أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - المسمار الأخير قبل الجديد الآتي














المزيد.....

المسمار الأخير قبل الجديد الآتي


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1767 - 2006 / 12 / 17 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعب فهم هذه الحماسة الزائدة للأحزاب العلمانية ، لحزب طائفي ، نقش على اعلامه صفته الطائفية ، وأطلق على " مقاومته " المسلحة اسما طائفيا ايضا .. بل ويعتبر نفسه ، حسب اسمه ، حزبا الهيا مختارا ، يضم في عضويته الخالق نفسه .. وهذه بدعة طائفية سبق فيها حزب الله كل البدع الطائفية التي سبقته ، او لحقته .
في عالمنا العربي صارت البدع انتاجا قوميا يتفوق بمعدلات انتاجه اليومية ، حتى على انتاج النفط ، المادة الوحيدة التي تربط العرب بالعالم من حولهم ، والمادة التي تجعل قيمة لبعض الحكام العرب .. وتفتح لهم طرق الوصول الى مراكز الحضارة ليتمتعوا بما حرموا شعبهم منه .
كيف يمكن التعامل مع حزب علماني ، يرى بحزب طائفي اصولي مثاله الاعلى ؟
كيف يمكن ان نفهم ماركسية حزب ما ، دجن ماركسيته لبدع دينية ، مثل بدعة الانتصار الألهي ؟
كيف يمكن الثقة بحزب شيوعي ، اصبح امينه العام واعضاء مكتبه السياسي ولجنته المركزية دعاة سياسيين لتيار اسلامي ملالي متعصب ، يتميز بعقلية ماضوية ، منغلقة ، وبانتهاج سياسة تشكل خطرا على مستقبل الشعوب العربية وتطور دولها ؟
تؤلمني حتى النخاع ، هذه المهازل الشيوعية والقومية التي نشهد اقصى درجات انحطاطها في هذه الايام ، في دولة ( لبنان) تفوق اهميتها الحضارية والثقافية الدول العربية مجتمعة. هل هي مؤامرة للقضاء نهائيا على اكثر الأنظمة العربية دمقراطية وانفتاحا على الحضارات الانسانية ؟ هل هي مؤامرة لاعادة لبنان الى الحظيرة العربية الرسمية ، وانهاء الاشعاع الحضاري اللبناني ، وما يمثله لبنان من ملجأ للفكر العربي المتنور ، ولحرية الأبداع والنشر التي قادت المثقفين العرب الى حضنه الدافئ ؟ وقاد تاريخيا حركة احياء اللغة العربية والثقافة العربية ؟ واعطى العالم العربي قوافل من المبدعين ، الذين ساهموا بالبعث الحضاري والفكري لأقطار العرب المختلفة .. وكانت اسمائهم منارة ثقافية ( وما تزال ) ومنبعا فكريا وثقافيا وتحرريا لا ينضب ؟!
لا احد يستهتر بالصمود في وجه آلة الحرب الاسرائيلية . ولا أحد ينوي التفريط بهذا الانجاز ، وبغض النظر عن الثمن ، غير الضروري ، الذي دفعه الشعب اللبناني ثمنا لهذا الصمود . ولكن لماذ الاستهتار بدور رئيس الوزراء اللبناني ، وشعب لبنان الذي فرضت عليه هذه الحرب .. وما قاموا به وقدموه من مواقف ، اسهمت في وقف آلة العدوان الهمجية والاسراع في انسحابها .. موقف حزب الله وحلفائه هو تجاوز للحقائق واستهتار بدور الشعب اللبناني وقيادته التي اثبتت جدارتها في هذا الامتحان ، الذي تورط فيه حزب وورط لبنان كله .
ولا أحد يستهتر ، بنفس الوقت ، بتحركات حزب الله لاعادة عجلة التاريخ الى الوراء ، عبر صيغة طائفية مهزوزة ومدمرة ، جند لها حزبا شيوعيا فقد ما يربطة بتاريخة وبفكره الماركسي ، وشخصية بلا ضمير وطني ممثلة بالجنرال ميشيل عون ، الذي انقلب من عدو للسوريين ولوجودهم في لبنان الى حليفهم المقرب منهم ومن حزب الله وحكام دمشق وملالي ايران .. هل غير المنفى ميشيل عون ؟
ربما كان من الأفضل ان أكتب عن مخاطر الصدام المسلح بين حركة حماس وحركة فتح .. ولكني أرى ان لبنان هو الامتحان الصعب لما قد يحدث في مناطق السلطة الفلسطينية .نتيجة الدور الذي تلعبه ايران وسوريا في الأزمة الفلسطينية . مع انتصار حركة حماس كتبت في المقال الأول ان انتصار حماس كارثة للشعب الفلسطيني ، وأنا اليوم اكثر تمسكا بهذا الرأي ، خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية لملالي ايران وتصريحاته غير المسؤولة ،التي قادت شعبنا عبر العقود الماضية الى مآسي وضياع وآلام لم تتوقف حتى اليوم وستقود الشعب الفلسطيني الى المزيد من المآسي والضياع اذا استمر هذا النهج .. هذه العقلية التي تنطلق من فكر غيبي منغلق لا يرى الحقائق السياسية المتغيرة في منطقتنا والعالم لا تقع بعيدا عن الفكر المغامر الذي ينتهجة رئس الوزراء الايراني احمدي نجاد ، وانا على قناعة تامة ان نفس العقلية تسود قيادة حزب الله ، وهذا برز بخطابات حسن نصراللة الأخيرة ( رغم دهائه الاعلامي المشهود له من الجميع )، وبرز بوضوح تام بتصريحات مسؤولي هذا الحزب وتوزيع الأتهامات العشوائية المليئة بالتحريض الدموي ، ضد شخصيات حركة 14 آذار التي اخرجت السوريين من لبنان . مما يكشف الوجه الحقيقى لمخططات حزب الله ، وللخطر الذي يشكله هذا التحالف المستهجن ، بين حزب علماني فقد بوصلته وأجر فكره ونفسه لمن يدفع ويمول. هل بالصدفة ان الاغتيال طال الامين العام السابق للحزب الشيوعي المرحوم جورج حاوي ، ولم يطل الأمين العام الحالي المرحب به من السفارة الايرانية ؟ وهل بالصدفة انه طال قادة شيوعيين سابقين لم يستطيعوا مواصلة التهريج السياسي في حزب فقد توازنه السياسي ـ امثال المرحوم سمير قصير .. وللأسف وضع الحزب الشيوعي الاسرائيلي ليس افضل .. وربما يجد بديلا عن حزب الله اللبناني في اسرائيل ,, فأحزاب الله كثيرة عند العرب .. وحتى عند اليهود !!
لا يمكن العودة الى نفس الوضع المريض وغير الشرعي الذي كان سائدا في جنوب لبنان ، والذي هو نتيجة مباشرة للسياسات السورية التي فرضت على اللبنانيين هذا الوضع المريب والحافل بالمخاطر.
اشعر اني خرجت عن الموضوعة الأساسية التي دفعتني للكتابة .. وكنت سألت نفسي ، ماذا يتبقى من الاحزاب او التنظيمات السياسية ،عندما تفقد توازنها وتبايع تيارات طائفية ؟ ويبدو ان ما يجري على ارض الواقع ابلغ من اي كتابة ..
بالطبع ما يقلقني واقع حزبين كنت ارى بهما منارة للفكر الحضاري وللمسؤلية السياسية . وتاريخيا سجلا صفحات مشرفة على كل الجبهات ، وحين ارى ان حسن نصرالله اصبح ماركس العصر لهذه البقايا المنسية ، اصاب بعسر الاستيعاب واستحالة الفهم . ربما هو المسمار الاخير ...في آمال خابت .. ويبدو انها طريق الآلام والارهاصات التي لا بد منها لظهور ما هو جديد وحيوي ونقي !!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة نووية جديدة في الشرق الاوسط
- في الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن
- آلام ولادة لبنان الجديد
- دروس لبنانية للشعوب العربية
- النجار - حكاية عربية
- عن صحة الطريق ومراجعة النفس ،وعدم تزييف التاريخ اذا اردنا حق ...
- وثائق للاستهلاك الشخصي
- سالم جبران - كاتب ومفكر يلفت الانتباه
- اسرائيل بين موقفين
- بشارة عودة الائتلاف الى بلدية الناصرة
- التلمود - المرجعية اليهودية للتشريعات الاجتماعية
- لشيطان الذي في نفسي
- انتخابات الهيئة التمثيلية الاورتوذكسية في الناصرة
- حكومة واحزاب في مهب الريح
- دراسةادبية تاريخية عن نهضة ونشؤ الادب الفلسطيني للدكتور سليم ...
- العبور
- ملاحظات حول انتخابات مجلس الطائفة الارثوذكسية في الناصرة
- الدرجات
- مع منى ظاهر في ديوانها - ليلكيات -ا
- المفارقة...


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - المسمار الأخير قبل الجديد الآتي