أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - حكومة واحزاب في مهب الريح















المزيد.....

حكومة واحزاب في مهب الريح


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1703 - 2006 / 10 / 14 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سياسة انقاذ الذات على الطريقة الاسرائيلية
الحكومة الاسرائيلية امام الباب الموصد . ما يقلق قباطنتها لم يتجاوز التمارين السياسية لانقاذ انفسهم ومستقبلهم السياسي ، حتى بثمن ضم سياسي فاشي ارعن من فصيلة ليبرمان ، الذي لم يخف مواقفة العنصرية القذرة من العرب في اسرائيل ، باعلانه الواضح انه يجب " نقلهم " للدول العربية .. وتصريحاته المنفلتة عبر كل مسيرته السياسية .. من نوع دعوته لتدمير السد العالي بالقصف الجوي وغيرها من الاستفزازات القذرة..
عمير بيرتس ، زعيم حزب العمل ، الذي علق عليه الجمهور الشعبي في اسرائيل آمالا عريضة ، يتبين انه تحول الى مجرور لا حول له .. تتقرر مواقفه حسب الضغوطات السياسية وغير السياسية داخل حزبه ،وهو عاجز عن اقرار نهج مختلف في التعامل مع الشعب الفلسطيني ، بصفته الوزير صاحب الصلاحيات الاول في اقرار اسلوب التعامل مع الشعب الفلسطيني ، وفترته شهدت تصعيدا دمويا غير مسبوق في اتساعه ، ضد الشعب الفلسطيني. اي فقد شرعيته التي خاض الانتخابات على اساسها .
التوقعات ان حزب رئيس الحكومة – قديما ، في طريقه للاختفاء عن الخارطة السياسية او التحول الى فلقة سياسية قيمتها ثانوية في السياسة الاسرائيلية . السؤال المحرج ما هو مصير حزب العمل ؟ هل سيلحق بحزب قديما ؟ بالطبع لن نأسف عليهما..
المصوتون لحزب العمل في الانتخابات الاخيرة ، لم يصوتوا من اجل سياسة عسكرية متشددة ضد الفلسطينيين ،بل من اجل ايجاد حل معقول ، وهذا كان واضحا باستطلاعات الرأي في اسرائيل .. ولم يصوتوا من اجل شن حرب على لبنان ، هناك اليوم تساؤلات مشروعة مقلقة حول ضرورتها، يطرحها المجتمع الاسرائيلي ، للأسف بعد الثمن الرهيب في الارواح والاقتصاد والبيئة ، ودائما بعد ، ويبدو لي ان جملة حسن نصراللة المشهورة ، " ما بعد حيفا وبعد بعد .. " هي مضمون سياسي اسرائيلي ايضا ، دائما الاحتجاج يجري " ما بعد وبعد بعد " دون ان يتعلم القادة والجمهور ، انه بعد وبعد بعد ، لا يغير من الواقع السيء والثمن الرهيب الذي يدفعه الجميع في هذه المنطقة المنكوبة بسياسة " بعد وما بعد بعد " ومن الجانبين هذه المرة . وهناك بالتأكيد اتهامات جادة وملموسة في فشل المستويين السياسي والعسكري في قرار الحرب .
المصوتون لم يصوتوا ليروا بيرتس وزيرا للأمن في اسرائيل .. صوتوا من اجل برنامجه الاجتماعي ، برناج تقليص ميزانيات العسكرة والحرب ، وايجاد حل للصراع الدموي الاسرائيلي الفلسطيني ، وخلق الظروف للسلام في الشرق الاوسط.. صوتوا لبيرتس من اجل تقليص الفجوة في الاجور ، الآخذة في التوسع بشكل مقلق ، ومن اجل اقرار قانون تقاعد حكومي ، يضمن حياة كريمة لمئات آلاف العمال والموظفين الذين يعملون في شركات ومكاتب بدون حقوق تقاعد ، صوتوا لحزب العمل وعمير بيرتس من اجل تنفيذ الاصلاح في برامج التعليم ، ومن اجل رفع الحد الادنى للأجور الى 1000$ ( الف دولار ) شهري ( اليوم الحد الادنى بحدود ال 700 $ )، مما يضمن تقليص جدي للفقر المتزايد في اسرائيل ، وايضا من اجل رفع مخصصات الشيخوخة التي يدفعها التأمين القومي ، الى مستوى مقبول يضمن كرامة المتقاعدين الذين لا مصدر دخل آخر لهم .. وغيرها من المطالب الاجتماعية التي جرى تقليصها في السنوات السابقة ...
من المسائل المهمة ايضا ، والذي يجري الصمت حوله ، هو التزام الأئتلاف الحكومي بتحقيق المساواة للمواطنسن العرب ، وهذا يشمل حقوق في توزيع الارض ، والبناء في البلدات العربية ، بما يتلائم واحتياجات السكان العرب ، وهناك ، كما اذكر .. تعهد ببناء مدينة عربية جديدة ، الى جانب تعهد حكومي ، حتى قبل الانتخابات ، في رفع نسبة الموظفين العرب في المؤسسات والشركات الحكومية .. وكما نرى هذه الخطوط العريضة تتناقض تماما مع مشاريع ليبرمان ، فبأي حق يتردد عمير بيرتس ، وبعض عناصر حزبه ( بل وبعضهم متحمس لهذه الشراكة) كل هذا التردد .. في رفض الشراكة مع ليبرمان ؟
حقا ابلغ بيرتس بعد صمت طويل ( وبعد ان واجه شبه تمرد داخل حزبه ) رئيس الحومة اولمرت انه لا مكان لليبرمان في الأتلاف الحكومي ، ولكنه لم يكن حاسما وقاطعا في موقفه ، مما دفع اولمرت الى الاستمرار في موقفه لضم ليبرمان ..
بأي وجه سيجيء العمل الى الجمهور العربي من اجل الحصول على اصواتهم في الانتخابات القادمة ؟ وبأي وجه سيتوجه للمصوتين اليهود ايضا الذين دعموا حزب العمل على اساس برنامجه الاجتماعي ، وليس على برناج امني متصلب ومتهور اكثرمن مواقف جنرالات الحرب ؟
الحديث عن احزابنا العربية مؤلم كالعادة .. فهي قاصر في فضح هذا النهج ومواجهته سياسيا ، الا بالتصريحات العشوائية ، وبتصرفات تقود الى الضرر بمصالح هذه الجماهير ونضالها .. ربما يتمنى بعضهم ضم ليبرمان ليزدادوا عنجهية قومية .. تفكيرهم ، للأسف لا يتجاوز فن صياغة الشعارات الملائمة لرفع اسهمهم ، وليس العمل السياسي لتحقيق المطالب الملحة للجماهير العربية ، وهو في اي حساب تريدونه ، سيكون اكبر خدمة قومية تنجز لعرب اسرائيل . حقا الحزب الشيوعي (وجبهته ) في طرحه السياسي ينحو نحو الواقعية السياسية .. ويطرح القضايا الاجتماعية ، برؤية صحيحة ، ومأخذي على بعض نوابه في الكنيست ، وقادته خارج الكنيست ، .. ان طروحاتهم غير مبرمجة فكريا واعلاميا كنشاط متواصل ، انما يميل بعضهم للمنافسات القومية الاستعراضية التي لا تحقق اي انجاز وطني للجماهير العربية . . أوحتى على المستوى الشخصي .. لم يتعلموا بعد ان الاصل ، في الزعيق القومي او اي زعيق آخر .. سيبقى الابرز .. ولكنه سريع السقوط ايضا .. وهذا يشمل كل اصحاب المواقف التي لا تعتمد على الواقع السياسي ، وعلى رؤية صائبة للفرز بين المرغوب والممكن في الظروف الناشئة .
ربما يتهمني البعض بالتراخي السياسي ، او بتهم حادة اكثر ، سبق وان الصقت بي .. ولكني لست على استعداد ، بأي ثمن كان ، ان اطلق المواقف التي لا تغطية لها . وكم تكون مواقفنا اكثر تأثيرا وقابلة للانجاز، اذا عرفنا كيف نتعامل بها امام سلطة لا تحترم ما تتعهد به ، وامام احزاب تتخلى عن عقلانيتها امام مناصب حكومية .
الضعف والقصور في نهجنا النضالي ايضا .. لذا ليس بالصدفة ما نعانيه من ازمة قيادة ومن تفكك المؤسسات القيادية العربية وعجزها عن تحقيق وحدة الكلمة ووحدة النشاط ، حتى امام مطالب متفق عليها .. والأبلى سيطرة الشخصانية داخل الاحزاب لدرجة ان الحزب بات يعرف باسم زعيمة وليس بتنظيمه وطروحاته .
مصير هذه الحكومة تقرر وكل المحاولات لاستعادة البريق السياسي لقباطنتها لن يغير من واقع افلاسها السياسي ، وركض رئيس الحكومة لضم ليبرمان هي محاولة سياسية لاعطاء شرعية قومية يمينية للحكومة ( الروح السائدة في الشارع الآن ) تنقذ قباطنتها من فقدان اهليتهم السياسية .. ولكنها لعبة قذرة ولن تغير من الحكم النهائي .. وللأسف التغيير سيكون للأسوأ .. وهو أمر يصعب فهمه في التفكير السياسي للناس في اسرائيل .. اليسار الاسرائيلي مقعد وعاجز عن تنفيذ برامجه التي تحظى بالاستطلاعات على مكانة مرتفعة .. حين يصل الى السلطة ينفذ سياسة اليمين .. فيعاقب باعادة اليمين الى السلطة ، وكما هو متوقع اليمين سينزل ضربات قاسية بالفئات الشعبية التي تعيده الى السلطة .. ومرة اخرى " بعد وبعد بعد " انتخاب اليمين .. يسود الندم .. من الواضح ان هذه حالة سياسية اسرائيلية اصيلة .. مسارها غير مخفي .. ولكن التكرار لا يعلم احدا .. حتى الذين يتعلموا من التكرار في مجالات غير سياسية !!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسةادبية تاريخية عن نهضة ونشؤ الادب الفلسطيني للدكتور سليم ...
- العبور
- ملاحظات حول انتخابات مجلس الطائفة الارثوذكسية في الناصرة
- الدرجات
- مع منى ظاهر في ديوانها - ليلكيات -ا
- المفارقة...
- حتى لا يظل الشعر مهنة للمفلسين!!
- وجيهة الحويدر : انت صوت المستقبل رغم بطشهم !!
- على دروب الجليل
- نهاية الدور التاريخي للتنظيمات والافكار القديمة
- لاشيء جديد بعد 11 سبتمبر
- الكاتب العبري الكبير سامي ميخائيل في روايته الجديدة يبدأ من ...
- من يحتاج لجنة تحقيق؟
- نهاية الزمن العاقر
- حسابات الحرب .. حسابات خاسرة دائما!!
- حتى لا تختلط الاوراق
- الثقافة النقدية والنقد الثقافي
- بطولة المقاومة .. والواقع المأساوي للعرب !!
- قبل ان تصمت المدافع
- قصة : الحاجز


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - حكومة واحزاب في مهب الريح