الموظفين وكأن التلفزيون صار مجرد تكية لتنفيع الناس واستقطاب رضاهم وسكوتهم. في السنوات الاخيرة وبحسب سجلات التلفزيون تم تعيين اكثر من ثلاثمئة موظف باوامر ادارية مباشرة وكلها تدخل تحت باب التنفيع والمحسوبية.

اخترعت الحكومة مجلس الادارة لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون بحجة الاصلاح وتوفير بيئة ادارية عصرية الامر الذي زاد من تعقيد العلاقات بين المدراء. مجلس الادارة في العادة يكون للشركات ويؤلف من اصحاب راس المال او كبار الموظفين اما هنا فهو مجرد وجاهة وليس له اي فاعلية سوى فاعلية رئيسه الذي يحاول لكنه مثل الذي يحاول ملء السلة بالماء. تعيين مجلس ادارة يزيد العبء على الادارة وعلى الموازنة وبدلا من مدير واحد اصبح للتلفزيون ثلاثة مدراء.

الجميع يذكر الصراعات التي تقع بين المدراء وكيف يتم تعيين مدير عام على الرغم من رئيس مجلس الادارة مثلما حصل في احدى السنوات الماضية فما كان من رئيس مجلس الادارة سوى ان حرد وجلس في بيته الى ان قيل لذلك المدير ان يقعد في بيته ويستلم راتبه الى حين انتهاء عقده فعاد ذلك الرئيس ليكمل مدة عقده.

لكن يبدو ان الدولة يئست من الحل والاصلاح فاتجهت لتاسيس تلفزيون وطني اخر تحت مسمى تلفزيون المملكة، فان كان ذلك التلفزيون من ابداعات الحكومة وتحت تصرفها فان مآله سيكون مثل التلفزيون الاردني وبوتيرة اسرع.

تلفزيون وطني جديد ومستقل يتبع نهج الكفاءات والمهنية قد يكون بالفعل بديلا عن التلفزيون الاردني الحالي الذي قد يترك لمصيره المتمثل في الذوبان والانصهار ومن ثم الانهيار التام.

من يريد تشخيص مشكلات التلفزيون الاردني سيصطدم بواقع مؤلم، واقع لا يزيده الترهل والتضخم سوى الما اكبر. من كثرة اعداد الموظفين تتسامح الادارة في موضوع الالتزام بالدوام الى درجة ان اعدادا كبيرة من الموظفين يعملون في اماكن اخرى بدوام كامل ولا يزيد دوامهم في المؤسسة الام عن يومين اسبوعيا في افضل الاحوال. ومنهم من لا ياتي سوى يوم او يومين في الشهر في ظل غياب كامل لديوان المحاسبة وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد.

في عمر الخمسين وبكثير من الترهل والتضخم والفوضى وبوجود ما بين الف وسبعمئة الى الف وثمانمئة موظف في المؤسسة يبدو ان الجراحة هي الحل الوحيد. المؤسسة تحتاج الى قرار اصلاح جريء قوي وواضح لا يلتفت الى المصالح الضيقة ولا الى التنفيعات والمحسوبيات.

الخطوة الاولى الضرورية في هذا السياق هي الانفكاك التام من نظام الخدمة المدنية والعودة الى الاستقلال المالي والاداري.

والخطوة الثانية يجب ان تكون فك الارتباط ما بين التلفزيون والاذاعة ويلي ذلك حل مجلس الادارة والاستغناء عنه كلية لعدم فائدته في جميع الاحوال. وبعد ذلك يعين مدير عام مستقل معه التفويض الكامل للاصلاح والتطوير والتغيير اداريا وبرامجيا ومهنيا في محاولة انقاذ قد تنجح قبل فوات الاوان.



#الفرد_عصفور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوريس: ابداع في الاخراج وابداع في الاختيار
- من منظور اردني قراءة جديدة في كتاب الدكتور سمير مطاوع الاردن ...
- لماذا لا نحتاج الى مجلس نواب
- النهضة الارثودوكسية في ارجاء البطريركية المقدسية
- العصور الوسطى هل كانت مظلمة؟ اكاذيب رائجة وحقائق مغيبة
- في سبيل تفادي انهيار الشرق الاوسط
- اليد الأميركية في الفوضى السورية
- الأسباب الخفية للحرب الاهلية السورية
- قيامة السبت ام قيامة الاحد
- هل يكون هذا منزليسوع في الناصرة؟
- الجهاد المقدس على “فيسبوك”
- هل من امل في العودة او التعويض
- لا تقع في فخ ما نسب الى البابا فرنسيس فهو مجرد خداع
- الكاتب المبدع ولم جبرا في ذكراه العاشرة
- هل ترضح امانة عمان للضغوط
- هل عمان مدينة عصرية؟
- السياسة والمسيحيون في الاراضي المقدسة
- على هامش مؤتمر الدوحة لحوار الاديان: التعارف من اجل النجاح
- مجلس النواب الاردني السابع عشر: لزوم ما لا يلزم
- من هو البابا القادم


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - على مشارف الخمسين: التلفزيون الاردني الى اين؟