أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - خمسة وسبعون عاما على النكبة أين دولة فلسطين















المزيد.....

خمسة وسبعون عاما على النكبة أين دولة فلسطين


الفرد عصفور

الحوار المتمدن-العدد: 7612 - 2023 / 5 / 15 - 16:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ هزيمة حزيران 1967 وحتى معاهدة كامب ديفيد وإلى الانتفاضة الأولى ومنها إلى مدريد وأوسلو وحتى انتفاضة الأقصى حتى الآن كل ذلك كان فرصا ضائعة بينما الوقائع على الأرض الفلسطينية تتغير لمصلحة إسرائيل.
عشية مؤتمر مدريد للسلام عام واحد وتسعين حلل الملك الحسين بأسى طبيعة التعامل العربي مع القضية الفلسطينية بقوله: "إن المدقق في الخط البياني للقضية الفلسطينية لا يمكن أن يغفل عن ملاحظة أن هذا الخط في انحدار مستمر. فما من فرصة للسلام أتيحت عبر مسار القضية إلا كان الممكن تحقيقه منها أقل مما أتاحته الفرصة التي سبقتها".
بناء على هذا التحليل المنطقي والواقعي، لو استعرضنا مختلف الحلول التي عرضت لحل القضية الفلسطينية، لوجدنا أن كل حل كان في مزاياه ومكاسبه للفلسطينيين أقل من الحل الذي سبقه. فقد ضاعت فرص كثيرة بسبب السياسات التي اتسمت بالسطحية حيث سيطرت العاطفة وغاب العقل. ومنذ وعد بلفور إلى الآن لم يكن العرب في موقف أفضل مما كانوا عليه في مرحلة سابقة.
لم يكن لينتج عن عملية السلام دولة فلسطينية، ففي حين ظن كثيرون أن المفاوضات ستأتي بالحل العادل والشامل المتضمن إقامة الدولة تبين أنها لم تفعل وخصوصا عملية أوسلو التي أنشأت سلطة فلسطينية في الأراضي المحتلة لكنها لم تقم الدولة برغم اعتقاد الفلسطينيين أنه بمجرد توقيع أوسلو سيكون الانسحاب الإسرائيلي مؤكدا وإقامة الدولة الفلسطينية أمرا واقعا.
منذ بداية القرن العشرين لم يتوقف الحلم بإقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين ولكن منذ ذلك الوقت كانت القيادات العربية وبخاصة الفلسطينية منها تفتقد للرؤية الواضحة والمرونة التفاوضية والكفاءة السياسية والمعرفة العميقة بديناميات النظام العالمي فأخفقت في تهيئة كوادر فلسطينية يمكنها حمل أعباء إقامة الدولة.
ومع أن "وعد بلفور" الذي به بدأت نكبة فلسطين لم يكن سوى تصريح سياسي لا يحمل أي قيمة قانونية أو تشريعية إلا أن تأثير النفوذ الصهيوني جعل هذا التصريح ليس فقط التزاما بريطانيا بل التزاما أمميا وجعل منه وعدا في صك الانتداب بإقامة دولة يهودية في فلسطين.
في سنوات الانتداب هيأت بريطانيا الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في فلسطين لمنفعة الحركة الصهيونية وتسهيل إقامة الدولة اليهودية بينما لم تستطع القيادات الفلسطينية انتهاز الفرص في تطوير مؤسساتها الخاصة التي تخدم إقامة دولة فلسطينية فرفضت هذه القيادات مثلا إنشاء وكالة عربية في موازاة الوكالة اليهودية لتهيئة المجتمع العربي في فلسطين لمرحلة الدولة ولم يتم تأسيس صندوق قومي عربي لحماية العقارات العربية.
كان الانتداب البريطاني هو العائق الأول أمام إقامة الدولة الفلسطينية ولم يفعل أي شيء لضمان ممارسة الفلسطينيين حق تقرير المصير. كما أن الدول الكبرى حاولت فرض تسويات لكنها لم تكن عادلة حتى في الحد الأدنى فكانت جميعها غير مقبولة كما أن قرار التقسيم لم يكن مجديا. فالقرار الذي لم تصوت عليه بريطانيا التي اقترحته كان مجرد توصية ورفضت بريطانيا والولايات المتحدة التدخل لتنفيذه بالقوة.
كذلك أضاع الاضطراب السياسي الذي شهدته البلاد العربية في الخمسينات والستينات الجهود العربية لدعم الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره عندما اتخذ قادة الانقلابات من قضية فلسطين غطاءً لسوء استغلال السلطة.
واذا كانت الأحداث السابقة مجرد معوقات في طريق إقامة الدولة الفلسطينية فإن حرب حزيران 1967 كانت الضربة القاضية، فالاحتلال الطويل زرع الأرض بالمستوطنات وأقام الجدار العنصري الذي قسم الضفة الغربية وقضم أراضيها.
من يريد دولة فلسطينية؟ منذ بداية القضية لم تكن هناك أي دعوات واضحة سواء عربية أو دولية لإقامة دولة فلسطينية. وحتى عندما كانت تخرج بعض الأصوات المطالبة بإقامة دولة فلسطينية كانت هناك معارضة واضحة لذلك. وقد شارك العديد من أصحاب المصلحة، أحيانا فلسطينيون، وأحيانا عرب، وأحيانا أجانب، وفي معظم الأحيان إسرائيليون وأمريكيون، في إعاقة الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة. فكل الأحداث أدت إلى تأخير الحل وبالتالي تأخير إقامة الدولة وأعطت الفرصة لإسرائيل لتغيير الحقائق على الأرض ولم يعد الشعب الفلسطيني يملك من أرضه ما يكفي لإقامة دولة متماسكة متصلة.
أول مقترح كان يمكنه ضمان إقامة دولة فلسطينية صدر عام سبعة وثلاثين عبر لجنة بيل الملكية البريطانية التي اقترحت إقامة كيان إسرائيلي في مساحة تقل عن ربع فلسطين ودولة عربية في باقي فلسطين لكن العرب رفضوه بشدة. وعندما عادت بريطانيا إلى فكرة التقسيم في العام 1947 أيدته الحركة الصهيونية لكن العرب وقد ظنوا أن التقسيم سيكون فقط في صالح الجانب اليهودي رفضوا المشروع من غير أن يكون لديهم القوة الحقيقية لإبطال المشروع فأضاعوا من فلسطين أكثر مما أضاعته الأمم المتحدة.
كانت الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية مترددة في دعم إقامة دولة فلسطينية بعد رفض قرار التقسيم ورفضت مناشدة الهيئة العربية العليا لدعم إقامة حكومة فلسطينية في المنفى لملء الفراغ الذي أحدثه انسحاب الانتداب من فلسطين. وقبل ذلك ساهم الانقسام الفلسطيني بصورة سلبية جدا في تعطيل بناء مؤسسات تخدم هدف إقامة دولة فلسطينية.
لكن العائق الأكبر كان الانتداب البريطاني نفسه الذي أراد أن يجعل من فلسطين وطنا قوميا لليهود متغاضيا عن حقوق العرب الفلسطينيين الذين كان يصفهم بأنهم مجرد جماعات غير يهودية. وهذا تسبب في افتقار العرب في فلسطين للتنظيم والتضامن لإقامة بنى وطنية تمكنهم من إقامة مؤسسات تشكل نواة دولة مثلما فعلت الوكالة اليهودية.
خلال خمسة وسبعين عاما لم يفعل المجتمع الدولي الكثير لمساعدة الشعب الفلسطيني وهذا سمح لإسرائيل بالتمادي في تغيير الحقائق على الأرض وتوسيع المستعمرات وزياد أعداد المستوطنين. فالإجراءات التي اتخذتها إسرائيل وعدم وجود موقف عربي موحد وانحياز أميركا إلى إسرائيل وضعف الاتحاد الأوروبي كانت كلها عوامل قوية منعت قيام دولة فلسطينية. مع ذلك ظهرت أحيانا ظروف كان من الممكن لو استفاد منها أصحاب المصلحة المعنيون أن تؤدي إلى تسوية تقود إلى إنشاء دولة فلسطينية لكن عندما ظهرت تلك الظروف حال العناد الإسرائيلي والانقسامات العربية وانقسامات الفلسطينيين دون اتخاذ أي خطوات حقيقية في هذا الاتجاه. فالانقسام السياسي بين القيادات الفلسطينية سواء قبل عام ثمانية وأربعين أم بعده ساهم بصورة سلبية جدا في تعطيل بناء مؤسسات تخدم هدف إقامة دولة فلسطينية. وبينما كانت الضفة الغربية وقطاع غزة تحت السيطرة العربية من العام 1948 حتى العام 1967 لم يستطع العرب كما لم يكونوا راغبين في إقامة دولة فلسطينية مستقلة إذ اعتقدوا أن مثل هذه الدولة لا يمكنها الوقوف وحدها دون تسوية شاملة مع إسرائيل. فلا أحد كان يمكنه القبول بالاعتراف بإسرائيل على أي جزء من فلسطين مقابل هذه الدولة.
وبينما تحتفل إسرائيل هذا الشهر بالذكرى الخامسة والسبعين لقيامها على أرض فلسطين يستذكر الفلسطينيون نكبتهم ويتأملون في ما جرى لهم طول هذه السنوات ويتساءلون لماذا اجتمعت كل الظروف الدولية والإقليمية على حرمانهم من حق إقامة دولتهم المستقلة؟ لن يعرف أحد الجواب الصحيح لمثل هذا التساؤل. وسيمر وقت طويل جدا قبل معرفة الحقائق.



#الفرد_عصفور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان الغزو الأميركي للعراق مفتاح إيران الذهبي للهيمنة عليه ...
- ماذا بعد رحيل البابا بندكتوس واحتمال استقالة البابا فرنسيس؟
- الدكتور سمير مطاوع 1938-2022
- كيف تعطل قيام الدولة الفلسطينية
- استهداف منظمات المجتمع المدني الفلسطينية هل هو انتقام شخصي؟
- كيف يدعم النقل العام المجاني وشبه المجاني موازنة الدولة
- صديق المدخن كتاب يستحق القراءة
- الديمقراطية لا تحتاج انتخابات والانتخابات لا تصنع الديمقراطي ...
- اين الشرق الاوسط في الانتخابات ا لاميركية
- هل يواصل المسيحيون العرب هجرة أوطانهم؟
- لكل دولة من زعيمها نصيب
- الرمح والهدف الصعب مذكرات سمير مطاوع
- على مشارف الخمسين: التلفزيون الاردني الى اين؟
- لوريس: ابداع في الاخراج وابداع في الاختيار
- من منظور اردني قراءة جديدة في كتاب الدكتور سمير مطاوع الاردن ...
- لماذا لا نحتاج الى مجلس نواب
- النهضة الارثودوكسية في ارجاء البطريركية المقدسية
- العصور الوسطى هل كانت مظلمة؟ اكاذيب رائجة وحقائق مغيبة
- في سبيل تفادي انهيار الشرق الاوسط
- اليد الأميركية في الفوضى السورية


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون بدء المرحلة الرابعة من التصعيد: استهداف جميع ...
- روسيا: فتح قضية جنائية بعد حرق كتاب -العهد الجديد-
- كلوب يقول إن مشكلته مع محمد صلاح قد -تم حلها بشكل كامل-
- تركيا تعلن -الوقف التام- للتبادل التجاري مع إسرائيل.. من الف ...
- -ما الأسوأ: أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم تكرار هذه الأكاذيب من ...
- شاهد: يلتهم كل ما يعترض طريقه.. كاميرا ترصد تشكّل إعصار هائل ...
- شاهد: الاحتجاج الطلابي يمتدّ إلى المكسيك والجامعات تنتفض لوق ...
- ألمانيا تستدعي القائم بأعمال سفير روسيا بسبب هجوم إلكتروني
- بعد التهديدات الإسرائيلية بالانتقام.. الجنائية الدولية تصدر ...
- زاخاروفا ردا على كاميرون: أول اعتراف رسمي بالحرب ضد روسيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - خمسة وسبعون عاما على النكبة أين دولة فلسطين